شهدت ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" التي تعقدها دار الإفتاء المصرية تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، عرض فيلم تسجيلي عن أعمال الندوة التي تم انطلاقها قبل قليل، بحضور علماء الأزهر الشريف وكبار رجال الدولة والمجتمع المدني.

هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. الإفتاء تجيب الإفتاء: 6 أكتوبر يوم تجلَّى فيه النصر من أعماق الإرادة والصبر

وعكس الفيلم التسجيلي الجهود المبذولة من قبل دار الإفتاء المصرية، ويأتي بمنزلة رحلة في أعماق الجهود المبذولة والتطلعات المستقبلية لندوة الإفتاء، حيث أكد الفيلم التسجيلي جهود الأزهر الشريف؛ بصفته كعبة العلم الديني الصحيح الذي حمل مشاعل الاستنارة والوسطية في العالم أجمع؛ وخروج العديد من المؤسسات الدينية والوطنية العريقة من رحم هذا الصرح الكبير، لتعمل على خدمة علوم الشريعة الإسلامية والدعوة والقضايا الإنسانية والوطنية وفق منهج علمي أزهري وسطي دقيق، وطبقا لرؤية مؤسسية متطورة ومرنة تتواءم مع تغير الواقع المتلاحق.

وأشار الفيلم إلى انطلاق مسيرة دار الإفتاء المصرية من الفهم الصحيح لرسالة الفتوى، ودورها المهم الكبير في استقرار المجتمعات، وتحقيق الأمن الفكري، ومواجهة التحديات، ومواكبة المستجدات، والخروج بالأمة من دياجير ظلمات الجهل والإرجاف والتفلت إلى نور العلم والعمل والاستقرار؛ بما يحقق مقاصد الشريعة ويبرز معنى أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.

كما أوضح أن ما جعل أفئدة الناس وعقولهم تهوي إلى دار الإفتاء هو تاريخها الكبير الذي قام على أسس علمية منضبطة ومنهجية عملية مشهود لها بالوسطية النابعة من وسطية الأزهر الشريف؛ لتسطر هذه المنهجية لدار الإفتاء المصرية السيرة والمسيرة.

ولما كان لكل جسد روح ولكل مبنى معنى، فقد توارد على دار الإفتاء المصرية سلسلة منيرة متصلة مترابطة من أكابر المفتين؛ لا تختلف منهجا ولا مرجعية ولا تحيد عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد أنملة؛ يحمل بعضهم عن بعض علوم وأسرار الشريعة المطهرة النابعة المتدفقة من بحار وأنوار علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصدق فيهم قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين» فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لدار الإفتاء المصرية.

ولفت الفيلم النظر إلى أن دار الإفتاء المصرية على موعد مع من يحيي هذه المعاني العظيمة في بعث جديد للخطاب الديني علما ودعوة وفتوى بما يساير مفاهيم وتحديات العصر الحاضر؛ فكان الزمان يوم الثاني عشر من شهر أغسطس لسنة ألفين وأربع وعشرين من الميلاد الموافق الثامن من شهر صفر لسنة ألف وأربعمائة وست وأربعين من الهجرة المشرفة؛ حيث تولى الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد منصب الإفتاء؛ ليكون هذا اليوم المنير بداية لانطلاقة جديدة وتوسع أكبر لدور دار الإفتاء المصرية في خدمة الأمة الإسلامية.

كما أشار إلى جهود الأستاذ الدكتور نظير عياد في مجمع البحوث الإسلامية الذى شهد في عهده قمة العطاء العلمي والثقافي؛ حيث كان فضيلته مسؤولا عن الوعظ والدعوة والفتوى والبحوث والرصد وغيرها الكثير، وقد شرفت الديار المصرية بتوليه مفتيا لها؛ وبتوليه إفتاء ديارنا تنطلق دار الإفتاء المصرية إلى آفاق رحيبة تحت قيادته.

في السياق ذاته استعرض الفيلم أولويات فضيلة المفتي في قيادة مؤسسة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بصفته مفتيا للديار المصرية في مجموعة من النقاط:

أولا: البناء على ما سبق في مسيرة دار الإفتاء المصرية بالحفاظ على المنجزات وتطويرها.

ثانيا: أن تكون دار الإفتاء أكثر قربا من المواطن بأن تعكس في فتاواها ومبادراتها وأنشطتها اهتمامات المواطنين وما يشغلهم دينا ودنيا.

ثالثا: الاستثمار في رأس المال البشري باعتباره الثروة الحقيقية لدار الإفتاء المصرية، وإيمانا بأن بناء الإنسان هو كلمة السر في نهضة المؤسسات والدول والشعوب.

رابعا: استثمار الفضاء الرقمي وتعزيز القدرات التقنية لدار الإفتاء المصرية وتسهيل وصول الخدمات الشرعية للعالم أجمع.

خامسا: الاستمرار في الحوكمة الإدارية وتطوير نظم العمل في دار الإفتاء.

