في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة حماس على مناطق إسرائيلية في محيط قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لا تزال بعض العائلات تعاني، وتكافح من أجل الإفراج عن أحبائها.
"ذاكرتي الأولى هي أنني لم أصدق أن جدي يمكن أن يُختطف. كيف يُختطف شخص وهو في الثمانين من عمره؟"، يصف عضو منتدى أهالي الرهائن، دانيال ليفشيتز، في مقابلة مع قناة "الحرة" تجرب شخصية مريرة، فقد اختُطف جده وجدته في هجوم 7 أكتوبر.
وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وقال ليفشيتز وهو يجلس أمام صورة تجمع العديد من المختطفين في قطاع غزة: "كانت الساعة الثامنة والربع في السابع من أكتوبر عندما اخترق إرهابيو حماس البيت وأطلقوا خمس رصاصات على باب الملجأ حيث كان جدي يمسك بمقبض الباب، إحدى الرصاصات جرحته، أخذوا جدي وجدتي من السرير ولفو جدتي بسجادة ووضعوها على دراجة نارية وأخذوا جدي أيضا".
وأضاف: "جدتي كان رأسها في المقدمة ورأت جدي على الأرض، وكان يبدو غائبا عن الوعي وينزف، واعتقدت أنه ميت لأربعين يوما، قبل أن تعرف أنه حي بعد الإفراج عنها".
وتابع: "كيف يمكن اختطاف امرأة عمرها 86 سنة ورجل عمره 80 سنة. كنت أخشى عليهم من القتل، ولم أعتقد أن شخصا يمكن أن يختطفهم. فهؤلاء أناس كبار في السن، وهذا شيء مقدس في القرآن واليهودية والمسيحية، عندما أدركت أن هذا حدث صدمت".
النهج الحكومي والعمليات العسكريةعند سؤاله عن تقييمه للنهج الحكومي، لم يتردد ليفشيتز في التعبير عن خيبة أمله. وقال إن "الحل العسكري حافل بالمشاكل، وقد رأينا إعدامات للرهائن"،
وشدد ليفشيتز على أن الحكومة يجب أن تعطي الأولوية لإعادة الرهائن قبل أي شيء آخر، وأن وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف. كما أعرب عن إحباطه من فشل المفاوضات حتى الآن، إذ "لم يتم الإفراج عن أي من النساء المحتجزات".
وقال: "من المستحيل أنه بعد سنة لم نستطع الإفراج عن النساء. هناك أربعة أو خمسة مجندات سجنوا لسنة وهناك أيضا مسنين، لم أر أي نجاح من أميركا أو قطر أو مصر أو إسرائيل أو حتى من جانب حماس التي لا تزال تحتجز النساء".
والثلاثاء، تجمع نحو 300 شخص أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس، بينهم عائلات الرهائن، حاملين صور ذويهم، في لحظة تأبين تحاكي المأساة التي عاشوها.
في ذكرى السنوية الأولى، احتضنت العائلات بعضها وقد ارتدى بعض أفرادها قمصانا طُبعت عليها صور الذي غابوا، والتقط آخرون صورا على وقع الأغنية التي كانت تعزف في لحظة الهجوم.
وقال يوفال بارون، الذي يُحتجز والد زوجته كيث سيجل رهينة في غزة "ما زلنا عالقين في السابع من أكتوبر 2023، يوم لا ينتهي من الرعب والخوف والغضب واليأس".
وأضاف "أردنا أن نبدأ هذا اليوم معا لتذكير أنفسنا ورئيس وزرائنا وشعب إسرائيل بأنه على الرغم من أنه يوم حزن، ما زالت هناك مهمة مقدسة تتمثل في إعادة الرهائن".
وفي تجمع رعيم السكني، حيث أقيم مهرجان نوفا الموسيقي الذي قُتل فيه أكثر من 360 شخصا واحتجز عشرات رهائن، ترأس الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مراسم التأبين التي بدأت بآخر أغنية سُمعت في الحفل قبل عام.
معاناة سكان غزةوبسؤال ليفشيتز عن رؤيته لمعاناة سكان غزة، قال: "قلبي ينكسر على العائلات التي تفقد أحباءها في غزة والمدنيين الذين يلحقهم الضرر من الطرفين واحتجاز أيضا 101 من الرهائن".
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة تسبب منذ ذلك الحين في مقتل أكثر من 41 ألفا إلى جانب نزوح كل سكان القطاع تقريبا وعددهم 2.3 مليون نسمة.
يشدد ليفشيتز على أن حماس تمثل خطرا ليس فقط على إسرائيل، ولكن أيضا على الفلسطينيين أنفسهم.
