في غياب الوسطاء: من يضمن حجم عمق الغزو الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
كتب جورج شاهين في" الجمهورية": أصرّ بعض المسؤولين اللبنانيين في الايام القليلة الماضية ومنبينهم رئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، علىنفي المعلومات التي تحدثت عن طروحات أميركية جديدة نقلهاهوكشتاين منذ أن نقل تحذيره الأكثر جدّية وخطورة بضرورة إعلانوقف النار ومعه حرب «الإلهاء والإسناد » من جانب «حزب الله » والخطوات الضرورية قبل أن تتفلّت الأمور إلى درجة لا يمكنلجمها قياساً على حجم المخاوف التي عبّر عنها في زيارته لبيروتنهاية تموز الماضي التي سبقت اغتيال القائد العسكري للحزبفؤاد شكر قبل ساعات قليلة على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس » إسماعيل هنية في طهران ليل 30 31 تموزالماضي.
وفي المعلومات التفصيلية، قالت المصادر العليمة إنّ رسالة هوكشتاين التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين في 16 ايلول الماضي، والتي ترافقت مع لقاءاته الاخيرة المعلنة للمرّة الاولى فيتل ابيب مع كل من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين
نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت للبحث في ما سمّته المراجعالديبلوماسية والسياسية التطورات على الحدود الإسرائيلية معلبنان، في ظل تصاعد الخلاف داخل الحكومة بين الرجلين،والاقتناع الذي تولّد بأنّها بلغت درجة بات من المستحيل تطويقهاما لم يذهب الجميع الى المواجهة القاسية مع «حزب الله » فيجنوب لبنان وعدم الإذعان لأي دعوة تقود الى وقف النار كما قالعدد من الوزراء المتشدّدين فيها.
وبالفعل، فإنّ العودة الى تلك اللحظات التي سبقت اغتيال الأمينالعام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعشرة ايام تقريباً، كانت كلالتحضيرات قد أنجزت للتصعيد.
وفي الوقت الذي نُقل عن نتنياهو قوله لهوكشتاين بلا اي مواربة ب«انّ الخيارات الديبلوماسية مع لبنان قد طويت نهائياً »، كما نُقلعن غالانت قوله له «إنّ العمل العسكري هو السبيل الوحيد لإعادةسكان الشمال الى بيوتهم ». وهو ما ترجمته تل أبيب في اليومالتالي بتفجير شبكتي النداء «البيجر » واللاسلكي «ووكي توكي» عصر الثلاثاء في 17 ايلول، قبل ساعات قليلة على مغادرةهوكشتاين تل ابيب متوجّهاً الى جهة مجهولة، ولم يعد يُسمع منهاي رأي او نصيحة او معلومة على رغم من تدحرج الأمور الى مايجري في الضاحية الجنوبية منذ تلك اللحظة وصولاً الى اليوم،بما فيها الاغتيالات التي طاولت نصرالله وبقية القياديين فيالحزب بمن فيهم رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفيالدين ومعه مجموعة من قادة الحرس الثوري الإيراني ومنمسؤولين في مواقع حزبية مختلفة، في انتظار ما يؤكّد وينفي ماتعرّضوا له في الضربة التي لم يقترب منها أحد من عمال الإغاثةورفع الانقاض حتى اليوم.
