الثورة نت:
2025-02-03@13:50:29 GMT

“عام على طوفان الأقصى”

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

«عام على طوفان الأقصى»… عامٌ مرّ بطيئاً مثقلاً بالفعل المقاوم، مكتنزاً ببطولات المجاهدين، مفعماً برائحة الشهادة التي توّجها سيّد شهداء طريق القدس السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، مختنقاً بغبار ركام القصف، محفوفاً بآهات الثكالى والمهجّرين والمعذّبين، وها هي الأقدام العارية وقد استوت عليها سوقها لا تزال ثابتة في أرض غزّة ترسم خارطة جديدة للعشّاق، وتخطّ على صخرة الشعب سفر الصبر والرجولة.

.

قلنا ونقول: إنّ «طوفان الأقصى» كان ضرورة من ضرورات بقاء الشعب وقضيته التي خُطّط لها أن تكون في قائمة المنسوخات التاريخية، وأنّ ذلك اليوم المجيد قد حفظ لفلسطين اسمها، وعنوانها في جغرافيا المنطقة، وأعاد من شبه الغياب مخطوطة روايتها التي أريد لها أن تدخل متحف التاريخ..

في يوم «طوفان الأقصى» لو لم نغزهم لغزونا، وقد أكملت غزوتنا وردها حتى آخر حرف في لغة العرب، وأفلح الشباب في إثخان الوحش وإسقاطه، بل وفي اصطياده، لكنّ قومنا كانوا بعضهم نياماً والبعض لئاماً، والقلّة منهم كانوا نبلاء كراما..

في صبح «الطوفان الأعظم» أشرقت في بلادنا شمسان، واحدةٌ في السماء والثانية في الأرض، في ذاك اليوم غربت شمس واحدة هي شمس السماء، أمّا شمس الأرض فلا زالت مشرقة لا تغيب، وهي الآن تطوف على الجبهات، تعطي النور وتعطي الدفء، وتفجّر في الأرض عيوناً من عذب فرات الآتين مع الوعد الصادق، تحملهم أجنحة الحق وتقذفهم في وجه الباطل حتى يزهق..

سيّد صباحات العصر كان صباح «الطوفان الأعظم» كان صباح الأقصى المنتظر الموعود، وكان شديد الإشراق، سديد القول، رشيد الفعل، وقد تليت فيه آيات الفتح المبين، والنصر العزيز، وكان الشهداء من ياسر وسميّة وحمزة وعلي وحسين وحتّى القسّام وياسين وفتحي.. كان الشهداء في ذاك الصبح يقودون القافلة المتّشحة بالحق وبالغضب وبالطوفان.

ولأول مرة منذ النكبة، ومنذ ولادة هذا الرجس وزرع السرطان، تشرق شمس العودة، ويتنفس وجه الأرض، ويجري الماء، وتهب الريح، وتغرّد العصافير، وتزهر الحقول، وتصهل الخيول، ويرقص البحر، وتغتسل النوارس، وتحلّق النسور، وينقشع الضباب، وتنشد الهضاب، وتنتصب القباب، وتصدح المآذن، وتقرع الأجراس، وتزغرد النساء، ويسكن المساء، وتلمع النجوم، ويكتمل البدر، وتفيض الأنهار، ويستمع العالم لفلسطين..

اندفع الطوفان وتعانق مع شلالات الإسناد من لبنان واليمن والعراق وسورية وإيران، واتّسع مداه إلى أحرار العالم، والملحمة الكبرى بدأت، ولن يوقفها شيء… مع الطوفان انعدمت كل قواعد ومعادلات الاشتباك، ومن غير المعقول أن نسمح لهذا الشيطان أن يحبسنا في معادلة تسمح له بالتفوّق وهذا ما حدث إلى الآن..

«طوفان الأقصى» أسّس للمعركة الأشمل من المسافة صفر، وهذا ما يفسّر إعجازه وخرقه للمألوف وللنمطية في المواجهة، وكان مصداقاً لقوله تعالى: {.. ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة:23]

وقد برهنت كل المواجهات التي خاضتها أمّتنا أنّ انتظار العدو حتى يغزونا كانت نتائجها في غير صالحنا والعكس صحيح، وليس صحيحاً أن نقاتل العدو في ميدان تفوقه، بل الصحيح أن نقاتله في الميدان الذي يعطّل هذا التفوّق، وأعني به القتال من المسافة صفر، حيث لا يعود لتفوق العدو الجوّي والتكنولوجي والسيبراني والنووي.. أي معنى، وتصبح الإرادة والدافعية والإيمان والشجاعة والاستعداد للتضحية هي عناصر التفوّق وهي كلّها مجتمعة في المجاهدين، وليس عند العدو شيء منها، وهذا ما تُحدثنا به كل ميادين الاشتباك المباشر من معركة الكرامة في العام 1968م، إلى معركة وادي الحجير 2006م وحتى معركة «طوفان الأقصى» في 2023م..

إنّ معركة «طوفان الأقصى» هي معركة الالتحام مع العدو التي أفقدته توازنه، وسلبت منه كل عناصر تفوّقه وردعه بعد تعطيلها وتحييدها، وهي النمط الوحيد من المعارك التي نملك فيها كل عناصر التفوّق والانتصار، وليس أمام قوى المقاومة والجهاد إلّا أن تخوضها متّكلة على الله سبحانه..

لقد تأخرنا كثيراً لأسباب لا أريد ذكرها… وآن لنا أن نتعلّم من مدرسة «طوفان الأقصى».

{ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}

 

*رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الحية : الشعب والفصائل حققوا أهداف معركة طوفان الأقصى

قال القيادي في حركة حماس خليل الحية، الجمعة 31 يناير 2025 ، إن الشعب الفلسطيني والفصائل المسلحة حققوا أهداف معركة "طوفان الأقصى"، معتبرا أنها أسقطت هيبة إسرائيل وجيشها.

وفي كلمة مصورة، قال الحية: "حقق شعبنا ومقاومته أهدافهم من معركة طوفان الأقصى، وفي مقدمتها تمريغ أنف الكيان الإسرائيلي وإسقاط هيبته وهيبة جيشه".

وأشار إلى أن "هزيمة الكيان باتت ممكنة، كما أصبح تحرير فلسطين ممكنا".

و"طوفان الأقصى" عملية نفذتها فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بشن هجوم مباغت على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية ل غزة ، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق على القطاع منذ 18 عاما، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى.

وأضاف الحية أن "المقاومة، وبعد توقف المعارك (الحرب الإسرائيلية)، قررت الإعلان رسميا عن استشهاد عدد من كبار قادتها".

وأشار إلى أن "قادة المقاومة يقدمون أرواحهم في سبيل الله ولا يهابون الموت مشتبكين مع العدو في الصفوف الأمامية من أجل فلسطين".

والجمعة، أعلنت حركة حماس أسماء 16 من أعضاء مكتبها السياسي وقادتها الذين قتلتهم إسرائيل على مدى نحو 16 شهرا من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة.

وشملت الأسماء التي نشرتها حماس، أعضاء من مكتبها السياسي وأبرزهم رئيسه الأسبق إسماعيل هنية ، ونائبه صالح العاروري، ورئيسه السابق يحيى السنوار، إضافة لرئيس جهاز الأمن العام للحركة سامي عودة، وعضو مكتبها الإداري محمد أبو عسكر.

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من إعلان "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، مقتل قائدها العام محمد الضيف، و6 من أعضاء مجلسها العسكري، دون ذكر تفاصيل عن ذلك.

وفي سياق تأبين القيادات الراحلة، قال الحية: "نودع اليوم ثلة من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة".

وتحدث بشكل خاص عن محمد الضيف، قائد "كتائب القسام"، واصفا إياه بـ"الأسد الهصور، والرجل الذي عشقه وهتفت له الملايين رغم عدم معرفة صورته".

وأشار الحية إلى أنه "أمضى حياته مطاردا ومطارِدا، واستطاع على مدار أكثر من 30 عاما قهر كل من حاول مطاردته".

وتابع: "استطاع الضيف مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناء جيش تعجز عن فعله كثير من الجيوش حول العالم".

ولفت إلى أن "هذا الجيش يضرب العدو بلا تردد".

كما أشاد الحية بدور القائد السنوار رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، واصفا إياه بـ"صاحب العلامة الفارقة في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، والذي تحول إلى أيقونة لكل حر حول العالم يرفض الظلم والعدوان".

وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.

وأضاف الحية: "نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة".

وأضاف: "استطعنا بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمَّة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين اجتماع عربي في القاهرة غدا بشأن غزة وأونروا أسماء الدفعة الرابعة من الأسرى المحررين في صفقة التبادل الصحة العالمية تدعو إلى الإخلاء الطبي العاجل من غزة الأكثر قراءة شاهد: جنين - شهيدان إثر قصف الاحتلال مركبة في قباطية بريطانيا: يجب تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود تظاهرة وسط تل أبيب تطالب نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إسرائيل تتجهز للإفراج عن ثاني دفعة من الأسرى وكشف أسماء بارزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحيمة الداخلية
  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية المحابشة بحجة
  • مناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من منتسبي جامعة حجة
  • الحية : الشعب والفصائل حققوا أهداف معركة طوفان الأقصى
  • خليل الحية: معركة طوفان الأقصى كسرت هيبة العدو
  • مسيرات ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • شاهد| مسير ومناورة عسكرية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من عدد من الجامعات والمعاهد الخاصة بمحافظة إب
  • مشيداً بدروه في “طوفان الأقصى”.. حزب الله ينعى القائد الكبير محمد الضيف