ملاحظات على هامش حادثة الكحالة.. حزب الله يتفرغ للجنوب
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
مرّ "قطوع الكحالة" من دون ترددات أمنية وأزمة ميدانية كبرى، وانحصرت ردود الفعل من الطرفين بالإعلام والسياسة والتصعيد الخطابي. وبالرغم من حساسية موقع الحدث، إلا أن النتيجة النهائية أوحت بأن الإشتباك الداخلي لا يزال خطاً أحمر لدى الغالبية العظمى من القوى السياسية التي لا ترغب بالذهاب الى حرب أهلية جديدة او الى تثبيت خطوط تماس كان اللبنانيون قد تخلصوا منها سابقاً.
على هامش الحادثة يمكن تسجيل عدة إشارات "تُصرف" في السياسة، أولها "الرضى" الكبير لـ"حزب الله" على أداء الجيش وقائده العماد جوزيف عون، اذ ان ما قام به الجيش كرس المعادلة التي ينادي بها الحزب بشكل مستمر والمرتبطة بالتكامل بين الجيش والمقاومة، وجنب البلد إقتتالاً أهليا لن تكون هناك أي قدرة على ضبطه، خصوصا لو تطورت الأمور واضطر الحزب الى ارسال دعم الى المنطقة لسحب الشاحنة.
بعيداً عن الحسابات الرئاسية، يجد "حزب الله" ان الجيش كان مثاليا في أدائه وتمكن من تجنيب البلد اشتباكاً اوسع او تدحرجا كبيرا بالأحداث، وإلتزم بالبيان الوزاري حرفيا والذي يتيح للبنانيين مقاومة إسرائيل، وهذا الأمر ستكون له تبعاته السياسية، حتى لو لم يرد الأفرقاء ذلك أو لم يكن هذا هو الهدف المرجو من السلوك العام والميداني للجيش.
الملاحظة الثانية كانت غياب الموقف الداعم لحليف الحزب في المنطقة، اذ إن الكحالة تعتبر واحدة من البيئات الحاضنة ل" التيار الوطني الحر"، وكان من المفترض أن يكون الأداء العملي ل"التيار"مختلفا فيها، إن كان لحظة حصول الحادثة أو بعد حصولها، على اعتبار أن إستيعاب "التيار" لما يحصل كان كفيلا بمنع حصول كل ما حصل، لكن عمليا وجد "حزب الله" حليفه في الخندق المقابل.وهذا الامر ينطبق على مواقف العونيين بعد إنتهاء الحدث حيث كانت مواقفهم بعيدة كل البعد عن منطق "الغطاء" الذي يدعي "التيار" انه يعطيه للحزب في مسألة المقاومة، وهذا أمر أحدث تشققات جديدة في العلاقة التي لم تكن قد خطت خطواتها الأولى نحو العودة الى الود والوئام من جديد.
لكن في ظل كل هذه التطورات والتبعات والتحليلات، يبدو أن "حزب الله" لا يزال مهتماً أكثر بما يحصل في جنوب لبنان، ويعطي اولوية قصوى لتوجيه الأضواء والأنظار نحو الحدود مع اسرائيل، عبر جولات للصحافيين او جولات للطلاب، او من خلال فيديوات حصرية ينشرها الاعلام الحربي وكان آخرها مقاطع مصورة أمس كشف خلالها عن منظومة صاروخية جديدة مضادة للدروع.
من الواضح ان زحمة التطورات الداهمة في لبنان خلال الاسابيع المقبلة ستفرض على القوى السياسية وعلى رأسها "حزب الله" وضع لائحة بالأولويات، من هنا يصبح الحديث عن الرئاسة ترفاً سياسياً وقد يكون الحديث عن التفاهمات الجانبية لزوم ما لا يلزم، اذ ان المخاطر قد تكون اكبر من المتوقع وتطال جوانب كثيرة من حياة اللبنانيين.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أورتاجوس: الجيش اللبناني قادر على نزع سلاح حزب الله
أكدت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس إن الجيش اللبناني قادر على تنفيذ مهمة نزع سلاح حزب الله المتمركز في الجنوب.
وقالت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، إن "لبنان ملتزم بهذه الخطوة وفق بنود القرار الأممي 1701، الذي ينص على نزع سلاح حزب الله على جميع الأراضي اللبنانية".
وأشارت أورتاجوس في حوار مع سكاي نيوز عربية إلى أن "نزع سلاح حزب الله هو جزء من سياسة الضغط الأقصى التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على إيران".
وأعربت الدبلوماسية الأمريكية عن أملها في أن يلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار بين لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي كما أننا نتوقع إصلاحات في لبنان، لكن لصبر إدارة ترامب حدود".
ونوهت إلى أن هناك فرصة ذهبية للبنان للخروج من أزمته.. والطريقة الوحيدة لذلك هي رفض أي دور لإيران وحلفائها، مؤكدة على أنه يجب أن يستمع الحكام في لبنان للشعب اللبناني، مبرزة "لدى الولايات المتحدة توقعات متفائلة في دور بري في المرحلة المقبلة".
وبشأن إيران، قالت نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط إن "حصول إيران على سلاح نووي سيسبب أزمة كبيرة في المنطقة".
وبيّنت أن "المفاوضات مع إيران هدفها الوصول إلى صفقة تريح المنطقة"، مشيرة في المقابل إلى أن "من مصلحة الولايات المتحدة ألا تعود إيران وداعش إلى سوريا".