منها استراتيجية وأخرى مبطنة.. هل حققت "إسرائيل" أهداف حربها على غزة؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
غزة - خــاص صفا
مر عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي لم يسلم منها شبر واحد من القصف جواً كان أو براً أو بحرًا، عدا عن قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، إلا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه المعلنة، حتى بالمنظور الإسرائيلي، كما يجزم مختصون بالشأن السياسي.
ويوضح المحللون السياسيون في أحاديث منفصلة مع وكالة "صفا" أن لـ "إسرائيل" ثلاثة أهداف معلنة واستراتيجية لحربها على غزة، تتمثل في القضاء على المقاومة، وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وإعادة الحياة والهدوء المستوطنات غلاف غزة.
وشنت "إسرائيل" عدوانًا على غزة في 7 أكتوبر 2023، قتلت نحو 42 ألف مواطن، وأصابت أكثر من 97 ألفًا، نحو 70 % منهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقودين تحت الأنقاض، وما زال العدوان مستمرًا.
تغيير البنية الإدارية
ويقول المختص بالشأن السياسي بالضفة سليمان بشارات: "إن الأهداف التي أعلن عنها الاحتلال للحرب على غزة هي ثلاثة لم تتحقق حتى الآن".
ويضيف بشارات، في حديثه لوكالة "صفا"، أن "أول هذه الأهداف هو إعادة الأسرى، ولم تحققه إسرائيل، باستثناء من تحرروا بصفقة نوفمبر العام المنصرم، بل إن إسرائيل قتلت عدداً منهم بشكل متعمد أو حتى غير ذلك، ظناً من رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أن عمليات تحرير الجنود حتى إن كانوا قتلى، سيضاف لملف إنجازاته التي يحاول أن يحققها لتحقيق مصالح شخصية وسياسية، لم يعد أحد يجهلها"، وفق المحلل.
ويشير بشارات إلى أن "إسرائيل" أعلنت أنها ستقضي على المقاومة بغزة وعلى رأسها حركة حماس، وهذا أيضاً لم يتحقق بالشكل الكامل، بالرغم من أنها أثرت على المقاومة بالضربات واستهداف الشخصيات والقادة.
ويدلل على ما سبق بقوله إن خسائر الاحتلال تحت ضربات المقاومة مستمرة في كل مناطق القطاع، وبالتالي لم يتحقق هدفه الثاني.
ويرى أن الهدف الثالث المتمثل في تغيير البنية الإدارية لغزة أيضاً لم يتحقق ولم تستطع "إسرائيل" استبدال البنية الإدارية للمقاومة بغزة حتى اليوم.
ويتابع "كل هذا لم يتحقق بالرغم من عمليات القتل والتدمير الممنهج الذي هو جزء من العقلية الإسرائيلية.
والنقطة الأخيرة، من وجهة نظر بشارات، هي أن تحقيق الأهداف لم يحدث حتى بالمنظور والعقلية الإسرائيلية، "مع وجوب ألا ننسى فارق القوة والقدرات العسكرية بين المقاومة والاحتلال، وهذا ما تعنيه إسرائيل جيداً".
استراتيجية ومبطنة
من جانبه، يرى المختص بالشأن السياسي أشرف بدر، أنه "وحتى الآن ووفقًا للاستراتيجية الإسرائيلية، فإن الأهداف المعلنة للحرب على غزة لم تتحقق بشكل كامل، لكن هذا غير الأهداف المبطنة، التي يمكن استنتاجها، لا الجزم بها".
ويوضح بدر، في حديثه لوكالة "صفا"، أن القضاء على المقاومة، وإعادة الأمن لمستوطنات غلاف غزة، وتحرير أسرى الاحتلال، هي الأهداف الاستراتيجية التي لم تتحقق، متفقًا بذلك مع بشارات.
غير أن بدر، يشير إلى أن الأهداف المبطنة للحرب على غزة تتمثل في جعلها غير صالحة للحياة، وتهجير الفلسطينيين منها.
ومن وجهة نظره، فإنه لا يمكن الجزم بتحقيق الاحتلال للهدفين السابقين، إلا بعد انتهاء الحرب، مضيفاً "الأهالي يرغبون بالبقاء بغزة ومتمسكون بالوجود فيها مهما كانت ظروفها وبعد كل ما فعله الاحتلال من تدمير لكل مناحيها".
ويستدرك "لكن خروج نسبة من أهالي غزة بأعداد غير قليلة بعد الحرب سيحدد ما إذا كان الاحتلال نجح أو لا، مع العلم أن هناك نموذج للصمود لدى أهالي شمالي القطاع الذين فضلوا البقاء فيه وتحمل تبعات ذلك، على أن ينزحوا للجنوب".
أهداف متتالية دون نتيجة
لكن، المحلل السياسي نجيب مفارجة يقول: "إنه لا توجد أهداف واضحة للحرب، بل إن الاحتلال كان يعطي أهدافًا مطاطة، يضيفها على فترات متباعدة، منها إسقاط حكم حماس وإنهائها كحركة، وهو ما فشل فيه، وهو يعي أنه لا يمكن أن يستأصلها وهي متجذرة، ولديها حاضنة شعبية".
ويضيف مفارجة، في حديث لوكالة "صفا"، "الاحتلال أراد إسقاط حماس كحكومة وفشل، وهو اعترف بذلك حينما أعلن أن كل منطقة يخرج منها تعيد حماس السيطرة عليها وعناصرها تعاود الانتشار فورًا".
"الحد من قدرات المقاومة وإسقاطها، أيضًا لم يتحقق والاحتلال يعرف أنه يكذب حينما يقول إنه أنهى كتيبة معينة هنا وهناك، ويعي بوجود المقاومة، التي توقفت عن إطلاق الصواريخ إلا عبر فترات متباعدة، ضمن تكتيك تعيه إسرائيل، وهناك الكثير من عمليات قتل الجنود وتفجير الدبابات والمعدات، حتى في المناطق التي يقول الاحتلال إنه أنهى الكتائب فيها"، وفق مفارجة.
ويتابع "أيضًا فشل الاحتلال في الهدف الرئيسي وهو إعادة جنوده الأسرى بغزة، ولم يُعد جنديا واحدا منهم بالطريقة العسكرية".
ويلفت إلى فشل "إسرائيل" أيضاً في إعادة مستوطني غلاف غزة، بالإضافة إلى هدف آخر أضافته قبل نحو شهر، وهو إعادة سكان شمال فلسطين المحتلة، ومحاولته تحييد حزب الله عن المعركة.
كما يرى أن هناك هدف مبطن وهو إعادة "هيبة الردع" الإسرائيلية في المنطقة، والتي تهشمت بفعل السابع من أكتوبر.
ويجزم أن "إسرائيل أصبحت بعد 7 أكتوبر ملطة (يتجرأ عليها الجميع)، وهو ما رأيناه وما زلنا من حزب الله وضرباته المستمرة والضربات الإيرانية الجريئة، وبالتالي هي لم تنجح في أهم هدف لديها".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الحرب على غزة طوفان الأقصى على المقاومة لم یتحقق على غزة أهداف ا
إقرأ أيضاً:
“نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
#سواليف
وجه الجنرال الإسرائيلي المتقاعد #إسحاق_بريك انتقادات لاذعة للجيش و #الحكومة في #إسرائيل، قائلا إن #الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، لا نهاية لها في الأفق، ولم تحقق أيا من أهدافها.
وأشار بريك الملقب بنبي الغضب الإسرائيلي، في مقالة بصحيفة هآرتس، إلى أن الحرب فشلت في إطلاق سراح #المختطفين، أو إعادة #النازحين في الشمال إلى ديارهم، كما لم تقض على حركة #حماس أو #حزب_الله، ولم تخرج قوات إيران من سوريا، لكن في المقابل اقتصاد إسرائيل ينهار، والاستقرار الاجتماعي في حالة من التفكك وعلى شفا #حرب_أهلية.
وقال بريك في مقالته: “إذا جاء #كائن من #الفضاء_الخارجي وشاهدنا من منظور عين الطير، فماذا سيرى؟ سيرى حربا مستمرة منذ أكثر من عام، ولا نهاية لها في الأفق، وسيرى أنها لم تحقق أيا من أهدافها.. وسيرى العالم المتنور ينفصل عن إسرائيل، والقوات البرية تآكلت إلى اقصى درجة”.
مقالات ذات صلة الدويري يتحدث عن خطة إسرائيلية لفتح ثغرة بمنطقة بنت جبيل 2024/11/21وشدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد على أنه “لا يمكن تدمير حزب الله وإنهاء الحرب بقوة الذراع، وبناء على ذلك فإن الحكومة توجهت الآن إلى مسار التسوية السياسية بوساطة أمريكية”.
وأضاف أن الجيش لا يقول الحقيقة للمستوى السياسي عن الأزمة الشديدة في صفوفه، منوها بأن 40% من جنود الاحتياط أصبحوا غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، كما أن الجنود النظاميين يتم تسريحهم بسبب سوء حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال.
وأشار بريك إلى تصريحات الصحفي ايتي انغل التي قال فيها إن حزب الله لا يبدو كمنظمة مهزومة وتريد التوصل إلى اتفاق سياسي، وإن “الصورة التي يتم عرضها لنا، بأن حزب الله ضعيف وأن الجيش الإسرائيلي هو المنتصر في الحرب في لبنان، هي مختلفة كليا عن الحقيقة”.
وأضاف أن الصورة التي يعرضها المراسلون والمحللون العسكريون عن الواقع في لبنان لا تتفق مع الواقع الحقيقي، وأن المنازل التي يتم تدميرها في جنوب لبنان، هي مسألة وقت فقط حتى يُعاد بناؤها مرة أخرى.
وواصل: “هذا الكائن من الفضاء كان سيرى أيضا كيف أن رئيس الأركان هرتسي هليفي يحاول أن يعرض على المستوى السياسي وعلى الجمهور صورة تقول بأن الجيش قوي جدا وقادر على تنفيذ أي مهمة تلقى عليه إلى أن يتم تحقيق أهداف الحرب”.
وهاجم كذلك وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، وقال إنه منفصل تماما عن الواقع، لذلك يعلن بأنه يجب مواصلة القتال ضد حزب الله حتى هزيمته بشكل كامل، مضيفا أن “هليفي يفعل ما يؤمر به دون أن يشرح له بأن وضع الجيش الإسرائيلي متدن، ولا يمكنه سواء الدخول في عملية برية عميقة أو البقاء في المناطق التي احتلها بسبب النقص الكبير في جنود الاحتياط”.
وأكد بريك أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه وقف مئات الصواريخ والقذائف والمسيرات التي يتم إطلاقها كل يوم وتشل الحياة وتدمر الشمال، معتبرا أن “رئيس الأركان يساهم في إخفاء الحقائق بشكل كبير إلى جانب المستوى السياسي، وفي تفكك القوات البرية والتسبب بعدد كبير من القتلى والمصابين”.
وانتقل بالهجوم إلى المستوى السياسي، قائلا إن “هذا الكائن الفضائي سيرى سلوك المستوى السياسي المنحرف، الذي تتغلب لديه الاعتبارات السياسية للبقاء على اعتبارات الأمن القومي”، ووصف مؤيدي الحكومة، بأنهم “يتصرفون مثل قطيع هائم، لا يعرف ما يحدث من حوله”.
واختتم مقاله، بالقول إن “هذا الكائن الفضائي سيعود إلى أصدقائه في العالم الخارجي ويقول لهم: لن تصدقوا ما رأيت، لكن يمكنكم الهدوء. يوجد في الكون أشخاص أكثر جنونا منا”.