موقع 24:
2025-02-16@14:55:31 GMT

بعد عام على الحرب.. إسرائيل تغرق في أزمة وجودية

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

بعد عام على الحرب.. إسرائيل تغرق في أزمة وجودية

في إحدى التظاهرات الحاشدة الأخيرة في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة، وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الحكومة، رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها: "من نحن من دونهم؟" في إشارة الى الرهائن، وكتب على لافتة أخرى: "أعطني سبباً واحداً لتربية الأطفال هنا".

من الصعب أن نرى كيف يمكن الإسرائيليين أن يمهدوا طريقاً مختلفاً

وكتبت المحللة البارزة للشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية ميراف زونسزين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "الرسائل تتضمن أسئلة يطرحها الكثير من الإسرائيليين على أنفسهم، بعد مرور عام على أطول حرب في تاريخ البلاد: ما هي قيمة الوطن اليهودي إذا لم يعطِ الأولوية - أو كان تخلى عن - إنقاذ حياة المدنيين المختطفين من منازلهم؟ هل سأشعر بالآمان مجدداً؟ وما هو نوع المستقبل الذي أملكه هنا، إذا كانت الرؤية الوحيدة التي يعرضها قادتنا، هي حرب لا نهاية لها؟".

دولة منكمشة

وبحسب الكاتبة، بعد عام من الهجوم القاتل الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة، تغرق إسرائيل بشكل أعمق في أزمة وجودية، فهي دولة منكمشة، حيث نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات الشمالية والكيبوتزات، فضلاً عن القرى الحدودية الجنوبية، في حين تخوض إسرائيل حرباً متعددة الجبهات تتزايد حدتها وتتوسع، فضلاً عن اضطرار الإسرائيليين إلى التكيف طوال العام مع الخسارة والصدمة وإطلاق الصواريخ والخوف الشديد على سلامتهم من حماس وحزب الله والحوثيين وإيران نفسها، فإن هذا القلق يتفاقم بسبب الاضطرابات من الداخل. 

"Israel has moved from a policy of separation from the Palestinians, once purportedly meant to lead to a Palestinian state under Oslo, to a policy of destruction, which seeks to overpower, kill or expel Palestinians." My text on Israel, one year since 10.7 https://t.co/J136F3LfrG

— Mairav Zonszein מרב זונשיין (@MairavZ) October 7, 2024

وتشير زونسزين إلى أن آلاف الإسرائيليين الذين يملكون الإمكانات اللازمة، اختاروا مغادرة إسرائيل منذ 7 أكتوبر، والبعض الآخر يفكر أو يخطط للهجرة. كما خرج آلاف عدة آخرون إلى الشوارع أسبوعاً تلو أسبوع، للمشاركة في العصيان المدني، الذي بدأ قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، باحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة نتانياهو، وبعد توقف قصير، استؤنف مع التركيز الجديد على أزمة الرهائن والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. وفي سبتمبر(أيلول)، ظهرت صور لرئيس الأركان السابق دان حالوتس أثناء قيام الشرطة بإخراجه بالقوة من الشارع خلال اعتصام أمام المقر الخاص لنتانياهو، وكذلك صور أقارب الرهائن الذين يتعرضون للتعنيف على أيدي ضباط إنفاذ القانون، مما شكل مظهراً آخر للأزمة الداخلية.

الانعطاف الوجودي

وتضيف الكاتبة أن الطريقة التي يفكر فيها الكثير من الإسرائيليين المحتجين في أنحاء البلاد - وهم مجموعة تُعرف إلى حد كبير بأنها النخبة الليبرالية العلمانية - لا تتعلق فقط بإنقاذ الرهائن، إنها معركة حول شخصية الدولة وهويتها، وتتابع أن هذا يشكل نقطة الانعطاف الوجودي للدولة: بين الديمقراطية والاستبداد، بين وجود نظام قضائي مستقل وآخر تابع للمكتب التنفيذي، بين بلد يتمتع بحرية الاحتجاج ومحاسبة القادة، وبلد حيث حرية التعبير يتم سحقها، والقادة يهاجمون الشعب بقسوة. 

On Israeli Apathy:
"For Israelis to start carving a way out of this mess, they will have to feel outraged not only by what is being done to them, but also what is being done to others in their name, and demand that it stop"https://t.co/H6QZMLxniv

— Mary Holm (@maryfranholm) October 7, 2024

وقالت زونسزين: "مع ذلك، فإن هذه المعركة منفصلة تماماً عن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وكأن الإسرائيليين لا يتنفسون الهواء نفسه الذي يتنفسه الفلسطينيون، إذ يقتصر الغضب في الشوارع على فشل الحكومة الإسرائيلية في إنقاذ الرهائن الإسرائيليين، ولا يوجد أي غضب تقريباً إزاء التدمير العشوائي لغزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، كثير منهم من المدنيين". 

