في إحدى المظاهرات الحاشدة التي خرجت مؤخرا في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة رهائن وإجراء انتخابات مبكرة لاستبدال الحكومة الإسرائيلية، رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "من نحن بدونهم؟"، في إشارة إلى الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وكُتب على لافتة أخرى "أعطني مبررا واحدا لتربية الأطفال هنا".

ورأت ميراف زونسزين كبيرة محللي الشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أن تلك رسائل تختزل أسئلة يطرحها كثير من الإسرائيليين على أنفسهم، بعد مرور عام على "أطول حرب في تاريخ البلاد"، وهي أسئلة من قبيل: "ما قيمة وطن يهودي إذا لم تكن من أولوياته إنقاذ حياة مواطنيه المدنيين الذين اختُطفوا من منازلهم؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير: 17.9 مليار دولار المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل منذ طوفان الأقصىlist 2 of 2إيكونوميست: نزاع خطير في القرن الأفريقي حول الموانئend of list

ومضت الكاتبة في مقالها من تل أبيب، تتساءل: هل سأشعر بالأمان مرة أخرى؟ وما نوع المستقبل الذي ينتظرني هنا إذا كانت الرؤية الوحيدة التي يقدمها قادتنا هي الحرب التي لا نهاية لها؟

وقالت إن إسرائيل تغوص في أزمة وجودية بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصفة إياها بأنها دولة "منكمشة"، نزح عشرات الآلاف من مواطنيها من البلدات والمستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) الشمالية، وكذلك القرى الحدودية الجنوبية، بينما تخوض حربا متعددة الجبهات لا تنفك تزداد أواراً.

الهجرة إلى الخارج

وأضافت أن آلاف الإسرائيليين ممن لديهم موارد آثروا الرحيل من إسرائيل عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي؛ فيما يفكر آخرون في الهجرة أو يخططون لها. كما درج عدة آلاف آخرين على الخروج إلى الشوارع أسبوعا بعد أسبوع، وانخرطوا في عصيان مدني منذ ذلك التاريخ وفي احتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة بنيامين نتنياهو.

وأوضحت أن أحد مظاهر الأزمة الداخلية تجلى في الشهر الماضي، عندما أظهرت الصور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس وهو يُبعد بالقوة من قبل الشرطة من الشارع، في اعتصام أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الخاص، وصور أقارب الرهائن وهم يتعرضون للتعنيف من قبل ضباط إنفاذ القانون.

ووصفت زونسزين الحرب الدائرة الآن بأنها معركة منفصلة تماما عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعن الفلسطينيين أنفسهم في الضفة الغربية والقدس وغزة، "وكأنهم لا يتنفسون نفس الهواء الذي نتنفسه في إسرائيل".

ولفتت إلى أن الغضب الذي يعتمل في الشارع الإسرائيلي يقتصر، إلى حد كبير، على فشل الحكومة في إنقاذ الرهائن وليس على التدمير العشوائي لغزة وقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين.

ووفقا للمقال، فإن قليلين هم الذين يحتجون على استخدام إسرائيل المفرط للقوة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يخوضون معركة من أجل وجودهم.

الاستخفاف بمعاناة الفلسطينيين

وانتقدت الكاتبة ما سمته الاستخفاف الإسرائيلي بمعاناة الفلسطينيين سواء كان ذلك بوعي أو بدون وعي، ووصفته بأنه أحد أكثر السمات الملموسة والمقلقة للحياة في إسرائيل منذ طوفان الأقصى.

ومع أن هذا التجاهل أو الاستخفاف كان موجودا قبل ذلك بكثير، إلا أنه بات الآن أكثر وضوحا وتأثيرا. وبرأي المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، فإن هذه "اللامبالاة" بالتحديد هي التي مكّنت اليمين المتطرف من السيطرة على السياسة الإسرائيلية دون منازع.

إن المبدأ الموحِّد في إسرائيل اليوم كما صاغته الأحزاب اليمينية في السلطة، يتمثل -من وجهة نظر زونسزين- في السيطرة والهيمنة اليهودية، والعيش بالسيف.

وختمت الكاتبة مقالها بمثلما بدأته، متسائلة: ماذا يعني إذن أن تعيش في بلد جعل قادته رفاهية مواطنيه أمرا ثانويا بالنسبة لمستقبل قادتهم السياسي وممارستهم وتوطيدهم للسلطة السياسية والقوة العسكرية المفرطة؟ كيف يمكن للإسرائيليين تفسير التطبيق الانتقائي للقانون حيث ترفض الشرطة اعتقال المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين، وتعتقل من يطالبون بصفقة للإفراج عن الرهائن رغم التزامهم بالقانون؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات

إقرأ أيضاً:

راشيل كرم: إسرائيل تُعرقل أي مفاوضات لإحباط الفلسطينيين واللبنانيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الصحفية راشيل كرم، إن التفاؤل الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في لبنان ليس بالأمر الجديد، فقد شهدناه منذ بداية حرب غزة قبل عام وشهرين، حيث كان الأمريكيون يتحدثون بلغة مليئة بالتفاؤل، في محاولة للضغط النفسي على إسرائيل ، مما يوحي بوجود أمور إيجابية يمكن أن يعتمد عليها الشعب اللبناني والفلسطيني، إلا أن المفاوضات يقابلها في النهاية عرقلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مما يؤدي إلى إحباط الشعبين.

وأضافت «كرم»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه الاستراتيجية التي تحاول وقف إطلاق النار، أن ما تفعله أمريكا هو أحد أمرين، إما أنها حرب نفسية وإعلامية تترافق مع الحرب العسكرية، أو أن تكون هناك جدية حقيقية للوصول إلى مفاوضات والجلوس على طاولة الحوار، خاصة في ظل الضغوط التي تعاني منها إسرائيل من الداخل.

وأشارت إلى أن إسرائيل تعرضت لضربات قوية من جانب حزب الله من خلال إطلاق صواريخ باليستية على تل أبيب، ومنع العدو من احتلال أي قرية، كلها عوامل تدل على أن الوضع الداخلي الإسرائيلي يعاني من مشاكل، خاصة بين الحريديم الذين يرفضون الانضمام للجيش.

وتابعت: “الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو بسبب الملفات التي تفتح أمامه، والتسريبات التي تتكشف، تشير إلى أن العدو أصبح أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للدخول في مفاوضات”.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • هكذا تدعم إسرائيل اللصوص المسلّحين الذين يهاجمون شاحنات الأمم المتحدة في غزة
  • نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
  • حمّى تشريعات تستهدف الفلسطينيين بالكنيست الإسرائيلي
  • إسرائيل تقدم وعداً لبايدن: لن نسعى لتهجير الفلسطينيين
  • هالة أبوعلم عن التلفزيون المصري: أزمة ماسبيرو في الإدارة التي تتجاهل الكوادر
  • ???? الذي تغير أن بريللو أكتشف كذب حمدوك وشلته الذين رسموا له المشهد على غير حقيقته
  • حدث أمنيّ صعب... ما الذي يحصل مع الجيش الإسرائيليّ في جنوب لبنان؟
  • شبرا بلولة.. نيويورك تايمز: عبق مصر في قارورة عطر
  • راشيل كرم: إسرائيل تُعرقل أي مفاوضات لإحباط الفلسطينيين واللبنانيين