عربي21:
2025-01-21@01:38:01 GMT

سنة ثانية طوفان

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

سنة طوفان. المقاومة جاهزة لمساري الحرب والدبلوماسية.

وسنة ثانية طوفان، فإما ترضخ أمريكا واسرائيل لمعادلة الحرب الجديدة واستراتيجيات ما بعد الطوفان او يرفعا الرايات البيضاء:

مدى الطوفان يتسع أفقيا وعاموديا، فمن يملك النجاة ؟!

وقد مر عام على طوفان الأقصى. والعالم كله دخل في طوفان القوة ومعادلات جديدة للتوازنات الإقليمية والدولية.



وفي حرب طوفان الأقصى استدعت أمريكا في دعمها الوافر والمطلق لإسرائيل أحدث الاسلحة وتكنولوجيا الإسناد والدعم اللوجسيتي. وحرب طوفان الأقصى فضحت أدنى معايير الأخلاق الدولية، وفضحت النظام العالمي، والمؤسسات الكلاسيكية: الأمم المتحدة ومجلس الامن ومنظمة العفو الدولية، والجنائية الدولية.

وإسرائيل زرعت قبل قرن في المشرق العربي لتكون ممثلا للغرب الاستعماري في الإقليم. وحاميا لمصالح الغرب ونفوذه، وسدا مانعا لأي مشروع وحدوي وتحرري، ونهضوي عربي.

طوفان الأقصى غمر العالم. وفي أوروبا ودول الغرب نهضت الشعوب واستفاقت من وهم وخداع الإعلام الغربي.. وخرجت مظاهرات واحتجاجات تتضامن مع فلسطين في جامعات وشوارع مدن أوروبية وأمريكية.

وطوفان الأقصى أخرج القضية الفلسطينية من الثلاجة، واعاد صياغة سردية إنسانية وأممية حول مظلومية وحق الشعب الفلسطيني، وحول الأخلاق والقوة في النظام العالمي.

وقد ربحت فلسطين جولات من الصراع مع إسرائيل في المنابر والمحافل الدولية.

وفي عام الحرب صاغت المقاومة مفهوما عربيا وإسلاميا لنصرة فلسطين ومقاومة شعبها للاحتلال والإبادة، وانتصرت الشعوب العربية رغم ما تتعرض إليه من تضييق ومنع حرية التعبير والاحتجاج دعما إلى القضية الفلسطينية وإحياء مشروع المقاومة العربية.

المقاومة كبدت العدو خسائر كبرى، والجبهة اللبنانية اليوم مستعصية أمام دولة الاحتلال. وفي «رزنامة الاحتلال «تتزاحم العقد المستعصية التي انتجتها المقاومة ومحورها، ورغم الدعم الأمريكي والاوروبي اللامحدود.

وفي سنة ثانية طوفان، ما هي الوصفة الأمريكية والأوروبية لإنقاذ إسرائيل من حصار البحر الاحمر، وتحديات الردع الأمريكي به، والحصار الاقتصادي المفروض على دولة الاحتلال، وعقدة الأسرى وكيف سيتم تجازوها، وعقدة صمود المقاومة على الأرض والميدان وفرض إيقاع عسكري في قطاع غزة، والفشل في إعادة الأسرى، وتوج ذلك في جبهة لبنان، وكيف دكت صواريخ حزب الله تل ابيب وشمال فلسطين المحتلة وتهجير المستوطنين.

و بعد فتح جبهة لبنان.. ويبدو أن محور المقاومة أربك وعطل المشروع الأمريكي لإعادة هندسة الشرق الأوسط.. واستراتجية الانسحاب وتجميد الشرق الأوسط للتفرغ إلى الجبهتين الروسية والصينية. 

وأمريكا تسعى إلى منع هزيمة إسرائيل، وتثبيت حضورها كقوة مطلقة ورادعة في الشرق الأوسط. ودخلت أمريكا طرفا مكشوفا في الحرب، وليس فقط مساندا أو داعما خفيا إلى اسرائيل.

وترمي أمريكا في ثقلها من اجل اضعاف المقاومة في لبنان وتدميرها واجتثاث البنية الاجتماعية والعسكرية.

