هل تجب الصدقة على الغني فقط؟.. الأزهر: أجرها أكبر وقت الضيق
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل تجب الصدقة على الغني فقط ؟، هو ذلك الاعتقاد الشائع بأن صدقة المال تكون للموسر، وهو ما يعني أنه لا نصيب للفقراء من هذا الفضل والثواب، حيث إن الشرع قد ساوى بين العباد في الحقوق والواجبات، فلم يحرم فئة أو شخص من الفضل، إلا أن ضيق العيش قد يضع الإنسان في مفاضلة بين ثواب الصدقة وسد احتياجاته، وهو ما يطرح السؤال عن هل تجب الصدقة على الغني فقط ؟ .
قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الصدقات وقت الضيق لها أجر كبير، فالإنفاق في الخير يتطلب توازنًا بين ما يحتاجه الفرد وما يمكنه تقديمه للآخرين.
وأوضحت “ إبراهيم ” في إجابتها عن سؤال: هل تجب الصدقة على الغني فقط ؟ ، أنه في بعض الأحيان، يشعر الإنسان بالصراع الداخلي عندما يتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن تقديم المساعدة للآخرين أو الاحتفاظ بما لديه، منوهة بأن من المهم أن نكون واعين لاحتياجاتنا الشخصية، لكن يجب أيضًا أن نضع في اعتبارنا تأثيرنا على من حولنا.
وأشارت إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أهدته سيدة بردة، على الرغم من أنه كان في حاجة إليها، وطلب أحد الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحه البردة، أعطاه إياها برغم حاجته إليها، مما يوضح أهمية تقديم العطاء حتى في أوقات الضيق.
وأضافت أن الله سبحانه وتعالى يشجعنا على الإنفاق مما نحب، فقال الله عز وجل في كتابه العزيز : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) الآية 92 من سورة آل عمران.
وأفادت بأن تقديم ما نحبه للآخرين يُعتبر أجرًا عظيمًا، ويقربنا إلى الله عز وجل ، فعندما أساعد غيرى فى وقت الضيق فأكون بهذا قد وصلت لدرجة من الروحانيات المتعلقة بحب الله والرضا عن العمل الطيب الذي أقوم به.
وتابعت: وهو ما يجعلني في منزلة أعلى بكثير جدًا مما لو كنت أملك الكثير من المال وأتصدق بجزء منه، فحينها سأضمن حالي وأن معي ما يسد حاجتي، أما إذا كان لدى الإنسان أشخاص مسئولين منه ، ويعولهم ، فهنا المفروض هنا أؤثر الآخر أم أوازن؟ .
واستطردت: يمكن الموازنة وله أجر، ولا يكون عليه وزر إذا أثر على من يعول ، فأحد الصحابة هنا لما جاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وكان محتاجًا للطعام، جاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أرسل لزوجاته - أمهات المؤمنين-، وأرسلوا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ما عندهم إلا الماء.
وواصلت: سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة: "من منكم يضيفه؟"، فقام أحد الصحابة قال له: "أنا يا رسول الله"، وذهب لزوجته وسألها: "هل عندنا طعام؟" قالت له: "ما يكفي الصبيان"، قال: “عندما يأتي الرجل ليأكل، أطفئي السراج حتى يشعر الرجل أننا نأكل معه ”.
وأكملت: ورغم أنه لم يكن لديه سوى الطعام الذي ضيف به الرجل ، إلا أنه أكل الموجود ببيت الصحابي ولم يشعر بأنهم ليس لديهم غيره، فلما ذهب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني ، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إن رب العزة عجب من فعلهم وثابهم على هذا ثواب كبير جدًا"، فينفع أنني في وقت من الأوقات أؤثر غيري على نفسي في أمور بعينها.
فضل الصدقة1- الصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.
2- تمحو الخطيئة وآثارها.
3- تعتبر وقاية من النار يوم القيامة.
4- يستظل المتصدق بها يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
5- فيها دواء للأمراض البدنية.
6- هي دواء للأمراض القلبية.
7- المتصدق تدعو له الملائكة كل يوم.
8- تجعل الله يبارك في المال.
9- تطهر الإنسان وتخلصه من الفساد والحقد الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة.
10- يضاعف الله للمتصدق أجره.
11- صاحبها يدخل الجنة من باب خاص يقال له باب الصدقة.
12- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.
13- دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).
14- تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.
15- تدفع البلاء.
16- انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته.
17- سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.
18- مضاعفة أجر الصدقة .
19- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.
20- الصدقة تفتح لك الأبواب المغلقة.
21- تدفع ميتة السوء.
22- سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة.
23- تسد سـبعـين بابًا من السوء في الدنيا.
24- أفضل ما ينتفع به الميت وخير ما يُهدى للميت في قبره.
25- الصدقة هي أفضل الأعمال الصالحة والقربات إلى الله سبحانه وتعالى.
الصدقةوهب الله -تعالى- الإنسان الكثير في حياته، من مالٍ، وعلمٍ، وسعادةٍ، وأرزاقٍ كثيرةٍ ومتعددّةٍ، وعلى الإنسان أن يعلم أنّ الله -تعالى- الذي وهبه شتّى أنواع الأرزاق قادرٌ بإرادته أن يسلبها منه، وأنّ كلّ تلك الأرزاق هي امتحانٌ من الله -تعالى- للعبد، وعلى العبد أن يستخدمها وفق الوجه المشروع الذي أمر به الله تعالى، فإن أدّى العبد حقّ الله فيها، فقد فاز ونجح.
وورد أنه إذا لم يؤدّ حقّ الله -تعالى- في أرزاقه، فقد خاب وخسر؛ لأنّ الله -تعالى- قادرٌ على سلبها منه، وقد حثّ الله -تعالى- في عددٍ من آيات القرآن الكريم على أن يتصدّق الإنسان بأمواله التي رزقه الله -تعالى- إيّاها، وإنّ ذلك دليلٌ على أهميّة إخراج الصدقة، وعظم أجرها، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم)، فعلى الإنسان أن يجتهد في إخراج الصدقات، وأن يُخلص النّية في ذلك لله تعالى، وأن يبتغي بها وجهه، فمن كان مريضاً، فليخرج الصدقة بنيّة الشفاء والمعافاة.
وجاء أن الصدقة بنيّة الشفاء لأيّ مرضٍ كان، سواءً أكان يرجى شفاؤه بسرعةٍ، أم كان مرضاً مزمناً يحتاج إلى وقتٍ، فهي صدقةٌ مشروعةٌ جائزةٌ بإذن الله تعالى، فكلّ الامراض جعل الله -تعالى- لها شفاء بإذنه، ودليل ذلك قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما أنزَلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنزلَ لَه شفاءً)، فإنّ الشفاء من الأمراض بيد الله تعالى، والصدقة تكون بحسب حال المتصدّق، فإنّ للإنسان أن يتصدّق بما يستطيع، فربّما يكون ميسور الحال فيتصدّق بالكثير، وربّما يكون الإنسان غير ميسور الحال، فيتصدّق بما عنده ممّا يستطيع، ويمكن للإنسان أن يقوم بإخراج الصدقة مرّاتٍ عديدةٍ، فهي غير مشروطةٍ بكمٍ محدّدٍ، وليدعُ الإنسان الله -تعالى- أن يقبل إخراجه للصدقة، فإنّ الصدقة من أبواب الخير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصدقة فضل الصدقة سیدنا النبی صلى الله علیه وسلم یوم القیامة الله تعالى
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: كل كلام سيدنا النبي فى الدين مؤيد بالوحي
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القصص التي يرويها لنا النبي محمد ﷺ عن الأمم السابقة ليست مجرد حكايات أو روايات منقولة، وإنما هي وحي من الله عز وجل، موضحًا أن هذا من دلائل صدق الرسالة النبوية وإعجاز القرآن الكريم.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "أول سؤال ممكن يتبادر للذهن، هو النبي ﷺ عرف القصص دي منين؟ الإجابة ببساطة في قول الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، وهذا هو الإطار العام الذي نحتكم إليه، لأننا نؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي في كل ما يتعلق بأمور الدين والشرع".
وأوضح أن "كل ما يقوله النبي ﷺ في شأن الدين هو وحي يوحى، أما الأمور الدنيوية فقد تكون من باب التجربة أو العادات أو الأعراف، لكن حين يتحدث في القصص القرآني، فهو ينقل عن الله سبحانه وتعالى بلا زيادة ولا نقصان".
وأضاف الجندي: "ربنا سبحانه وتعالى قال في أكثر من موضع: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك)، وقال: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، وما كنت لديهم إذ يختصمون)، يعني النبي ﷺ لم يكن حاضرًا هذه المشاهد، لكنه أُخبر بها بوحيٍ من ربه، فصار يخبرنا بها لنأخذ منها الدروس والعِبر".
وأشار إلى أن القرآن ملئ بالآيات التي تدل على أن هذه القصص جاءت من عند الله، وليست نتيجة مطالعة النبي لكتب أو مراجع بشرية، مستشهدًا بقوله تعالى: (ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا)، موضحًا أن النبي لم يقرأ كتبًا سابقة ليأتي بهذه الأخبار، وإنما كلها وحي صادق.
وتابع الجندي: "ربنا بيقول للنبي في آيات كثيرة ألم ترَ، زي: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه)، و(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، طيب النبي شاف إيه؟ الحوادث دي كانت قبل مولده أصلاً، ومع ذلك ربنا بيقول له ألم ترَ، لأن الرؤية هنا رؤية علم، وليست رؤية بصرية، علمه الله بها وعلّمنا نحن من خلالها".
وشدد على أن "قصص القرآن ليست فقط للعظة، وإنما دليل على مصدره الإلهي، وأن هذا النبي الكريم ﷺ ما كان له أن يعلم هذه التفاصيل الدقيقة لولا أن الله هو الذي أوحى إليه بها، وهذا من أعظم أوجه الإعجاز في القرآن".