ويدعو ليفشيتز المتظاهرين إلى التفكير في ما إذا كانوا يهتمون بالفلسطينيين أو يسعون فقط إلى إلقاء اللوم على إسرائيل، حيث يرى أن الحل في الإفراج عن الرهائن يمكن أن يؤدي إلى نهاية المعاناة للجانبين.
وخرجت مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين الأحد في العديد من المدن وامتدت من جاكرتا إلى إسطنبول ومنها إلى بوينس أيرس، وذلك في أعقاب احتجاجات مماثلة خرجت السبت في عواصم أوروبية بالإضافة إلى واشنطن ونيويورك.
وقال المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني الاثنين إن الرهائن المحتجزين في غزة واجهوا "معاناة لا توصف"، لكن الحرب حوّلت القطاع إلى "مقبرة".
وأكد لازاريني في منشور على موقع أكس "اثنا عشر شهرا من المعاناة التي لا توصف للرهائن في غزة، وعائلاتهم تركت في طي النسيان ومجتمع مصاب بصدمة عميقة"، مضيفا أن الحرب حولت غزة أيضا إلى "بحر من الأنقاض لا يمكن التعرف عليه ومقبرة لعشرات الآلاف من الناس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر الإفراج عن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لكسر الجمود.. مقترح مصري بهدنة شهرين وإطلاق سراح الرهائن وبدء المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدمت مصر لإسرائيل وحماس مقترحات جديدة لكسر الجمود بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك هدنة لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى المسلحين وبدء المفاوضات بشأن إنهاء الحرب.
ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية، عن مصادر مطلعة أن رد حماس الأولي كان "مشجّعاً"، وأضافوا أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون المقترحات. وأعلنت إسرائيل أنها سترسل وفداً إلى قطر غدًا الاثنين "في محاولة لدفع المفاوضات" بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وقال أحد المصادر: "إن المقترحات تمثل خريطة طريق جديدة تم الاتفاق على نقاطها الرئيسية مع الأميركيين. وهي تهدف إلى الخروج من المأزق الذي نعيشه منذ الأول من مارس/آذار، عندما انتهى وقف إطلاق النار في غزة".
وقالت المصادر: إن المقترحات نوقشت في القاهرة خلال نهاية الأسبوع من قبل الوسطاء المصريين وكبار مسؤولي حماس محمد درويش وخليل الحية وزاهر جبارين.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، إن هناك "إشارات إيجابية" في أحدث محادثات أجرتها الحركة مع الوسطاء.
وقالت المصادر، إنه بموجب المقترحات المصرية، ستبدأ حماس الهدنة التي تستمر شهرين بإطلاق سراح عشرة رهائن أحياء، بما في ذلك كل أو بعض الأميركيين الخمسة الذين يعتقد أن الحركة تحتجزهم في غزة.
وأضافت المصادر أنه من غير المرجح إطلاق سراح العشرة دفعة واحدة. ويعتقد أن حماس تحتجز 24 رهينة على قيد الحياة وجثث 35 آخرين، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وبحسب المقترحات، فإن إسرائيل ملزمة بالإفراج عن عدد غير محدد من الفلسطينيين المعتقلين في سجونها مقابل الإفراج عن الرهائن. وقالت المصادر إن من المفترض أن يشمل ذلك بعض أبرز السجناء في الدفعة الأولى.
وتتضمن المقترحات أيضا إلغاء القرار الإسرائيلي الذي اتخذ الأسبوع الماضي بوقف دخول المساعدات الإنسانية والوقود والخيام والكرافانات إلى غزة.
وقالت المصادر إن المقترحات تنص على بدء المفاوضات بشأن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار الدائم الذي ينهي رسميا الحرب في القطاع.
لقد أدى وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما في غزة والذي دخل حيز التنفيذ في 19 ينايرإلى توقف الحرب في غزة بعد 15 شهرا من القتال وأدى إلى إطلاق سراح 33 رهينة ــ 25 منهم على قيد الحياة وبقايا ثمانية آخرين ــ كانت حماس تحتجزهم، في مقابل نحو 2000 فلسطيني محتجزين في إسرائيل. وكجزء من اتفاق توسط فيه وسطاء أميركيون ومصريون وقطريون، كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل وحماس المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في أوائل فبراير، لكنهما لم تفعلا ذلك قط.
وبدلاً من ذلك، عرضت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف إبريل، وضغطت على حماس لإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين في مقابل وعد بالتفاوض على هدنة دائمة. ورفضت حماس العرض، وأصرت على الانتقال إلى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.