موقع 24:
2025-03-20@03:30:52 GMT

بعد عام على الحرب.. إسرائيل تغرق في أزمة وجودية

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

بعد عام على الحرب.. إسرائيل تغرق في أزمة وجودية

في إحدى التظاهرات الحاشدة الأخيرة في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة، وإجراء انتخابات مبكرة لتغيير الحكومة، رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها: "من نحن من دونهم؟" في إشارة الى الرهائن، وكتب على لافتة أخرى: "أعطني سبباً واحداً لتربية الأطفال هنا".

من الصعب أن نرى كيف يمكن الإسرائيليين أن يمهدوا طريقاً مختلفاً

وكتبت المحللة البارزة للشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية ميراف زونسزين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "الرسائل تتضمن أسئلة يطرحها الكثير من الإسرائيليين على أنفسهم، بعد مرور عام على أطول حرب في تاريخ البلاد: ما هي قيمة الوطن اليهودي إذا لم يعطِ الأولوية - أو كان تخلى عن - إنقاذ حياة المدنيين المختطفين من منازلهم؟ هل سأشعر بالآمان مجدداً؟ وما هو نوع المستقبل الذي أملكه هنا، إذا كانت الرؤية الوحيدة التي يعرضها قادتنا، هي حرب لا نهاية لها؟".

دولة منكمشة

وبحسب الكاتبة، بعد عام من الهجوم القاتل الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة، تغرق إسرائيل بشكل أعمق في أزمة وجودية، فهي دولة منكمشة، حيث نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات الشمالية والكيبوتزات، فضلاً عن القرى الحدودية الجنوبية، في حين تخوض إسرائيل حرباً متعددة الجبهات تتزايد حدتها وتتوسع، فضلاً عن اضطرار الإسرائيليين إلى التكيف طوال العام مع الخسارة والصدمة وإطلاق الصواريخ والخوف الشديد على سلامتهم من حماس وحزب الله والحوثيين وإيران نفسها، فإن هذا القلق يتفاقم بسبب الاضطرابات من الداخل. 

"Israel has moved from a policy of separation from the Palestinians, once purportedly meant to lead to a Palestinian state under Oslo, to a policy of destruction, which seeks to overpower, kill or expel Palestinians." My text on Israel, one year since 10.7 https://t.co/J136F3LfrG

— Mairav Zonszein מרב זונשיין (@MairavZ) October 7, 2024

وتشير زونسزين إلى أن آلاف الإسرائيليين الذين يملكون الإمكانات اللازمة، اختاروا مغادرة إسرائيل منذ 7 أكتوبر، والبعض الآخر يفكر أو يخطط للهجرة. كما خرج آلاف عدة آخرون إلى الشوارع أسبوعاً تلو أسبوع، للمشاركة في العصيان المدني، الذي بدأ قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، باحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة نتانياهو، وبعد توقف قصير، استؤنف مع التركيز الجديد على أزمة الرهائن والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. وفي سبتمبر(أيلول)، ظهرت صور لرئيس الأركان السابق دان حالوتس أثناء قيام الشرطة بإخراجه بالقوة من الشارع خلال اعتصام أمام المقر الخاص لنتانياهو، وكذلك صور أقارب الرهائن الذين يتعرضون للتعنيف على أيدي ضباط إنفاذ القانون، مما شكل مظهراً آخر للأزمة الداخلية.

الانعطاف الوجودي

وتضيف الكاتبة أن الطريقة التي يفكر فيها الكثير من الإسرائيليين المحتجين في أنحاء البلاد - وهم مجموعة تُعرف إلى حد كبير بأنها النخبة الليبرالية العلمانية - لا تتعلق فقط بإنقاذ الرهائن، إنها معركة حول شخصية الدولة وهويتها، وتتابع أن هذا يشكل نقطة الانعطاف الوجودي للدولة: بين الديمقراطية والاستبداد، بين وجود نظام قضائي مستقل وآخر تابع للمكتب التنفيذي، بين بلد يتمتع بحرية الاحتجاج ومحاسبة القادة، وبلد حيث حرية التعبير يتم سحقها، والقادة يهاجمون الشعب بقسوة. 

On Israeli Apathy:
"For Israelis to start carving a way out of this mess, they will have to feel outraged not only by what is being done to them, but also what is being done to others in their name, and demand that it stop"https://t.co/H6QZMLxniv

— Mary Holm (@maryfranholm) October 7, 2024

وقالت زونسزين: "مع ذلك، فإن هذه المعركة منفصلة تماماً عن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وكأن الإسرائيليين لا يتنفسون الهواء نفسه الذي يتنفسه الفلسطينيون، إذ يقتصر الغضب في الشوارع على فشل الحكومة الإسرائيلية في إنقاذ الرهائن الإسرائيليين، ولا يوجد أي غضب تقريباً إزاء التدمير العشوائي لغزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، كثير منهم من المدنيين". 

وأضافت: "قليلون هم الذين يحتجون على استخدام إسرائيل المفرط للقوة، وببساطة لا يُسجل أنه حتى لو كان الإسرائيليون في أزمة وجودية، فإن الفلسطينيين يخوضون معركة من أجل وجودهم ذاته. كان التجاهل الإسرائيلي لمعاناة الفلسطينيين، سواء بوعي أو بغير وعي، أحد أكثر السمات وضوحاً وإزعاجاً في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر. لا شك أن هذا التجاهل كان موجوداً قبل ذلك بوقت طويل، ولكنه بات أكثر وضوحاً وأهمية الآن".