وأضافت: "قليلون هم الذين يحتجون على استخدام إسرائيل المفرط للقوة، وببساطة لا يُسجل أنه حتى لو كان الإسرائيليون في أزمة وجودية، فإن الفلسطينيين يخوضون معركة من أجل وجودهم ذاته. كان التجاهل الإسرائيلي لمعاناة الفلسطينيين، سواء بوعي أو بغير وعي، أحد أكثر السمات وضوحاً وإزعاجاً في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر. لا شك أن هذا التجاهل كان موجوداً قبل ذلك بوقت طويل، ولكنه بات أكثر وضوحاً وأهمية الآن".

فوضى وعنف

وتابعت: "بدأت الفوضى والعنف الذي تمارسه الدولة ضد الفلسطينيين منذ فترة طويلة، يتسربان إلى المجتمع الإسرائيلي اليهودي، إن رفض نتانياهو تحمل المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية التي وقعت في 7 أكتوبر، وقبضته على السلطة على الرغم من محاكمات الفساد، وتشجيعه لبعض العناصر الأكثر تطرفاً في إسرائيل، هي شهادة على ذلك".

وأوضحت الكاتبة أن الدعم المطلق تقريباً الذي تلقته إسرائيل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طوال هذه الحرب أدى إلى تعزيز وضعية العناصر الأكثر تشدداً في سياسة البلاد.

ومع ذلك، لا يزال العديد من الإسرائيليين غير قادرين على الربط بين عجزهم عن إقناع الحكومة بإعطاء الأولوية للحياة الإسرائيلية ومدى استهتار تلك الحكومة بمعاملة الحياة الفلسطينية.

وختمت الكاتبة بالقول "من دون هذا الإدراك، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للإسرائيليين أن يمهدوا طريقاً مختلفاً لا يعتمد على القدر نفسه من التجرد من الإنسانية والخروج على القانون/ وكي يبدأ الإسرائيليون في شق طريق للخروج من هذه الفوضى، فلا بد وأن يشعروا بالغضب ليس فقط إزاء ما يحدث لهم، بل وأيضاً إزاء ما يحدث للآخرين باسمهم، والمطالبة بوقف ذلك، ومن دون ذلك، لست متأكدة من أنني، على غرار الإسرائيليين الآخرين الذين لديهم امتياز النظر في الأمر، أرى مستقبلاً هنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس غزة إسرائيل حزب الله إيران نتانياهو غزة وإسرائيل عام على حرب غزة حماس إسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل الحوثيون نتانياهو من الإسرائیلیین

إقرأ أيضاً:

الحلّ عبر كهرباء لبنان مستحيل... هل تنهي الحكومة الجديدة أزمة الطاقة؟

 
لأن الحكومة الجديدة أبصرت النور، وتماماً كما يحدث مع كل حكومة جديدة، ترتفع آمال اللبنانيين بأن وقت الحلّ لازمة الكهرباء قد حان وأخيراً، إلا أن تحديات وعراقيل جمّة تقف بوجه وصول الكهرباء إلى بيوت المواطنين.      وعن التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة، تحدث المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة والمياه والخبير لدى المعهد اللبناني لدراسات السوق غسان بيضون، قائلاً إنها ترتبط بمدى إقرار مؤسسة كهرباء لبنان بالمعلومات الصحيحة بشأن نتائج تطبيق التعرفة وأوضاعها المالية وهدرها من الطاقة الموزعة، فضلاً عن مدى قدرتها على استرداد ثمن المحروقات التي تتأمن لها.
واعتبر في حديث لـ"لبنان 24" أننا نشهد ظلما مستمرا بسبب زيادة التعرفة خاصة وأن المؤسسة لن تتمكن من "فوترة" كل الكهرباء التي تضعها على الشبكة نتيجة الإستمداد غير الشرعي للطاقة (التعليق)، لافتاً إلى أن هذه المشكلة الأكبر في القطاع.
وعن استمرار أزمة الكهرباء، أشار إلى أن الأسباب التي أدت لنشوء الأزمة وتماديها ما زالت قائمة على الرغم من زيادة التعرفة.
وقال بيضون إن هذا الأمر يعود إلى ضياع 55% من إنتاج مؤسسة كهرباء لبنان على الشبكات بسبب الهدر الفني وغير الفني والفساد في نفقات المؤسسة، فضلاً عن السخاء في العقود مع المتعهدين بالدولار الأميركي.   وأضاف أن زيادة التعرفة لم تؤمن التوازن المالي للمؤسسة كما كان يقال، وكانت لتبرير تأمين إيرادات ثابتة لكهرباء لبنان وكل ذلك في ظل غياب المساءلة ومراقبة تقارير الإنتاج والهدر، وتغطت مؤسسة الكهرباء بأسعار المولدات وفواتيرها لتبرير رفع التعرفة إلى حدود لا تطاق وبشكل غير عادل.
وأكد بيضون أنه لا يمكن رفع ساعات التغذية في أوائل شهر آذار المقبل لأن لا مصدر للمحروقات ولا إمكانية لدفع ثمنها خاصة وأن هناك غموضاً بشأن حقيقة الأوضاع المالية لمؤسسة الكهرباء وعدم إعداد موازنة الـ2024 التي من المرجّح أنه لم يتم إعدادها، معتبراً ان كل الوعود بزيادة ساعات التغذية هي مجرد أوهام.
واعتبر أنه بالنسبة لوزارة الطاقة، فالحل لزيادة الإنتاج هو إنشاء معامل إضافية والتوجه نحو الطاقة المتجددة عبر "كهرباء لبنان"، إلا أنه أكد أن أي حلّ في هذا الإطار هو عن طريق اعتماد لامركزية الإنتاج والتوزيع في المناطق الكبرى واتحادات البلديات التي من المفترض أن يجيز القانون لها التعاون مع القطاع الخاص لإنتاج الطاقة الكهربائية بحسب الطرق المتاحة لأن تقسيم المناطق يؤدي إلى تأمين شبكة خاصة لكل منها.   وفي هذا الإطار، أكد بيضون أن مؤسسة كهرباء لبنان لا يمكن أن يكون لها أي دور في الإنتاج ووضعه على الشبكة بسبب الهدر والسرقة، لافتاً إلى أن الاستمداد غير الشرعي للطاقة (التعليق)، يتوقف فقط من خلال ضبط المناطق وتقسيمها كما هو حاصل في كهرباء زحلة أو جبيل.
وشدد على أن تحسين شبكة الكهرباء لا علاقة له بانقطاع التيار، إنما بإمكانية إيصال التيار لبعض المناطق التي توجد في بعضها "مخانق" تمنع وصول الإنتاج إليها، أي أن الشبكات بحاجة لإعادة تأهيل وتأمين محطات تحويل تكون قادرة على نقل حجم الطاقة لمنطقة معينة، وهذا مشروع يحتاج تمويلاً.
ورأى أن دور المولدات في تأمين الكهرباء واقعي ونشأ إثر عدم قدرة القطاع بشكل عام على إيجاد المعالجة اللازمة فتمّ استغلال الوضع مع كل الإحتكارات والتعسّف من قبل أصحاب المولدات، مشدداً على أنه بمجرد تأمين الكهرباء في إطار لامركزية الإنتاج والتوزيع تصبح الحاجة إلى المولدات أقل بكثير.
إذاً، مشاكل قطاع الطاقة في لبنان لا تنتهي، والحلول المطلوبة قد تكون متاحة، بهمّة المسؤولين فقط.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بن غفير: رفضت صفقة الرهائن لأنها تمهد لـ "7 أكتوبر" ثانية
  • الحلّ عبر كهرباء لبنان مستحيل... هل تنهي الحكومة الجديدة أزمة الطاقة؟
  • غيَّر قوانين سجون الاحتلال.. من هو الأسير مازن القاضي الذي خدع إسرائيل؟
  • حماس تردّ على ترامب وتلوّح بمصير الرهائن الإسرائيليين
  • "حماس" تسلم ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في إطار صفقة تبادل الأسرى
  • استطلاع: 55% من الإسرائيليين يؤيدون الإفراج عن جميع الرهائن بأي ثمن
  • بعض أبرز أسرى المؤبدات الذين ستفرج عنهم إسرائيل اليوم
  • باحثة سياسية: ترامب ينفذ خطة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • هرتصوغ: ثقة الإسرائيليين في مؤسسات الدولة تتآكل وسط أزمة سياسية وقضائية غير مسبوقة في إسرائيل
  • بكري: الجيش المصري الذي حقق النصر في أكتوبر قادر على تكرارها