محمد أبوزيد كروم: حرب أمريكا والإمارات وسر التحولات!!
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
-في أي وقت قررت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات وقف الحرب في السودان ستتوقف الحرب فوراً – هذا الكلام نكرره كثيراً نعم – ولكن لا بأس في تكراره.. وبالقطع هذا القرار يحتاج إلى سبب عند دولتي الحرب سواء بانتهاء الأجندة أو الوصول لقناعة بأن ما جرى للشعب السوداني يكفي أو أي أسباب أخرى..
-بالتأكيد أن مليشيا ال دقلو ومن معها من مجرمين سودانيين ومرتزقة أجانب هم أدوات في هذه المعركة- استغلت هذه الجهات جهلهم وطمعهم واجرامهم لتنفذ بهم هذه الأجندة التي كانوا هم أول ضحاياها- نعم صحيح لقد اتعبتنا المليشيا ودمرت البلاد وشردت العباد – ولكن في نهاية الأمر هم إلى زوال وأهل السودان والسودان باقون.
-أنا شخصياً مع الدخول في حوار مباشر مع أمريكا والإمارات لوقف الحرب في السودان – نعم نحن نحقق انتصارات وكسح باهر وسنصل إلى المنتهى قريباً- ولكن إذا كان هنالك تفاوض فهو مع أمريكا والإمارات لوقف الحرب – ليس وساطة أو استهبال مثل جنيف وجدة والمنامة بل تفاوض بين المتحاربين السودان طرف وأمريكا والإمارات طرف – نسألهم في هذا الحوار بشكل مباشر لماذا تقتلونا وتدمرون بلادنا وتستجلبون لنا المرتزقة وتدفعوا بكل هذه الأموال وهذا السلاح لقتل السودانيين- ونستمع لمطالبهم ونصل لحل – هكذا تنتهي الحروب- وفي نفس الوقت نستمر في القتال والتجهيز للدفاع عن بلادنا وتحريرها – على فكرة لم يعد هنالك شيء اسمه الدعم السريع ولا أسرة دقلو بعد الان.. هؤلاء من الماضي – نحن الان نتحدث عن الحاضر ..
-أرجعوا للمواقف الأمريكية خلال الفترة الماضية- أمريكا أصرت على منبر جنيف وفشلت في جر الحكومة السودانية له، ثم لجأت لزيادة الدعم العسكري واللوجستي عبر خادمتها المطيعة إمارات الشر – معلوم للجميع تدفق السلاح الكبير خلال الثلاثة أشهر الماضية عبر الكاميرون وتشاد- وبعدها بدء مبعوثها للسودان توم بريليو بالتهديد ثم الترغيب – مرة بإرسال قوات أفريقية للسودان- ومرة بمسلسل رفع العقوبات عن السودان- ومرة بالحديث عن زيارة له مع مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية لبورتسودان في الأيام القادمة ولكن هذه المرة ( دون شرط مقابلة المسؤولين السودانيين في المطار) يبدو أن الأمن في السودان قد تحسن!!
-في الجهة الأخرى أنظروا لتحولات الإمارات- صمتت الإمارات طوال الفترة السابقة عن الاتهامات والهجوم السوداني الرسمي عليها وعلى دورها في الحرب – وكانت تستمر في دعمها للمليشيا متجاهلة الهجوم الرسمي السوداني- ولكنها فجأة صرخت !!
تُرى لماذا صرخت الإمارات فجأة!! الجيش السوداني قصف مطار نيالا نهاية الشهر الماضي عندما كانت تُجرى فيه بعض الصيانة لاستخدامه لعمليات المليشيا – افرغ فيه نسور الجو السوداني عشرة براميل حارقة- بعدها بيوم نعت الإمارات بعض جنودها الذين قضوا أثناء أداء واجبهم- بحسب البيان الإماراتي- لم يعرف أحد أين قُتل الجنود الإماراتيين هل داخل الدولة ام خارجها!! بعد ذلك بثلاثة أيام أخرجت الإمارات بيان شديد اللهجة قالت فيه أن الطيران السوداني قصف منزل السفير الإماراتي بالخرطوم!!
تخيلوا منزل السفير الإماراتي في الخرطوم الذي لا يوجد فيه أحد منذ عام ونصف بعد أن احتله الجنجويد بل قتلوا فيه مالكه الشهيد جمال زمقان، ولم تنطق الإمارات بكلمة وقتها!!
ولكن الخارجية السودانية أوضحت كذب الإمارات بالدليل عن عدم قصف المنزل الفارغ والمحتل من الجنجويد .. إذا لماذا هذا الصراخ المفاجيء من الإمارات على منزل فارغ لا تملكه ولا تدفع أجرته حتى منذ أكثر من عام ولم يقصفه الجيش أصلاً!! ولكن المؤكد أن طيران الجيش قصف مطار نيالا بدقة شديدة – هل كانت تقصد الإمارات منزل السفير بحي المجاهدين ام تقصد منزل له بحي المطار نيالا وهل للإمارات بعثة أوغيرها في نيالا !! ولكن ما الذي حدث للإمارات في نيالا!! أظن لا شيء!! إذا لماذا هذا الصراخ وتحريض الدول الخليجية والعربية على السودان بقصفه لمنزل السفير .. إذا كانت الإمارات تصرخ على (عفشها) المهجور في المنزل المستأجر فمن الممكن أن تعوضها الحكومة السودانية وتشتري لها أثاث تركي أو ماليزي بدلا عن المفقود!!