نجح التحالف الأمريكي/ الإسرائيلي بإضعاف جبهة المقاومة في لبنان، وحفلة الاغتيالات لقادة حزب الله وحسن نصر الله الحقت خسائر فادحة وقوية وموجعة في المقاومة وبنيتها العسكرية والأمنية. وفرضت تغيرا في موازين القوى لصالح اسرائيل.

و الشرق الأوسط يتحول إلى ساحة مفتوحة لصياغة توازنات دولية تحكم العالم.

الضربة الإيرانية لإسرائيل، وأن تأخرت الا انها أعادت التوازن مرة أخرى بين المقاومة ومحورها وإسرائيل.
تنهض المقاومة وتحيا من تحت الرماد والركام، والإبادة الأمريكية والإسرائيلية، وتثبت قدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ وصد العدوان الإسرائيلي والهجوم البري في جنوب لبنان.

و الشرق الاوسط وقد دخل سنة ثانية طوفان، فإنه على عتبة أيام وساعات فاصلة وساخنة من عمر طوفان الأقصى. وكيف ستحمي أمريكا إسرائيل من هزيمة عسكرية مدوية، وما تواجه إسرائيل من تداعيات وجودية يصعب تفاديها مع حرب دخلت عامها الثاني.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة الولايات المتحدة غزة الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى.. جين الشجعان وجين الجبناء

19 يناير 2025م.. وضعت الحرب أوزارها عن غزة.. بعد انكشاف إسرائيل للعالم بأنها لا تقل فظاعةً؛ قتلاً وتدميراً عن الكيانات الاستعمارية التي لا مشروعية لها، وتفرض وجودها بقوة السلاح. استمر طوفان الأقصى 15 شهراً، تغيّرت فيه الخارطة الجيوسياسية للمنطقة. فإسرائيل أصبحت مهزوزة الوجود، وقادتها أدينوا في المحكمة الجنائية الدولية بأنهم مجرمو حرب، وأمريكا عجزت عن ردع جماعات محدودة العدد والعدة، وإيران خرجت مهيضة الجناح، وسقط نظام الأسد في سوريا، واحتلت إسرائيل جزءاً منها. وأما المقاومة فقد استبان لها أنه لا يمكن أن تعتمد على الإسناد الخارجي وحده؛ مهما كان صادقاً في دعمه لها، فظروف الحرب قلبت الموازين بين عشية وضحاها. لقد خرجت غزة منتصرة بصمود شعبها وشجاعة مقاومتها، ورغم الآلام لم تنكسر عزائهم، فما الذي يقف وراء هذا الصمود العظيم؟

لماذا يتقاتل البشر؟ يبدو السؤال عادياً ومطروحاً، نُجِز من جوابه منذ أمد طويل، فالصراع.. ينتج من جرّاء عدوان الإنسان على أخيه الإنسان؛ في بدنه أو عرضه أو ماله أو في سائر حقوقه، بسبب الأنانية واحتكار الحق وحب التملك بمختلف أنواعه. وهذا صحيح؛ لكنه يتعلق بالأسباب المباشرة للصراع. وإنما أقصد الدوافع البيولوجية لدى الإنسان للصراع، فإن كانت هذه الأسباب هي الدافع للاعتداء؛ فلماذا لم تحل المشكلات بسُبُل أخرى غير الاقتتال والعنف؟ كما أن الإنسان ليس وحده من يمارس العنف، فمعه الحيوان، والنبات في بعض حالاته، مما يجعل ظاهرة العنف أعمق من الصراع على المصالح.

هذه مقاربة للأسباب الكامنة في النفس الإنسانية للصراع مهما كانت دوافعه، وأرى أنها ترجع إلى حالة بيولوجية؛ مما يشير إلى أن في الإنسان «جينات» تدفعه إلى العنف أكثر مما يحركه التنازع على مرافق الحياة. لا يمكن نكران العوامل الخارجية للنزاع، وأن لها أثراً واضحاً عليه، غير أنها تبقى عوامل مُهيِّجة لجينات العنف في نفوسنا. والتعبير بـ«الجينات» تقريب للتأثير البيولوجي العصبي لدى الإنسان، وليس بالضرورة المفهوم العلمي، وإن كان لا شيء يعمل خارج الخارطة الجينية.

