كتبت جويل بو يونس في"الديار":يتقن رئيس مجلس النواب نبيه بري فن المناورة السياسية، فالرجل صاحب الباع الطويل في السياسة اللبنانية، ناسج التحالفات على امتدادها وصانع التوازنات، يعرف جيدا متى يضرب ضربته على قاعدة: « لا بزعّل الغرب ولا بعرقل بالداخل»... وبالفعل فعلها بري، فها هو المفوض من حزب الله ملف التفاوض على وقف النار كما الملف الرئاسي، يخرج قبل ايام من لقاء ثلاثي في عين التينة، لينقل عنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انه مع انتخاب رئيس توافقي، وتمرير هذا الاستحقاق الآن اي قبل وقف النار.

ما فهمه كثر بانه تخلى عن المرشح سليمان فرنجية،
بعدما كان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب قد نقل عنه ايضا ومن على منبر عين التينة، بان رئيس البرلمان لم يعد متمسكا بشرط الحوار كقاعدة قبل جلسة الانتخاب.
ما هي الا ايام قليلة، حتى عاد بري نفسه ليؤكد باكثر من تصريح، ان سليمان فرنجية يمكنه ان يكون رئيسا توافقيا. فما الذي حصل؟ ومن بدل رأيه بعدما كانت «القوات اللبنانية» وعند الكلام عن رئيس توافقي، قد بادرت ايجابيا واصدرت بيانا معلنة استعدادها لتلبية الدعوة لاي جلسة تثمر رئيسا توافقيا، قبل ان تعود وتؤكد بعد كلام بري عن فرنجية، ان من يعرقل الانتخابات الرئاسية هو من عاد ليضع شروطا تعجيزية.
وتكشف مصادر «القوات» بان زيارة فرنجية لعين التينة وكلامه، اتى ليؤكد انه مستمر حتى الساعة في ترشحه، وان بري لايزال يدعمه، وبانه لا يجوز استباق نتائج الحرب، ما يعني عمليا انه لا يجب اجراء انتخابات قبل وقف الحرب، اضافة الى ضرورة ان يحمي اي رئيس مقبل ظهر المقاومة، قبل ان يعلن انه في حال تم التوافق على قائد الجيش، فلا مشكلة عندئذ بالسير به، علما ان هذه العبارة الاخيرة هي بحد ذاتها رسالة موجهة لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بحسب مصدر موثوق به.
هذا الكلام قرأت فيه مصادر «القوات» انه فرملة لكل ما قيل عن حراك متسارع لتمرير الرئيس اليوم قبل غد.
وعما يقال ان «القوات» هي التي فرملت الاندفاعة، باعتبار انها تتمنى الانتظار ريثما تنتهي الحرب ايمانا منها بهزيمة حزب الله، وبالتالي بامكانها فرض شروطها الرئاسية كما الرئيس الذي تريد، ردت مصادر «القوات» بالقول: « اذا كان الامر كذلك، فليدع الرئيس بري لجلسة، ومن يخرج من الدورة الثانية يكون متآمرا مع «اسرائيل». وتابعت المصادر: «يجربونا». وتشير المصادر الى انه يبدو ان من اتى من الخارج فرمل اندفاعة بري. في اشارة الى زيارة وزير الخارجية الايراني بيروت والذي اعاد ربط ساحة لبنان بغزة.
ولكن ما دقة ما نقل عن ان النائبة ستريدا جعجع التي كانت اتصلت في الايام الماضية بعيد اغتيال السيد حسن نصرالله بوليد جنبلاط، ناقلة له رسالة بوجوب ان يسير حزب الله اليوم بالرئاسة ، كيلا يخسر اكثر بالمرحلة المقبلة»، واليوم افضل من بعدين». تجيب المصادر المطلعة على جو «القوات» بان الاتصال حصل، لكن موضوعه الاساس لم يكن الملف الرئاسي، انما على خلفية اشكالية كانت حصلت في الشويفات تتعلق بآل حدشيت، ولكن في اطار المكالمة تم التطرق الى الملف الرئاسي، وقالت جعجع ما مفاده «بان اليوم لا يزال هناك امكانية للاتيان برئيس للجمهورية، واليوم اسهل من الغد»، فرد جنبلاط بحسب المعلومات بالقول:  «يجب انتخاب رئيس والقصة عند الرئيس بري».
اما على خط اوساط متابعة لحركة الاتصالات واللقاءات التي اعقبت لقاء عين التينة الثلاثي، فتشير الى انه من غير الصحيح ان بري قصد بكلامه عن الرئيس التوافقي منذ اللحظة الاولى تخليا عن فرنجية، واكبر دليل هو ما كان نقله عنه بوصعب من عين التينة عند الحديث عن مرونة بري بالتخلي عن شرط الحوار، فسئل عندئذ نائب رئيس مجلس النواب: هل هذا يعني تخليا عن ترشيح فرنجية، ليرد الاخير جازما: اطلاقا، فكل الاسماء لا تزال قوية ومطروحة.
وتتابع الاوساط المتابعة، بانه عندما يتحدث الرئيس بري عن وجوب تأمين ال86 صوتا، فهذا يعني عمليا حوارا لتوفير هذا النصاب والاصوات، ما يعني ان بري «باع المعارضة من كيسا».
وتكشف الاوساط ان لا رئيس في لبنان قبل وقف اطلاق النار ووقف العدوان على لبنان كما غزة، لا سيما ان مصدرا موثوقا به مطلعا على جو حزب الله اوضح انه عندما يقال ان الاولوية هي لوقف العدوان، فهذا لا يعني فصلا للجبهات، بل وقفا للعدوان في لبنان كما غزة.
 