-عليه أنا مع الحوار والتفاوض مع أمريكا والإمارات ليوقفوا حربهم علينا بشكل مباشر- لا يوجد شيء إسمه وسيط أمريكي أو إماراتي- القاتل ليس طرف هذا سخف – مرحبا بالحوار الأمريكي الإماراتي مع السودان لوقف عدوان الدولتين علينا .. وليستمر الشعب السوداني وجيشه في معارك الكرامة حتى النهاية والنصر قادم بإذن الله.
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أمریکا والإمارات منزل السفیر
إقرأ أيضاً:
التحالف السوداني للحقوق: رسالة مفتوحة… دعوة الي العمل والتضامن مع السودان في يوم التنصيب 2025
فخامة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، بينما تتجه أنظار العالم نحو تنصيبك التاريخي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير 2025، نتقدم إليك بأصدق التهاني في هذه المناسبة العظيمة. إن قيادتكم تلهم الأمل، ليس فقط لدى الشعب الأمريكي، بل أيضاً لدى ملايين الأشخاص حول العالم الذين يتطلعون إلى الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه القضايا العالمية الملحة.
اليوم، ونحن نحتفل بمُثُل الديمقراطية وحق الانتقال السلمي للسلطة، علينا أيضًا تحمل المسؤولية المشتركة في التصدي للأزمة الإنسانية المدمرة في السودان. لقد بلغت معاناة الشعب السوداني مستويات لا يمكن تصورها، مما يستدعي الاهتمام والتدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي.
لقد أسفر الصراع المستمر في السودان عن مقتل أكثر من 130 ألف شخص وتشريد الملايين، مما تسبب في تدمير مجتمعات بأكملها. يتحمل المدنيون وحدهم وطأة هذا الصراع، مع تفشي الجوع والعنف الجنسي وتدمير البنية التحتية الحيوية. ويواجه أكثر من 25 مليون شخص خطر المجاعة، بينما يواجه حوالي 97 بالمئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد. هذه ليست مجرد إحصائيات – بل تجسيد لحياة واقعية، وأسر ممزقة، وأطفال بلا طعام أو مأوى، ومجتمعات فقدت كل شيء. يتحمل الشعب السوداني معاناة يكاد يصعب على الكثيرين إدراكها، وهي محنة تستدعي منا العمل بروح انسانيتنا الجمعية .
فخامة الرئيس...
إن تعهداتك الانتخابية بشأن السلام العالمي والدبلوماسية والالتزام المتجدد بإنهاء الصراعات تشكل مصدر أمل لملايين الأشخاص حول العالم. و مازالت تتردد صداها بعمق، لا سيما لدى الذين يعيشون هذه المحنة التي لا يمكن تصورها في السودان. نعلم أنك تؤمن بقدسية الحياة البشرية، الأمر الذي نأمل أن يكون مرشداً لإدارتك في استجابتها للأزمة في السودان.
وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمعالجة المعاناة في السودان، الا أن الاستجابة الإنسانية كثيراً ما تعثرت بسبب الجمود السياسي وغياب الالتزام المستدام. ورغم تقديرها، لم تكن تلك القرارات والتعهدات، كافية لوقف إراقة الدماء أو التخفيف من معاناة الملايين.
تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم، وحياة السودانيين على المحك. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى خطوات حاسمة من القادة الذين يدركون أن التعاطف والمسؤولية يجب أن تتجاوز الحواجز السياسية.
فخامة الرئيس...
هذه لحظة حاسمة لإدارتكم للمساعدة في تشكيل مسار جديد للمضي قدماً في السودان - مسار يضع الإغاثة الإنسانية في المقدمة ويعطي الأولوية لجهود بناء السلام. ومن خلال حشد المجتمع الدولي حول استراتيجية موحدة، يمكنكم تعزيز الجهود التي تسهم في تجاوز الانقسامات وإنهاء دوامة العنف. وينبغي أن تركز هذه المساعي على إشراك الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل وجامع. هذا ليس وقت الوعود الغامضة أو القرارات البعيدة. إنه وقت العمل الجاد والملموس. كل ذلك، إلى جانب الدعم الانساني الكبير، من شأنه أن يوفر للمدنيين السودانيين شريان الحياة الذي يحتاجونه بشدة.
إن معاناة الشعب السوداني تعكس فشلنا الجماعي كمجتمع دولي في منع الصراعات وحماية الفئات الهشة. إن آلامهم تدعونا إلى التحرك بشكل عاجل وبروح من التعاطف والمسؤولية. إنه تذكير صارخ بأن حقوق الإنسان ليست قابلة للمساومة، وأن السلام لا يمكن أن ينتظر. في هذا اليوم الاحتفالي، دعونا نتذكر الملايين الذين يكافحون من أجل البقاء في السودان، ولنجدد عزمنا على مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم.
فخامة الرئيس...
وأنت تؤدي اليمين الدستورية، نحثك على أن تسترشد بالتعاطف والدبلوماسية والالتزام القوي بتعزيز الحوار والحلول السلمية في السودان. نأمل أن تقود إدارتك الطريق الى حشد الدعم العالمي للسودان، وضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب في أحلك الأوقات. يعتمد مستقبل السودان - ومستقبل شعبه - على الخيارات التي نتخذها اليوم. مستعدون لدعم جهودكم والتعاون مع جميع الذين يكرسون أنفسهم للسلام والعدالة وحماية لفئات الأكثر ضعفًا.
كل الأمل والتعاطف والتضامن،
التحالف السوداني للحقوق
https://allianceforrights.org/