طوال عام كامل من العدوان المستمر على القطاع، خرجت صور من غزة لامست قلوب العالم، حتى باتت أيقونات للقطاع ظلت عالقة في الأذهان، وباتت مثالا على الصمود والمقاومة والتضحية.

"أيقونات غزة" تنوعت بين مقاطع للمدنيين تحت القصف وأخرى لمقاومين بصدور عارية أمام الآلة العسكرية للاحتلال وأخرى روت جانبا من المأساة المتواصلة منذ عام أمام العالم أجمع.



ورغم صعوبة الوضع في القطاع، استطاعت "أيقونات غزة" على بساطتها هزيمة البروباغندا الإسرائيلية التي تمتلك جيوشا من القنوات والإعلاميين والصحفيين الذين كرسوا أنفسهم لترويج رواية الاحتلال.

ودفعت صور وعبارات خرجت من غزة الآلاف للبحث عن الحقيقة الغائبة، وأظهرت صمودا منقطع النظير للشعب الفلسطيني، سيُلهم الناس عبر الأجيال.

اظهار ألبوم ليست



يوسف الأشقر
لا تزال كلمات أم يوسف تطارد أسماع الكثيرين وهي تبحث عنه في المشفى علها تجده بين جرحى قصف الاحتلال وهي تصفه، "شعرو كيرلي أبيضاني وحلو" قبل أن يجده والده مع الشهداء.

"يوسف ٧ سنين أبيضاني وشعرو كيرلي وحلو"
عند الله تجتمع الخصوم يا يوسف ????#غزة_تستغيث #Gaza #IsraelTerorrist pic.twitter.com/5UZtL2hmJe — ????خلود ???? (@kholoud1921) October 21, 2023

لا تبك "يا زلمة"الشيخ نزار كانت كلماته أشد لدى الكثيرين من وقع قصف الاحتلال عندما صورته العدسات دون أن يدري بداية العدوان، وهو يواسي أحد المفجوعين بأهله، قائلا "كلنا مشاريع شهداء" ولعل ذلك يجيب عن السؤال الكبير، من أين يأتي الفلسطينيون بهذه العزيمة على الصمود؟

انظر وتعلم عقيدة الرجال .. سبحان من ألقى الثبات في قلوبهم

"تعيطش يازلمة كلنا مشاريع شهداء"

اللهم اجبر كسرهم وثبت قلوبهم وأقدامهم وتقبل شهدائهم وأفرغ عليهم صبرًا وسكينة. pic.twitter.com/tTocxDSGYX — ???????????????????????????????????????? ???????????????????????? ???????????? (@Abdelhamid_82) October 23, 2023

روح الروح
طاف مشهد ابنته الطفلة الشهيدة "ريم" وهو يودعها أرجاء العالم وصار رمزا لثبات الغزاويين بوجه آلة القتل الإسرائيلية.

وبقيت عبارة "روح الروح" مثالا لسكينة ومصابرة قد لا يقدر عليها الكثيرون، فمن يستطيع تمالك نفسه وهو يقبل ابنته المدللة الشهيدة سوى من يريد استعادة وطنه المحتل، ليأمن الأطفال الآخرون.

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما" pic.twitter.com/l6VS7jAHAA — عبدالله المزهر (@agrni) November 22, 2023



قدس الشهداء

"أولادي فدا القدس" رسالة اجتازت آلاف الكيلومترات لتصل إلى مسامع الملايين من غزة وهي تحت النار قالتها أم مكلومة بأطفالها الشهداء، غاب العويل وحضر الصمود والتضحية.
 
