تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن "دائرة الدمار في الشرق الأوسط لم تنكسر قط، وأن الصراع الذي اندلع مع تأسيس دولة إسرائيل الحديثة في عام 1948 أصبح الآن في طريقه إلى أن يصبح حرب المائة عام في عصرنا خاصة وأنه لا تمتلك أي حرب أخرى مثل هذه القوة لتمزيق الأمم والمجتمعات والأسر وحتى ضمير الفرد الواحد.


وذكرت الصحيفة- في تحليل إخباري- أن الحرب التي اندلعت قبل عام بعد هجوم حماس يوم 7 أكتوبر جديدة في شدتها ومدتها التي استمرت عامًا كاملًا وامتدادها إلى إيران بشكل مباشر، ولكنها ليست جديدة في طبيعتها الأساسية"!، مشيرة إلى أن السلام في الشرق الأوسط يبدو الآن أكثر مراوغة من أي وقت مضى، وأن الهجمات التي بدأتها حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي وما تلاها من أحداث عنف مميتة شهدتها المنطقة ساهمت في زيادة وتيرة الكراهية والعنف في عالم اليوم.
وأضافت أن العالم تغير بالفعل بعد هجمات 7 أكتوبر التي لم تشعل فقط فتيل أول معركة شرسة ليس فقط على الأرض ولكن على طريقة السرد نفسه. لقد مر عام على إسرائيل وقطاع غزة وكأنه كابوس لا يمكن أن يستيقظ منه أحد. والكراهية ظلت الفائز الوحيد الذي يطل برأسه على جثة السلام الإسرائيلي الفلسطيني القائم على حل الدولتين، ويهدد بالانتشار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وتقول الملصقات المنتشرة في كل مكان في إسرائيل، في إشارة إلى حوالي مائة رهينة محجتزين في غزة: "أعيدوهم إلى ديارهم الآن"، أما غزة فقد أصبحت في حالة خراب بينما تفرض إسرائيل ثمنًا باهظًا من أرواح الفلسطينيين كعقاب لهم على هجمات حماس، فضلًا عن أن هذه الحرب امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة ولبنان وإيران، في تحدٍ ذكرت الصحيفة بأن من شأنه أن يُعيق جهود السلام "العقيمة" التي يبذلها عالم بلا دفة أو قيادة.
وأضافت الصحيفة، أن مطار بن جوريون في إسرائيل يقف شبه فارغ، رمزًا لدولة يهودية أكثر عزلة تتعرض للانتقاد في العديد من الأماكن وسط دعوات إلى "عولمة الانتفاضة"، حيث يهتف المتظاهرون في نيويورك بلافتات تقول "يجب على دولة إسرائيل أن ترحل" وسط إعلان السلطات الصحية في غزة أن إسرائيل قتلت 41788 فلسطينيًا في العام الماضي أغلبهم من النساء والأطفال.
وتابعت "نيويورك تايمز"، أنه كما حدث بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل عقدين من الزمان، فقد تغير العالم وتغير الناس وتغيرت اللغة ذاتها وأصبحت أكثر غدرًا كما انتصرت القبلية على العقل في بحر من انعدام التفاهم والاتهامات المتبادلة. وبعد أن كانت إسرائيل ضحية الصراع في الشرق الأوسط من منظور روايتها، أصبحت الآن الجاني الذي يتعرض للذم على نحو متزايد، حتى وهي ترى نفسها في صراع من أجل البقاء لم تكن هي من بدأه!.
وتقول نيريت لافي ألون، وهي معلمة إسرائيلية في جامعة تكنيون في حيفا- في تصريح خاص للصحيفة- "نحن مجتمع مختلف وبلد مختلف. انظر فقط إلى وجوه الناس المصدومة، لقد تخليت عن السلام تمامًا. حقًا، نحن يائسون للغاية". في المقابل، قالت دعاء كوارع، وهي أم لأربعة أطفال في مدينة خان يونس في غزة: "كان هذا عام قُتلت فيه قلوبنا وأرواحنا قبل أن تدمر المباني والمستشفيات والمدارس والشوارع. في هذه الحرب نشعر وكأن شخصًا ما دفعنا إلى بئر عميق ومظلم ورهيب".
وأكدت "نيويورك تايمز"، أنه طالما بدت الروايات الإسرائيلية والفلسطينية غير قابلة للانسجام، ولكن على مدار العام الماضي ظلت تتباعد بشدة ووتيرة أسرع. بالنسبة لإسرائيل، كان هجوم حماس في السابع من أكتوبر بمثابة الحادي عشر من سبتمبر، حيث لم يكن العدو في جميع أنحاء العالم في أفغانستان بل في الجوار مباشرة. وكانت إسرائيل التي اهتزت وضلت طريقها بسبب الكارثة وشعرت بالخزي بسبب فشلها في توقعها، مقتنعة تقريبًا بالإجماع بأنها يجب أن تقضي على حماس في غزة، بأي ثمن.
وقالت: "لقد فهمت أغلب دول العالم رد فعل إسرائيل، ولو للحظة واحدة على الأقل. ولكن سرعان ما اكتسبت الرواية الفلسطينية عن "الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة زخمًا مدعومة بالتدمير الشامل والقتل بين أنقاض المباني المنهارة. وبالتالي فإن الكارثة لم تكن إسرائيلية، بل فلسطينية على نحو متزايد خاصة بعدما تعرض الشعب الفلسطيني للقمع المنهجي، وفقًا لهذه الرواية، من قِبَل إسرائيل القاسية التي كانت عازمة على طرده من أرضه لعقود من الزمان.
والآن، ومع اتساع رقعة الحرب إلى لبنان وحتى إيران، أصبحت الكارثة- حسبما أبرزت الصحيفة الأمريكية- أوسع نطاقًا وأكثر غموضًا وأصبحت الرواية أكثر ارتباكًا، مع انتشار المعاناة. فلم تعد إيران وقواتها الشيعية بالوكالة تواجه إسرائيل؛ بل إنها في حرب معها. وحماس ليست سوى جزء من القصة الآن. ولكن لا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن لبنان أو إيران كلها تريد الموت من أجل القضية الفلسطينية..ولفتت الصحيفة:" إلى أنه حقًا تغيرت موازين الكثير من الأمور.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكراهية والعنف 7 اكتوبر السلام في الشرق الأوسط طوفان الأقصى هجوم حماس نیویورک تایمز الشرق الأوسط فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مثيرة يكشفها جيش الإحتلال بشأن يوم 7 أكتوبر

