مرّ "قطوع الكحالة" من دون ترددات أمنية وأزمة ميدانية كبرى، وانحصرت ردود الفعل من الطرفين بالإعلام والسياسة والتصعيد الخطابي. وبالرغم من حساسية موقع الحدث، إلا أن النتيجة النهائية أوحت بأن الإشتباك الداخلي لا يزال خطاً أحمر لدى الغالبية العظمى من القوى السياسية التي لا ترغب بالذهاب الى حرب أهلية جديدة او الى تثبيت خطوط تماس كان اللبنانيون قد تخلصوا منها سابقاً.



على هامش الحادثة يمكن تسجيل عدة إشارات "تُصرف" في السياسة، أولها "الرضى" الكبير لـ"حزب الله" على أداء الجيش وقائده العماد جوزيف عون، اذ ان ما قام به الجيش كرس المعادلة التي ينادي بها الحزب بشكل مستمر والمرتبطة بالتكامل بين الجيش والمقاومة، وجنب البلد إقتتالاً أهليا لن تكون هناك أي قدرة على ضبطه، خصوصا لو تطورت الأمور واضطر الحزب الى ارسال دعم الى المنطقة لسحب الشاحنة.

بعيداً عن الحسابات الرئاسية، يجد "حزب الله" ان الجيش كان مثاليا في أدائه وتمكن من تجنيب البلد اشتباكاً اوسع او تدحرجا كبيرا بالأحداث، وإلتزم بالبيان الوزاري حرفيا والذي يتيح للبنانيين مقاومة إسرائيل، وهذا الأمر ستكون له تبعاته السياسية، حتى لو لم يرد الأفرقاء ذلك أو لم يكن هذا هو الهدف المرجو من السلوك العام والميداني للجيش.

الملاحظة الثانية كانت غياب الموقف الداعم لحليف الحزب في المنطقة، اذ إن الكحالة تعتبر واحدة من البيئات الحاضنة ل" التيار الوطني الحر"، وكان من المفترض أن يكون الأداء العملي ل"التيار"مختلفا فيها، إن كان لحظة حصول الحادثة أو بعد حصولها، على اعتبار أن إستيعاب "التيار" لما يحصل كان كفيلا بمنع حصول كل ما حصل، لكن عمليا وجد "حزب الله" حليفه في الخندق المقابل.وهذا الامر ينطبق على مواقف العونيين بعد إنتهاء الحدث حيث كانت مواقفهم بعيدة كل البعد عن منطق "الغطاء" الذي يدعي "التيار" انه يعطيه للحزب في مسألة المقاومة، وهذا أمر أحدث تشققات جديدة في العلاقة التي لم تكن قد خطت خطواتها الأولى نحو العودة الى الود والوئام من جديد.

لكن في ظل كل هذه التطورات والتبعات والتحليلات، يبدو أن "حزب الله" لا يزال مهتماً أكثر بما يحصل في جنوب لبنان، ويعطي اولوية قصوى لتوجيه الأضواء والأنظار نحو الحدود مع اسرائيل، عبر جولات للصحافيين او جولات للطلاب، او من خلال فيديوات حصرية ينشرها الاعلام الحربي وكان آخرها مقاطع مصورة أمس كشف خلالها عن منظومة صاروخية جديدة مضادة للدروع. 

من الواضح ان زحمة التطورات الداهمة في لبنان خلال الاسابيع المقبلة ستفرض على القوى السياسية وعلى رأسها "حزب الله" وضع لائحة بالأولويات، من هنا يصبح  الحديث عن الرئاسة ترفاً سياسياً وقد يكون الحديث عن التفاهمات الجانبية لزوم ما لا يلزم، اذ ان المخاطر قد تكون اكبر من المتوقع وتطال جوانب كثيرة من حياة اللبنانيين. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الهجوم الإيراني على إسرائيل يؤكد سطوة "التيار المتشدد"

أعطى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إشارات طمأنة للمجتمع الدولي حول رفض طهران الانجرار لحرب إقليمية شاملة والدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ولكن تلاشت تلك الطمانة الدبلوماسية مع الهجوم الإيراني على إسرائيل، مساء أمس.

