لعل ما يطرح السؤال عن هل ارتداء البراندات حرام ؟، هو إقدام البعض على شراء ولبس الملابس ذات الماركات والعلامات التجارية الشهيرة، وهو ما قد يدخل في اللإسراف ولبس الشهرة، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة هل ارتداء البراندات حرام ؟.

ذنوب تجلب الفقر.. احذر 17 معصية يقع فيها كثيرون بسهولة تسبب ضيق الرزق فضل قيام الليل.

. احذر فعل يقع فيه الجميع يحرمك من 13 نعمة هل ارتداء البراندات حرام

قالت الدكتورة نيفين مختار، واعظة بوزارة الأوقاف، إنه ينبغي إعادة النظر في سلوكياتنا المالية والتعامل مع الأبوين كجزء من المسؤولية التي تقع على عاتقنا.

وأوضحت “ مختار ” في إجابتها عن سؤال : هل ارتداء البراندات حرام ؟، أن الإسراف في المال هو موضوع مهم، فقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -  في الحديث النبوي الشريف أنه لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع.

وتابعت: عن عمره فيما أفناه، والعمر متمثل في قيمة الوقت، وعن شبابه فيما أبلاه، ومن بين هذه الأسئلة يأتي السؤال عن المال، من أين اكتسبه وفيما أنفقه، مستشهدة بما رواه أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد ، وحدثه الألباني  في صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم : 2417، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:  ( لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ).

وأشارت إلى أننا نرى اليوم كيف أن الشباب يُقبلون على موضة جديدة والترندات والماركات العالمية، ويصرفون آلاف الجنيهات على أشياء مثل الأحذية والحقائب، لكن هل نحن بحاجة إلى هذا الإسراف؟.

وأضافت أنه يمكننا أن نرتدي ملابس معتدلة ومتوسطة، بدلاً من تقليد الغرب بشكل أعمى، مشيرة إلى  ظاهرة "هاي كوبي"، لماذا نشتري هاي كوبي ونصرف الكثير من الأموال عليه؟.

ونصحت، قائلة:  يجب أن نكون واعين لأننا سنُسأل عن الأموال التي ننفقها، بينما هناك من يعاني من قلة الموارد ولا يجد ما يأكله، كما تطرقت إلى مفهوم الزكاة والتصدق، منوهة بأنه يجب أن نفهم أن إخراج الزكاة أو التصدق لا يعني أن نغفل عن كيفية إنفاق أموالنا>

ونبهت إلى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاعتدال في كل شيء، وأن لا نكون مبذرين، لأن المبذرين هم إخوان الشياطين، فقال الله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الآية 27 من سورة الإسراء.

حديث النهي عن ثوب الشهرة

روي عن عبدالله بن عمر وحدثه الألباني في صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 4029 و 4030 ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( من لبس ثوبَ شهرةٍ ألبسَه اللهُ يومَ القيامةِ ثوبًا مثلَه ثم تلهبُ فيه النارُ وفي لفظٍ ثوبَ مذلَّةٍ )، أخرجه أبو داود (4029) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9560)، وابن ماجه (3607)، وأحمد (5664). واللفظ أخرجه أبو داود (4030).

وورد في هذا الحَديثِ وعيدٌ شديدٌ لِمَن يَلبَسُ ثِيابًا يَفخَرُ ويتَكبَّرُ بها، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن لَبِس ثوبَ شُهرةٍ"، أي: ما يُقصَدُ به الرِّياءُ والكِبرُ، وتتَعاظَمُ به نفسُه على النَّاسِ، وقيل: هو ما لا يَحِلُّ لُبسُه مِن الثِّيابِ، "ألبَسَه اللهُ يومَ القيامةِ"، وهذا وعيدٌ مِن اللهِ لِمَن يَفعَلُ ذلك أن يُلبِسَه في الآخرةِ، "ثوبًا مِثلَه"، أي: مِثلَ ثِيابِه الَّتي كان يَلبَسُها في الدُّنيا مُتكبِّرًا بها، "ثمَّ تُلَهَّبُ"، أي: تُشعَلُ "فيه النَّارُ".
وقوله: "في لفظٍ: ثوبَ مَذَلَّةٍ"، أي: وفي روايةٍ أُخرى مِن الحديثِ، أنَّ مِن وَعيدِ اللهِ لِمَن يَفعَلُ ذلك أن يُلبَسَ ثِيابًا يُذَلُّ بها؛ على عَكسِ ما كان يَقصِدُه بِلُبسِه أمامَ النَّاسِ؛ فالجزاءُ مِن جِنسِ العمَلِ.

ما هو لباس الشهرة

جاء في السنة النهي عن لبس الشهرة، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي ، والمذهب عند الحنابلة كراهة لبس الشهرة، قال المرداوي: يكره لبس ما فيه شهرة, أو خلاف زي بلده من الناس, على الصحيح من المذهب اهـ . وجاء في غذاء الألباب: ونص الإمام أحمد - رضي الله عنه - على أنه لا يحرم ثوب الشهرة, فإنه رأى رجلًا لابسًا بردًا مخططًا بياضًا وسوادًا, فقال: ضع هذا, والبس لباس أهل بلدك, وقال: ليس هو بحرام, ولو كنت بمكة, أو المدينة لم أعب عليك.

واختار بعض العلماء التحريم، وقيده بقصد الشهرة، فقال: يحرم لبس الشهرة, وهو ما قصد به الارتفاع, وإظهار الترفع, أو إظهار التواضع والزهد, لكراهة السلف لذلك، والحكم على لباس معين بأنه لباس شهرة يرجع فيه إلى عرف البلد، فإن كان الناس لا يستغربونه فلا حرج فيه. ومما يتعلق بالعرف أن الناس قد يستنكرون من رجل من أهل البلد لبسه للباس قوم آخرين ويعدونه شهرة، ولو لبسه رجل غريب عن البلدة لا يستغربونه ولا يستنكرونه.

وقال العلماء : ثوب الشهرة ليس له كيفية معينة أو صفة معينة, وإنما يراد بثوب الشهرة ما يشتهر به الإنسان, أو يشار إليه بسببه, فيكون متحدَّث الناس في المجالس, فلان لبس كذا, فلان لبس كذا, وبناء على ذلك قد يكون الثوب الواحد شهرة في حق إنسان, وليس شهرة في حق الآخر, فلباس الشهرة إذن هو ما يكون خارجًا عن عادات الناس بحيث يشتهر لابسه وتلوكه الألسن, وإنما جاء النهي عن لباس الشهرة؛ لئلا يكون ذلك سببًا لغيبة الإنسان وإثم الناس بغيبته.

قال السرخسي: والمراد أن لا يلبس نهاية ما يكون من الحسن والجودة في الثياب على وجه يشار إليه بالأصابع، أو يلبس نهاية ما يكون من الثياب الخَلِقِ – القديم البالي - على وجه يشار إليه بالأصابع. وقال سفيان الثوري: كانوا يكرهون الشهرتين: الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه. وعن الحصين قال : كان زبيد اليامي يلبس برنسًا، قال : فسمعت إبراهيم النخعي عابه عليه، قال: فقلت له: إن الناس كانوا يلبسونها، قال: أجل! ولكن قد فني من كان يلبسها، فإن لبسها أحد اليوم شهروه وأشاروا إليه بالأصابع.

وجاء في الموسوعة الفقهية : لبس الألبسة التي تخالف عادات الناس مكروه لما فيه من شهرة، أي ما يشتهر به عند الناس ويشار إليه بالأصابع؛ لئلا يكون ذلك سببًا إلى حملهم على غيبته، فيشاركهم في إثم الغيبة.

هل الماركات لباس شهرة

ورد أنه إذا كانت هذه الموضة قد صارت شائعة بين الناس فإنها تخرج عن مسألة ثوب الشهرة، والأصل في النعال وألوانها الإباحة، لأنها من أمور العادات، قال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ {الأعراف:32}، وأما إذا كانت موضة ببلد بعيد عنكم ولم يحصل شيوعه عندكم فإنه يعتبر من لباس الشهرة، لأن المنهي عنه هو اللباس المخالف للملابس المعروفة لعامة الناس في لونه أو شكله بحيث يلفت الأنظار ويتميز به صاحبه عن غيره عُجبا وكبرا، فقد قال ابن الأثير في جامع الأصول عن لباس الشهرة: هو الذي إذا لبسه الإنسان افتضح به واشتهر بين الناس، والمراد به ما ليس من لباس الرجال، ولا يجوز لهم لبسه شرعا ولا عرفا.

