آخر تحديث: 7 أكتوبر 2024 - 7:04 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- اكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي:” ان عملية طوفان الأقصى التأريخية والبطولية، جسدّت روح وارادة الشعب والمقاومة الفلسطينية في مقارعة الإحتلال، وحقه المشروع في الدفاع عن مقدسات الأمة وافشال مشاريع التوسع والاستيطان”.وقال في بيان ، بمناسبة مرور عام على عملية طوفان الاقصى ، ” ان العملية برهنت ان اساليب القتل والظلم والتجويع والتعذيب والتدنيس، التي مارسها الصهاينة منذ العام ١٩٤٨ وحتى اليوم، لا يمكنها ان تُثني الشرفاء والأحرار او تقلل من عزيمتهم في المواجهة حتى تحقيق العدالة ونيل الحقوق المشروعة كافة، وعلى رأسها اقتلاع هذه الغدة السرطانية الخبيثة المسماة “إسرائيل”، واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

واضاف :” ان المقاومة في عملية السابع من اكتوبر لم تعبر نحو الاراضي المحتلة فقط، وانما اطاحت بأسوار الانظمة الغربية التي طالما كانت تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان، وكشفت زيف ادعاءاتها عندما اسقطت القناع عن وجهها المتعطش لدماء واشلاء الاطفال والنساء، وعرت الانظمة التي اسهمت في انعاش الجسد المتهالك للكيان اللقيط، والتي مدته بالسلاح والمال وقوافل المساعدات، في حين ان مواقفها كانت ذليلة ومخزية تجاه غزة المحاصرة والتي تأبى العيش إلا بكرامة وعزة”.وجدّد رئيس مجلس النواب بالنيابة، موقف العراق الثابت والمبدئي في دعم القضية الفلسطينية بالسبل المتاحة كافة، مبينًا :” ان عاما من الصمود والشجاعة التي سطرها الأبطال في فلسطين وجبهات الاسناد، قابلها عام من جرائم الإبادة والتدمير التي مارستها القوات الصهيونية في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وعكست حالة الهزيمة التي يعيشها الكيان الصهيوني وداعموه، محذرًا في الوقت ذاته من المساعي الخبيثة لقادة الاحتلال عبر محاولة جر المنطقة إلى اتون حرب واسعة ستكون آثارها مدمرة للجميع،

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»

في الجزء الأول من هذا المقال تمت مناقشة أن قرار طوفان الأقصى كان قرارا صائبا بل قرارا محتوما وقدرا مقدورا لمنع تصفية القضية الفلسطينية وشطبها من التاريخ. وتمت مناقشة كيف كان الطوفان هزيمة تاريخية لإسرائيل لن تمحى مهما حققت من إنجازات عسكرية بعدها.

السؤال هو هل كانت هذه الإنجازات العسكرية وهي ليست قليلة «اغتيال هنية ونصر الله والسنوار، إضعاف قدرات حماس والجهاد وحزب الله البشرية والتسليحية، القضاء على ممر أسلحة المقاومة اللبنانية والفلسطينية القادم من إيران عبر سوريا، احتلال كامل الجولان السوري والتقدم نحو ريف دمشق» انتصارا ساحقا لإسرائيل والولايات المتحدة وهزيمة ساحقة للعرب؟

الجواب على ذلك بأفصح لسان ممكن قدمه اتفاق غزة الذي أعلن عنه في ١٥ يناير ٢٠٢٥ والذي اعتبره الإسرائيليون قبل غيرهم هزيمة استراتيجية إذ لم يحققوا فيه هدفا واحدا من أهدافهم المعلنة في الحرب.