سادسا: بناء الشراكات وعقد المزيد من مذكرات التفاهم والتعاون مع المؤسسات والجهات المحلية والعالمية ذات الرؤى والأهداف المشتركة.

سابعا: تعزيز دور دار الإفتاء التوعوي من خلال تنظيم الفاعليات وتقديم المبادرات والأنشطة ونشر الإصدارات المطبوعة والإلكترونية حتى تظل الدار شريكا فعالا في بناء الوعي وعمران الوطن وخدمة الإنسانية.

ثامنا: الاهتمام بالمفتيات بدار الإفتاء حتى يقمن بدورهن في الفتوى والتوعية والإرشاد.

تاسعا: الدعم الإفتائي للجاليات المسلمة حول العالم وترسيخ الدار كبيت خبرة لدور الإفتاء في العالم.

عاشرا: إطلاق مشروع الحفاظ على التراث الإفتائي، ومن ضمن ذلك: المخطوطات والتحف والصور النادرة، بالتعاون مع المتاحف والجامعات الوطنية.

وفي ختام الفيلم التسجيلي تمت الإشارة إلى أن هذه الندوة تأتي لتؤكد أن دار الإفتاء المصرية شريك فعال في قضايا الوطن عامة والرؤية الوطنية الشاملة التي تسعى لبناء الإنسان على كافة الأصعدة على وجه الخصوص؛ حيث تتوافق هذه الرؤية مع مقاصد الأديان ومبادئ الشريعة الإسلامية. وأن الدار تسعى من خلال هذه الندوة إلى تفعيل وتعزيز دور المؤسسات الدينية؛ وبخاصة دار الإفتاء المصرية؛ في دعم المبادرات الوطنية بشكل عام ومبادرة فخامة الرئيس للتنمية البشرية بشكل خاص، وإبراز دور ورسالة دار الإفتاء المصرية في توسيع مجال الفتوى وتحقيق شمولية الإسلام، ليشمل ذلك كل ما يتعلق بتنمية الإنسان في كافة أطواره وشتى مجالاته؛ حتى يكون ذلك الإنسان عنصرا فاعلا في تنمية الوطن.

كما تسعى الدار من خلال عقد هذه الندوة إلى تحقيق مفهوم التعاون بين مؤسسات وأطياف الوطن؛ حيث إن بناء المواطن المصري بناء صالحا هو مسئولية مشتركة يجب على الجميع المشاركة فيها ومد يد العون من أجل بلوغ غاياتها.

رابط الفيلم التسجيلى: https://youtu.be/A0CG8TIkKYc

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيلم تسجيلي الإفتاء المصرية دار الافتاء المصرية مدبولى لدار الإفتاء المصریة دار الإفتاء المصریة

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي فلسطيني: الرؤية المصرية المدعومة عربيا ستشكل فارقا في موقف الرئيس الأمريكي

تحدث الدكتور عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، عن القمة المصغرة في الرياض لبحث الرد العربي على خطة ترامب بشأن غزة.

الحلبي: وجود سلطة فلسطينية مقنعة تدير غزة والضفة إيجابي لصالح القضيةمبعوث ترامب: خطة الرئيس الأمريكي بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين

وقال خلال حواره ببرنامج "الحياة اليوم"، على قناة "الحياة"،: "هذه القمة تأتي في وقف مختلف تماما، لأن القضية الفلسطينية مرت بأزمات متعددة بالتاريخ لكن هذه المرة مفترق تاريخي يتعلق بتصفية القضية".

وأضاف: "الموقف المصري شكل رافع أساسيا لكل المواقف العربية التي جاءت بعد الموقف المصري"، لافتا: "لم تتوق إدارة بايدن أو إدارة ترامب أن يكون الموقف المصري بهذا الشكل وهذه القوة".

وتابع الدكتور عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني،: "الرؤية المصرية المدعومة عربيا ستشكل فارقا في موقف الرئيس الأمريكي".
 

مقالات مشابهة

  • برلمانية: القمة العربية الطارئة تناقش الرؤية المصرية في إعمار غزة
  • لبنان الفرصة... الى متى؟
  • «المصريين الأحرار»: الرؤية الفلسطينية نتاج الدبلوماسية المصرية وجهودها الحثيثة لحل عادل للقضية
  • خبير علاقات دولية: أبو مازن سيدعم الرؤية المصرية لإعادة إعمار غزة
  • «المؤتمر»: التحركات المصرية تدعم الرؤية الفلسطينية وتحقق التوازن الإقليمي
  • خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو
  • خطيب الأوقاف: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. فيديو
  • كرم: نأمل أن يندمج الحزب في مشروع بناء الدولة ومؤسساتها
  • محلل سياسي فلسطيني: الرؤية المصرية المدعومة عربيا ستشكل فارقا في موقف الرئيس الأمريكي
  • متحدث حركة فتح: الرؤية الفلسطينية ليست بعيدة عن الخطة المصرية والعربية.. فيديو