شبكة انباء العراق:
2025-01-08@23:10:17 GMT

حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

بقلم: د. مظهر محمد صالح ..

لقد شاخ جيل المهاجرين من اليهود الشرقيين ( السفارديم) واليهود الغربيين ( الاشكناز ) وذابت الفوارق العنصرية بين ابناء الجيل السائد الجديد الذي يسمى جيل الصابرا (Sabra generation) .وهو مصطلح يشير إلى الجيل الأول من اليهود الذين وُلدوا في فلسطين، وهم مختلفون عن الجيل السابق الذين جاءوا كمهاجرين .

و يُطلق على الجديد “الصابرا” نسبة إلى نبات الصبّار (أو التين الشوكي) الذي ينمو في المنطقة، حيث يتميز هذا النبات بقشرته الشائكة من الخارج ولكن داخله ناعم وحلو. هذا الوصف يعبر عن الصورة التي يراها البعض لهذا الجيل: صلب من الخارج ولكن بداخله حساس وودود كما يدعون.

لذا فان هؤلاء الصابرا يُمثلون الجيل الذي تربى في فلسطين بعد الهجرة اليهودية الكبيرة وقبل إعلان قيام الكيان الاسرائيلي في العام 1948 أو بعده بقليل.
ويعد هذا الجيل أكثر اندماجًا في الأرض، وأقل ارتباطا بالثقافات الأوروبية والشرقية التي جاء منها آباؤهم وأجدادهم .
حيث ان عامل اللغة العبرية المشتركة جسد الثقافة الموحدة المستقرةً للكيان الاسرائيلي الذي توحد ايضا في نسق تلمودي عنصري بالغالب في ارض الميعاد. فاصبحت اسرائيل ليست ( محطة )ارض الميعاد بل هي ( ارض الوطن اليهودي ) الذي ولد فيها اليهود وتعلموا الانسجام من لغتها العبرية الموحدة . وهو جيل يرى أمامه شعب فلسطين مقتل مهاجر ومشرد .. يدعمهم عالم يزيد على مليار ونصف مسلم دون جدوى ودول الطوق المحيطة خاملة او مطبعة عدا استثناءً ، في حين يدعم اسرائيل مليارات بشرية من الديانات الأخرى ولاسيما الإنجيليون ومن امم امبريالية قوية هي من اوجدتها ، و ظلت القضية الفلسطينية قضية راي عام رافقتها حروب كان الانتصار فيها للكيان الاسرائيلي الا استثناءً أيضاً .
وفي هذا السياق تناول المفكر السياسي الكبير ابراهيم العبادي مقالاً بعنوان :حرب إسرائيل الطويلة ، بالقول: ((…ان معرفة بنية العدو ،بنية الشخصية الصهيونية ،البناء الفكري والسياسي والمعنوي ،البنية العسكرية والاقتصادية ،مراكز الفكر والبحث العلمي ،ومراقبة الاحزاب والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية ،صارت مهمة لاتحتمل التأجيل ، لكل من يريد الدخول في مواجهة شاملة مع الكيان الصهيوني ،ولاينبغي الاكتفاء بالمعلومات والافكار التي صارت ثوابت في الفكر العربي عموما ،المجتمع الصهيوني يتغير ،وقد تغير كثيرا عن جيل المؤسسين ،وهو في طريقه الى مزيد من التغيير مندفعا بطموح توسيع رقعة الهيمنة والنفوذ ،والريادة العلمية والتقنية ،هذا لايعني ان هذا المجتمع غير قابل للضربات ومنيع امام الهجمات ،فهو كأي تجمع بشري يسوده التعصب والانغلاق الهوياتي والعنصرية والاستعلاء والبحث عن التفوق بأي ثمن ،معرض للانتكاسات والضربات ،والتخطيط لمواجهته ومنع عدواناته وتعدياته وخططه يستدعي معرفة دقيقة به لبناء ستراتيجية مضادة بعيدة المدى ،فالمواجهة معه تحتاج بناء معرفيا ودولتيا ذكيا ومتينا .وليس بناءات مهلهلة وافكار متعجلة )).