إن القتل الجماعي والتدمير الشامل الذي حصل إثر 7 أكتوبر 2023م في غزة ولبنان لا تبرره المواقف الظاهرة وحدها؛ للفعل ورده بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا للمصالح الدولية التي أسفرت عن اشتراك الغرب في الصراع مع الصهاينة، وصمت الصين وروسيا، وبرود العرب والمسلمين.. بل هناك ما هو أعمق من الظاهر، وهو «جراثيم» كامنة في النفس الإنسانية.

توجد مقولة مفادها.. أننا نحن البشر الباقين أبناء الجين الجبان؛ وأما أصحاب الجين الشجاع فقد هلكوا بسبب الاقتتال فيما بينهم، وهذا يحكي جانباً من حكاية البقاء البشري، إذ إنه لولا الجين الجبان لما تمكن الناس من إعمار الحياة، فالإنسان بحاجة إليه؛ للحفاظ على نوعه، فلا يهلك تحت رحى العنف التي لا يتوقف دورانها، ولإعمار الحياة الذي يحتاج إلى هدوء بال لا يتحقق تحت وطأة العنف.

دينياً.. الإنسان ابن العنف: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) «البقرة:30»، وتؤكد ذلك قصة ابني آدم كما وردت في الآيات «27-31» من «سورة البقرة». فإن قلتَ: طالما نتحدث عن الجينات؛ وهذا مجاله العلم، فما دخل الدين؟ قلتُ: إن الدين مهم في فهم الظاهرة الاجتماعية الأزلية لدى البشر؛ لكونه يرصد تجارب غائرة في عمق النفس الإنسانية، ربما ترجع إلى البدايات الأولى للإنسان، وعندما جاء العلم ودرسها قارب بعضها وأثبت بعضها.

•فلسفياً.. الإنسان هو ابن الجبر، وهذا لا يعني التبرير للعنف، فالإنسان قد يكون مجبراً على مستوى الفكرة؛ لكن ليس كذلك في كل الحالات على مستوى الفعل، وقد تطرقت لشيء من ذلك في بعض مقالاتي.

إن امتلاك الإنسان جينَي الشجاعة والجبن هو للحفاظ على نوعه، ففي لحظة مواجهته خطر زواله يثور جين الشجاعة ليدفع عنه الخطر، وعندما يرى أن تهدئة الأمور هي ما تحقق له الحفاظ على وجوده يجنح للسلم. ولا يقتصر الأمر في التوازن لمواجهة الخطر على عمل الجينين لدى الفرد، فهذا المستوى الفردي يتحول إلى مستوى جماعي عندما يداهم الخطر الجماعة، ففي هذه الحالة يتشكل «عقل جمعي» يستثير جين الشجاعة لدى الجميع، حتى تخال الجماعة معدومة من جين الجبن. ومع ذلك؛ تبقى القيادة السياسية للجماعة في منأى إلى حدٍّ كبير من تأثير العقل الجمعي، محافظة على فاعلية جين الجبن. ولذلك؛ من يغتال السياسيين أثناء الحرب ليس في صالحه، ما لم تكن هناك موازين قوى أكبر يعمل عليها القاتل، ولعل إسرائيل تدرك الآن أن اغتيالها للسياسيين الفلسطينيين هو أحد أسباب تقهقرها. فالسياسيون.. هم من يتملكهم الجين الجبان الذي يوازن الأمور من خارج نطاق الصراع المحتدم.

إن إسرائيل بكونها دولة وحماس بكونها جماعة؛ من حيث التكوين البيولوجي لا يختلفان عن بعضهما في وجود جينَي الشجاعة والجبن لديهما، وإنما الاختلاف في الوضع الاجتماعي والحالة النفسية، وهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً مع بعضهما البعض، فالفرد في الحروب يكاد يختفي عقله الفردي ويحل محله العقل الجمعي، بيد أن التركيبة الاجتماعية لما قبل الحرب تؤثر على الوضع أثناءها، وأقصد الإعداد النفسي والاستعداد الاجتماعي لها.

