سواليف:
2024-12-23@13:23:59 GMT

مهمتك ألا تبكي

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

مهمتك ألا تبكي _ #ماهر_أبوطير

منذ #حرب_العراق عام 1990، مرورا ببقية #الحروب، وصولا الى حربي #غزة و #لبنان في عام 2024، تبرز #ظاهرة_نادرة في #الإعلام_ العربي، أي بكاء الإعلاميين والإعلاميات على الهواء.

لو عدنا الى الارشيف لوجدنا عشرات الفيديوهات لمذيعين يبكون في قنوات عربية معروفة، وقنوات محلية في دول مختلفة، من الشرق الى الغرب بسبب المذابح والمقتلة التي تعيشها المنطقة العربية، لأسباب مفهومة وغير مفهومة وكلما تأثر مذيع امام مشهد مروع، او مذبحة اطفال، او نزوح ابرياء، يعطينا نوبة دموع، وكأنه ينقصنا انهيار في المعنويات، فوق الدموع التي تمطر فوق رؤوسنا منذ ان ولدنا في المشرق العربي، وما فيه من قصص وحكايات.

قد يرد البعض ان المذيع او المذيعة، المحاور او المحاورة، انسان نهاية المطاف، ولديه مشاعر انسانية ووطنية، وليس من حق احد الحجر عليه، وانتقاد البكاء، وهذا صحيح، لكنه ليس رخصة مطلقة، لمن يبكي، مهما كان متأثرا او وطنيا او قوميا، او صاحب احساس مرهف.

مقالات ذات صلة مصطلحات إسلامية: العسر واليسر 2024/10/07

في بعض الحالات بكى المذيعون او المذيعات، قصص اوطانهم، وفي حالات بكوا على شعوب عربية تم سفك دمها، وعبروا عن مشاعر المشاهدين، لكنهم زادوا ارهاقها.

المشهد يختلط على كثيرين، لأن مهمة الاعلامي هنا ليس الوقوف وسط الجمهور ومشاركتهم البكاء اصلا، بل رفع معنوياتهم، والتخفيف عنهم، وتوجيه الحوار بطريقة ذكية، والمساهمة في شرح القضية بدلا من ذرف الدموع، في تكريس لشعور العجز، لدى المتابعين والمتابعات، وكأن الرسالة التي تصل هنا بشكل غير متعمد، انه لم يعد بين ايدينا اي خيارات سوى البكاء.

في بعض الحالات تؤدي الدموع مهمة وظيفية ترتبط بتحسين سمعة الاعلامي او الاعلامية، ورفع شعبيته، وانا هنا أتحدث عن الحالات التي يتعمد فيها البعض استمطار الدمع داخل الاستوديو، اما الحالات الانفعالية، فلا يمكن اتهام اصحابها في دوافعهم، ولا جرح نياتهم.

لقد أفرطت المنطقة العربية في التعبيرات العاطفية طوال عمرها، منذ الشعر الجاهلي، وصولا الى دموع الاعلامية عبر هذه الشاشة او تلك، فيما كل هذه الاستهدافات، والمذابح، وسفك الدماء في المنطقة، والتدمير الذاتي، والاحتلالات، وتسلط بعض الانظمة، ودفع مئات الملايين من البشر لأثمان غير عادلة، لا يمكن معالجتها او التخفيف منها، بالدموع او الشعر او القصائد او الشعارات، او الاغاني الثورية، او بيانات الشجب والتهديد وكل هذا الضجيج.

ما ينقصنا في هذه المنطقة عقيدة العمل، في كل المجالات، نحن نبكي، منذ قرون، ويأتي الاعلامي او الاعلامية وبذريعة التأثر، ويتخلى عن مهمته الاساسية، حيث اننا لسنا في جلسة عويل ولطم، وما نحتاجه تحليلا عميقا، وتوجيها ذكيا، وتأثرا اكثر ذكاء لا يقول انك ضعيف، وشعبك ضعيف، وامتك ضعيفة، يتم التنكيل بالكل، فيما الاعلام يبكي كسيرا عاجزا.

الاعلام جزء من صناعة الروح المعنوية في اي بلد او امة، ولا يمكن اعتباره مجرد وظيفة، ولانه كذلك، فإن الحد الادنى عدم البكاء ولا التباكي، حتى لا يتسلل الشعور بالسحق والمحق الى بيوت الناس، فنترك لهم املا، ولربما لو سألت عدوك عن مشاعره وهو يراك تبكي، لقال لك، انه يشعر بالشماتة والفرح والسعادة، ويريد لنا جميعا ان نبكي معك باعتبارك قدوة حسنة.