يظنّ المخذّلون والمنافقون أن أهل غزة يريدون حياة فيها طعام وشراب وخدمات فحسب ولو على حساب كرامتهم وحريتهم
ولكن الواقع يشهد عكس ذلك
هذه السيدة استُشهد أبناؤها بالقصف ولكنها ضربت أروع أمثلة الصبر واليقين وقالت وهي في أوج مصابها: كله فداء القدس
حياة العزة والكرامة لا يفهها العبيد pic.twitter.com/6dQReMmboh — فهد (@fahadresearch19) November 2, 2023


"معلش"
بات اسم مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، مقترنا بمصاب القطاع المكلوم، فهو الذي فقد عددا من أفراد أسرته بينما كان ينقل الحقيقة ويروي قصص شهداء آخرين، حتى تلقى خبر استشهاد أسرته.

 
"بينتقموا منّا في الولاد".. "معلش" مراسل الجزيرة وائل الدحدوح يبكي نجله الذي استشهد مع زوجته وابنته.. 19 يوم والدحدوح يغطي المجازر ليل نهار دون توقف، حتى صارت عائلته عنوانًا في الأخبار. الله يصبر قلبه الله يجبر كسرنا جميعًا. #غزة pic.twitter.com/ChXUvOEhXa — مُنى حوّا • Muna Hawwa (@MunaHawwa) October 25, 2023

ماتوا جوعى
لم يكن خبر استشهاد أطفال هذه الأم هو الوحيد الذي صدمها، بل أنهم ماتوا جوعى بفعل حصار الاحتلال الذي تسبب باستشهاد العشرات من الأطفال وكبار السن.

 
( الاولاد ماتوا بدون ما ياكلوا ) !!! هل فيكم من بات ليلة البارحة بدون ما ياكل ليتقدم لهذه السيدة الفلسطينية مواسيًا ليقول لها أنا نمت بدون ما اكل، لأن أطفالها ماتوا و هم جياع، ماتوا و هم يطوون على جوعهم!! .
اللهم إنه بعينك و أنت جبار السموات و الأرضين . pic.twitter.com/9BFgW2nVyS — الدكتور عمر عباس (@DrOmarAbbas) October 11, 2023


كتفا بكنف مع المقاومة
حاول الاحتلال مرارا بتوحشه و دمويته أن يفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، إلا أنه فشل، حيث كانت الأصوات تخرج من تحت الأنقاض من فوق جثث الشهداء من المستشفيات، قائلة "فدا المقاومة، فدا القدس، مع القسام".

والله أهل غزة رفعوا المعنويات في الأمة
كلنا فدا المقاومة...
كلنا مع المقاومة...
كلنا فدا القسام...
شو ما تعمل المقاومة احنا معها...#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/bZHo1bagHS — خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) November 3, 2023

"كلنا فدا المقاومة"..

هذا ما قاله شيخ فلسطيني بعد إخراجه من تحت ركام منزله الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي في غزة pic.twitter.com/8JpmCT8xCC — رضوان الأخرس (@rdooan) November 6, 2023

لا سمح الله
صار أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أيقونة بحد ذاته، وأصبحت صوره مألوفة في عدة مدن وعواصم حول العالم، فضلا عن الاهتمام الكبير به لما يمثله من رمزية للمقاومة.

لكن في خضم المعركة واشتداد الحصار لاقت جملة "لا سمح الله" تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي لما تمثلها من رسالة قاسية إلى الحكومات العربية بسبب "قلة حيلتها" تجاه ما يجري في غزة.

وقال أبو عبيدة متحدثا عن جيوش الدول العربية، إن المقاومة لا تطلب منهم التدخل العسكري "لا سمح الله"، متسائلا: "لكن هل وصل بكم الذل والهوان ألّا تقدروا على إدخال مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني".

لا سمح الله pic.twitter.com/BNN5xi4ILE — Yasser (@Yasser_Gaza) October 28, 2023

"ولعت"

كانت فرحة المقاومة الفلسطيني بعد تفجيره دبابة للاحتلال من أشهر المقاطع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. 

