جي بي يو-28 قنبلة أميركية خارقة للتحصينات
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
"جي بي يو-28″، أو "القنبلة الخارقة للتحصينات"، وتعرف أيضا بـ"مدمرة الملاجئ"، وهي نوع من الأسلحة الأكثر تدميرا في الترسانة العسكرية الأميركية، صممت على مبادئ فيزيائية دقيقة تضمن تحقيق أقصى ضرر للأهداف المحصنة، ويتم توجيهها باستخدام الليزر.
هي قنبلة جو-أرض، لها القدرة على اختراق أكثر من 30 مترا تحت الأرض أو 6 أمتار من الخرسانة، صنعتها الولايات المتحدة الأميركية لاستخدامها ضد المنشآت العراقية المدفونة بعمق، والمحَصنة من مراكز القيادة والسيطرة.
تتميز بجسمها الطويل الضيق، وقدرتها على اختراق عدد من الطوابق في مبنى أو ملجأ، ثم انفجارها عند الهدف المحدد.
تاريخ تصنيع قنبلة "جي بي يو 28"اتخذت القوات المسلحة الأميركية قرار بدء تصميم القنبلة في فبراير/شباط 1991 أثناء حرب الخليج الثانية، بسبب مخاوفها بشأن قدرة وصول القنبلة "بي إل يو-109" إلى أهداف مدفونة عميقا في العراق.
هدفت أميركا من هذه القنبلة إلى تدمير المعاقل العسكرية العراقية والمرافق تحت الأرض والمواقع المحصنة التي لا تستطيع الذخائر التقليدية تدميرها.
وبهدف إدخالها الخدمة بأسرع وقت، وُضعت رؤوس حربية من نوع "بي إل يو-113/بي"، في أنابيب مدافع "هاوتزر" عيار 203 ملم التابعة للجيش الأميركي، والتي كانت قد خرجت من الخدمة.
وفي أقل من أسبوعين اجتازت أميركا مرحلة التصميم والاختبار والاستخدام، وأسقطت أول قنبلة على هدفها يوم 13 فبراير/شباط 1991، وتعتبر هذه المدة أقصر دورة تطوير وإنتاج أي سلاح في التاريخ العسكري.
تكمن القوة الأساسية للقنابل الخارقة للتحصينات في قدرتها على اختراق طبقات التربة والصخور والخرسانة المسلحة.
تصنع هياكلها من مواد شديدة القوة، مما يسمح لها بتحمل الصدمات الكبيرة قبل الانفجار في عمق الهدف.
ولضمان دقة الاستهداف تتميز بتكنولوجيا متقدمة موجهة بالليزر.
تحتوي على صمامات تفجير متأخرة، مما يتيح للقنبلة الانفجار بعد اختراقها هدفها لضمان أقصى قدر من الضرر.
مواصفات ومميزات قنبلة جي بي يو 28تزن القنبلة نحو ألفي كيلوغرام، ويصل مداها إلى أكثر من 5.75 أميال، ويزِن رأسها الحربي نحو 1996 كيلوغراما، منها 286 كيلوغراما من المواد المتفجرة.
صُنع هيكلها الخارجي من أسطوانات مدافع فائضة، الأمر الذي أعطاها قوة عالية لاختراق الخرسانة والأرض قبل الانفجار.
تتميز بتصميم طويل ونحيف وهيكل مقوى صنع من مواد مختلفة، منها الفولاذ والتنغستن واليورانيوم، تعمل هذه المواد على تركيز الطاقة الحركية في مساحة صغيرة، مما يزيد قدرة القنبلة على اختراق الخرسانة والصخور العميقة، وإحداث أقصى قدر من الضرر.
لها مقدمة مدببة وشفرات ذيل كبيرة، مما يعطيها القدرة على تصحيح أي انحراف عن المسار المستهدف، كما تضمن استقرارها وتوجيهها نحو الهدف بدقة عالية.
تتمتع هذه القنابل بميزة رئيسية، وهي وجود فتيل يعمل بتأخير زمني، إذ تُبرمج لتنفجر بعد اختراقها الهدف بعمق، بدلا من الانفجار عند التلامس، هذا التصميم يزيد من فعالية التفجير داخل الهياكل المحصنة، ويمنع الطاقة من التشتت على السطح، ويُركز الانفجار والشظايا الناتجة داخل الهدف، مما يؤدي إلى أضرار كارثية لكل من الهياكل والأفراد.
تعتمد القنابل الخارقة للتحصينات عامة -وقنبلة "جي بي يو-28" خاصة- على مبادئ الفيزياء التي تتطلب طاقة حركية هائلة لتحقيق اختراقات فعالة، فكلما زادت سرعة القنبلة وكتلتها، زادت طاقتها الحركية، مما يمكنها من اختراق الأرض والهياكل الخرسانية قبل أن تنفجر.
تجهَّز بعض أنواع هذه القنابل بمعززات صاروخية تنشط أثناء الهبوط، مما يزيد من سرعتها ويعزز طاقتها الحركية إلى أقصى حد. ووفقا لمبادئ الفيزياء فإن تركيز القوة في مساحة صغرى يؤدي إلى زيادة الضغط على نقطة التأثير، مما يسهل اختراق عدة طبقات من المواد الصلبة.
