حماس تستعرض بتقرير كيفية انهيار الاستخبارات الإسرائيلية في "الطوفات"
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
غزة - صفا
استعرضت حركة حماس في تقرير لها كيف حطمت المقاومة منظومة الاستخبارات الصهيونية في السابع من أكتوبر.
وجاء في التقرير الذي نشرته الخركة على موقعها، أن يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول نجحت فيه كتائب القسام في تنفيذ أكبر عملية خداع استراتيجي في تاريخ الصراع مع الكيان الذي يدّعي امتلاك واحدة من أقوى المنظومات الأمنية والعسكرية في العالم.
وجاء في التقرير: مرَّ عامٌ وما زالت كتائب القسام وفصائل المقاومة عند عهدها بالدفاع عن شعبنا ومقدساتنا، والتصدي لمؤامرات الاحتلال داخل فلسطين المحتلة وخارجها، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن عمل الاحتلال على مدار سنوات على طمس القضية في جميع المحافل.
كما اعترف الاحتلال والعالم أجمع بهول ما أذاقته كتائب القسام للاحتلال في السابع من أكتوبر، وكيف انهارت منظومته الهشة وجيشه المهزوم أمام طوفان الأقصى، بعد أن استطاعت حماس أن تخدّر الاحتلال بمستوياته السياسية والعسكرية والأمنية، وإيهامهم بالهدوء قبل الهجوم المباغت غير المتوقع.
وجاء طوفان الأقصى في الوقت الذي سخّر الاحتلال فيه كل إمكاناته من أجل مراقبة كل شاردة وواردة في قطاع غزة المحاصر؛ فكاميرات المراقبة على طول الحدود، والطائرات المسيرة لا تنفك عن التحليق في سماء غزة، ورغم ذلك نفذت كتائب القسام أكبر عملية خداع في تاريخ الصراع.
كما كشفت الصحافة العبرية عن دهاء قادة المقاومة الذين أعدوا ليوم السابع من أكتوبر، وكيف تلاعبوا بمنظومات الاحتلال الأمنية، إذ جهز الاحتلال نفسه لشنّ أكثر من هجوم مسبق على القطاع، فيما كانت المقاومة تدّبر بهدوء وصبر لاعتداءات جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه على أهلنا في القدس والضفة الغربية، والحصار الظالم على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً.
وفي الوقت الذي تراجعت التحذيرات داخل الكيان المحتل، وأظهرت المؤشرات لدى قادة جيشه المهزوم أن كتائب القسام لن ترد على كل هذه الانتهاكات، جاءهم طوفان القسام في السابع من أكتوبر بجند الله الذين عبروا الحدود مع الأراضي المحتلة من فوق الأرض ومن تحتها ومن السماء.
فعلى مدار سنوات تفاخر الاحتلال بصلابة الجدار الأمني “الذكي” المحيط بقطاع غزة، الذي كلف الاحتلال أكثر من مليار دولار، حيث يمتد لأكثر من 65 كيلومترا، وبطول يصل إلى 10 أمتار فوق الأرض، وعمق 25 متراً تحت الأرض، كل ذلك تبدد في غضون ساعات.
وبحسب ما أعلنته كتائب القسام، فإن التعليمات للمقاومين كانت مهاجمة غرفة عمليات غزة وأسر أكبر عدد من جنود الاحتلال، لكن المقاتلين تفاجأوا من سرعة الانهيار الأمني في مستوطنات غلاف غزة، ليمتد الطوفان ويتسع ليشمل مستوطنات أبعد.
في غضون ساعات استطاع جند القسام اختراق الحاجز الفاصل شديد التحصين، وأتى الهجوم المباغت من الأرض، كما جاء من الجو من فوق التحصينات، وباستخدام طائرات مُسيَّرة، ومظلات هوائية بسيطة محمولة على مدفع رشاش حملت كل مظلة منها جنديَّيْن اثنين فقط، وصواريخ “رجوم” قصيرة المدى، التي بدت من شدة كثافتها وكأنها طوفانٌ سقط من السماء.
كما استطاعت المقاومة إطلاق ما يزيد على 5 آلاف صاروخ خلال الساعات الأولى للهجوم المبارك، إضافة لعشرات المسيرات، كل ذلك ترافق مع تقدم المقاتلين وإعطاب منظومات المراقبة والتجسس في السياج الفاصل، واختراق المسيرات والمظلات لسماء أرضنا المحتلة، ما جعل الاحتلال في حالة ذهول لم يفق منها إلا بعد أن أذاق مقاتلو القسام الويلات لجنود الاحتلال، وما يسمى بـ”فرقة غزة”، وصولًا إلى جميع المستوطنات المحاذية للقطاع.
اعترافات الاحتلال
يقول الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور – وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو- إن الهجوم يمثل “فشلا كبيراً لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب”.
وأضاف عميدرور – الذي كان رئيسا لمجلس الأمن القومي بين عامي 2011 و2013، وهو الآن زميل كبير في معهد القدس للإستراتيجية والأمن- إن بعض حلفاء “إسرائيل” كانوا يقولون إن حماس اكتسبت “مزيدا من المسؤولية”، ويتابع بقوله “لقد بدأنا بغباء نعتقد أن هذا صحيح”.
