حصاد عام من الخسائر على الاقتصاد الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى:تكاليف الاقتصاد “الإسرائيلي” فاقت 140 مليار دولار منذ بداية الطوفان
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
فاتورة الحرب خلال عام من الطوفان تقدر بنحو 66 مليار دولار وبنسبة 12% من الناتج المحلي لإسرائيل خسائر ميناء إيلات بلغت 14 مليون دولار جراء الاستهداف والحظر اليمني خسائر البورصة الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة تقدر بنحو 20 مليار دولار وكالات التصنيف الائتماني خفضت تصنيف إسرائيل من “إيه +” إلى “إيه” وذلك للمرة الثانية خلال العام بلغ الإنفاق الحربي خلال العام 25.
عام كامل من الحرب الإجرامية المسعورة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة عقب عملية طوفان الأقصى ، عام كامل مر والإجرام الصهيوني مستمر في ارتكاب مجازر وجرائم يندى لها الجبين في ظل دعم أمريكي وغربي وصمت دولي مخزٍ ، ومع ذلك فإن فاتورة الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وفلسطين والجبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق كلفت الكيان الغاصب فواتير وخسائر باهضة ، ووفق تقارير وخبراء فإن عملية “طوفان الأقصى” لم تكن مجرد عملية عابرة، بل كان لها تأثيرات كبيرة بالجوانب الاقتصادية على إسرائيل بالذات ، ناهيك عن التأثيرات السلبية لاستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة واتساع نطاقها، ليؤثر على اقتصاديات المنطقة بشكل رئيسي، واقتصاد العالم بشكل عام .
الثورة / أحمد المالكي
يؤكد الدكتور علي كمون -الخبير الاقتصادي والمهتم بالشأن الإسرائيلي- أن “تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي أدى إلى انكماش بنسبة 27 % بالربع الأخير من العام 2024 مما سبب تدهورا في الصادرات والاستثمارات وإنفاق المستهلكين وبالتالي أصبح إيراد إسرائيل صفرا نفطيا وتكنولوجيا وزراعياً وسياحياً”، لافتا إلى أنه “من المتوقع أن تزداد على الاقتصاد الإسرائيلي التكاليف التي فاقت 140 مليار دولار منذ بداية طوفان الأقصى”.
إيلات
وقال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر، إن العمل في الميناء توقف كليًا بسبب عجز السفن عن الوصول إليه بسبب الهجمات في البحر الأحمر، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وذكر غولبر أن الميناء تم إغلاقه بسبب الاستهداف ومنع السفن من العبور من قبل القوات المسلحة اليمنية ، وانتقلت نشاطاته إلى ميناءي أسدود وحيفا، كما تم تسريح عدد كبير من العمال.
وأكد غولبر أن حجم خسائر الميناء بلغت 50 مليون شيكل، أي حوالي 14 مليون دولار، قابلة للزيادة إذا لم تتخذ إسرائيل إجراءات مع حلفائها لوقف الهجمات.
ووفقا لتقارير وخبراء اقتصاد ، فإن من أهم مظاهر تجاوز الحرب الإسرائيلية على غزة وجود تأثيرات اقتصادية سلبية في دول الجوار ، وكذلك حركة الملاحة العالمية في البحر الأحمر الذي تمر من خلاله 12 % من التجارة الدولية وقرابة 20 % من تجارة النفط العالمية المتصلة باسرائيل وأمريكا وبريطانيا والدول والشركات التي لها صلة بالكيان الصهيوني ، والتي دخلت ضمن دائرة الحظر والاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية بسبب علاقتها أو اشتراكها أو تقديم الدعم للكيان المجرم في ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين.
خسائر الكيان بالأرقام:
وبحسب التقارير فقد كان لطوفان الأقصى آثار اقتصادية سلبية مباشرة على إسرائيل من اليوم الأول، حيث تراجعت قيمة العملة الإسرائيلية، وكذلك انخفضت البورصة بصورة ملحوظة بسبب هروب الكثير من المستثمرين الأجانب.
وتشير التقديرات إلى أن قيمة العملة الإسرائيلية تراجعت بنسبة 5 % على الرغم من ضخ البنك المركزي الإسرائيلي قرابة 30 مليار دولار للحفاظ على قيمة الشيكل، وقد أثر ذلك على رصيد إسرائيل من احتياطيات النقد الأجنبي.
أما خسائر البورصة في إسرائيل بسبب عملية طوفان الأقصى فقد قُدرت بنسب تتراوح بين 9 % و20 % على مدى فترات مختلفة، وكان قطاع البنوك الأكثر تضررا في البورصة بسبب خروج المستثمرين الأجانب، وقدرت دراسة للمعهد العربي للدراسات خسائر البورصة الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة بنحو 20 مليار دولار.