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تحقيقات لجيش الإحتلال كشفت فشل القوات في مهمتها الدفاعية خلال  يوم 7 أكتوبر.

وذكرت تحقيقات جيش الإحتلال: الهجوم على معسكر صوفا عرقل وصول القوات إلى نير إسحاق وأن قادة الجيش لم يفهموا واقعا لأحداث في نير إسحاق بسبب انهيار منظومة السيطرة.

 وذكر الإعلام الإسرائيلي عن تحقيقات للجيش أن القوات وصلت بعد الظهر بعد دقائق من انسحاب المهاجمين.

وفي تحقيقات سابقة لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي -بشأن 7 أكتوبر- فقد بينت أن اقتحامات المسجد الأقصى والتعامل السيئ مع الأسرى والنظر إلى المجتمع الإسرائيلي كمجتمع ضعيف بسبب الاحتجاجات على التغييرات القضائية أسهم في تسريع قرار حماس تنفيذ الهجوم.

وقالت التحقيقات :خسارة الجهاز الكثير من العملاء في قطاع غزة أفقده مصادر "معلومات ذهبية" وتسبب بعجز في الوصول لما يحدث بالدوائر الأكثر أهمية في حماس.

وأضافت :عملية اكتشاف القوة الخاصة في خانيونس عام 2018 أفقدت الجهاز والجيش مصادر معلومات مهمة للغاية.

تابعت : الشاباك عانى خلال السنوات الأخيرة من "عمى استخباراتي" في غزة ولم يستطع الحصول على صورة أمنية موسعة لما يجري.

وأردفت: الشاباك كان يعاني من قلة المصادر البشرية (العملاء) واعتمد على الجيش الذي كان يعاني من  نفس المعضلة.

وزادت: الحكومة رفضت تبني توصيات الشاباك بتوجيه ضربة استباقية لقادة حماس في قطاع غزة قبل السابع من أكتوبر.

وأكملت : الشاباك كان يعتقد أن حماس غير جاهزة للمبادرة بعملية عسكرية بهذا الحجم.

وواصلت : لم يتم التعامل بجدية مع عملية تشغيل مئات الشرائح الإسرائيلية في غزة غداة الهجوم بالنظر إلى أنه جرى تشغيلها أكثر من مرة قبيل مناورات لحماس.

وختمت : الشاباك تعامل مع خطة "وعد الآخرة" التي أعدتها حماس باستهتار ولم يكن هناك تعاطٍ جدي مع إمكانية تطبيقها.

لابيد: كان على رئيس الشاباك الاستقالة منذ فشله في 7 أكتوبرتحقيق إسرائيلي: الجيش لم يكن مستعدا يوم 7 أكتوبر لهجوم واسع النطاقمكتب نتنياهو يشن هجوما حادا على رئيس الشاباك: كان يعلم بشأن هجوم 7 أكتوبر طباعة شارك جيش الإحتلال نير إسحاق يوم 7 أكتوبر قادة جيش الإحتلال جهاز الشاباك المسجد الأقصى

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف حصيلة قتلاها: 395 خلال عام و934 منذ 7 أكتوبر
  • تفاصيل مثيرة يكشفها جيش الإحتلال بشأن يوم 7 أكتوبر
  • نيويورك تايمز: مقترح إدارة ترامب يتضمن اعتراف واشنطن بأحقية روسيا في القرم
  • نيويورك تايمز: مقترح أمريكي للاعتراف بالقرم جزءًا من روسيا
  • «نيويورك نيكس» و«فيلادلفيا سيكسرز» يلتقيان في أبوظبي 2 أكتوبر
  • فيلم “ماينكرافت” ظاهرة عالمية يعرض الآن في TMV سينما غاردن سيتي
  • نيويورك تايمز: وفاة البابا فرنسيس تحرم من لا صوت لهم من مدافع حقيقي عنهم
  • نيويورك تايمز: الحملة الأمريكية في اليمن فشلت
  • نيويورك تايمز: تدمر الأثرية تحولت إلى أطلال
  • عن الابادات الجماعية التي عايشناها .. لكم أحكيها