وقال ابن بطال في شرح البخاري: الذي ينبغي للرجل أن يتزيا في كل زمان بزي أهله ما لم يكن إثما، لأن مخالفة الناس في زيهم ضرب من الشهرة. اهـ. وقال ابن القاسم في حاشية الروض المربع: قال ابن عقيل: لا ينبغي الخروج عن عادات الناس إلا في الحرام. اهـ. ولئلا يحملهم على غيبته، وفي الغنية: الشهرة كالخروج عن عادة أهل بلده وعشيرته، فينبغي أن يلبس ما يلبسون، لئلا يشار إليه بالأصابع. اهـ. وقال الدكتور ناصر الغامدي في رسالته للدكتوراة: لباس الرجل أحكامه وضوابطه: لباس الشهرة يختلف من زمن لآخر، فما يُعد في زمن شهرة قد لا يعد في زمن آخر كذلك، وما يُعتبر شهرة في بلد أو مجتمع قد لا يكون كذلك في غيره من البلاد والمجتمعات.

وورد من الضوابط في لباس الشهرة ما يلي:

1ـ أن يلبس الشخص خلاف زيّه ولباسه المعتاد لقصد الاشتهار، فان هذا تشهير بنفسه، وتفطين إليها، كما لو لبس الإنسان ثوبا مقلوبا، أو لباسا لا يلبس مثُله مثلَه.

2ـ أن يلبس الشخص خلاف زيّ أهل بلده من غير حاجة تدعو إلى ذلك... اهـ.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم رسول الله شهرة فی قال ابن ن ی لب س

إقرأ أيضاً:

حياة يوحنا المعمدان.. من البشارة إلي الاستشهاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ولد يوحنا المعمدان من ابوين هما زكريا الكاهن وأليصابات، وقد بشر به قبل ولادته ، ووصف بأنه كان مكرسًا لله منذ صغره ، و اشتهر يوحنا بدعوته إلى التوبة والتجديد الروحي، وكان يعمد الناس في نهر الأردن كعلامة على التوبة ،و يعتبر يوحنا السابق للمسيح، حيث أعلن عن مجيء يسوع المسيح وعرَّفه للجماهير. قال: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطايا العالم".

و عاش يوحنا حياة بسيطة، كان يرتدي جلود الحيوانات ويتغذى على الجراد والعسل البري. عُرف بتواضعه وقوة إيمانه ، و تم اعتقاله بسبب انتقاده للملك هيرودس بسبب زواجه من هيروديا، وتعرض للقتل، حيث أُعدم بقطع رأسه.
 

و يعتبر يوحنا المعمدان رمزًا للتوبة والإيمان، ويحتفل به في العديد من الطوائف المسيحية. يُعتبر أيضًا قديسًا في الإسلام، حيث يُشار إليه باسم "يحيى".


ويعتبر رمزًا للعبور من الموت إلى الحياة الروحية، ودعوته للتغيير تدعو الناس للعودة إلى الله.

وتجسد حياة يوحنا المعمدان أهمية الإيمان والتوبة، وتظل رسالته تلهم الكثيرين حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • هل تبديل الذهب بالذهب حرام؟.. انتبه لـ3 حقائق منها سبب نهي النبي
  • عقوبة الكذب في الدنيا
  • هل ارتداء البراندات إسراف.. واعظة بالأوقاف توضح (فيديو)
  • الإفتاء: المساس بسلامة الوطن إفساد في الأرض وعليه أشدّ عقوبة
  • عشر حقائق عن إسماعيل قاآني
  • حياة يوحنا المعمدان.. من البشارة إلي الاستشهاد
  • داعية: أنا ضد تعدد الزوجات وهو حرام في هذه الحالة
  • معلومات عن استخبارات إسرائيل ضدّ حزب الله.. حقائق مثيرة!
  • «أريج» لياس تحصد الشهرة بقوس النصر الفرنسي