ألقينا عصا التَّرْحَال في قريةِ ود الهندي . هي مسقطُ رأسي وانطلقتُ من لدُنهَا في دُروبِ المعرفةِ والعلمِ والشَّغَفِ بالقراءةِ والتَّعلُّم . هي " حنيني ولوعتي وشَجَني دار أبويا ومُتعَتي وعَجَني " أو كما تغنَّى الراحِلُ المُقيم محمد الأمين بود مدني . وبالمُناسَبة تقعُ ود الهندي جنوبَ غرب ود مدني على مسافةِ ٢٧ كم وبينَ المدينتين تقعُ بَرَكات مركزُ إدارةِ مَشرُوعِ الجَزيرة ثُمّ قَريتَا ود النُّور وود عَشا .

نعم صارتْ ود الهندي مدينةً كبيرةً تَمدَدتْ على أحياءٍ سَكَنيةٍ إضافيةٍ حديثةٍ اقتُطِعتْ أراضِيها من مزارعِ المَشرُوع (الحَوَّاشات ) من جهاتٍ ثلاث وقد بدأ الاقتِطاعُ من ناحيةِ الشَّرقِ قبلَ عِدةِ سنوات . وقد دَخَلَتْها الكَهرُباء في عام١٩٧٧م وهي عامرةٌ بالخَدَماتِ الأهْليةِ والمَدارِس من الابتدائي والمُتوَسِط وحتى الثانوي والمراحلُ الثلاثُ بِفُروعِها بنين و بنات. ومُعظَمُ المُعلِّمين والمّعلِّمات بهذه المدارس من أهلِ البَلدةِ . ليس ذلك فَحَسْب ، بل هي عامرةٌ برياضِ الأطفالِ وخَلاوَى تحفيظِ القُرآنِ الكَرِيم إضافةً إلى أربعةِ مساجدَ مُوزعةً على شرقِ البلدةِ ووسطِها وشِمالِها . ولن ننسَى المُستَشفى الكبير الذي أصبحَ قبلةً يَؤمُه المرضي من مناطقَ عديدةٍ خلالَ أيَّام الحربِ اللَعينةِ التي اندلعتْ في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ م . والفضلُ يرجِعُ لكادرِ الأطِباءِ والمُمرِّضين والمُمرِّضات من أهلِ القريةِ وعلى رأسِهم دكتور عابدين محمد أحمد . فلهم منّا جميعاً كلُّ التَّقديرِ والاحتِرامِ وصالحِ الدَّعوات .
ولِود الهندي تاريخٌ عريقٌ يَنضَحُ بالأصَالةِ والشَّرَف . أنشأها جَدُّنا الشَّريف عيسى الغُدة إبنُ ابن الشَّريف مُحمد الهِندي الذي وّلِدَ بمكةَ المُكرَّمة وسُمِّي بالهندي لأنَّ مُرضِعتَه كانتْ هِنديةَ الأصل . وقد وُلدَ الشريف عيسى الغُدة بعد أخيه حَمد أب شَمْباني الذي وُلدَ في عام ١٨٦٦ م . وهما أبناءُ أدَم الشَّريف مُحمد الهندي . ولآدم أخَوان آخرَان هما علي بلَّة الشَّريف محمد الهندي وحَسَن الشّريف محمد الهندي . وبالمُناسَبة الشريف محمد الهندي هو الجَدُّ السَّادِس للشَّريف يُوسُف الهندي . أما سُكَّانُ ود الهندي فَهُم مزيجٌ فريدٌ متآلفٌ في لُحمةٍ اجتِماعيةٍ تَجمعُ بين الأشرافِ كأغْلَبِيةٍ والجَعليين والحُضُور والشَّوايقَة والدَناقلَة والرُّباطاب والكَواهلَة والفَلاَّتة ورّبَّما إثنياتٌ أخرَى لا أذكُرُها . نعم أصبحَ الفَلاتَة جزءاً لا يَتجَزأ من نسيجِ البلدةِ يُشارِكونَ الناسَ أفراحَهم وأترَاحَهم والناسُ يُشارِكونَهم كذلك . وكما قالَ الشَّاعِرُ المَعَرِّي :
الناسُ بالناسِ مِن حَضَرٍ وبادِيةٍ
بعضٌ لِبعضٍ وإنْ لمْ يَشعُرُوا خَدمُ .
وإن أنسَى لا أنسَى فَضلَ المُغترِبينَ من أبناءِ ود الهندي في نَهضتِها وتَقَدُّمِها منذُ ثمانينيات القرنِ الماضي وإلى يومِنا هذا ، فقد أسْهَمُوا في تَشييدِ المَدارسِ والأنديةِ والمُستوصَفات والمُستَشفى وفي كلِّ الأعمالِ الخَيرِيةِ التي رفعتْ رأس القريةِ عالياً ، فَلَهُم كلُّ التَّقدِير والدَّعَواتِ بأنْ يَحفَظَهُمُ اللهُ ويُبارِكَ في مالِهِم ودِيارِهم وذَرَارِيهم .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محكمة أمريكية تتهم الملياردير الهندي جواتام اداني بتقديم رشوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدانت محكمة فيدرالية في نيويورك الملياردير الهندي وأحد أثرياء العالم جواتام أداني، الذي تتجاوز ثروته 100 مليار دولار، بتهم تقديم رشوة لمسؤولين هنود في مقابل حصوله على عقود بمليارات الدولارات في مجال محطات توليد الطاقة الشمسية، وقام بإخفائها عن بنوك ومستثمرين فى الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن القطب المالي البارز، اتهم في محكمة في بروكلين بدعاوى تشمل الغش والاحتيال في الأوراق المالية بالتعاون مع سبعة من مديري الأعمال، بما فيهم ابن أخيه، ساجار أداني.

