من الطفولة إلى الطب.. أب يوثق مراحل حياة ابنه بصورة لكل مرحلة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
صورة تذكارية قرر محمد موسى الاحتفاظ بها لكل مرحلة جديدة يخطوها ابنه، ويرفقها برسالة بسيطة تحمل وداعًا للقديمة وترحيبًا بالجديدة، والتي كانت هذه المرة أمام كلية الطب بجامعة المنصورة.
في اليوم الأول للدراسة وقف «محمد» أمام ابنه، يطلب منه أن يقف بشكل مناسب لالتقاط الصورة الجديدة، لتكون أول صورة تذكارية داخل الكلية.
في ليلة وضحاها، تحولت الصورة البسيطة إلى حديث منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث التقطت صورة أخرى مليئة بالحب لهما عندما كان الأب يصور ابنه، وهذه المرة التقطتها عين الطالب عمر الزغبي، في الفرقة الرابعة بكلية الطب، والذي رأى فيها حبًا واحتواءً وفرحة كبيرة تشبه ما شعر به منذ أربع سنوات من أسرته في أول يوم له بكلية الطب.
فوجئ محمد موسى وابنه «نور» بكم التعليقات الجميلة والمبهجة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الصورة التي التقطت دون علمهما.
ويقول موسى لـ«الوطن»: «لم أكن على علم بالصورة التي أخذت لي مع ابني، لكني تفاجأت بردود الفعل. أول ما رأيت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي اتفاجئت، لكن كم الدعوات واللقطات الجميلة من الجميع كانت رائعة جدًا، وحقيقي شكرًا لصاحب الصورة».
لم يكن موسى يتوقع أن يكون الأمر بهذه الضخامة، إذ قرر أن يرافق ابنه في اليوم الأول للتعرف على الكلية والاستمتاع باليوم الجميل داخل الجامعة. وقعت الصورة في اليوم التعريفي بالجامعة، حيث يقول: «كنا في اليوم التعريفي، وتجولنا في كل مكان بالجامعة، وكنت سعيدًا بدخول ابني كلية الطب بجامعة المنصورة، وقررت أن ألتقط له أول صورة كهدية لوالدته، لأنها للأسف لم تستطع الحضور في هذا اليوم، مع أنها كانت تتمنى أن تكون موجودة».
وعبر نور محمد، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الطب بجامعة المنصورة، عن سعادته الكبيرة بالتحاقه بكلية الطب، وتحدث عن توصيات والده له في أول يوم بالكلية: «قال لي يجب أن يكون للغلبان مكان في حياتي العملية، وأن آخر شيء أفكر فيه هو الماديات، لأن دعوات الناس هي أكثر ربح يمكن أن يحصل عليه الإنسان بعد تخرجه من كلية الطب».
يروي الطالب عمر الزغبي لـ«الوطن» أن الصورة جذبت انتباهه من اللحظة الأولى، وأنه سبقها بعض الأحداث المميزة بين الأب وابنه، حيث يقول: «نبدأ الدراسة قبل الموعد الرسمي بفترة، وكنا في اليوم التعريفي بالجامعة، تفاجأت بالأب وابنه معًا، يشير الأب إلى ابنه على كل مكان في الكلية ويتجولان بفرحة كبيرة ومميزة، مما جذب الأنظار كلها نحوهما. وفي لحظة، تفاجأت بأن الابن وقف أمام الكلية ووالده يلتقط له الصورة».
وأضاف الزغبي: «جذبت عيني من أول لحظة، ووجدت نفسي تلقائيًا أرفع هاتفي لأصورهما. حقيقي، كانت مشاعر جميلة جدًا، وكلنا كنا كذلك في أول يوم، وخاصة أن فرحة الدخول لكلية الطب تكون أكبر بكثير».