على هذه الخلفيات تركّزت القراءات السياسية والاستراتيجية علىمحاولة فهم العقل الاسرائيلي وما يمكن أن يقوم به الجيش،فبعض الديبلوماسيين الغربيين اعتبروا في قراءتهم لتوغله البريالمحدود في بعض النقاط الحدودية على شكل عمليات كرّ وفرّشكّلت «إنعاشاً » لمعنويات «حزب الله » بعد الضربات التياستهدفت قيادته في الضاحية الجنوبية من بيروت والاراضيالسورية، من دون النظر الى المخاطر المترتبة على اعادة احتلالإسرائيل للمنطقة، وما يمكن أن يستجرّه من مصاعب على مستوى التفاهم المحتمل على تثبيت وتظهير الحدود البرية، لأنّ مثل هذاالواقع الجديد قد يؤدي الى تعقيد الامور امام الحكومة اللبنانيةالتي تسعى لتوفير المخرج من الحرب الذي اقتيد لبنان اليها بلعبةاقليمية من دون أن يكون لها اي رأي فيها. في ظل استغرابمطالبتها بوقف للنار، وهي ليست من اعلن هذه الحرب وقدرفضتها منذ اللحظة الاولى، وانّ المجتمع الدولي هو من أعادالربط بين عمليات الحزب والحكومة اللبنانية بعد انتهاء فترة كانيعفي فيها الحكومات من أفعال المقاومة وقبلها الفلسطينيةونظيراتهما لسنوات خلت.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله: «أمرت بتصفيته»
كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة له خلال مناقشة خاصة في الكنيست حول المحتجزين، عن دعوته لاغتيال حسن نصر الله خلال محادثة أجراها في طريقه إلى نيويورك، حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم».
تفاصيل جديدة بشأن اغتيال حسن نصر اللهوزعم نتنياهو أن أمره باستهداف حسن نصر الله جاء لأنه ليس قائدًا لحزب الله فحسب، بل لأنه «محور المحور»، حيث يعد قوة دافعة لإيران، ويعتبر ثاني أهم زعيم شيعي والابن المدلل للمرشد الإيراني خامنئي، بالإضافة إلى إشرافه على خطة لتدمير إسرائيل.
وأشار نتنياهو إلى أن هناك نقاشًا مشروعًا دار حول إمكانية توسيع نطاق الحملة العسكرية نتيجة لإجراء معين، لكنه فضّل عدم تفصيل هذه المشاكل علنًا، مكتفيًا بالإشارة إلى إطلاع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن عليها، واستعداده لتقديم تفاصيلها للجنة الفرعية، مضيفًا أنه كان هناك حجة مشروعة لهذا النقاش، بالإضافة إلى مطلب بتحديث الهجوم وتنسيقه مع الولايات المتحدة.
أضاف نتنياهو «مع كل الاحترام لصداقتنا مع الولايات المتحدة، فقد رفضت ذلك تمامًا، ولكن كان هناك بالفعل نقاش حقيقي حول السؤال الأول، استمرت هذه المناقشة لاجتماعين لمجلس الوزراء، وكان اللقاء الثاني عشية رحلتي إلى الولايات المتحدة ولم يتبق سوى 20 ساعة على خطابي في الأمم المتحدة، لقد قاطعت الاجتماع وقلت الولايات المتحدة، لن نفعل ذلك (تنسيق الهجوم)».
نتنياهو يفسر كيف أمر بضرب حسن نصر اللهوأوضح قائلاً «على متن طائرة جناح صهيون، وباستخدام نظام الاتصالات المتوفر فيها، تواصلت مع وزير الدفاع ورئيس الأركان بعد ساعتين من إقلاعنا، وأمرتُ بتصفية حسن نصر الله، وبمجرد وصولنا إلى نيويورك، عقدنا اجتماعًا عسكريًا حكوميًا، اتخذنا فيه القرار الذي تم تنفيذه، والباقي كما هو معروف، واستمرينا على هذا النهج منذ ذلك الحين».
وتابع «السؤال المطروح الآن هو: ما هي الخطوة التالية؟ لقد وجهنا ضربات لقادة مهمين في حزب الله، إلا أنني أعتبر استهداف نصر الله أمرًا ضروريًا للنظر فيه».
وأكد رئيس الوزراء أن «الضربة الإسرائيلية ضد حزب الله، الذي وزّع صواريخه على المنازل والمرائب، حققت نجاحًا كبيرًا بتدمير ما بين 70% إلى 80% من ترسانته، لكنها لم تُضعف قدراته بشكل كامل».