يهدد حكم المحكمة الصادر بالإطاحة بنتائج حملة العلاقات العامة التي أنفقت "أداني جروب"، التي يترأسها الملياردير الهندي، الكثير من الأموال لتخفيف الأضرار التي لحقت بها جراء دعاوى بغش محاسبي وتلاعب في سوق الأوراق المالية، اتهمته بها شركة "هيندينبورج ريسيرش" الأمريكية.

قال المدعي الأمريكي، عن المقاطعة الشرقية لنيويورك، بريون بيس، "إن المدعى عليهم نسقوا بعناية تقديم رشوة لمسؤولين حكوميين هنود لضمان الحصول على عقود بمليارات الدولارات، وكذبوا بشأن تقديم رشوة لدى سعيهم لرفع رأسمال المجموعة وجمع أموال من مستثمرين أمريكيين ودوليين".

وعلى نحو مواز، للقضية المدنية المرفوعة، أعلنت "هيئة الأوراق المالية والبورصات" أن مزاعم الرشوة التي قدمت من أجل "تأمين الحصول على تعهد (حكومي هندي) لشراء الطاقة بأسعار أعلى من السوق بما يصب في مصلحة شركتي أداني جرين وأزور باور".

وقال مشرعون أمريكيون إن شركة "أداني جرين" رفعت رأسمالها وجمعت 175 مليون دولار من مستثمرين أمريكيين أثناء ارتكاب ممارسات تقديم الرشى، بينما يجري التداول على أسهم شركة "أزور باور" في سوق نيويورك للأوراق المالية.

ويقول نائب مدير قسم الإنفاذ بـ"هيئة سوق الأوراق المالية والبورصات"، سانجاي وادوا، إن المزاعم حول جواتام أداني وساجار أداني تتركز حول "حث مستثمرين أميركيين على شراء سندات جرين أداني عبر تقديم عطاء مغلوط أفادت فيه أن مجموعة أداني جرين لديها برنامج قوي للانصياع ضد تقديم الرشاوى بل إن إدارة العليا للشركة لم يسبق لها أن دفعت رشى على الإطلاق ولم تعد بذلك".

وأحجم المتحدث باسم "أداني جروب" الرد على صحيفة "فاينانشيال تايمز" للتعليق على القضية.

وتبلغ ثروة أداني، 62 عاما، 69.8 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس، مما يجعله في الترتيب 22 لقائمة أغنياء العالم وثاني أغنى شخص في الهند خلف رئيس شركة ريلاينس إندستريز موكيش أمباني.
 

مقالات مشابهة

  • مكتوم بن محمد: الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بقطاع الضيافة الذي يحمل فرصاً اقتصادية واعدة
  • رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟
  • محكمة أمريكية تتهم الملياردير الهندي جواتام اداني بتقديم رشوة
  • توجيه تهم رشوة للملياردير الهندي غوتام أداني في نيويورك
  • حزب الله يواصل ضرب العمق الصهيوني بالصواريخ والمُسيرات
  • الخاسر الذي ربح الملايين !
  • أمير منطقة الباحة يستقبل القنصل الهندي
  • بحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. أمير منطقة الباحة يستقبل القنصل الهندي
  • رئيس الوزراء يصدر قرارا باعتماد انتخاب الأعضاء الجدد بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف
  • اللواء “اقعيم” يجتمع مع مدير عام وكالة الأنباء الليبية