بالنسبة للمقاومة الفلسطينية عموماً، وحماس خصوصاً بكونها الإدارة الحاكمة لقطاع غزة، فقد عملت سنواتٍ عديدة على تأهيل المجتمع في القطاع للصمود أمام آلة الاحتلال الصهيوني الغاشم، فصنعت مجتمعاً شجاعاً منذ وقت مبكر. لقد وصل الحال في ظل الحرب أن تكون أمنية الطفل الفلسطيني أن ينال الشهادة ويلحق بأهله الذين أفنتهم آلة الإبادة الصهيونية، فالحرب.. قبل أن تعدمهم أعدمت جين الجبن في قلبوهم. وقد ساعد المقاومة على ذلك أمور؛ منها:

- إن من كان يحكم قطاع غزة هم العسكر.. بعدما ضيّقت إسرائيل على سياسيِّ حماس في إدارة القطاع، ومن طبيعة العسكر.. أن الجين الشجاع لديهم مستثار لأعلى مستواه، وإن كان جين الجبن لم يختفِ لدى المقاومة تماماً؛ كما لاحظناه متمثلاً في ضبط النفس في التعامل مع الأسرى، وبيانات أبي عبيدة النطاق العسكري لكتائب عز الدين القسام.

- ضِيْق قطاع غزة.. حتى يمكن اعتباره ثكنة عسكرية، فمعظم البرامج الممكنة لإدارة المقاومة تشمل قطاعات الشعب، ففي هذه الثكنة لا يكاد تفرّق بين البرامج المدنية والتعبئة العسكرية التي يتلقاها أهل غزة.

- السياسة العنيفة.. التي مارستها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ بدء الاحتلال؛ أي منذ حوالي مائة عام، خاصةً في قطاع غزة، الذي أصبح أكبر سجن وأطوله مدةً في الوقت المعاصر، وربما في التاريخ عامة.

أما الإسرائيليون.. فلم يختفِ جين الشجاعة منهم، ولكنه غالباً ظل قاصراً على الجنود؛ ومع ذلك فهو أضعف لديهم من الفلسطينيين، لإغراءات الحياة المدنية الواسعة في إسرائيل، ولأنهم يشعرون في قرارة نفوسهم أنهم معتدون وفي أرض ليست أرضهم. إن الشعب الإسرائيلي معظمه يسيطر عليه جين الجبن، ولذا؛ لجأ مئات الآلاف منه إلى الملاجئ، بمن فيهم القيادات السياسية.

لقد لاحظنا يحيى السنوار (ت:2024م) القائد الأعلى لحركة حماس يخوض غمار المعركة ببسالة حتى رمقه الأخير، فجين الشجاعة كان يسيطر عليه تماماً. أما بنيامين نتنياهو فعلى الرغم من كونه القائد الأعلى للحرب في إسرائيل، إلا أن ممارسته السياسية أكبر من قيادته العسكرية، وهذا ما يفسر مسارعته إلى الاختباء كغيره عن صواريخ ومسيرات المقاومة في الملاجئ، لغلبة جين الجبن عنده على جين الشجاعة.

ختاماً.. سيظل الشعب الفلسطيني يتمتع بقسط وافر من الشجاعة لكي يحقق تحرره.

خميس العدوي كاتب عُماني مهتم بقضايا الفكر والتاريخ ومؤلف كتاب «السياسة بالدين».•

مقالات مشابهة

  • طوفان الأقصى.. جين الشجعان وجين الجبناء
  • إبراهيم الأمين: حماس قدمت نموذجا جديدا في المقاومة خلال طوفان الأقصى
  • الانتصار الفلسطيني يدخُلُ حيز التنفيذ.. نتائجُ “طوفان الأقصى” تحاصرُ وجودَ العدوّ
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
  • ولاية ثانية لـ«ترامب» فى البيت الأبيض.. ماذا ينتظر أمريكا والعالم؟
  • طوفان الأقصى: هل كان كارثيا؟ اتفاق غزة يجيب «2-2»
  • أبو عبيدة:”تضحيات ودماء شعبنا لن تذهب سدى ولها ما بعدها”
  • حماس تعلن أسماء الدفعة الأولى من محرري صفقة طوفان الأقصى
  • خبراء إيرانيون يقيّمون طوفان الأقصى بعد اتفاق غزة
  • أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى