«على هذه الأرض ما يستحق الحياة».. مبادرات شعبية لدعم أهالي غزة رغم الحرب
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
«ونحن نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا»، كلمات للشاعر محمود درويش، تصف شعب فلسطين المُحب للحياة، رغم أصوات القصف، وتزايد أعداد الشهداء، فبعد أن قطع الاحتلال الإسرائيلى إمدادات الماء عن أهالى غزة، أطلقوا مبادرات لـ«سقى الماء»، وبعد أن دمر البيوت فنصبوا الخِيام، منع عنهم الدواء، فوفره الأطباء وأوصلوه إلى المرضى فى الخفاء، كما يجرى الكثير من الكيميائيين محاولات متواصلة لتصنيع مواد دوائية محلية الصُنع للتغلب على الحصار، هكذا يعيش أهالى غزة حياتهم تحت وطأة الاحتلال، خاصة خلال العام الماضى، منذ عملية «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الماضى.
بين شوارع غزة، يتجول الشاب الفلسطينى محمود خميس، هنا وهناك، يبحث مع أصدقائه، بعدما اشتد الحصار على القطاع، عن بيوت وقرى لا يوجد بها ماء، ويحاول توفيره للأهالى، الأمر الذى يُدخل البهجة على قلوب الصغار قبل الكبار، يحكى «خميس» لـ«الوطن» أنه «فى شهر سبتمبر الماضى، كانت هناك بعض المبادرات، بنحاول نساعد بيها الناس، قُمنا بتوزيع مبالغ نقدية لبعض المناشدات والحالات الخاصة بقيمة 6300 شيكل، وتوزيع 120 وجبة كباب، و135 وجبة رز باللحم، و22 ألف لتر مياه شرب فى شمال غزة وفى المحافظة الوسطى وفى الجنوب بقيمة 2500 شيكل».
مبالغ مالية ضخمة يحاول «خميس» أن يجمعها من المتبرعين، ومع سوء الأوضاع فى «النصيرات»، لجأ الشاب الفلسطينى، بمساعدة عدد من أصدقائه، إلى إنشاء «تكية» لإطعام الأهالى بقيمة 2500 شيكل، تشمل توزيع طرود غذائية وشوادر ونايلون بقيمة 8000 شيكل، وكذلك، فى خان يونس، يجرى توزيع 35 ألف لتر مياه شرب أسبوعياً، ويقول فى هذا الصدد: «فيه ناس كتير ما وصلها، بس لأن عندنا مليون نازح، وبنحاول نساعد، واللى نقدر عليه أقل من 1%، شغلنا محدود، واللى جاى كله طالع الحمد لله، وكل واحد ونصيبه، ربنا يكتب لنا الأجر فقط والسمعة الطيبة، ويذكرنا الناس بدعوة صادقة قبل وبعد الموت، وجاهزين للاستمرار بفضل الله، ومساهمات أهل الخير».
مساهمة الأطباء في توفير الأدويةأما «سومة عابدين»، صيدلانية شابة، فلم تقف هى الأخرى مكتوفة الأيدى، وبدأت مع عدد من أصدقائها من الصيادلة، محاولات لتوزيع الأدوية على المحتاجين فى الخفاء، لأن الاحتلال دمر كل الصيدليات، تقول لـ«الوطن» إن هناك «مجموعة خاصة بالصيادلة على منصات السوشيال ميديا، بتحاول توفر الأدوية، علماً بأنه لا يوجد فى غزة أى صيدلية، بعد تدمير البلد، الموجود كله عبارة عن أكشاك أو خيام، وفى أحسن الأحوال لا تتجاوز أفضل خيمة صيدلانية 50 صنفاً من الأدوية، يتم جمعها مساءً فى كرتونة صغيرة، تحسّباً لقصف المكان».
ومع نُدرة الأدوية وأدوات النظافة الشخصية، مثل الصابون، كانت هناك مبادرة من بعض الشبان الكيميائيين فى قطاع غزة، لتصنيع الأدوية محلياً، وحسب «سومة»: «بعض أهل الاختصاص، سواء مدرس كيمياء أو إخصائى تجميل، تغلبوا على الوضع، وحاولوا تصنيع مواد محلية بخامات بسيطة متاحة، ومع ذلك لم يسلموا من أذى المحتل، الذى يستهدف أى ورشة أو معمل، بالطيران الحربى».
ورغم حرب الإبادة المستمرة فى غزة منذ عام، والتى طالت معظم المدارس، لم تتوقف العملية التعليمية تماماً، ويحكى محمد أبو الروس، مدير مدرسة «شهداء المنطار» ونقيب المعلمين سابقاً، لـ«الوطن»، أن النازحين الذين لديهم خبرة تعليمية، وهم بالأصل معلمون، يجمعون أطفال النازحين، وكل فى مكانه، بدأ بتعليم الأطفال القراءة والحساب، ويقول إن عدداً كبيراً من هذه المبادرات، كانت فردية بجهد ذاتى للنازحين، لضمان استمرار العملية التعليمية فى ظل الحرب التى لم تتوقف، أما بالنسبة للطلاب فى المراحل الإعدادية والثانوية، فيقول: «التعليم واقف، انطلب منهم يسجلوا فى صفوف افتراضية ويتابعوا فيها، لكن للأسف لا كهرباء ولا إنترنت ولا مقومات دراسة لهم».
وحسب «أبوالروس»، فإن ممثل وزارة التربية والتعليم فى قطاع غزة، الدكتور مجدى برهوم، أعلن منذ أيام، فى تصريح صحفى، عن استشهاد أكثر من 11 ألف طفل فى سن التعليم المدرسى، ونحو 750 معلماً وإدارياً وموظفاً تابعاً لوزارة التربية والتعليم، منذ 7 أكتوبر 2023.
من جانبها، أطلقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عدداً من المبادرات، فى ظل الحرب، منها الدعم النفسى، من خلال توفير الأنشطة واللعب وتخفيف الضغط النفسى، رغم البيئة غير الآمنة والقصف، وقلة المواد اللازمة والاحتياجات الأساسية للتعليم، مثل الكراسات والسبورات وغيرها، وظهر الصغار فى صور وفيديوهات من خلال تلك المبادرات، التى بالتأكيد لن تكون الأخيرة، وهم سعداء، يحاولون تجاوز الصدمات النفسية التى عاشوها بسبب الدمار وأصوات الطائرات التى تقصف بيوتهم، وحرمان بعضهم من الأب، أو استشهاد شقيق أو صديق لهم، وهو ما يؤكد أن الحياة ما زالت مستمرة، ونبرة التحدى والصمود تعلو يوماً بعد يوم، وسط غيوم استبداد العدو.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة مبادرات المياه الأدوية
إقرأ أيضاً:
القيصر الروسى فى عزلته المجيدة
???? الرأى
✍️صلاح جلال
(١)
???? بالأمس فى إجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة كشر الدب الروسى العجوز عن أضعف أسلحته الصدئة حق النقض ( الفيتو) ، وهو سلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية من حيث القِدم بينما كان الرئيس بوتين قبل إسبوعين يتحدث فى مؤتمر الشراكة الروسي الإفريقي فى سوتشى نفاقاً ، عن ضرورة إنتاج نظام عالمى جديد بلا هيمنة ويعم فيه الخير والسلام ، والآن فى نيويورك تمارس روسيا البلطجة الدولية فى أبهى صورها ضد وقف إطلاق النار وتحقيق السلام فى دولة إفريقية مزقتها الحرب ، مشروع القرار المشترك البريطانى السيراليونى الذى يهدف لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار ، وتنفيذ مقررات جدة لحماية المدنيين ، وتوصيل الغذاء والدواء للمحتاجين من النازحين واللاجئيين ، وإدانة إنتهاكات طرفى الحرب وعدم الإفلات من العقاب بتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل الإنتهاكات الجسيمة فى كل أنحاء السودان الناتجة من هذه الحرب العبثية ، *وكان واسطة عقد المشروع ضرورة إعتماد آلية إمتثال ومراقبة لوقف إطلاق النار ولتنفيذ مقررات (جدة) ١١ مايو ٢٠٢٣م لضمان حماية المدنيين*
(٢)
???? وقفت روسيا القيصرية بكل صلف مستخدمة آخر سلاح لها حق النقض( الفيتو ) لتعطيل مشروع القرار الدولى ، لقد فضح القرار الموقف الروسى المخزى من الحرب فى السودان كما فضح العزلة العالمية التى تعيشها روسيا حيث صوت مجلس الأمن بالإجماع على القرار عدا روسيا التى وقفت منفردة أمام الإجماع العالمى لتأكيد عزلتها المجيدة ومتاهتها على المسرح العالمى، وقفت بمنطق غريب *أنها ضد توسيع نطاق محكمة الجنايات الدولية ICC فى السودان* وهى ذات روسيا القيصرية المتخلفة عن روح العصر ، عصر سيادة الشعوب وقيم السلام التى وقفت مع قرار مجلس الأمن بإحالة قضايا دارفور لمحكمة الجنايات الدولية قرار (١٥٩٣) بتاريخ ٣١ مارس ٢٠٠٥م ولم تعترض عليه ، *(شِن جدة على المخدة)* الدب العجوز هل فقد الذاكرة أم أنه التخبط على المسرح الدولى من وطأة شدة العزلة التى تعيشها روسيا *نتيجة لغزوها الغاشم على دولة أوكرانيا المستقلة فى إنتهاك صريح لسيادتها ولكل القوانين الدولية ذات الصلة بالعدالة والإنصاف الدولى ، *من تقف مناصرة له روسيا القيصرية خاسر لامحالة فى عالم متحد ومتماسك ضد البلطجة الروسية* .
(٣)
???? رسالة لحكومة الأمر الواقع فى بورتسودان ووزارة خارجية (ود إبراهيم) التى أصدرت بيان مباركة وتأييد للموقف الروسى فى مجلس الأمن ، لتأكيد إستمرار الحرب وتعزيز الإفلات من العقاب وتوسيع وديمومة معاناة الشعب السودانى فى اللجوء والنزوح وتحت فتك الأوبئة والأمراض والحاجة الماسة للطعام
نقول لهم ما أشبه الليلة بالبارحة فى العام ٢٠١٨م تمت دعوتنا للتشاور بالخارجية البريطانية فى لندن لقاء شارك فيه
الرفيق ياسر عرمان وعسكورى وشخصى إنحصر النقاش فى موضوعين الأول تنسيق المواقف فى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لإبقاء الإنقاذ تحت المراقبة الدولية فى ملف حقوق الإنسان والثانى ما تقدمت به بريطانيا معبرة عن إنزعاجها الشديد من منح نظام الإنقاذ قاعدة روسية (لفاغنر) فى منطقة أم دافوق بغرب السودان ويقوم الروس بتدريب عناصر مليشيا سيلكا لتغيير النظام فى أفريقيا الوسطى ويخططون للتوسع فى منطقة الساحل والصحراء وقد أُبُلِغنا بتشكيل لجنة دولية تشمل دول الترويكا وفرنسا وألمانيا لمتابعة هذا الأمر الذى يعتبر تجاوز خطير للتوازونات الدولية وان الدول المعنية لن تقف مكتوفة الايدى لهذا التدخل الروسى فى منطقة الساحل والصحراء بمعاونة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير
نقول للفريق البرهان لقد دخلت عش الدبابير برجليك روسيا وإيران لهم أطماع فى تأسيس قواعد فى البحر الأحمر لتهديد السلم والأمن الدوليبن ما أشبه الليلة بالبارحة *إنتهى العبث بالبشير رئيس مخلوع ومطلوب للجنائية الدولية ومن سار على ذات الدرب وصل* .
(٤)
???? الفيتو الروسى اليوم مهم Wake Up Call لتأكيد عجز صيغة مجلس الأمن الراهنه لحفظ الأمن فى العالم
والموقف اليوم مفيد للشعوب والدول المحبة للسلام وإنهاء الحروب *للبحث عن تفعيل خيارات جبربة خارج مجلس الأمن الدولى من خلال المنظمات الإقليمية الإتحاد الإفريقى والإتحاد الأوربى والنيتو*
وهناك تجارب فى العراق وليبيا للحظر الجوى ومراقبة تدفق السلاح ومنعه بالحصار البحرى والجوى ومن خلال تأسيس تحالف الراغبين فى وقف الحرب من بقية دول العالم المحبة للسلام
لابد من تجاوز مجلس الأمن الدولى لفرض السلام وضمان حماية الشعوب ، *روسيا دولة فاسدة ومتسلطة تقود شعبها لتأسيس شمولية وأوتوقراطية قاهرة* لا تقدم أى نموذج لغدوة أو إلهام لشعوب العالم الأخرى روسيا تسعى لتأسيس نادى جديد للديكتاتوريات فى العالم
لابد من قطع الطريق أمام هذه التصرفات الخطرة وغير المسئولة التى تجعل العالم مكان غير آمن للحياة.
(٥)
???????? ختامة
نحن مع شعبنا وطموحاته فى السلام والتنمية والتقدم ومع الإستمرار فى البحث عن الشراكات الذكية مع الشعوب والحكومات لتقاسم الثروات الطبيعية وتطويرها لخير الإنسانية ورفاهيتها وإستقرارها، نعمل على توسيع التضامن الدولى مع *القوة الديمقراطية والمحبة للسلام فى العالم فهى حليفنا* من أجل المستقبل للتعاون الإقليمى والدولى ، نحن فى القوى الديمقراطية المدنية السودانية سنعمل على جعل القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط مركز لتبادل المنافع بين كل دولها وحماية الأمن والسلم الدوليين *وتحقيق التعايش والسلام الذى تأمر به وتعززه رسالة الأديان الإبراهيمية الثلاثة* [الاسلام- المسيحية - اليهودية] ، *شعب السودان سينتصر على كل قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية*ونغنى مع محجوب الشريف كما غنينا بالأمس فى ندوة إسفيرية عطرها الشعراء العظام أ.فضيلى جماع وأزهرى محمد على ووئام كمال وعالم عباس على منصة تمدن نهر النيل .
*حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى*
*وطن شامخ وطن عاتى*
*وطن خير ديمقراطى*
#لاللحرب
#لازم_تقيف
١٨ نوفمبر ٢٠٢٤م