كانت المفاجأة للزغبي هي الكم الهائل من المشاهدات والتعليقات على الصورة، وفرحة الجميع بالمشاعر الأبوية الجميلة والمبهجة التي ظهرت في الصورة، والتي أصبحت خالدة في ذاكرة الجميع ببراءتها وروعتها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة المنصورة كلية الطب بجامعة المنصورة صورة تذكارية بکلیة الطب فی الیوم
إقرأ أيضاً:
يوثق اللجوء.. إطلاق موقع موسوعة المخيمات الفلسطينية
الدوحة- في خطوة رائدة نحو توثيق الذاكرة الفلسطينية، احتضن المركز القطري للصحافة بالتعاون مع موسوعة المخيمات الفلسطينية أمس الثلاثاء فعالية خاصة لإطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالموسوعة، والذي يعد أحد أهم المنصات الرقمية التي تروي تاريخ المخيمات الفلسطينية وتحفظ إرث اللاجئين الفلسطينيين.
وشهدت الفعالية حضور نخبة من الصحفيين والباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، حيث تم استعراض أهداف المشروع ورؤيته في توثيق حكايات المخيمات الفلسطينية ونقلها إلى الأجيال القادمة عبر وسائل رقمية حديثة.
يتميز الموقع الإلكتروني للموسوعة بتقديمه معلومات مفصلة عن المخيمات الفلسطينية في مناطق اللجوء المختلفة، متضمنا تاريخ المخيمات منذ نشأتها بعد نكبة 1948 وحتى يومنا هذا.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود تسليط الضوء على القضايا الفلسطينية وتوثيقها بطريقة علمية وتاريخية.
وفي هذا الصدد، تؤكد مديرة موسوعة المخيمات الفلسطينية ربا الأطرش أن الموسوعة تعدّ مرجعا مهما للباحثين الأكاديميين، إذ توثق مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في جميع المخيمات، سواء في الضفة الغربية أو غزة أو سوريا أو الأردن.
View this post on InstagramA post shared by بيت الخبرة الفلسطيني (@pales.qatar)
تعزيز الوعيوأشارت الأطرش، في تصريح للجزيرة نت، إلى أن إطلاق الموسوعة جاء بدافع الحفاظ على ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين إلى حين تحقيق العودة، لافتة إلى أن جميع قضايا المخيمات، سواء في الداخل الفلسطيني أو في الشتات، ترتبط بعمل مشترك واحد، حيث تبقى الهوية الفلسطينية والذاكرة الوطنية حاضرتين رغم التحديات.
إعلانكذلك شددت على أن الهدف الأساسي للموسوعة هو تعزيز وعي الأجيال الفلسطينية بحق العودة وترسيخ إيمانهم العميق بقرب تحقيقه، مؤكدة أن دعم الجيل الشاب والمبدع، سواء في المجال الأدبي أو الفني، يشكل جزءا أساسيا من رسالة الموسوعة.
وعن توقيت إطلاق الموسوعة، قالت الأطرش إنه يتزامن مع محاولات طمس الخارطة السياسية الفلسطينية، سواء عبر التهجير أو عمليات التطهير العرقي التي تستهدف الفلسطينيين، خاصة في غزة والضفة الغربية، فضلا عن التحديات القانونية والاجتماعية التي تواجه اللاجئين بالخارج.
وبشأن فكرة تدشين الموسوعة، أوضحت المتحدثة أنها انطلقت بداية كموقع أرشيفي يخدم الباحثين الأكاديميين، لكن العمل توسع لاحقا لوجود فعلي على الأرض في مخيمات عدة، من خلال الزيارات الميدانية والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ودعم الفعاليات الفلسطينية.
وأضافت أن فريق الموسوعة يعمل على دراسة القضايا القانونية والاجتماعية المتعلقة بعودة اللاجئين، كما يجري تطوير برامج تدريبية لتأهيل الشباب الفلسطيني لسرد الرواية الفلسطينية وتعزيز وعي الأجيال الناشئة بقضيتهم.