فوضى وعنف

وتابعت: "بدأت الفوضى والعنف الذي تمارسه الدولة ضد الفلسطينيين منذ فترة طويلة، يتسربان إلى المجتمع الإسرائيلي اليهودي، إن رفض نتانياهو تحمل المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية التي وقعت في 7 أكتوبر، وقبضته على السلطة على الرغم من محاكمات الفساد، وتشجيعه لبعض العناصر الأكثر تطرفاً في إسرائيل، هي شهادة على ذلك".

وأوضحت الكاتبة أن الدعم المطلق تقريباً الذي تلقته إسرائيل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طوال هذه الحرب أدى إلى تعزيز وضعية العناصر الأكثر تشدداً في سياسة البلاد.

ومع ذلك، لا يزال العديد من الإسرائيليين غير قادرين على الربط بين عجزهم عن إقناع الحكومة بإعطاء الأولوية للحياة الإسرائيلية ومدى استهتار تلك الحكومة بمعاملة الحياة الفلسطينية.

وختمت الكاتبة بالقول "من دون هذا الإدراك، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للإسرائيليين أن يمهدوا طريقاً مختلفاً لا يعتمد على القدر نفسه من التجرد من الإنسانية والخروج على القانون/ وكي يبدأ الإسرائيليون في شق طريق للخروج من هذه الفوضى، فلا بد وأن يشعروا بالغضب ليس فقط إزاء ما يحدث لهم، بل وأيضاً إزاء ما يحدث للآخرين باسمهم، والمطالبة بوقف ذلك، ومن دون ذلك، لست متأكدة من أنني، على غرار الإسرائيليين الآخرين الذين لديهم امتياز النظر في الأمر، أرى مستقبلاً هنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس غزة إسرائيل حزب الله إيران نتانياهو غزة وإسرائيل عام على حرب غزة حماس إسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل الحوثيون نتانياهو من الإسرائیلیین

إقرأ أيضاً:

أهالي الأسرى الإسرائيليين يدعون للتظاهر بالقدس الليلة

وجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة دعوة للتظاهر بالقدس الغربية مساء اليوم الثلاثاء، للاحتجاج على تخلي الحكومة عن ذويها من خلال استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة.

وقالت في منشور على منصة "إكس" "بعد قرار الحكومة الإسرائيلية التضحية بـ"الرهائن" الـ59 تتجه عائلات الرهائن الآن إلى القدس، وتدعو شعب إسرائيل للانضمام إليها".

وأضافت "لا شيء أكثر إلحاحا من هذا، الضغط العسكري سيؤدي إلى قتل "الرهائن" الأحياء واختفاء الأموات".

وفي وقت سابق، قالت هيئة عائلات الأسرى إنها تشعر بالصدمة لأن الحكومة اختارت التخلي عن المخطوفين في غزة.

وأضافت عائلات الأسرى في بيان أنها "تشعر بالصدمة والغضب والرعب بسبب التعطيل المتعمد لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي كان يضمن عملية إعادة أحبائنا من الأسر".

ودعت عائلات الأسرى للعودة فورا إلى وقف إطلاق النار، لأن حياة الكثيرين على المحك، كما طالبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة العمل على إطلاق سراح جميع الأسرى.

وتابع البيان "لن يكون هناك أمن ولا نصر ولا نهضة حتى يعود آخر مختطف إلى إسرائيل".

غارات وشهداء

واستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت إلى غاية الآن عن أكثر من 400 شهيد، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

إعلان

من جهته، اعتبر يهودا كوهين والد الأسير الإسرائيلي نمرود في تصريح لصحيفة "هآرتس" أن لاستئناف الحرب دوافع سياسية.

وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول قتل الأسرى -بمن فيهم ابني- من أجل عرشه.

وأضاف كما كنا نخشى وبالتزامن مع إقالة مدير الشاباك رونين بار والحملة التشريعية المكثفة ضد النظام القضائي يقيم نتنياهو حاجزا آخر لضمان بقائه.

وقال إن هذه العودة للقتال تشكل خطرا حقيقيا على ابني نمرود وجميع "الرهائن" الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة.

واعتبر أن هذه الحرب تهدف إلى إرضاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإغراء زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للعودة إلى الحكومة.

استئناف القتال

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، وقال إن الهجوم سيستمر ما دام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية.

أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس فربط وقف القتال بعودة جميع المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب.

ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي استمرت 42 يوما، وتنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • «إسرائيل على صفيح ساخن»| احتجاجات عارمة ضد قرار نتنياهو باستئناف الحرب.. ومطالبات بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين تتظاهر أمام مقر الحكومة تنديدًا بعودة الحرب على غزة
  • كاتس: إسرائيل ستزيد الضربات على غزة إذا لم تطلق “حماس” جميع الرهائن
  • إسرائيل: عودة العمليات العسكرية في غزة تم بالتنسيق الكامل مع واشنطن
  • أهالي الأسرى الإسرائيليين يدعون للتظاهر بالقدس الليلة
  • منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين يهاجم الحكومة: لقد تحقق أعظم مخاوف
  • عائلات أسرى إسرائيل بغزة: الحكومة اختارت التخلي عن الرهائن
  • “أعظم مخاوفنا تحققت”.. منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين يهاجم الحكومة
  • عائلات الرهائن الإسرائيليين: نتانياهو تخلّى عن أبنائنا
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: الحكومة تخلت عن أبنائنا وأعلنت استئناف الحرب