عقيلة صالح إلى واشنطن بزيارة مفاجئة.. هل تحرك الجمود السياسي في ليبيا؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
طرحت زيارة رئيس مجلس النواب الليبي، "عقيلة صالح" المفاجئة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعض التساؤلات حول دلالتها وعلاقتها بحالة الجمود السياسي في المشهد الليبي وما إذا كانت بداية انفتاح من قبل "واشنطن" على معسكر الشرق الليبي.
ووصل "صالح" إلى واشنطن بشكل مفاجيء يرافقه بعض أعضاء مجلس النواب الليبي وذلك لعقد عدة اجتماعات، وبحث التطورات السياسية على الساحة الليبية مع بعض المسؤولين في واشنطن، دون إعلان محاور الزيارة أو طبيعة المسؤولين الأمريكيين.
"انفتاح على الشرق"
وسبقت هذه الخطوة.. زيارة قام بها مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بلقاسم حفتر إلى الولايات المتحدة بناء على دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية للقاء مع مسؤولين أمريكيين والتنسيق معهم في الأمور التي تتعلق بإعمار ليبيا.
وتعمد بلقاسم نجل الجنرال حفتر أن ينفي أي علاقة له أو صفقات لصندوق الإعمار الذي يترؤسه مع دولتي الصين أو روسيا، ما فهم وقتها أنها "مغازلة واضحة" منه لواشنطن.
ولوحظ مؤخرا نشاط وتحرك أمريكي عالي المستوى للتواصل والتنسيق مع معسكر الشرق الليبي، لكن أغلبه يقتصر على معسكر حفتر وأبنائه خاصة مع اللقاءات التي عقدها القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا "جيريمي برنت" رفقة وفد رفيع المستوى، مع بلقاسم حفتر وأخيه رئيس أركان الوحدات الأمنية الفريق "خالد خليفة حفتر.
وفي نهاية سبتمبر الماضي التقى "حفتر" وفدا أمريكيا رفيع المستوى برئاسة مساعدة وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية سيليست والاندر، ونائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» الفريق جون برينان، لبحث التنسيق ومحاربة الإرهاب".
فهل تدخل زيارة "عقيلة صالح" لواشنطن في إطار التوجه والانفتاح الأمريكي نحو الشرق الليبي أم زيارة للضغط وفك الجمود في المشهد الليبي؟.
"زيارة دعاية وغير مؤثرة"
من جهته قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر إنه "ليس بالضرورة ربط زيارة رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح بزيارات أخرى مشابهة أو من شخصيات تحسب على معسكر الشرق إلا من حيث أنها ككل الزيارات تأتي في إطار الصراع الدائر بين الشخصيات التي تتصدر المشهد وتعتبر زيارة أمريكا دعما لها على الأقل أمام المؤيدين والخصوم".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "مثل هذه الزيارات ترتبها شركات دعاية وتسويق وعادة ما تكون غير مؤثرة خاصة في هذا الوقت التي تنشغل فيه الولايات المتحدة بالتحضير للانتخابات الرئاسية"، وفق قوله.
"مواجهة الوجود الروسي"
في حين أكد الكاتب السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أن "واشنطن لديها نوعين من الاعتراف بالكيانات السياسية، الأول يسمونه "ديفاكتو" بمعنى الاعتراف بالأمر الواقع وهم يستندون إليه في التعامل مع كل الأطراف الفاعلة في أي أزمة سياسية، والنوع الثاني: يسمونه "ديجوري" أو الاعتراف الاختيارى وهو الذى يأتى معه بالتعاون والتحالف وربما الدعم".
وأشار في تصريحاته لـ"عربي21" إلى أن "لقاءات الأمريكان مع الأطراف الليبية الآن كلها بدون استثناء هي تحت بند الديفاكتو، للتفاعل والفهم وتوضيح ثقل أمريكا وتوجهاتها وطلباتها، وهذه اللقاءات تأتي لتزايد اهتمام واشنطن بمواجهة الوجود الروسي فى شرق وجنوب ليبيا لذلك من المنطقي أن تكون الأطراف الفاعلة فى تلك المناطق هي المستهدفة"، وفق رأيه.
وتابع: "عقيلة صالح ومجلس النواب هو ما يقول وزير الخارجية الروسي "لافروف" أنهم من دعوه إلى ليبيا ويستند إليه فى تواجد الروس هناك، لذلك فإن الحديث مع عقيلة في ظل هيبة العاصمة واشنطن مهمة للغاية".
وقال لـ"عربي21": "معلوماتي الخاصة أن عقيلة صالح أبدى للبعض ارتباكه من الزيارة لأنه يعرف أن موضوع خروج الروس هو الموضوع الأساسي للزياره والنقاش ولا يدري كيف سيتعامل معه وهو لا يمتلك أي أدوات لذلك"، كما صرح.