عند اختراق القنبلة للهدف، ينتج عن الرأس الحربي انفجار قوي يُحدث موجة صدمة وضغط شديدين في المساحة الضيقة، كما تتفكك القنبلة إلى شظايا معدنية عالية السرعة، مما يؤدي إلى تدمير الهياكل الداخلية وإحداث أضرار إضافية، وحتى لو لم يُدمّر الهدف بالكامل، فإن الشظايا وموجة الضغط الزائد تُسببان أضرارا جسيمة.
محطات استخدمت فيهايوم 13 فبراير/شباط 1991 ألقت طائرتان أميركيتان من نوع "إف-117" قنابل خارقة للتحصينات على الملجأ رقم 25 في حي العامرية ببغداد، مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 شخص معظمهم من النساء والأطفال.
استخدمتها القوات الجوية الأميركية أثناء حملة القصف التي قادها حلف شمال الأطلسي على صربيا عام 1999، وكذلك في المراحل الأولى من التدخلات في أفغانستان والعراق في عامي 2002 و2003، ومنذ ذلك الحين أصبحت أميركا تصدر نماذج من هذه الأسلحة إلى إسرائيل وكوريا الجنوبية.
عام 2006 ألقتها إسرائيل على مواقع حزب الله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وفي عام 2014 ألقتها إسرائيل أثناء حربها على قطاع غزة مستهدفة أحياء كثيفة السكان، مما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، وتدمير عشرات المباني السكنية، واستخدمتها أيضا في الحروب اللاحقة بهدف تدمير الأنفاق العسكرية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وفي 28 سبتمبر/أيلول 2024 ألقت الطائرات الإسرائيلية عددا من هذه القنابل على حي في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتالت بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقادة في الحزب وآخرين من الحرس الثوري الإيراني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على اختراق
إقرأ أيضاً:
انطلاق مباحثات أميركية - أوكرانية حاسمة في السعودية
انطلقت في مدينة جدة السعودية قبل قليل محادثات أميركية - أوكرانية وُصفت بـ«الحاسمة» في مسعى لترميم العلاقات بين البلدين، ووضع إطار عمل حاسم لاتفاقية سلام وإنهاء الحرب مع روسيا.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود ولي العهد في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الرئيس الأوكراني مساء الاثنين في جدة (واس) ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله الرئيس الأوكراني مساء الاثنين في جدة (واس) وأظهرت لقطات تلفزيونية الوفدين الأميركي والأوكراني على طاولة واحدة يتوسطهما وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني مساعد العيبان.
وأشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الذي يقود وفد بلاده في المباحثات ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف.
وقال يرماك في منشور عبر تلغرام مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد ثلاثة أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جانبه، يرى المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية عباس داهوك، أن هذه الاجتماعات يمكن أن «تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا».
وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه «المناقشات رفيعة المستوى توفر فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر»، على حد تعبيره.
كانت التوترات قد خيَّمت على اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ونظيره الأوكراني زيلينسكي، في البيت الأبيض، يوم 28 فبراير (شباط) الماضي، حيث شهدت المحادثات نقاشاً حاداً أمام الكاميرات، مما أدى إلى إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك، ومغادرة زيلينسكي دون التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن النادرة، التي طالب ترمب بالحصول عليها مقابل الدعم الأميركي لأوكرانيا خلال الحرب مع روسيا.
وأضاف داهوك بقوله: «مع ذلك، فإن مدى نجاحها سيعتمد على الالتزامات السياسية الملموسة، وما إذا كان الطرفان قادرين على معالجة الإحباطات الناجمة عن تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التغيرات السياسية في واشنطن».
ولفت داهوك إلى أن «تحقيق اختراق دبلوماسي فعلي يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن استعادة الأراضي المحتلة، وكذلك على الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها الأوسع مع أوروبا وحلف الناتو». ووصل زيلينسكي إلى جدة مساء الاثنين، والتقى ولي العهد السعودي، استعداداً لمحادثات اليوم (الثلاثاء)، مع مسؤولين أميركيين حول إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال زيلينسكي عن لقائه مع الأمير محمد بن سلمان: «ناقشنا جميع المسائل الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التعاون مع الشركاء الآخرين.
وأشرت إلى الجهود التي يبذلها (ولي العهد) والتي تسهم في تقريب السلام الحقيقي. توفر المملكة العربية السعودية منصة دبلوماسية ذات أهمية كبيرة، ونحن نقدِّر ذلك».
وأضاف الرئيس الأوكراني: «أجرينا مع (ولي العهد) مناقشة مفصلة حول الخطوات والشروط التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان سلام دائم وموثوق. شددت بشكل خاص على قضية إطلاق سراح الأسرى وإعادة الأطفال، التي يمكن أن تصبح إحدى الخطوات الرئيسية لتعزيز الثقة في الجهود الدبلوماسية