ويؤكد الجنرال السابق في جيش الاحتلال إسرائيل زيف أنه “لم يسبق أن رأيت في حياتي كلها مثل هذا التخطيط والتنفيذ التفصيلي الذي تم في طوفان الأقصى”.
ويقول المحلل السياسي الصهيوني ميرون رابوبورت إن “هذا المستوى من المباغتة لم يحدث، ولا حتى في حرب 1973″، مضيفاً أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، والثقة الإسرائيلية بالجيش اهتزت حتى النخاع”.
ويتابع “وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي (التي تعرف باسم الوحدة 8200) لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن قادرة على معرفة أن بضع مئات، أو ربما بضعة آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقّد وعلى نطاق واسع.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الاستخبارات الإسرائيلية السابع من أکتوبر کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال
شهدت إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 موجة استقالات وإقالات غير مسبوقة في صفوف كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، في اعتراف ضمني بفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في توقع الهجوم أو التصدي له.
وفي مقدمة هؤلاء المسؤولين يأتي وزير الدفاع السابق يوآف غالانت الذي أقاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد خلافات حادة بشأن إدارة الحرب وصفقة تبادل الأسرى.وكان نتنياهو قد برر نتنياهو قراره إقالة غالانت بأزمة الثقة التي نشأت تدريجيا بينهما، ولم تسمح بإدارة طبيعية للحرب، مشيرا إلى أن "أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة".
وفي تطور لافت، استقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في 6 مارس/آذار الجاري، معترفا بمسؤوليته عن فشل الجيش في حماية المستوطنات الإسرائيلية خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اعتراف بالفشل
وفي رسالة استقالته، قال هاليفي إن "الجيش الإسرائيلي فشل في مهمة الدفاع عن إسرائيل، والدولة دفعت ثمنا باهظا".
وأعلن هاليفي بوضوح "أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في 7 أكتوبر 2023″، وأضاف "مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة".
إعلانوتابع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل "تكبدنا خسائر فادحة بالأرواح، والحرب تركت جروحا وندوبا لدى كثير من جنودنا وعائلاتهم"، لكنه زعم في الوقت نفسه أن "الجيش خاض حربا على مدى شهور طويلة وفي 7 جبهات وحقق إنجازات غيّرت وجه الشرق الأوسط".
وطالت الإطاحة أيضا القيادات الميدانية المباشرة، إذ أعلن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فيلكمان استقالته أوائل العام الحالي، مؤكدا في رسالة استقالته تحمله المسؤولية الكاملة عن إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول. وعلى مستوى القيادات العملياتية، أعلن قائد فرقة غزة آفي روزنفيلد استقالته من منصبه في يونيو/حزيران الماضي بعد أن فشلت الفرقة في صد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وغادر منصبه فعليا أوائل سبتمبر/أيلول الماضي. ولم تسلم أجهزة الاستخبارات من المساءلة، إذ أعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا استقالته في أبريل/نيسان الماضي، قبل أن يغادر منصبه في أغسطس/آب، معلنا تحمل مسؤولية الإخفاق في توقع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفي السياق ذاته، استقال في سبتمبر/أيلول الماضي القائد السابق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية "8200" التي فشلت في اكتشاف مخططات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأخفقت بالتالي في تقديم تحذير مسبق من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. كما أعلن رئيس شعبة العمليات العسكرية في الجيش الإسرائيلي عوديد باسيوك استقالته في أوائل مارس/آذار الحالي، وذلك بعد أيام قليلة من تداول اسمه ضمن مجموعة من كبار الضباط الذين ينوي رئيس أركان الجيش الجديد تنحيتهم لارتباط أسمائهم بإخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
إقالة بدون تحقيق وفي سابقة تعد الأولى من نوعها منذ إنشاء إسرائيل قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء مهام رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، إذ تمت إقالة رئيس الجهاز بدون تشكيل لجنة تحقيق رسمية. إعلان
وردا على قرار إقالته وضع بار شروطا لإنهاء خدماته مع تمسكه برفض الاستقالة، واتهم نتنياهو بالفشل والإخفاق.
وقال بار إنه سيبقى على رأس عمله إلى أن ينجز مهمة إعادة جميع الأسرى، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مع جميع الأطراف، بمن في ذلك السياسية والحكومية ورئيس الوزراء، واعتبرها ضرورة لأمن الجمهور.
وأوضح أن إقالته ليست بسبب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن التحقيقات بشأنها كشفت أن لسياسات الحكومة خلال العام الماضي دورا أساسيا في الإخفاق، معتبرا أن طلبات نتنياهو بالولاء الشخصي تتناقض مع القانون والمصلحة العامة للدولة.
وتعكس هذه الموجة غير المسبوقة من الاستقالات والإقالات عمق الأزمة التي تعيشها المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، واعترافا ضمنيا بحجم الفشل الاستخباراتي والعملياتي الذي سمح بوقوع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول دون إنذار مسبق أو استعداد مناسب لمواجهته.