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وهو أحد روافد العقل الجيوسياسي والأمني للكيان يعترف بأن الجيش الإسرائيلي فشل في القضاء على حماس عسكريا إسرائيل لم تقض على«حماس ولن تقضي عليها لأنها لم تكن قادرة على فعل ذلك أبدًا». وزير الخارجية يسرائيل كاتس يعترف بأن جيشه فشل في تحقيق الهدف الثاني وهو استعادة أسير واحد في يد المقاومة في غزة عن طريق القتال والضغط العسكري ولم يكن هناك غير طريق واحد هو النزول على شروط حماس بأن يستعيد هؤلاء الأسرى عن طريق التفاوض ومبادلتهم بمئات من الأسرى الفلسطينيين. حتى الهدف الثالث الذي تبناه نتنياهو في الشهور الأخيرة بتحويل شمال غزة لمنطقة محروقة وتهجير سكانها للجنوب تمهيدا لاستيطان إسرائيلي فيها وتنفيذ خطة الترانسفير لمصر والأردن فشلت فشلا ذريعا. فنحو ٥٥ جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بدء هذه الحملة على الشمال و١٠٠ منهم قتلوا منذ ٣١ مايو الماضي بسبب رفض نتنياهو وقتها إبرام الصفقة نفسها الذي عاد وجثا على ركبتيه وقبلها أخيرا كما هي دون تعديلات بعد أن أظهر له ترامب العين الحمراء. المعنى هنا أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية كانت إنجازات تكتيكية لم تستطع تغيير المشهد الاستراتيجي للتفاوض ولم تفرض على حماس استسلاما أو تخليا عن شروطها الأساسية. في مفاهيم كلاوزفيتز وكل أساتذة الحرب والاستراتيجية التقدم العسكري في المعركة الذي لا يترجم نفسه لمكاسب سياسية ليس نصرا.

إن حقيقة أن إسرائيل عندما كسبت جولة بين ٣١ يوليو ٢٠٢٤ «اغتيال هنية» والأسبوع الثاني من ديسمبر الماضي التقدم الاحتلالي لها لمئات الكيلومترات في سوريا لم تكسب الحرب وأنها أجبرت على التخلي عن هدف نزع سلاح حزب الله في الشمال وهدف نزع سلاح حماس وفصائل المقاومة الأخرى في الجنوب. هذه هي الهزيمة الحقيقية لإسرائيل فهذه الحرب لم تكن بين الجيش النظامي الإسرائيلي وجيوش عربية نظامية بل بينه وبين منظمات مقاومة غير حكومية. معيار النصر هنا ليس فوز حماس وشقيقاتها في المقاومة بجولة وفوز إسرائيل بجولة أخرى وإنما هي في الاحتفاظ بالسلاح وبخيار المقاومة قائمين أو كما قال حسن نصر الله «عندما لا ننهزم ننتصر».

إذا أخذت حماس كمثال فحتى لو وافقنا على التقديرات الإسرائيلية التي تباهى بها واحد من أهم الصهاينة الأمريكيين السفير دينيس روس والتي تزعم أن حماس خسرت نحو ٦٠٪ من مقاتليها. فإن من رد عليه بشكل مباشر هو بلينكن الذي قال إن حماس استعوضت ما فقدته من المقاتلين وجندت أعدادا مثلهم. هؤلاء سيكون غضبهم ورغبتهم في أخذ الثأر لا تقارن بجيل فلسطيني سابق منذ النكبة. بعض هؤلاء المقاتلين بحثوا عن الحماس والجهاد وغيرها وانتقلوا من حياة المدني لحياة المجاهد فقط لكي ينتقموا من العدو الذي أباد في الـ١٥ شهرا الماضية أكثر من مائة طفل وامرأة وشيخ في العائلة الواحدة في كثير من الحالات.