وفسر محللون هذا التناقض الإيراني نتيجة الصراع الداخلي بين التيار المتشدد، والذي يمثله الحرس الثوري الإيراني، والتيار المحافظ والممثل له الرئيس الإيراني بزشكيان وحكومته، وهو ما دفع فرض التيار المتشدد سيطرته على الموقف، واتخاذ قرار قصف إسرائيل بالصواريخ البالستية.

تحسين صورة إيران

وقال أستاذ الدراسات الإيرانية الدكتور أحمد لاشين إن الهجوم الإيراني على إسرائيل يعكس حالة الصراع في الداخل الإيراني خلال الفترة الأخيرة، وهناك أكثر من تيار يتحدث عن ضرورة توجيه ضربة عسكرية، وطالبت بعض القيادات الأكثر تشدداً داخل الحرس الثوري بضرورة توجيه ضربة داخل إسرائيل من إيران، ولكن بزشكيان وحكومته كانوا يعارضون ذلك.

وأوضح لاشين لـ24 أن التيار المتشدد داخل الدولة الإيراني أصبح هو صاحب القرار رغم محاولات بزشكيان، الذي يقود العملية بطريقة دبلوماسية من خلال تصريحاته الأخيرة في الأمم المتحدة على ضرورة المهادنة، وإن إيران ليست في نيتها القيام بأي عمليات تجرّ المنطقة إلى حرب بشكل عام، ولكن التيار المتشدد وعلى رأسه الحرس الثوري قاد العملية لهدفين رئيسيين، الأول تحسين صورة إيران إقليمياً بعد اغتيال حسن نصر الله، والتأكيد على دعم أذرعها في المنطقة.

أما الهدف الثاني تمثل في إرضاء الداخل الإيراني، والتأكيد على استمرار الصراع الإيراني الإسرائيلي، وبالتالي أصبح للحرس الثوري والقيادات المتشددة رؤية للشعب أن المجتمع الإيراني في حاجة لقضية ترضي المستوى الشعبي بسبب الأزمات الاقتصادية الأخيرة، بحسب لاشين.

RAW FOOTAGE: Watch as Iranian missiles rain over the Old City in Jerusalem, a holy site for Muslims, Christians and Jews.

This is the target of the Iranian regime: everyone. pic.twitter.com/rIqUZWN3zy

— Israel Defense Forces (@IDF) October 1, 2024 تأثير الهجوم على الهجوم البري في لبنان

وفيما يخص تأثير الهجوم الإيراني على الهجوم البري الذي تقوده إسرائيل في جنوب لبنان ضد حزب الله، قال الدكتور أحمد لاشين إن هناك حالة ارتباك داخل حزب الله، والعملية الإيرانية قد تكون نوعاً من لفت الانتباه لتقليل الضغط على التنظيم اللبناني.
وأوضح لاشين أن حزب الله بالتبعية سوف يحصل على رسالة دعم، ويواصل الرد على إسرائيل، وهو يفعل ذلك الآن بالتنسيق مع إيران، وستعمل تلك الضربات على رفع الروح المعنوية لعناصره.

كما أشار أستاذ الدراسات الإيرانية أن هناك أزمات داخلية في حزب الله حالياً للاتفاق على اختيار خليفة لزعيم حزب الله حسن نصر الله، في الوقت التي تسعى فيه إسرائيل لوضع هاشم صفي الدين في الاعتبار، وإمكانية استهدافه أيضاً قبل تولي المسؤولية.

Israel Iron Dome failed to stop Iran Missiles that strike Tel Aviv
It seems like the World War 3 is here

The US and Israel are behind the WWIII pic.twitter.com/S1WZw3a7SF

— World life (@seautocure) October 1, 2024

 

مقالات مشابهة

  • عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"
  • الجيش الإسرائيلي يطالب قرى جديدة بجنوب لبنان بالإخلاء الفوري
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • التيار الوطني الحر: لادانة الاعتداءات الإسرائيلية التي تتجاوز كل الحدود
  • صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول "كمائن حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي
  • إعلام إسرائيلي: انقطاع التيار الكهربائي في الجليل الأعلى جراء صواريخ حزب الله
  • ميقاتي يدعو لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش للجنوب
  • اشتباكات بين مقاتلي حزب الله وقوات الاحتلال المتسللة للجنوب (فيديو)
  • الهجوم الإيراني على إسرائيل يؤكد سطوة "التيار المتشدد"
  • قائد الثورة الاسلامية في ايران: فقدان نصرالله ليس حادثة صغيرة