توقفوا عن هذه الموضة البائسة، لقد تعبنا من كل هذه الحركات، ولربما مداخلة ذكية تكون أكثر منفعة وفائدة من كل هذه الدموع، فأنت لا تجلس في غرفتك، بل تجر خلفك الملايين.

لم نر المراسلين العسكريين في الميدان ووسط الشهداء وتحت القصف يبكون، ولم نر بعض اهالي الشهداء الا صابرين مبتسمين، وهم جميعا الاكثر تأثرا مقارنة بمن يتابعون عن بعد.
مهمتك ألا تبكي. ليست هذه مهمة الإعلام أصلا.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حرب العراق الحروب غزة لبنان ظاهرة نادرة الإعلام

إقرأ أيضاً:

الرهوي يرأس اجتماعا لمناقشة مستوى الجاهزية لمواجهة الحالات الطارئة

صنعاء ـ يمانيون

ناقشت لجنة الطوارئ في اجتماعها اليوم الأحد ، برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، المهام المنوطة بمختلف الوزارات والجهات لتعزيز مستوى الجاهزية لمواجهة الحالات الطارئة على النحو المطلوب.

وأكد الاجتماع على كافة الجهات، خاصة الكهرباء والطاقة والمياه والصحة والبيئة والطرق والأشغال العامة والدفاع المدني، إعداد خطط بديلة لمواجهة الحالات الطارئة بما في ذلك تحديد البدائل الكفيلة بتعزيز قوة تدخلها وقيامها بواجباتها المنشودة بسلاسة وفاعلية عالية مع مراعاة التنسيق مع السلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات.

واستعرض الاجتماع مصفوفة المواضيع العاجلة المراد تنفيذها خلال الأشهر المقبلة من العام 1446هـ، المقدمة من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء – رئيس لجنة الطوارىء العلامة محمد مفتاح، التي تتصل بصورة مباشرة بمعالجة الأضرار الناجمة عن سيول الأمطار والاستعداد للموسم القادم باتخاذ التدابير للحد من الأضرار ، إضافة إلى عدد من التدخلات المطلوبة من قبل الجهات الخدمية والمحلية في إطار خططها السنوية للعام الجاري.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية الاستعداد والجاهزية الدائمة من قبل مختلف الجهات لمواجهة الحالات الطارئة، خاصة في ظل تصعيد العدو الأمريكي البريطاني والصهيوني عدوانه على الشعب اليمني والمنشآت الحيوية المدنية لما فيه الحد من حجم الخسائر في الأرواح و الممتلكات.

ووجه بتسخير المعدات والإمكانات المتاحة لفائدة الاستجابة السريعة للحالات الطارئة .. لافتا إلى ضرورة أن تستوعب خطط الطوارئ الفرعية والخطة الرئيسية كافة المهام والاحتياجات الفنية والمادية.

بدوره أكد العلامة مفتاح أهمية الاستفادة من التجارب في احتواء الأخطار سيما الناجمة عن استهداف العدو الصهيوني لمنشآت الكهرباء والنفط .. مشيرا إلى أهمية التشبيك في برامج الطوارئ لخلق الانسجام العالي في الأداء الميداني.

فيما استعرض نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية – رئيس غرفة عمليات اللجنة محمد المداني، الخطوات المتخذة في إطار مواجهة الأضرار الناجمة عن سيول الأمطار للموسم الماضي في المناطق المتضررة.

وأكد وضع خطة تدخل متكاملة إزاء مختلف الأضرار بالتعاون مع كافة الشركاء.

وكانت اللجنة العليا قد اطّلعت على محضر اجتماعها السابق وأقرته.

.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يطمئن الأطباء: الحبس الاحتياطي ليس متاحا في كل الحالات
  • وزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريا
  • مستشار الرئيس للصحة: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الشتاء أمر طبيعي
  • لجنة الطوارئ تناقش مستوى الجاهزية لمواجهة الحالات الطارئة
  • الرهوي يرأس اجتماعا لمناقشة مستوى الجاهزية لمواجهة الحالات الطارئة
  • الأمم المتحدة تمدد مهمة حفظ السلام في الجولان المحتلة
  • مشروع قانون.. انتفاء المسؤولية الطبية عن مقدمي الخدمة في هذه الحالات
  • مجلس الأمن يمدد مهمة قوة حفظ السلام بالجولان لستة أشهر
  • المسئولية الطبية أمام الشيوخ.. حبس مقدمي الخدمة 5 سنوات في هذه الحالات
  • 3 حالات تتسبب في قطع المعاش عن المستحقين.. تفاصيل