الثورة /

دعا علماء اليمن، علماء الأمة الإسلامية وشعوبها وجيوشها إلى الخروج بطوفان جديد وموقف إيماني قرآني مشرف، يُخرجها من الصمت إلى الصدع ومن الذل إلى العز ومن الروح الانهزامية إلى الروح الجهادية ومن التفرق والتمزق خدمة لليهود إلى التوحد والتآخي خدمة للإسلام وعملاً بمحكم القرآن.

وأشار بيان ونداء صدر عن رابطة علماء اليمن، للأمة وعلمائها وجيوشها بمناسبة مرور عام كامل على عملية طوفان الأقصى الجهادية المباركة، إلى أن المعركة التي دارت رحاها طيلة عام كامل في غزة العزة وفلسطين قاطبة وفي لبنان الصمود والتضحية والوفاء وتخوضها جبهات الإسناد جبهة السند والمدد في يمن الإيمان والحكمة والجهاد وجبهة النخوة والنجدة في العراق وجبهة الوعد الصادق التي تتقدمها وتتبناها الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي معركة الأمة كافة وهي معركة المصير مع الكيان الصهيوني وسيده الأمريكي والغرب الكافر ومنافقي العرب والأعراب الأشد كفرا ونفاقا.

وقال العلماء: “إن المعركة مع العدو الإسرائيلي والأمريكي معركة حق وباطل، وظالم ومظلوم ومعتد محتل ومتوحش دموي ومعتدى عليه محاصر وهي فوق المذاهب والطوائف والانتماءات هي معركة الإسلام ككتلة واحدة وجبهة موحدة ضد عدو الأمة كافة، لا تقبل الحياد والتثبيط ولا الصمت والتخاذل”.

وأضاف البيان أن “المشاركة في معركة طوفان الأقصى والفتح الموعود والجهاد المقدس التي أعلنها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي نصرة لغزة والأقصى وإسناد حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان واجب ديني كوجوب الصلاة والصيام وتكليف شرعي وفريضة إسلامية لا تبرأ الذمة إلا بأدائها، ولن تبيض الوجوه في الدنيا والآخرة إلا بخوضها وتحمل المسؤولية فيها”.

وشدد على أن الحياد في هذه المعركة حرام حرام والتخاذل فيها عار وشنار، والتفرج للمجازر الوحشية وحرب الإبادة الصهيونية بحق أطفال ونساء غزة يستجلب العقوبات العاجلة والخزي والخسران الدائم في الآخرة.

ولفت البيان إلى أن كل من يشعل في الأمة الفتن الطائفية والمذهبية ويشغلها بالانتماءات الضيقة في ظل هذه المعركة المقدسة هو يصطف في خندق الصهاينة والأمريكان – شعر أو لم يشعر – وهو من أجهل الجهلاء وأحمق الحمقى وأسفه السفهاء.

وأكد أن الواجب يتضاعف والمسؤولية تكبر بعد مرور عام من الجهاد المقدس الذي قامت به كتائب القسام ومع كل يوم يمر ومع كل جريمة ومجزرة صهيونية ومع كل شهيد يسقط، وكلما طالت المدة واشتدت المحنة كلما كان الجهاد في سبيل الله أوجب، ونصرة المستضعفين في غزة وفلسطين ولبنان آكد، ومواجهة الكيان الصهيوني وداعميه أولوية الأولويات وفريضة الفرائض وضرورة واقعية ومصلحة مشتركة لكل أبناء الأمة.

وتابع العلماء في بيانهم “إن المسؤولية الدينية والموقف الصريح يوجب على كل علماء الأمة وكل فرد من أبنائها التحرك ورفع الصوت عالياً وكسر حالة الصمت حسب استطاعته ومن موقعه، بكل وسيلة متاحة من الكلمة إلى المظاهرة والفعالية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل وأي نشاط ينصر غزة وفلسطين وينتصر للمستضعفين هناك”.

وذكر البيان أنه يمكن كسر حالة القمع التي تمارسها الأنظمة المستبدة بقوة الكلمة من العلماء وبزخم التحركات الشعبية فالشعوب أكثر وأكبر وأقوى من الأنظمة، ولا يستهين أحد بدوره مهما بدا بسيطاً لكنه عند الله جهاد عظيم وهو في الواقع مؤثر وفاعل وهو يمثل مواساة للمستضعفين ويشكل رأياً عاما وقويا وضاغطا ويخشاه العدو ويغتاظ منه.

وحث البيان علماء الأمة وخطباءها، على جعل المنابر متارس للوعي والتعبئة العامة ومنصات لإطلاق كلمة الحق وتوجيه بوصلة العداء للعدو الفعلي والحقيقي للإسلام والمسلمين الذي ذكره الله في القرآن العدو الصهيوني اليهودي وداعميه.

كما حث العلماء على جمع كلمة الأمة بكل إخلاص وصدق ومسؤولية وبصيرة ونبذ أي دعوات تضليلية وتمزيقية تحت أي عنوان طائفي أو غيره، محذراً من الاستماع لعلماء السوء والفتنة، الذين يطعنون ظهور المجاهدين ويتشفون باستهداف القادة المضحين ويدورون مع سياسة أنظمة الخيانة والتطبيع.

ودعا البيان إلى مقاطعة قنوات التطبيع والصهينة التي تتبنى رواية العدو الصهيوني وتروج له وتشن الحرب النفسية لصالحه وتتخندق في جبهته وتحاول زرع اليأس والإحباط والتشكيك والهزيمة بين أوساط الأمة، وأخذ الأخبار من المصادر الموثوقة والصادقة التي تعبر عن إرادة الأمة وتوجهها المناهض للعدو الصهيوني والأمريكي.

كذلك أكد العلماء أهمية تفعيل المقاطعة الاقتصادية لكافة السلع والبضائع والشركات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، معتبرين الإنفاق في سبيل الله وفي سبيل عزة الأمة ونصرة مقاومتها وتطوير الصناعات العسكرية لردع الأعداء فرضاً لازماً على الأمة قاطبة وملزم على أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء والميسورين.

كما دعا علماء اليمن إلى تعزيز الثقة بالله واليقين بنصره القريب والاعتصام بحبله، واعتبار مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي فرصة حقيقية لترسيخ مبدأ الوحدة بين أبناء الأمة قاطبة بشكل واقعي في الميدان.

ودعوا كافة الشعب اليمني للخروج التاريخي الكبير في كل المسيرات في ميدان السبعين وكل الساحات استجابة لله وتلبية لدعوة قادة حماس وقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: علماء الیمن

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى… معركة كسر الأوهام وتوجيه البوصلة

القدس المحتلة-سانا

عام ينقضي على معركة طوفان الأقصى والشعب الفلسطيني يخط بمقاومته ودمائه وثباته تاريخاً جديداً، بعدما اندفعت في مثل هذا اليوم من العام الماضي نخبةً من مقاوميه من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة عام 1948 لتسطر ملحمة نصر استثنائية حطمت صورة المحتل الإسرائيلي الذي زعم أنه لا يقهر، وكسرت الأوهام التي رسمها حول نفسه.

عند السادسة والنصف من صباح السبت السابع من تشرين الأول 2023، غداة الذكرى الـ 50 لحرب تشرين التحريرية، باغتت المقاومة الفلسطينية العدو الإسرائيلي بآلاف الصواريخ، مستهدفة تل أبيب وعشرات المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1948، فيما دوت صافرات الإنذار في 160 مستوطنة بدءاً من أطراف القطاع وصولاً إلى تل أبيب لتدب الرعب بين المستوطنين وجنود الاحتلال، وتجبرهم على الاختباء في الملاجئ.

وبينما كانت الأنظار تتجه إلى حيث سقطت الصواريخ كان أكثر من 1000 مقاوم فلسطيني يتقدمون باتجاه هدفهم الرئيسي، ويخرقون تحصينات الاحتلال على أطراف القطاع، ويقتحمون المستوطنات المحاذية له جواً وبراً وبحراً، عبر عمليات إنزال جوي بالمظلات، وانقضاض بعشرات المسيرات على مواقع العدو واقتحام بري، ليشتبكوا مع جنود الاحتلال ومستوطنيه في مستوطنة سديروت ومواقع أخرى، وقتلوا عدداً من جنود الاحتلال ومستوطنيه وأسروا آخرين، بينما نفذت خمسة زوارق محملة بمقاتلي الكوماندوز البحري للمقاومة عملية إنزال ناجحة على شواطئ جنوب عسقلان المحتلة، وسيطرت على مناطق عدة وكبدت العدو خسائر فادحة.

بعد ساعة ونصف على ذلك، أعلنت المقاومة بدء معركة طوفان الأقصى، رداً على اعتداءات الاحتلال اليومية على المسجد الأقصى وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في ظل دعم أمريكي وغربي غير محدود، مؤكدةً أنها قررت وضع حد لكل ذلك ليفهم العدو أن الوقت الذي يعربد فيه دون حساب قد انتهى.

الاحتلال سارع للإقرار بأن ما حدث شكل صدمة له، وفشلاً استخباراتياً هائلاً، حيث كان هناك ارتباك كبير في التعامل مع عدد غير مسبوق من الصواريخ استهدفت المستوطنات واقتحام أكثر من 1000 مقاوم فلسطيني المستوطنات المحاذية للقطاع والسيطرة عليها، ليرد على طوفان الأقصى بحرب إبادة جماعية أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة وفقدان 150 ألف فلسطيني في القطاع، وتشريد أكثر من مليونين، وتدمير 86 بالمئة من بنيته التحتية، وتحويله إلى كومة من الركام وأكبر مقبرة مفتوحة في العالم، بعد قصفه جواً وبراً وبحراً بأكثر من 85 ألف طن من المتفجرات بما فيها المحرمة دولياً زوده بها، ويستمر بذلك داعمه الرئيسي الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب.

بالتوازي مع حربه على القطاع شن الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول عدواناً واسعاً على الضفة الغربية، عبر تصعيد اقتحامات المدن والقرى والاعتداء على أهلها، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني، فضلاً عن إصابة واعتقال الآلاف، إلى جانب توسيع الاستيطان الذي مزق مع مئات الحواجز العسكرية أوصال الضفة وفصل شمالها عن جنوبها، ورغم همجية الاحتلال في قمع المقاومة بالضفة إلا أن أبطالها نفذوا عشرات العمليات البطولية فيها وفي الأراضي المحتلة عام 1948، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال ومستوطنيه.

إرهاب الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني دفع المقاومة في لبنان واليمن والعراق لإسناده ودعمه، مستهدفة بالصواريخ والمسيرات عمق كيان الاحتلال، حيث أجبرت المقاومة اللبنانية المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة على الهروب جنوباً، بعد أن أمطرتهم بآلاف الصواريخ مكبدةً العدو خسائر كبيرة دفعته لتوسيع نطاق حربه العدوانية لتشمل لبنان، وتصعيد اعتداءاته على الأراضي السورية، وقصفه مناطق عدة في اليمن، لتمتزج دماء المقاومين في جبهات الإسناد مع دماء الشعب الفلسطيني على طريق تحرير فلسطين من نير الاحتلال.

حرب الإبادة جعلت كيان الاحتلال في عزلة دولية غير مسبوقة، تمثلت بانتفاض شعوب العالم قاطبةً لنصرة الشعب الفلسطيني في معركته لنيل حريته، إذ لم تتوقف المظاهرات في القارات الخمس منذ الأيام الأولى للحرب، مطالبةً بوقف آلة القتل الإسرائيلية، الأمر الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى رأس أولويات العالم ووجه البوصلة إليها من جديد، ليسجل ذلك إخفاقاً جديداً للاحتلال الذي حاول جاهداً على مدى عقود إخفاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يستمر بارتكابها منذ نحو مئة عام بحق الشعب الفلسطيني.

وللمرة الأولى في تاريخه يمثُل كيان الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية لارتكابه جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، بينما ينتظر بنيامين نتنياهو وكبار مسؤولي الاحتلال صدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في إجراء لم يخطر ببال الكيان أنه سيحدث يوماً، بعد أن تمكن بفضل الحماية الأمريكية والغربية له من التنصل من تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة المطالبة بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب ورفض تهجير أهله.

عام مضى وبدأ آخر والشعب الفلسطيني يقدم التضحيات الجسام، ورغم الفاتورة الباهظة التي يدفعها من شهداء وجرحى، وهدم المنازل والبنى التحتية، والتنقل بين الخيام البالية الممزقة والنزوح تحت القصف والتدمير، إلا أنه بقي شامخاً عصياً على كل محاولات التهجير والاقتلاع، ثابتاً في أرضه ووطنه، وصنع بطوفان الأقصى وما تبعها حدثاً فارقاً في نضاله، أسقط إلى الأبد نظرية الردع التي حاول الاحتلال فرضها منذ قيامه، وفتح الباب أمام المقاومين الأحرار للالتحام مع المقاومة الفلسطينية، ليبقى طوفان الأقصى مستمراً حتى تحرير فلسطين.

جمعة الجاسم-عاليا عيسى

مقالات مشابهة

  • علماء فلسطين: طوفان الأقصى جرف الشعارات الكاذبة للمنظومة الغربية
  • أبو عبيدة حاثا علماء الأمة الى بيان فريضة الجهاد: هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى؟
  • أبوعبيدة: مستمرون في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة للعدو
  • علماء اليمن: “طوفان الأقصى” معركة الإسلام والحياد فيها حرام والتخاذل عنها عار
  • 57 مسيرة حاشدة في حجة تحت شعار ” طوفان نحو التحرير”
  • طوفان الأقصى… معركة كسر الأوهام وتوجيه البوصلة
  • ماهي الدعوة التي وجهها علماء اليمن لعلماء الامة وجيوشها
  • علماء اليمن: طوفان الأقصى معركة الحق
  • اليمن وطوفان الأقصى.. الثبات على المبدأ