التصنيف الائتماني
وفي آخر النتائج الخاصة بالتأثيرات السلبية للحرب على الاقتصاد الإسرائيلي تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل من قبل الوكالات المختصة، والتي كان آخرها “ستاندر آند بورز”، والتي خفضت تصنيف إسرائيل من “إيه +” إلى “إيه” وذلك للمرة الثانية خلال العام، وأبقت على نظرتها المستقبلية السلبية، نظرا للمخاطر الجيوسياسية والأمنية حول إسرائيل.
وأشار تقرير وكالات التصنيف إلى توقعات بشأن تراجع معدلات أداء النمو الاقتصادي بإسرائيل، ووجود عجز مالي في الأجلين القصير والمتوسط وزيادة الإنفاق الحربي لإسرائيل.
أما عن تكاليف الحرب الاقتصادية على إسرائيل فقد أشارت وكالة بلومبيرغ إلى أن مسؤولين إسرائيليين قدروا فاتورة الحرب خلال العام الماضي بنحو 66 مليار دولار، وهو ما يعادل نسبة 12 % من الناتج المحلي لإسرائيل، كما بلغ الإنفاق الحربي خلال العام الماضي 25.9 مليار دولار وعجز الميزانية 8.3 %، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على القروض لتمويل هذا العجز، وقد بلغت قروض إسرائيل خلال العام الماضي قرابة 53 مليار دولار.
دعم أمريكي
وعلى الصعيد العالمي، رصدت تقارير تقديم الولايات المتحدة دعما كبيرا لإسرائيل من خلال قرابة 6.5 مليارات دولار مساعدات أمنية، فضلا عن تسهيلات في منح المزيد من المساعدات التي ذكر أحد التقارير أنها قرابة 23 مليار دولار في عام 2024، وذرا للرماد في العيون ذُكر أن المبلغ يتضمن مساعدات إنسانية لغزة.
ولم يقتصر الدعم الأميركي لإسرائيل على تقديم السلاح ومختلف المساعدات المادية والاقتصادية الأخرى، بل امتد إلى الدعم العسكري المباشر عبر تحريك آليات عسكرية بحرية ضخمة إلى محيط المنطقة.
تداعيات دولية
وعلى صعيد الاقتصاد العالمي، فإن ما يقلق البعض من اتساع الحرب الإسرائيلية على غزة ليس فقط الأرواح التي تزهق بسبب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وتدمير البنية الأساسية والبيوت، ولكن يتم التركيز على أهمية استمرار المنطقة في ضخ النفط والغاز إلى السوق الدولي، فالمنطقة تمد العالم بنحو 25 % من احتياجاته النفطية وقرابة 14 % من احتياجاته من الغاز.
وبسبب ما تفرضه القوات المسلحة اليمنية على الحركة في البحر الأحمر ومنع السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والشركات ذات الصلة بإسرائيل من المرور من مضيق باب المندب فإن ثمة تقديرات ذهبت إلى أن 70 % من التجارة العالمية التي تمر عبر هذا المضيق قد غيرت مسارها بعيدا عن هذه المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن وبالتالي زيادة أسعار السلع والمساهمة في استمرار موجة التضخم العالمية.
وبحكم ما تتميز به المنطقة من إمدادها العالم بنحو 25 % من احتياجاته من النفط والغاز فإن مخاطر دخول المنطقة في حرب شاملة بسبب الممارسات الإسرائيلية قد تهدد قطاعي النفط والغاز وتشعل الأسعار مرة أخرى، خاصة أن ثمة احتمالات بأن يدخل العراق وإيران دائرة الحرب، وهما دولتان مهمتان في سوق النفط.
وفيما يتعلق بصادرات إسرائيل من الغاز الطبيعي فإن بوابة هذه الصادرات للعالم هي مصر، والتي أظهرت التقديرات تراجع وارداتها من الغاز الإسرائيلي مؤخرا بنسبة 26 % .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الإسرائیلیة على طوفان الأقصى على الاقتصاد ملیار دولار إسرائیل من خلال العام على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
12 مليار يوم عمل ضائع سنويا بسبب الاكتئاب.. كيف يتأثر الاقتصاد العالمي؟
أصبحت أزمة الصحة النفسية تهدد أماكن العمل حول العالم، حيث أظهرت تحذيرات من تزايد الأثر الذي تشهده قطاعات مختلفة، وخاصة القطاع المالي الذي يعد من أكثر القطاعات تأثرًا.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية كشف مسح أجرته "ديلويت" هذا العام عن أن نسبة الموظفين في المملكة المتحدة الذين يعانون من الإرهاق الشديد، وتراجع الأداء، والتباعد العقلي عن العمل في قطاعي المالية والتأمين بلغت 17%، مقارنةً بمتوسط 12% في باقي القطاعات.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة الصحة النفسية السيئة لكل موظف في قطاع المالية والتأمين قد بلغت 5379 جنيها إسترلينيا سنويا، وهو ما يزيد بمقدار الضعف مقارنة ببقية القطاعات. تأتي هذه البيانات في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تكاليف كبيرة بسبب تأثيرات الاكتئاب والقلق، حيث أفادت تقارير منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية بأن خسارة 12 مليار يوم عمل سنويًا على مستوى العالم تكلف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا.