"معسكر الشرق متماسك"
في حين قال المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف إن "معسكر الشرق الليبي منسجم مع نفسه والمؤسسات السياسية والعسكرية هناك متحدة وتتحدث بصوت واحد وحضورها صار واضحا في مناطق سيطرتها وتأثيرها يصل في بعض الجوانب إلى خارج مناطق نفوذها، وعلاقاتها الدولية صارت تتطور باضطراد واستمرارية مخطط لها بشكل منظم.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أنه "برغم النفوذ الدولي إلا أن قرارات البرلمان والجيش الليبي والحكومة الليبية في الشرق أكثر استقلالية بالنظر لحالة التكاتف والتعاضد بين تلك المؤسسات، بعكس المؤسسات في غرب البلاد فهي متناطحة متضاربة الصلاحيات وليس بينها تواصل فضلا عن تحالف أو توافق حيث يعلو صوت الخلافات بينها، لذا انكشفت أمام اتحاد المؤسسات الليبية في الشرق الليبي"، حسب تقديره.
"تظاهر بتأييد أمريكي"
الباحث الليبي في معهد "جو هوبكنز" الأمريكي والمقيم هناك، حافظ الغويل علق على الزيارة قائلا: "رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، سيذهب إلى واشنطن لمقابلة مسؤولين أمريكيين لا قيمة فعلية لهم، ورفضنا استضافته في المركز الذي أديره كما رفض ذلك عدة مراكز دراسات في واشنطن".
ورأى خلال تدوينة على صفحته الرسمية أن "عقيلة يزور واشنطن فقط لالتقاط الصور والتظاهر أنه يتمتع بتأييد أمريكي لكنه وفق معلوماتي أنه سيلتقي مسؤولين أمريكيين لا قيمه فعليه لهم الآن وفى طريقهم للخروج من الحكومة ودوائر صنع القرار بعد الانتخابات الأمريكية في خلال أسابيع قليلة"، بحسب كلامه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية عقيلة صالح الولايات المتحدة ليبيا ليبيا الولايات المتحدة عقيلة صالح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق اللیبی مجلس النواب عقیلة صالح
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء زيارة وزير خارجية العراق المفاجئة إلى واشنطن؟
في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، وصل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، وبشكل مفاجئ إلى الولايات المتحدة، وأجرى لقاءات مع كبار المسؤولين، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية عن أبرز الملفات التي يحملها ومدى انعكاسها على العراق.
زيارة حسين التي بدأت منذ 24 نيسان/أبريل الجاري، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، التقى خلالها بنظريه الأمريكي، ماركو روبيو، الذي أكد التزام الولايات المتحدة في دعم استقرار العراق، مشددا على ضرورة أن يكون "خاليا من النفوذ الخبيث"، في إشارة إلى إيران.
أبرز الملفات
وبخصوص الزيارة وأجندتها، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب مختار الموسوي، إن "اللجنة غير مطلعة على تفاصيل أجندة حسين في الولايات المتحدة ، لكننا سنستضيفه برلمانيا فور عودته للاطلاع على محادثاته، والتي نأمل أن تحقق نتائج إيجابية للبلد".
وأضاف الموسوي لـ"عربي21" أن "ما سمعناه عن أهم الملفات التي يحملها الوزير العراقي، هي مسألة توفير الحماية للأموال العراقية في البنك الفيدرالي الأمريكي، والتي يوقع عليها كل رئيس يحكم الولايات المتحدة بشكل دوري في 9 أيار/ مايو من كل عام".
الملف الآخر، يضيف الموسوي، هو "بحث مسألة تواجد القوات الأمريكية في العراق، والتي جرى في وقت سابق تحديد موعد انسحابهم في نهاية عام 2025، لذلك فإن الوزير سيؤكد على ضرورة الالتزام بالمواعيد المتفق عليها بين البلدين".
وبحسب النائب العراقي، فإن "الوزير يسعى أيضا إلى ترتيب زيارة لرئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس ترامب، وكبار المسؤولين هناك".
وأكد الموسوي أن "ملف الطاقة الكهربائية مطروح أيضا للتباحث في زيارة وزير الخارجية العراقي هذه"، وذلك في إشارة إلى استمرار استيراد الغاز من الجانب الإيراني لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء في العراق.
والخميس، وصل حسين واشنطن في زيارة يجري خلالها سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وفق بيان صدر عن وزارة الخارجية العراقية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أنها "جاءت بهدف بحث سبل تطوير التعاون المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وخلال مقابلة مع قناة "الشرق" السعودية، الثلاثاء، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن زيارته إلى واشنطن تطرقت إلى المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى موقف الإدارة الأمريكية من النظام الجديد في سوريا.