وسيقال هنا لكن القادة المجرَّبين الملهمين في الصف الأول خاصة في الجناح العسكري تم اغتيالهم ولم يبق منهم إلا قليل. ينسى هؤلاء أن الجهاد وحماس والشعبية ومن قبلهم فتح -عندما كانت ترفع البندقية وقبل أن تتحول سلطة للتنسيق الأمني مع العدو - تم اغتيال جميع مؤسسيها من الجيل الأول. وينسون وهذا هو الأهم المفاعيل الإيجابية التي ستأتي بها صفقة تبادل الأسرى إذ من الذين ستستردهم حماس مثلا قيادات وسيطة مثل عبد الله البرغوثي وفتحي السيد وهؤلاء مرشحون ليكونوا الجيل الثالث القيادي لحماس تماما كما خرج يحيى السنوار وصالح العاروري كجيل قيادة ثان في صفقة تبادل مماثلة «صفقة شاليط الشهيرة» وصار لاحقا الجيل الأول. سيقولون لكن حماس دمر معظم سلاحها وقطع طريق الإمداد عنها بعد إغلاق الطريق الإيراني عبر سوريا بعد تسلم السلطة في دمشق مجموعة سياسية بادرت بطمأنة إسرائيل أنها لن تسمح بأي شيء من إيران أو غيرها يهدد الأمن الإسرائيلي. مرة أخرى يتجاهل هؤلاء أن مقاتلي غزة يحاربون إسرائيل وأمريكا والناتو منذ عام ونصف دون أن تدخل إليهم قطعة سلاح واحدة تقريبا مع تواطؤ الجميع على حصارهم. السر هنا هو في النقلة النوعية التي كان حققها يحيى السنوار وصالح العاروري في غزة وبشكل نسبي في الضفة هو تحويل المصدر الرئيس للسلاح نحو التصنيع الذاتي بعد الحصول على تقنيات التصنيع من طهران، أما المصدر الثاني tهو إعادة تدوير واستخدام قذائف وقنابل إسرائيل التي لم تنفجر والمصدر الثالث وهو تسرب الفساد إلى أقسام في الجيش الإسرائيلي تبيع السلاح للمقاومة عبر التجار. كل هذا مستمر وسوف يزداد خاصة وأن الأنفاق كمواقع لتصنيع وتخزين السلاح لم تدمر بشكل كامل كما سعت أو ادعت إسرائيل. وما تحسر بايدن قبل يومين من خروجه مهزوما عليه من أن شبكة الأنفاق في غزة عمل مذهل ووصلت بعضها لنحو ٦ أقدام، وما فشل الجيش الأمريكي قبل الإسرائيلي في الوصول للرهائن ٤٧٢ يوما وهم محروسون في أنفاق إلا دليل على أن جزءا مهما منها مازال قائما وإعادة بناء ما تهدم منها ليس مستحيلا.

وحتى ممرات الأسلحة قد تعود في أول تغير جيوسياسي، ما زالت تبعات طوفان الأقصى حبلى بالكثير منها. قد يكون اتفاق غزة نصرا منقوصا للمقاومة تنغص عليه مرارة نحو ١٧٠ ألفا من الشهداء والمصابين والمفقودين من ضحايا جريمة الحرب الأمريكية -الإسرائيلية التي أنفق فيها خمسون مليار دولار على منطقة لا تزيد عن مساحة حي كبير في العواصم الكبيرة.. وقد تكون هزيمة غير مكتملة لإسرائيل لما حققته من بعض الإنجازات في الشهور الأربعة الأخيرة من العام الماضي.. لكن المؤكد أن ٧ أكتوبر دخل التاريخ فعلا كنصر عربي وهزيمة إسرائيلية وأن جولات قادمة للصراع ستندلع عندما تنتهي استراحة المحارب الفلسطيني واللبناني وتضمد منظماته جراحها وتستعيد قوتها.

حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري

مقالات مشابهة

  • حماس تنعي "عبدالقاضي عزيز" منفذ عملية الطعن في إسرائيل
  • رئيس مجلس الشورى: انتصار المقاومة الفلسطينية انتصار لكل أحرار العالم
  • رئيس مجلس الشورى يؤكد أن انتصار المقاومة الفلسطينية هو انتصار لكل أحرار العالم
  • وزير الخارجية يلتقي ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس بصنعاء
  • رئيس عربية النواب يثمن قرار العفو عن 4466 من المحكوم عليهم
  • رئيس مجلس النواب يزور مكتب حماس بصنعاء ويهنئ المقاومة الفلسطينية بتحقيق الانتصار
  • ما سر الهدايا التي منحتها «حماس» للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟
  • طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»
  • مجلس النواب يناقش الصعوبات التي تعيق «عمل التعليم الخاص»
  • لإكمال النصاب القانوني.. المندلاوي يحاور النواب المنسحبين بالعودة لجلسة البرلمان