وعن الجهة القائمة على الموسوعة، قالت الأطرش إنها إحدى مبادرات "أكاديمية دراسات اللاجئين"، وتقوم على جهود تطوعية لشباب من مختلف الدول والخلفيات.
وأشادت مديرة الموسوعة بدور قطر في دعم القضية الفلسطينية، سواء عبر التغطية الإعلامية أو الجهود الميدانية أو الدعم السياسي والإنساني. وأكدت أن إيمان قطر بالقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يمنحها قيمة مضافة في أي جهد يبذل في هذا الإطار.
من جهته، أكد مؤسس موسوعة المخيمات الفلسطينية الدكتور محمد عمرو أن إطلاق الموسوعة يحمل رسائل واضحة منها "أننا نقول للمحتل ولمن يريد تهجيرنا إننا سنعود إلى أرضنا، كما نؤكد لأطفالنا وشبابنا أن المخيم ليس عنوانا للبؤس والأسى، بل رمز للرجال والمقاومة والصمود".
إعلانوقال في تصريح للجزيرة نت إن المخيم الفلسطيني كان ولا يزال مصنع الرجال والمبدعين، وضرب مثلا بمخيم اليرموك "رمز المقاومة والصمود" الذي خرج منه العديد من المناضلين والمبدعين في مختلف المجالات.
وقد عكس هذا الواقع، وفق عمرو، مخاوف الاحتلال الإسرائيلي، إذ نقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون قوله "لك يوم يا مخيم اليرموك"، في إشارة إلى دوره المحوري في احتضان المقاومة ومناهضة الاحتلال.
بدوره، قال ممثل المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ورئيس فرع المؤتمر في قطر أنس الحاج إن المؤتمر يعد الداعم الرئيسي لإطلاق الموسوعة، مشيرا إلى أن المشروع يأتي في إطار ما يسمى "بالقوى الناعمة" التي تهدف إلى إبراز المخيم الفلسطيني عنوانا للصمود والأمل في آن واحد.
وأضاف الحاج للجزيرة نت "إذا لم نوثق روايتنا، سيتولى العدو صياغتها بما يخدم مصالحه. ولذلك نناشد الجميع دعم هذا المشروع ونشره على نطاق واسع، لما له من أهمية في تعزيز الرواية الفلسطينية وإبقائها حية في الذاكرة الجماعية".
وفي ما يتعلق بإمكانية الحصول على دعم دولي، أوضح أن الاهتمام الدولي قد يأتي تدريجيا، بدءا من المؤسسات الحقوقية التي قد تستمد معلوماتها من هذه الموسوعة، وصولا إلى المؤسسات الدولية والإقليمية.
وعن اختيار الدوحة لإطلاق المشروع، قال الحاج إن "اختيار قطر لم يكن مصادفة، بل لأنها بيئة داعمة لمثل هذه المبادرات. قطر لطالما وقفت إلى جانب القضايا العادلة، وكانت سندا أساسيا للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه".
أما رأفت الرنتيسي، وهو أحد الحضور الفلسطينيين المقيمين في قطر، فصرح للجزيرة نت بأن الموسوعة تمثل إضافة مهمة في توثيق التاريخ الفلسطيني ونقله للأجيال القادمة، مشددا على ضرورة إبقاء الرواية الفلسطينية حاضرة رغم محاولات العدو لطمسها.
إعلانوخلال حفل إطلاق الموسوعة، نظمت فعاليات متنوعة تسلط الضوء على قضايا المخيمات الفلسطينية ومعاناتها، من بينها عروض أفلام توثق المأساة التي تعرض لها مخيم الشاطئ تحت عنوان "مخيم الشاطئ بعد الإبادة"، إضافة إلى فيلم "حكاية مخيم جنين" الذي يستعرض تاريخ المخيم وصموده في وجه الاحتلال.
كذلك أطلقت مبادرة تمثلت في وثيقة رفض التطهير العرقي والتهجير، التي جاءت رفضا لمشروع الرئيس الأميركي الهادف إلى تهجير سكان غزة.