أجمل قفزة في العالم ..
مقاوم من سرايا القدس يشعل دبابة العدو بمن فيها .. ولّعت .. ولّعت .. صرخة الوجع والثأر لدماء الأطفال .. pic.twitter.com/eRXhsYZDwF — Moustafa Bayram | مصطفى بيرم (@BayramMoustafa) December 8, 2023

سجدة الشهداءتداول عدد من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تم تصويره من إحدى طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لحظة استهداف مقاوم فلسطيني وإصابته بشكل مُباشر ما أدى لاستشهاده.

ووثق مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع، الشهيد وهو يجلس ثم يميل على جانبه، ويرفع سبابة يده اليمنى بإشارة التوحيد، قبل أن يسجد على الأرض مفارقاً الحياة. وهو ما أثار تفاعلا واسعا من رواد المنصات الرقمية.

 
أراد فقط أن يلقى ربه شهيداً ساجدا#غزة مصنع الأبطال والشهداء وجند الله pic.twitter.com/SKZ8KnlbkG — Nezam Mahdawi نظام المهداوي (@NezamMahdawi) December 29, 2023


المقاومة لا تنسى من ساندهاحضر اللواء الأردني فايز الدويري على شاشة قناة الجزيرة منذ اليوم الأول للعدوان ،وعرف بتحليلاته العسكرية ورؤيته التي وجدها المشاهدون على أرض المعركة.
 
وكان الدويري في غزة، وخرج في إحدى المقاطع التي بثتها كتائب القسام، أحد مقاتليها بصرخة "حلل يا دويري" عقب استهدافه مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال.

عاجل ‼️

حلل يا دويري
استهداف قوة متحصنة من 10 أفراد في جحر الديك
وبعد الاستهداف مباشرة ردد ابطال المقاومة
حلل يا دويري ????????في اشارة للواء الوطني الدكتور فايز الدويري المحلل العسكري pic.twitter.com/iv7Blfge7c — مصطفى عاشور Mostafa Ashoor (@moashoor) December 25, 2023



ذراع مبتورة

بذراع مبتورة، ظهر أحد مقاتلي القسام خلال قصفه لتجمعات الاحتلال، ونال المقطع تفاعلا واسعا على مواقع التواصل. 

يبدو أن المُجاهد هُنا مُصاب في يده اليُمنى، أو أنها مبتورة، لكنه يستخدم يسراه في تلقيم القذائف، ثم يستعمل اليد نفسها ليسد بها أذنه.
التطبيق الحقيقي لـ «اربط الجرح وقاوم». https://t.co/eLD8umSQkv pic.twitter.com/NehDbprJkS — Anas Samhan أنس سمحان ???????????????? (@anasabusamhan) December 30, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال الاحتلال عام على الطوفان ايقونات غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا سمح الله pic twitter com من غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

“طوفان الأقصى”.. عام من الصمود الأسطوري

يمانيون – متابعات
مع مرور عام على معركة “طوفان الأقصى” المباركة، واشتداد المواجهات في غزة وعلى جبهات الإسناد كافة، والانتقال التدريجي نحو حرب إقليمية باتت مؤكدة قد تتحول إلى حرب عالمية قبل إكمال الطوفان عامه الثاني.. حققت المقاومة الفلسطينية في غزة صُموداً اُسطورياً رغم الإبادة وتكرار المجازر الفظيعة التي يرتكبها العدو الصهيوني.

وبالتزامن مع ذلك حققت الجبهة اللبنانية أيضاً كجبهة إسناد، صموداً اُسطورياً وتصدياً مُبهراً رغم القصف الصهيوني العنيف لمعظم المدن والقرى وخاصة في العاصمة اللبنانية بيروت، واستشهاد الآلاف من قيادات وكوادر الصف الأول في المقاومة وحزب الله، وعلى رأسهم أمينه العام السيد حسن نصرالله.

وفي الوقت ذاته لا تزال مواقف الأنظمة العربية المُتخاذلة على حالها، وتصريحاتها حول عملية السلام وحل الدولتين والمساعدات الإنسانية كما هي وتتكرر مع كل مجزرة صهيونية وتصعيدٍ جديد.. فيما النفاق العالمي يتزايد بقيادة أمريكا الإرهابية التي ما فتئِت تتحدث وبشكل متكرر عن “الجهود المبذولة للوصول إلى هدنة أو وقف إطلاق النار”، بينما مبادرات وتصريحات الرئيس الأمريكي لا تصب بمُجملها إلا في مصلحة الكيان الغاصب.