تحدثت كيت بيكيت، أستاذة علم الأوبئة في جامعة يورك البريطانية، عن القلق المتزايد حول حجم المشكلة، مشيرة إلى أن الزيادة الكبيرة في الحالات النفسية هي دليل على أن هناك شيئًا حقيقيًا يحدث، رغم أن بعض الناس يعتقدون أن التحسن في التشخيص يرجع إلى استعداد الأفراد الأكبر للإبلاغ عن مشكلاتهم النفسية.
تختلف العوامل التي تساهم في تفاقم الأزمة، من ارتفاع تكاليف المعيشة إلى الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي. ورغم ذلك، تركز الشركات بشكل متزايد على البحث عن طرق لدعم رفاهية موظفيها.
وفي هذا السياق، قال جون فلينت، الرئيس التنفيذي السابق لـ HSBC ورئيس صندوق الثروة الوطني الجديد في المملكة المتحدة، في حديث لصحيفة فايننشال تايمز: "يجب على القادة أن يكونوا مستعدين لاستضافة المزيد من المحادثات حول الطيف الكامل للصحة النفسية في أماكن العمل."
تستعرض هذه المقالة جزءًا من سلسلة تقارير تتابع كيفية تعامل الحكومات وأرباب العمل مع هذه الأزمة، وتشمل الطرق الجديدة لمعالجة المشكلات الصحية النفسية في العمل.
الجزء 1: الخدمات المالية من أكثر القطاعات تضررًا في أزمة الصحة النفسية في أماكن العمل. الجزء 2: العلاجات الجديدة (قريبًا يوم الأربعاء). الجزء 3: دعم الصحة النفسية بشكل رخيص. الجزء 4: أي البلدان تقوم بالأمر بشكل صحيح؟
منذ بداية الألفية، تدهورت الصحة النفسية بشكل عام، وهو ما تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19، وفقًا لاستطلاع أجرته منظمة الصحة العالمية، الذي أشار إلى أن الاكتئاب ارتفع بنسبة 25% في عامي 2020 و2021.
أكد دان تشيشولم، متخصص الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية، أن "المجتمعات لم تعود بعد إلى مستويات ما قبل الجائحة، وأن البعض لا يزال يعاني من آثارها الثقيلة."
أضافت إليزابيث هامبسون، الشريكة في ديلويت، أن قلق الآباء على صحة أطفالهم النفسية يزيد من الضغط على الوالدين العاملين، مما يكلف الشركات في المملكة المتحدة 8 مليار جنيه إسترليني سنويًا. في المقابل، أظهرت دراسة شملت 12,200 عامل من قبل MindForward Alliance، وهي شراكة تجارية دولية، أن قطاعي المال والمكاتب القانونية يسجلان أكبر معدلات القلق النفسي بين موظفيهما.
العديد من الشركات، مثل مجموعة برايتستار المالية، بدأت في تبني استراتيجيات تدعم الصحة النفسية لموظفيها. قال روب جاب، الرئيس التنفيذي للمجموعة، الذي يعاني من الاكتئاب منذ طفولته: "أشعر بالحرج لأنني تأخرت في أن أكون صريحًا حول هذه المسألة لفترة طويلة، لكنني عندما بدأت في الحديث عنها شعرت بتحسن."
تستمر الدراسات في إظهار أن الاستثمار في رفاهية الموظفين يؤدي إلى انخفاض معدلات الغياب وزيادة الإنتاجية. أظهرت البيانات أن الشركات التي تهتم بصحة موظفيها حققت زيادة بنسبة 40-60% في الإنتاجية مقارنة بالشركات الأخرى.
وفي دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد، أظهرت النتائج علاقة قوية بين رفاهية الموظف وأداء الشركة. كما أظهرت محفظة الأسهم التي تضم الشركات التي حصلت على أعلى الدرجات في رفاهية الموظف تفوقًا مستمرًا على المؤشرات الرئيسية للأسواق المالية.
لكن بعض المحللين مثل أليسون أنستيد، الرئيسة التنفيذية لـ MindForward، حذروا من حدوث انتكاسة في المجال، خاصة مع وجود بعض الخطاب السلبي حول الصحة النفسية في العمل، ما قد يساهم في زيادة الوصمة المرتبطة بها ويجعل من الصعب على الأفراد التحدث عن مشكلاتهم.