موقع 24:
2024-10-08@11:39:15 GMT

بعد عام على الحرب.. إسرائيل تغرق في أزمة وجودية

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

بعد عام على الحرب.. إسرائيل تغرق في أزمة وجودية

في إحدى التظاهرات الحاشدة الأخيرة في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة، وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الحكومة، رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها: "من نحن من دونهم؟" في إشارة الى الرهائن، وكتب على لافتة أخرى: "أعطني سبباً واحداً لتربية الأطفال هنا".

من الصعب أن نرى كيف يمكن الإسرائيليين أن يمهدوا طريقاً مختلفاً

وكتبت المحللة البارزة للشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية ميراف زونسزين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "الرسائل تتضمن أسئلة يطرحها الكثير من الإسرائيليين على أنفسهم، بعد مرور عام على أطول حرب في تاريخ البلاد: ما هي قيمة الوطن اليهودي إذا لم يعطِ الأولوية - أو كان تخلى عن - إنقاذ حياة المدنيين المختطفين من منازلهم؟ هل سأشعر بالآمان مجدداً؟ وما هو نوع المستقبل الذي أملكه هنا، إذا كانت الرؤية الوحيدة التي يعرضها قادتنا، هي حرب لا نهاية لها؟".

دولة منكمشة

وبحسب الكاتبة، بعد عام من الهجوم القاتل الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة، تغرق إسرائيل بشكل أعمق في أزمة وجودية، فهي دولة منكمشة، حيث نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات الشمالية والكيبوتزات، فضلاً عن القرى الحدودية الجنوبية، في حين تخوض إسرائيل حرباً متعددة الجبهات تتزايد حدتها وتتوسع، فضلاً عن اضطرار الإسرائيليين إلى التكيف طوال العام مع الخسارة والصدمة وإطلاق الصواريخ والخوف الشديد على سلامتهم من حماس وحزب الله والحوثيين وإيران نفسها، فإن هذا القلق يتفاقم بسبب الاضطرابات من الداخل. 

"Israel has moved from a policy of separation from the Palestinians, once purportedly meant to lead to a Palestinian state under Oslo, to a policy of destruction, which seeks to overpower, kill or expel Palestinians." My text on Israel, one year since 10.7 https://t.co/J136F3LfrG

— Mairav Zonszein מרב זונשיין (@MairavZ) October 7, 2024

وتشير زونسزين إلى أن آلاف الإسرائيليين الذين يملكون الإمكانات اللازمة، اختاروا مغادرة إسرائيل منذ 7 أكتوبر، والبعض الآخر يفكر أو يخطط للهجرة. كما خرج آلاف عدة آخرون إلى الشوارع أسبوعاً تلو أسبوع، للمشاركة في العصيان المدني، الذي بدأ قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، باحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة نتانياهو، وبعد توقف قصير، استؤنف مع التركيز الجديد على أزمة الرهائن والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. وفي سبتمبر(أيلول)، ظهرت صور لرئيس الأركان السابق دان حالوتس أثناء قيام الشرطة بإخراجه بالقوة من الشارع خلال اعتصام أمام المقر الخاص لنتانياهو، وكذلك صور أقارب الرهائن الذين يتعرضون للتعنيف على أيدي ضباط إنفاذ القانون، مما شكل مظهراً آخر للأزمة الداخلية.

الانعطاف الوجودي

وتضيف الكاتبة أن الطريقة التي يفكر فيها الكثير من الإسرائيليين المحتجين في أنحاء البلاد - وهم مجموعة تُعرف إلى حد كبير بأنها النخبة الليبرالية العلمانية - لا تتعلق فقط بإنقاذ الرهائن، إنها معركة حول شخصية الدولة وهويتها، وتتابع أن هذا يشكل نقطة الانعطاف الوجودي للدولة: بين الديمقراطية والاستبداد، بين وجود نظام قضائي مستقل وآخر تابع للمكتب التنفيذي، بين بلد يتمتع بحرية الاحتجاج ومحاسبة القادة، وبلد حيث حرية التعبير يتم سحقها، والقادة يهاجمون الشعب بقسوة. 

On Israeli Apathy:
"For Israelis to start carving a way out of this mess, they will have to feel outraged not only by what is being done to them, but also what is being done to others in their name, and demand that it stop"https://t.co/H6QZMLxniv

— Mary Holm (@maryfranholm) October 7, 2024

وقالت زونسزين: "مع ذلك، فإن هذه المعركة منفصلة تماماً عن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وكأن الإسرائيليين لا يتنفسون الهواء نفسه الذي يتنفسه الفلسطينيون، إذ يقتصر الغضب في الشوارع على فشل الحكومة الإسرائيلية في إنقاذ الرهائن الإسرائيليين، ولا يوجد أي غضب تقريباً إزاء التدمير العشوائي لغزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، كثير منهم من المدنيين". 

وأضافت: "قليلون هم الذين يحتجون على استخدام إسرائيل المفرط للقوة، وببساطة لا يُسجل أنه حتى لو كان الإسرائيليون في أزمة وجودية، فإن الفلسطينيين يخوضون معركة من أجل وجودهم ذاته. كان التجاهل الإسرائيلي لمعاناة الفلسطينيين، سواء بوعي أو بغير وعي، أحد أكثر السمات وضوحاً وإزعاجاً في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر. لا شك أن هذا التجاهل كان موجوداً قبل ذلك بوقت طويل، ولكنه بات أكثر وضوحاً وأهمية الآن".

فوضى وعنف

وتابعت: "بدأت الفوضى والعنف الذي تمارسه الدولة ضد الفلسطينيين منذ فترة طويلة، يتسربان إلى المجتمع الإسرائيلي اليهودي، إن رفض نتانياهو تحمل المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية التي وقعت في 7 أكتوبر، وقبضته على السلطة على الرغم من محاكمات الفساد، وتشجيعه لبعض العناصر الأكثر تطرفاً في إسرائيل، هي شهادة على ذلك".

وأوضحت الكاتبة أن الدعم المطلق تقريباً الذي تلقته إسرائيل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طوال هذه الحرب أدى إلى تعزيز وضعية العناصر الأكثر تشدداً في سياسة البلاد.

ومع ذلك، لا يزال العديد من الإسرائيليين غير قادرين على الربط بين عجزهم عن إقناع الحكومة بإعطاء الأولوية للحياة الإسرائيلية ومدى استهتار تلك الحكومة بمعاملة الحياة الفلسطينية.

وختمت الكاتبة بالقول "من دون هذا الإدراك، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للإسرائيليين أن يمهدوا طريقاً مختلفاً لا يعتمد على القدر نفسه من التجرد من الإنسانية والخروج على القانون/ وكي يبدأ الإسرائيليون في شق طريق للخروج من هذه الفوضى، فلا بد وأن يشعروا بالغضب ليس فقط إزاء ما يحدث لهم، بل وأيضاً إزاء ما يحدث للآخرين باسمهم، والمطالبة بوقف ذلك، ومن دون ذلك، لست متأكدة من أنني، على غرار الإسرائيليين الآخرين الذين لديهم امتياز النظر في الأمر، أرى مستقبلاً هنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس غزة إسرائيل حزب الله إيران نتانياهو غزة وإسرائيل عام على حرب غزة حماس إسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل الحوثيون نتانياهو من الإسرائیلیین

إقرأ أيضاً:

جو بايدن وكامالا هاريس يؤكدان دعم إسرائيل في ذكرى 7 أكتوبر

أكد الرئيس الأميركي جو بادين، ونائبته كامالا هاريس، اليوم الإثنين، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، وجددا في الوقت ذاته دعمهما لإسرائيل في مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة.

وقال بايدن في بيان بمناسبة ذكرى السابع من أكتوبر: "لن نتوقف عن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يعيد الرهائن إلى ديارهم، ويسمح بزيادة المساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة على الأرض، ويضمن أمن إسرائيل، وينهي هذه الحرب".

كما جدد بايدن دعم واشنطن لإسرائيل ضد " هجمات حزب الله وحماس والحوثيين وإيران".

وقال ”في الأسبوع الماضي، وبتوجيه مني، ساعدت القوات العسكرية الأمريكية مرة أخرى بنشاط في الدفاع الناجح عن إسرائيل، مما ساعد في هزيمة هجوم صاروخي باليستي إيراني".

 من جانبها أكدت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، حرصها على أن "تحصل إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد إيران والإرهابيين المدعومين من إيران مثل حماس".

وقالت هاريس في بيان: "لن أتوقف أبداً عن النضال من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن، بما في ذلك المواطنين الأميركيين السبعة الأحياء والأموات الذين ما زالوا محتجزين".

واعتبرت أنه قد "حان الوقت منذ فترة طويلة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار لإنهاء معاناة الأبرياء. وسوف أظل أكافح من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من إدراك حقه في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير".

وقالت: "سوف أبذل قصارى جهدي لضمان القضاء على التهديد الذي تشكله حماس، وعدم تمكنها من حكم غزة مرة أخرى".

وبشأن تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، اعتبر بابدن وهاريس أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لاستعادة الهدوء الدائم بين إسرائيل ولبنان والسماح للسكان على الجانبين بالعودة بأمان إلى ديارهم.

 

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز : إسرائيل غارقة في أزمة وجودية وتستخف بمعاناة الفلسطينيين
  • في ذكرى 7 أكتوبر.. إسرائيل تتعهد بـالقتال من أجل الرهائن وتهاجم الأمم المتحدة
  • ‏نتنياهو في ذكرى 7 أكتوبر: إسرائيل في حرب وجودية
  • جو بايدن وكامالا هاريس يؤكدان دعم إسرائيل في ذكرى 7 أكتوبر
  • بعد عام على الحرب.. استطلاع رأي: ربع الإسرائيليين يفكرون في مغادرة “إسرائيل”
  • استطلاع رأي: 73% من الإسرائيليين يقرون بفشل “إسرائيل” أمام حماس
  • استطلاع ..73% من الإسرائيليين يعتقدون أن “إسرائيل” فشلت أمام حماس
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم نتنياهو
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم نتنياهو مجددا