عام كامل عاشه الفلسطينيون في قطاع غزة، مثُقل بالقتل والفقد والمُعاناة، ومشاهد القهر والتهجير القسري والتدمير الواسع، وتواصلت الإبادة الصهيونية الجماعية، لتطال أيضا أهل الضفة الغربية المحتلة، ورغم كل ذلك، برزت عزائم لا تلين، وبطولات تتجلى في كل زاوية، منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تواصلت الملاحم في التصدي للعدوان والتوغل، مبرهنة على قوة الإرادة الفلسطينية التي لا تعرف الاستسلام، في مواجهة تحديات جسيمة وعدو لا يعرف إلا لغة القوة.

ويُعد ما شهِده قطاع غزة خلال هذا العام أمر غير مسبوق؛ إذ عاش أطول حرب يخوضها العدو الصهيوني منذ عام 1948، حيث حشد الكيان الغاصب نحو 360 ألف جندي احتياطي، في أكبر تعبئة منذ حرب أكتوبر عام 1973.

واستطاع اليمن قيادةً وشعباً وجيشاً من خلال موقفه الإنساني المساند للشعب الفلسطيني، ووقوفه بحزم في وجه طغاة الأرض أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” أن يحظى بالتأييد من كل أحرار العالم، كما جعل منه قوة ورقماً صعباً في المنطقة، حيث كان لليمن موقفه المتفرد في دعم ومساندة الفلسطينيين رغم العدوان والحصار المتواصل حيث شكل الموقف اليمني نقطة تحول كبرى واستطاع فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني وذلك بمنع دخول السفن إلى موانئه من اتجاه البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والمحيط الهندي.

وإلى جانب الصفعة القوية التي وجهها اليمن للكيان الغاصب باستهداف سفنه، وسفن الدول الأخرى المتجهة إلى موانئه، وما فرضه من حصار بحري عليه كبده الخسائر الباهظة، إلا أن الأهم من ذلك هو أن اليمن نجح في إجهاض الحلم الأمريكي الصهيوني المشترك المتمثل في تنفيذ مشروع “قناة بن غوريون”، التي تطمح واشنطن و”تل أبيب” أن تكون بديلة لقناة السويس.

ويرى مراقبون أن اليمن أثبت منذ دخوله معركة “طوفان الأقصى” المباركة أنه يشكل تهديدا حقيقيا للمشروع الصهيوأمريكي.

عام كامل مرّ على معركة “طوفان الأقصى” التي قابلها العدو الصهيوني بارتكاب كل أنواع الجرائم وأفظعها بحق أبناء غزة والأراضي المحتلة في صورة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، في ظل صمت مُقيت وخذلان مُريب وتغاضٍ فاضح من قبل حكام الأنظمة العميلة، وفشل ذريع في أي تحرك يفضي لإيقاف آلة القتل الصهيونية.

وبقدر ما أعادت معركة “طوفان الأقصى”، للقضية الفلسطينية مركزيتها وجعلتها في صدارة القضايا إقليمياً ودولياً، فقد أحيت أيضاً روح المقاومة ووحّدت الفصائل الفلسطينية وعززت تلاحم محور المقاومة لمواصلة إفشال مشاريع العدو الصهيوني وتقديم المزيد من التضحيات لفضح المؤامرات الهادفة لتصفية هذه القضية.

وأفضت معركة “طوفان الأقصى”، الاستراتيجية إلى مسارين رئيسيين، تمثل الأول في وقوف محور المقاومة مع الشعب والقضية الفلسطينية وإسناده ودعمه للمقاومة في مواجهة الكيان الغاصب، فيما تمثل المسار الثاني في تماهي الأنظمة العربية العميلة وخذلانها لفلسطين وقضيتها العادلة وتخليها عن المقدسات الإسلامية.

وأكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في بيان لها السبت، بهذه المناسبة، أن المقاومة الفلسطينية مستمرة بكل قوتها وكافة أجنحتها كحق مشروع للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.. مُشددة على أن المقاومة في حالة جيدة، وتتمتع بتنسيق عالٍ ومستمر على مختلف الجبهات ومحاور القتال.

كما شددت الفصائل على رفضها القاطع لأي محاولات لفرض إدارة بديلة في غزة خارج نطاق الإجماع الوطني الفلسطيني.. مشيرة إلى أن هذه المحاولات سيتم التعامل معها بنفس طريقة التعامل مع الاحتلال.

وطالبت الشعوب العربية والإسلامية بالتحرك “الفوري والعاجل” في كل الميادين والمدن والعواصم، واستهداف مصالح العدو الصهيوني وداعميه والضغط لوقف حرب الإبادة الجماعية على القطاع ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.

ومن أرقام طوفان الأقصى أن هناك أكثر من 500 ألف صهيوني هاجروا الكيان إلى دولهم الأصلية أو غيرها، وهناك أكثر من عشرة آلاف جريح صهيوني بمعدل ألف جريح شهرياً، وهناك حوالي400 جندي صهيوني مُصاب بأحد أطرافه أو كليهما، كما أن هناك 35 في المائة من جيش العدو يعاني من أمراض اكتئابية أو قلق أو اضطرابات ما بعد الصدمة، وهناك 690 جندياً قتيل.. أما الخسائر في مجال الكلفة المادية فقد تخطت 70 مليار دولار.

وقد كشفت هذه الفترة عن أبعاد إنسانية كارثية لم يسبق لها مثيل، فالمدن والقرى تعرضت لتدمير شامل، مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية، وضغط هائلا على المنظمات الإنسانية التي تحاول تقديم الدعم في ظل هذه الظروف القاسية، ومع استمرار هذه الحرب، وبرزت الحاجة الملحة لجهود دولية حقيقية لإنهاء الصراع وتحقيق السلام.

ويؤكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين الدكتور تحسين الأسطل، في تصريحات صحفية خاصة، أنه بعد مرور عام على العدوان الصهيوأمريكي على غزة، لم تعد هناك حياة في القطاع بفعل ما يقوم به العدو من عمليات تدمير طالت كل حقوقه في الصحة والتعليم والحياة والكرامة الإنسانية، لنجد أن الفلسطينيين في غزة يواجهون حرب إبادة جماعية.

ويقول الأسطل: إن العدو بعد عام من العدوان، ما زال يتجاهل كل الأعراف الدولية والقوانين التي تحرم وتجرم استهداف المواطنين الفلسطينيين وحياتهم، خاصة الأبرياء الذين ليس لهم علاقة بالصراع، والذين اعتمدهم الاحتلال هدفا رئيسيا في الحرب ووسيلة ضغط يمارسها لتحقيق أهدافه.

وبعد عام من “طوفان الأقصى” تتجلى آثار المسار الذي بدأته العملية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقضية الفلسطينية بشكل واضح، بعد أن كان مشروع التطبيع وتشكيل تحالف عربي صهيوني هو من يفرض إيقاع السياسة في المنطقة لسنوات سابقة.

وأعاد الطوفان مشروع الحركة إلى هيئته الأولى، عند انطلاقها كحركة مقاومة تعتمد الكفاح المسلح الطريق الأساسي لمجابهة الاحتلال ورفع كلفته ومنع راحته، وهو المسار الذي فرض نفسه على الإقليم، ليصبح الاشتباك العسكري ممتدا من الضفة الغربية وغزة إلى لبنان واليمن والعراق وإيران، وما يجاورها من مسطحات مائية.

وأصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرا شاملا بمناسبة مرور عام كامل على بدء جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها كيان العدو الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، بعنوان (محو غزة: عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي)، استعرض الجرائم التي نفذها جيش العدو بتواطؤ دولي واضح.. مشيرا إلى سياق الجريمة وأبعادها القانونية.

وفقا للتقرير، فقد قتل جيش العدو الصهيوني أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 42 ألف مسجلين رسمياً لدى وزارة الصحة الفلسطينية بينما شكل الأطفال والنساء نسبة كبيرة من الضحايا، حيث يمثل الأطفال 33 في المائة والنساء 21 في المائة.. بينما أصيب أكثر من 100 ألف آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وما زالت آلاف الجثامين تحت الأنقاض بسبب صعوبة الوصول إليهم.

رصد المرصد الأورومتوسطي استشهاد العديد من أفراد العائلات الفلسطينية في هذه العمليات، حيث فقدت 3.500 عائلة عددا من أفرادها، منها 365 عائلة فقدت أكثر من عشرة أفراد، وأكثر من 2.750 عائلة فقدت ثلاثة أفراد على الأقل.

أوضح التقرير أن الجرائم الصهيونية شملت قتل المدنيين في المناطق الإنسانية، والأسواق، والخيام، ودهسهم بالآليات العسكرية، كما وثق حالات قتل للأسرى الفلسطينيين والمعتقلين، فضلا عن استهداف العاملين في المجال الإنساني.

وتطرق التقرير إلى أن أساس الإبادة الجماعية هو الاحتلال الصهيوني غير القانوني للأرض الفلسطينية منذ عام 1967.. مشيراً إلى رأي محكمة العدل الدولية في يوليو 2024، الذي أكد على عدم شرعية الممارسات الصهيونية في الأراضي المحتلة ومنها قطاع غزة.

ولفت التقرير إلى أن قطاع غزة يُعد أحد الإقليمين اللذين يشكلان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، إلى جانب الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية.

وأثبتت معركة “طوفان الأقصى” أن “جيش العدو الذي لا يقهر” هو مجرد أسطورة.. فقد تمكنت المقاومة من اختراق أكثر المناطق تحصينا وهي مركز التجسس في منطقة ريعيم وإلحاق خسائر فادحة بالعدو وأسر أكثر من 250 أسيرا، منهم شخصيات كبيرة داخل جيش الاحتلال، مما زعزع ثقة المجتمع الصهيوني بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية”.

وشهدت الساحة العربية والدولية موجة غير مسبوقة من التضامن مع الشعب الفلسطيني.. تجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة التي عمت العواصم العالمية، وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الداعمة للعدو.

الجدير ذكره أن كيان العدو الصهيوني لن ينسى صبيحة يوم السابع من أكتوبر، حين دخل بكل مؤسساته حالة صدمة غير مسبوقة، واستفاق على الضربة الأعمق والأقوى في تاريخه، تلك الضربة التي شكلت للمرة الأولى تحدياً وجودياً لهذا الكيان اللقيط.

—————————————–
– وكالة سبأ | مرزاح العسل

مقالات مشابهة

  • أيقونات غزة | صور للصمود والجراح والمجازر والخذلان كسرت رواية الاحتلال
  • بينها الإسناد والخذلان.. 7 محاور بكلمة أبو عبيدة في ذكرى طوفان الأقصى
  • فيديو مثير من حزب الله عن جهوزية الرضوان.. هكذا يتدربون (شاهد)
  • الغرفة المشتركة للفصائل: لولا هذه الأمور لما استطاعت المقاومة الصمود
  • “طوفان الأقصى”.. عام من الصمود الأسطوري
  • عام من الصمود والاستبسال
  • حرب غزة.. استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق عدة والمجازر مستمرة
  • إسرائيل تعلن قائمة قادة اغتالتهم في حزب الله و«إغاثة لبنان» يرفع راية الصمود والتحدي
  • من هو هاشم صفي الدين الذي يحاول الاحتلال اغتياله؟ (إنفوغراف)