حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
بقلم: د. مظهر محمد صالح ..
لقد شاخ جيل المهاجرين من اليهود الشرقيين ( السفارديم) واليهود الغربيين ( الاشكناز ) وذابت الفوارق العنصرية بين ابناء الجيل السائد الجديد الذي يسمى جيل الصابرا (Sabra generation) .وهو مصطلح يشير إلى الجيل الأول من اليهود الذين وُلدوا في فلسطين، وهم مختلفون عن الجيل السابق الذين جاءوا كمهاجرين .
لذا فان هؤلاء الصابرا يُمثلون الجيل الذي تربى في فلسطين بعد الهجرة اليهودية الكبيرة وقبل إعلان قيام الكيان الاسرائيلي في العام 1948 أو بعده بقليل.
ويعد هذا الجيل أكثر اندماجًا في الأرض، وأقل ارتباطا بالثقافات الأوروبية والشرقية التي جاء منها آباؤهم وأجدادهم .
حيث ان عامل اللغة العبرية المشتركة جسد الثقافة الموحدة المستقرةً للكيان الاسرائيلي الذي توحد ايضا في نسق تلمودي عنصري بالغالب في ارض الميعاد. فاصبحت اسرائيل ليست ( محطة )ارض الميعاد بل هي ( ارض الوطن اليهودي ) الذي ولد فيها اليهود وتعلموا الانسجام من لغتها العبرية الموحدة . وهو جيل يرى أمامه شعب فلسطين مقتل مهاجر ومشرد .. يدعمهم عالم يزيد على مليار ونصف مسلم دون جدوى ودول الطوق المحيطة خاملة او مطبعة عدا استثناءً ، في حين يدعم اسرائيل مليارات بشرية من الديانات الأخرى ولاسيما الإنجيليون ومن امم امبريالية قوية هي من اوجدتها ، و ظلت القضية الفلسطينية قضية راي عام رافقتها حروب كان الانتصار فيها للكيان الاسرائيلي الا استثناءً أيضاً .
وفي هذا السياق تناول المفكر السياسي الكبير ابراهيم العبادي مقالاً بعنوان :حرب إسرائيل الطويلة ، بالقول: ((…ان معرفة بنية العدو ،بنية الشخصية الصهيونية ،البناء الفكري والسياسي والمعنوي ،البنية العسكرية والاقتصادية ،مراكز الفكر والبحث العلمي ،ومراقبة الاحزاب والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية ،صارت مهمة لاتحتمل التأجيل ، لكل من يريد الدخول في مواجهة شاملة مع الكيان الصهيوني ،ولاينبغي الاكتفاء بالمعلومات والافكار التي صارت ثوابت في الفكر العربي عموما ،المجتمع الصهيوني يتغير ،وقد تغير كثيرا عن جيل المؤسسين ،وهو في طريقه الى مزيد من التغيير مندفعا بطموح توسيع رقعة الهيمنة والنفوذ ،والريادة العلمية والتقنية ،هذا لايعني ان هذا المجتمع غير قابل للضربات ومنيع امام الهجمات ،فهو كأي تجمع بشري يسوده التعصب والانغلاق الهوياتي والعنصرية والاستعلاء والبحث عن التفوق بأي ثمن ،معرض للانتكاسات والضربات ،والتخطيط لمواجهته ومنع عدواناته وتعدياته وخططه يستدعي معرفة دقيقة به لبناء ستراتيجية مضادة بعيدة المدى ،فالمواجهة معه تحتاج بناء معرفيا ودولتيا ذكيا ومتينا .وليس بناءات مهلهلة وافكار متعجلة )).
وبذلك نرى هكذا كيان يمتلك البوم الاسلحة النووية ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة والرقمية التي يصنعها بنفسه او يقدمها الغرب له
حقاً ، فترى بلاشك ان الحروب الجيلية Generation Wars الراهنة قد اختلفت وتكيفت ، فالمقاتلون اليهود الاوائل كانوا مهيئين على حروب خاطفة وحققوا الغلبة على الجيوش الرسمية العربية منذ العام 1948 ، في حين ان اليهود من الجيل الراهن وهم جيل ( الصابرا ) باتوا اكثر عددا واكثر تقانة في التكنولوجيا رقمية المتاحة لهم داخليا او خارجيا دون اي عواقب .
وحتى اللحظة فالسماء في منطقة الشرق الاوسط جلها تحت قوة الكيان الصهيوني ، تؤازرها غيرها من دول حليفة لها عبر تنسيق مشترك …وهكذا فان اسرائيل تقاتل بجيل الصابرا الاكثر عنصرية و تشددا بالوطن الصهيوني والاكثر تقنية عسكرية رقمية …انها حروب النفس الطويل بلاشك ..جيل الصابرا ..جيل التقنيات الرقمية ..جيل الحرب الطويلة.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الجيش يستكمل انتشاره قبل الثلاثاء.. هل تستدرج اسرائيل لبنان لمفاوضات سياسية؟
يقف لبنان على بعد يومين ليس أكثر ليستكمل الجيش بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل»، انتشاره في جنوب الليطاني قبل حلول الثلاثاء المقبل، وهو موعد انتهاء مهلة التمديد الثاني للهدنة، فيما تصر إسرائيل على الاحتفاظ بـ5 مواقع داخل الخط الأزرق، وحوّلتها لنقاط مراقبة، بذريعة أنها في حاجة لضمان أمن مستوطناتها في الجليل الأعلى.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر أمنية لبنانية، أن كتيبة من الجيش اللبناني بمؤازرة «يونيفيل» كانت استعدت للبدء في الانتشار، صباح السبت، في بلدات: بليدا، محيبيب، ميس الجبل، حولا، ومركبا، وهذا ما أعلمت به رؤساء بلدياتها، لكن الانتشار تأجل في آخر لحظة من دون إحاطتهم بالأسباب التي استدعت تأخيره، وما إذا كان مرتبطاً بالاعتداء الذي استهدف الـ«يونيفيل» على الطريق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أم أن إسرائيل طلبت التمهل لبعض الوقت ريثما تنتهي من تدميرها وحرقها لعدد من المنازل في عدد من البلدات، وآخرها ميس الجبل.
وكشفت المصادر عن أن كتيبة الجيش المكلفة بالانتشار في هذه البلدات الواقعة في القطاع الشرقي وعلى تماس مع الحدود اللبنانية - الإسرائيلية لتلاقي كتيبة ثانية مكلفة بالانتشار في بلدتي العديسة، وكفركلا، وصولاً إلى مثلث تل نحاس المواجه لمستوطنة المطلة، قالت إن تأخير الانتشار لن يطول، وسيعالج في الساعات المقبلة ليستكمل نهائياً قبل الثلاثاء المقبل.
ولفتت إلى أن إسرائيل ستحتفظ بـ5 مواقع استراتيجية هي: اللبونة، وجبل بلاط، ومارون الراس، والحمامص، وموقع بين بلدتي حولا ومركبا، حيث استبق الجيش الإسرائيلي الانتشار، وقام بتحصينها وتدشيمها وتسويرها بشريط شائك. وقالت إنها تستغرب تبريرها للإبقاء عليها لأسباب أمنية، بذريعة أنها تقع بمحاذاة الجدار الفاصل الذي أقامته على امتداد القسم الأكبر من حدودها مع لبنان، وهي تدرك أنها مواقع مكشوفة يصعب على المجموعات المسلحة التسلل إليها أو الاقتراب منها لاستهداف مستوطناتها في الجزء الشمالي الإسرائيلي، وبالتالي فإن تمسكها بها ينم عن وجود مخطط لديها لاستدراج لبنان للدخول في مفاوضات سياسية، وهذا لن يحصل ما دام أنه يسلم أمره للـ«يونيفيل»، بوصفها المرجعية الدولية في مؤازرتها للجيش لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الكامل للجنوب.
وأكدت المصادر نفسها أن إسرائيل ليست في حاجة لهذه المواقع بذريعة أن الضرورات الأمنية تملي عليها الاحتفاظ بها ما دامت تقع على مقربة من الجدار الفاصل المزوّد بأحدث أجهزة الرقابة والإنذار لمبكر المدعومة جواً بالمناطيد وبطائرات التجسس والاستطلاع. وقالت إن هذه المواقع لا تقع ضمن المناطق السكنية في البلدات التي تطل عليها، وهذا ما يكمن وراء تخلي إسرائيل عن مطالبتها بالبقاء في تلة العويضة الواقعة بين العديسة وكفركلا لاستحالة تأمين احتياجاتها؛ لأنها ستكون مضطرة للتوغل بين أحيائهما السكنية للوصول إليها، وهذا ما يفتح الباب أمام استهدافها.
وسألت: ما الجدوى من احتفاظ إسرائيل بموقع للرقابة يقع بين حولا ومركبا وهو ملاصق لمبنى مراقبي الهدنة وقيامها بتدشيمه ورفع السواتر الترابية من حوله؟ وهل لاحتفاظها بها نوايا سياسية مبيّتة لمقايضة هذه المواقع بالتوصل مع لبنان إلى ترتيبات أمنية على غرار ما كانت تطالب به في اتفاق «17 أيار» الذي أُسقط في حينه؟
واستبعدت أن تحتفظ إسرائيل مؤقتاً بهذه المواقع وتنسحب منها لاحقاً فور التأكد من تطبيق الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية بحصر السلاح في جنوب الليطاني بيد الدولة اللبنانية، ومنع أي سلاح غير شرعي، وقالت إنها تخشى من وجود كمائن إسرائيلية لجر لبنان لتطبيع علاقاته تحت عنوان استكمال انسحابها من الجنوب.
قال مصدر بارز على صلة وثيقة بالثنائي الشيعي إن الجيش استكمل استعداده للانتشار في جنوب الليطاني، وهو ينتظر تحديد ساعة الصفر للدخول إلى القرى، وإن أي تأخير تتحمله إسرائيل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة الانتشار أصبحت خالية من أي سلاح غير شرعي، ولا مانع من دهم أي مكان؛ أكان فوق الأرض أو تحتها، يتبين أنه يختزن سلاحاً للحزب.
وكتبت" الانباء الكويتية":تصر إسرائيل على البقاء إلى أجل غير مسمى في المواقع الخمسة على الحدود، والتي يتراوح عمقها داخل الأراضي اللبنانية بين 300 والف متر. وهي من الغرب: اللبونة، بلاط، العويضة، العزية، والحمامص. وهي رفضت اقتراحا فرنسيا بأن تتمركز في هذه المواقع قوات الأمم المتحدة وجنود من الوحدة الفرنسية، في حال الاعتراض على وجود الجيش اللبناني. ولا تزال فرنسا كما ذكرت مصادر ديبلوماسية تراهن على إمكان إقناع إسرائيل خلال الساعات المتبقية من موعد الانسحاب الشامل، للانسحاب من هذه المواقع. وفيما وافق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الاقتراح الفرنسي، لم تعبر الولايات المتحدة عن موقف صريح، مع اتجاه إلى تأييد المطلب الإسرائيلي.