وبذلك نرى هكذا كيان يمتلك البوم الاسلحة النووية ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة والرقمية التي يصنعها بنفسه او يقدمها الغرب له
حقاً ، فترى بلاشك ان الحروب الجيلية Generation Wars الراهنة قد اختلفت وتكيفت ، فالمقاتلون اليهود الاوائل كانوا مهيئين على حروب خاطفة وحققوا الغلبة على الجيوش الرسمية العربية منذ العام 1948 ، في حين ان اليهود من الجيل الراهن وهم جيل ( الصابرا ) باتوا اكثر عددا واكثر تقانة في التكنولوجيا رقمية المتاحة لهم داخليا او خارجيا دون اي عواقب .
وحتى اللحظة فالسماء في منطقة الشرق الاوسط جلها تحت قوة الكيان الصهيوني ، تؤازرها غيرها من دول حليفة لها عبر تنسيق مشترك …وهكذا فان اسرائيل تقاتل بجيل الصابرا الاكثر عنصرية و تشددا بالوطن الصهيوني والاكثر تقنية عسكرية رقمية …انها حروب النفس الطويل بلاشك ..جيل الصابرا ..جيل التقنيات الرقمية ..جيل الحرب الطويلة.

د.مظهر محمد صالح

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

اسرائيل تنشر خريطة لاحلامها التوسعية وتوجه صفعة لباعة حل الدولتين .. والاردن اول الغاضبين


واوضحوا ان نشر الخريطة في هذا التوقيت يمثل صفعة مدوية لـ"باعة الأوهام" من الانظمة العربية الذين ما زالوا يُسرفون في عناق الغُزاة، وبيع وهْم "حل الدولتين" بالرغم من حرب الابادة والتدمير للشعبين الفلسطيني واللبناني والغزو المتعمد للاراضي السورية.
من جانبه أدان الأردن بأشد العبارات، الثلاثاء، نشر وزارة الخارجية في كيان العدو الخريطة التي قال انها "تظهر أراضي عربية جزءا مما زعمت أنها إسرائيل “التاريخية”.

وأكدت الخارجية الأردنية “رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية والتي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.
واعتبرت أن “هذه الادعاءات والأوهام تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع، وتشكل خرقا صارخا للأعراف والقوانين الدولية”.
كما لفتت إلى أن ذلك “يستوجب موقفا دوليا واضحا بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها”.
وكان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد حذرفي خطابه الشهر الماضي من مخطط خطير يسعى لتنفيذه كيان العدو الصهيوني مرورا بسوريا ودول عربية اخرى برعاية الاحتلال الامريكي.
واشار إلى سعي الكيان لتنفيذ مخطط يطلق عليه "ممر داود" وهو يهدف إلى التوغل عبر الاراضي السورية بهدف الوصول إلى نهر الفرات في مناطق سيطرة الأكراد التي يحتلها الأمريكي.
واكد ان الجانب الخطير ايضا في ذلك التوغل هو ان المنطقة التي يطمع العدو في السيطرة عليها زراعية خصبة وغنية بالمياه العذبة من جنوب دمشق وحتى حوض اليرموك وسهل حوران، ومن جبل الشيخ غرباً إلى جبل العرب السويداء شرقًا لافتا إلى ان الطبيعة الانتهازيه للعدو الإسرائيلى تسعى إلى استغلال الفرص المتاحة.

مقالات مشابهة

  • من يُعادِ اليهود ينتصر
  • “إسرائيل” تجند عشرات اليهود من “أصول يمنية” 
  • حزب الجيل: القمة الثلاثية ترتكز على المصالح المشتركة في دعم جهود السلام والأمن
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • ممر داود.. مشروع يربط اسرائيل بمناطق الأكراد في العراق وسوريا
  • اسرائيل تنشر خريطة لاحلامها التوسعية وتوجه صفعة لباعة حل الدولتين .. والاردن اول الغاضبين
  • اليهود.. تاريخٌ أسوَد وعقائدُ إجراميةٌ تجاه العرب والمسلمين
  • مفتي ليبيا يشيد بصلابة اليمنيين في مواجهة اسرائيل لا يفل الحديد الا الحديد
  • هواوي تعمل على الجيل الجديد من Huawei Mate XT Ultimate
  • برلماني يحذر من خطورة انتشار وباء "التيك توك" بين الأجيال