وعما اذا كان الحزب مستعدا لتمرير رئيس للجمهورية راهنا قبل وقف النار، يجزم المصدر : اولوية الحزب بمكان آخر، فهي للتصدي للعدوان وافشال مخططه. ما يعني عمليا ان لا رئيس ولا من يرأسون راهنا. ولو ان المعلومات تؤكد ان هناك عملا جادا بالكواليس، لتأمين توافق ال86 صوتا على اسم للرئاسة، الا ان هذا الامر لا يعدو كونه حتى الساعة، الا جهودا وحركة بلا بركة.وفيما حكي الكثير عن ضغط اميركي للاتيان بقائد الجيش الآن رئيسا للجمهورية ، فتجزم اوساط متابعة، بان عون قد يكون الخيار الاول على طاولة «الخماسية»، لكن الاكيد انه ليس كذلك بالداخل اللبناني، كما ان الحديث عن ان اسهم اللواء البيسري او العميد جورج خوري تتقدم باعتبار انها اسماء قد تحظى بشبكة توافق داخلية اكبر من عون نفسه، هي اخبار غير دقيقة. والارجح الا يكون هناك حظوظ للجنرالات الثلاثة تماما، ولا شيء يشير اصلا الى رئيس قبل وقف النار.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قبل وقف النار عین التینة حزب الله

إقرأ أيضاً:

رسالة شديدة اللهجة من الرئيس السيسي: محدش يقدر يهددنا

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر دولة لا يستطيع أحد أن يهددها، وأن مصر دولة كبيرة أوي.

وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل عيد الشرطة الـ 73، في مجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، أنه بفضل الله غير قلق على مصر، ولذلك على الجميع عدم القلق.

ولفت إلى أن هناك أحداثا على الحدود، وهذا يجعل البعض يقلق، ولكن على الجميع بمصر عدم القلق، فهناك مجهود كبير يبذل، وأن مصر لا تأتي على حقوق أحد.

وتابع: "إحنا داخل مصر بنبني ونعمر، ولكن هناك أشخاصا بداخلهم الغل والحقد، وعايزين يخربوا كل حاجة، ويعتقدون أنه بهذه الأشياء يبنون".

ووجه رسالة للمصريين قائلا: "محدش يقدر يقرب من مصر، وأن جيشنا وشعبنا، قوي، وجيش وشرطة مصر قادرين على حماية المواطنين، وحماية مصر".

ولفت إلى أن كل شخص في مكانه وموقعه قادر على حماية من هو مسؤول عنه، وأن هناك تحديات كبيرة لا تنتهي، وهذه طبيعة الدنيا.

ويشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، حفل عيد الشرطة الـ 73، في مجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.

ويمثل عيد الشرطة ذكرى غالية في سجل الوطنية المصرية، ويوافق معركة الإسماعيلية المجيدة التي تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعا عن تراب الوطن.

وتحتفل مصر في ٢٥ يناير الجاري بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، تخليدًا لذكرى معركة الإسماعيلية عام 1952، التي استشهد فيها 50 بطلا، وأصيب 80 من رجال الشرطة والتي أشعلت شرارة ثورة 1952.

ويحتفل المصريون في 25 يناير من كل عام بذكرى عيد الشرطة، ذلك اليوم الذي جسد فيه رجال الشرطة عام 1952، بطولة لم ولن ينساها التاريخ أبد الدهر، بعد أن استشهد فى هذا اليوم نحو 50 بطلا من أبطال الشرطة المصرية، وأصيب 80 آخرون، فى سبيل أداء واجبهم المقدس في الحفاظ على أمن وآمان المواطنين، فكانوا مثالا وقدوة لزملائهم على مر الزمان فى التضحية والتفاني فى العمل؛ حيث كانت منطقة القناة تحت سيطرة القوات البريطانية وفق اتفاقية 1936، والتي كان بمقتضاها أن تنسحب القوات البريطانية إلى محافظات القناة فقط، دون أى شبر فى القطر المصري، فلجأ المصريون الى تنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكبدتها خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة؛ وكان ذلك يتم بالتنسيق مع أجهزة الدولة فى ذلك الوقت.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء السويد يشكر الرئيس السيسي لجهود مصر في وقف إطلاق النار بغزة
  • الرئيس السيسي: مصر تستضيف 9 ملايين ضيف وتوفر لهم نفس الخدمات المقدمة للمصريين
  • الرئيس السيسي: محدش يقدر يقرب من مصر
  • رسالة شديدة اللهجة من الرئيس السيسي: محدش يقدر يهددنا
  • الرئيس السيسي يشهد حفل عيد الشرطة الـ 73
  • في اتصال مع بوتين.. السيسي يشدد على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • السيسي يستعرض جهود مصر لوقف إطلاق النار بغزة في اتصال هاتفي مع بوتين
  • جعجع التقى وفد الرهبانية اللبنانية المارونية
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من مستشار النمسا.. ويناقشان أوضاع غزة وسوريا
  • رئيس المجلس الأوروبي يثمن دور الرئيس السيسي في إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بغزة