وأوضح حسين، أن بلاده تؤيد بقوة المسار التفاوضي القائم بين واشنطن وطهران، معربا عن أمله في التوصل إلى تفاهمات ونتائج إيجابية تخدم الاستقرار، لأن فشل الخيار الدبلوماسي سيؤدي إلى "عواقب كارثية" على المنطقة.
وشدد الوزير العراقي على أن الاتفاق "الأمريكي- الإيراني" حال التوصل إليه "لن يكون على حساب أطراف أخرى بالمنطقة"، مؤكدا أن "الخوف في حالة المفاوضات هو عدم توصل الطرفين إلى أي اتفاق، لهذا لدينا مسار واحد وهو استمرارها لحين التوصل إلى النتائج".
ملفات مثمرة
وفي السياق ذاته، رأى الخبير الأمني والسياسي العراقي، مهند الجنابي، إن "زيارة وزير الخارجية إلى الولايات المتحدة، مهمة للغاية باعتبارها أول لقاء رسمي عراقي مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، والتي التقى فيها مع نظيره الأمريكي، ومسؤولين آخرين".
وأضاف الجنابي لـ"عربي21" أن "مسألة الاعتراض على سرية الزيارة كونها غير معلنة، أرى أنها تعد مسائل خاصة بطبيعة الملفات التي تتضمنها، وتعد شيئا طبيعيا جدا في الزيارات واللقاءات الخارجية".
ورأى الخبير العراقي أن "أي زيارة لوزير خارجية في هذا التوقيت، وتستمر لمدة طويلة، فإنها بكل تأكيد تحمل بعض الملفات التي من الممكن أن تعرض على الإدارة الأمريكية، خاصة أن الوزير حسين شخصية مقبولة من واشنطن لطبيعة العلات الكردية الأمريكية، رغم أنه يمثل العراق".
ورجح الجنابي أن "يكون من ضمن النقاشات، هو موضوع تواجد القوات الأمريكية في العراق، لأن لجنة التنسيق بين بغداد وواشنطن هي برئاسة وزير الخارجية، وبالتالي هذه المسألة ربما نوقشت لمعرفة طبيعة الموقف الأمريكي من الانسحاب أو البقاء".
وتوقع الخبير أن "تكون الملفات التي يبحثها وزير الخارجية مثمرة على العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن".
وعن مدى تحقيق لقاء بين السوداني وترامب قبل الانتخابات البرلمانية، قال الجنابي "إذا حصل فلن يكون دعاية انتخابية لرئيس الوزراء العراقي، وإنما لتسهيل الملفات العراقية وإبعاد البلد عن خطر أي نزاع أمريكي إيراني، وهذه مهمة جدا أن يضطلع العراق وحكومته في السعي إليها".
ولفت إلى أنه "من المرجح أن يكون ملف حماية الأموال العراقية في البنك الفيدرالي ضمن جدول أعمال زيارة وزير الخارجية في واشنطن، لكن من المستبعد أن يكون للجانب الأمريكي موقفا صلبا جدا تجاه العراق أو فرض عقوبات عليه في هذه المرحلة".
وتابع: "ربما تكون هناك مطالب غير معلنة من الإدارة الأمريكية للحكومة العراقية، خصوصا ما يتعلق بملف الفصائل المسلحة وقانون الحشد الشعبي، وقد تشمل مسائل أخرى جرى تداولها، لكن وضع عقوبات أمريكية على العراق أمر من المبكر جدا الحديث عنه".
وأردف الجنابي قائلا: "خصوصا أن المسألة العراقية في منظور الإدارة الأمريكية قد انحصرت في قانون (تحرير العراق من إيران)، وهو لايزال قيد التشريع ولم يصدر بشكل رسمي من الولايات المتحدة، إضافة إلى أن الأولوية حاليا لدى واشنطن هي المفاوضات مع طهران".
وفي مطلع نيسان الجاري، أعلن النائب الجمهوري جو ويلسون، تقديمه مشروع قانون أمريكي إلى الكونغرس عنوانه " "تحرير العراق من إيران"، يهدف إلى مواجهة نفوذ طهران في بغداد وتعزيز السيادة العراقية.
وتضمن مشروع القانون الذي قدّمه ويلسون الشراكة مع النائب الجمهوري جيمي بانيتا إلى الكونغرس الأمريكي، بنودا عدة، كان من أبرزها حلّ الفصائل المسلحة وقوات الحشد الشعبي وتصنيفها "منظمات إرهابية"، فضلا عن محاكمة شخصيات سياسية عراقية كبيرة.