تتواصل اللقاءات والمساعي الداخلية من أجل التوافق على الرئيس العتيد للجمهورية من دون ان تفضي حتى الان الى تفاهم، ولو اولي .
في هذا الوقت وجه نواب المعارضة نداء تلاه النائب ميشال الدويهي بحضور 11 نائباً ممثلين لكتل المعارضة من تغييريين، وتجدُّد، وكتلتي «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، طالب فيه النواب من وحدة «المصير والخلاص» عبر الدولة بتجديد موعد فوري ثابت ونهائي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية من قبل رئيس الجمهورية يكون اصلاحياً وسيادياً وانقاذياً يصون الدستور وسيادة لبنان، ثم تشكيل حكومة متجانسة اولوياتها تطبيق الدستور والقرارات الدولية واطلاق عملية التعافي والاصلاح واعادة الاعمار، ونشر الجيش على كافة الاراضي اللبنانية وضبط جميع المعابر الحدودية بمعاونة قوات معززة من اليونيفيل على كل الحدود، والتزام لبنان بالتمسك بعلاقات لبنان الخارجية مع المجتمع العربي واعادة تصويبها والالتزام بالشرعية العربية والدولية وفق وثيقة الوفاق الوطني في الطائف.



وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن العمل لا يزال جاريا على الصعيد الداخلي من أجل التوافق على الرئيس العتيد وقالت ان التمسك بترشيح شخصيات خارج هذا الإطار  قد يطيح بأي تفاهم مطلوب،  على انه إذا كانت هناك من رغبة في انتخاب رئيس توافقي، فإن ذلك يستدعي حصر الشخصيات الحاملة لهذه الصفة لتكون ضمن السباق الانتخابي، ومن المرجح دخول اسماء جديدة على الخط الرئاسي وارتفاع اسهم شخصيات أخرى.
وترى هذه المصادر أن ما من تعارض بين عملية انتخاب رئيس الجمهورية ووقف إطلاق  النار، إذ بأمكان الدعوة سريعا إلى بت الاستحقاق الرئاسي،  أما وقف إطلاق النار فهو اولوية الأولويات.
وكتبت" الديار": حذرت مصادر معنية بهذا الملف، من حسابات خاطئة يمكن ان تؤدي الى فوضى في البلاد، اذا اندفعت بعض القوى الى تنفيذ اجندات خارجية لا تأبه بالاستقرار الداخلي، ولفتت الى ان الرئيس بري منفتح على النقاش حول كافة المواضيع، لكنه نصح البعض بعدم التسرع بالاستنتاجات الخاطئة، كيلا تكون النتائج ســيئة.

وكان الرئيس بري تابع المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع خلال استقباله النائب السابق سليمان فرنجية الذي قال : “مع الأسف كثيرون في لبنان يعتبرون أنه إذا انكسر فريق سيربحون هم، وأنا اعتبر أن انكسار أي فريق في لبنان سيكون كلّ لبنان خاسرًا وخاصة أولئك الذين يراهنون على هذا الانكسار، الكلام هو للميدان”. وأوضح أن “هناك كلاماً كثيراً لكسر المعنويات والإرادة، وأعتقد أن الأيام التي مرت والأيام المقبلة إن شاء الله سوف تؤكد أن الأمور لن تكون لصالح رغبات العدوّ “الإسرائيلي” إنما لصالح لبنان وبعدها “بيفرجها الله” بالموضوع”.
وعن استمرار ترشّحه لرئاسة الجمهورية، قال: “أولًا هناك كلام عن رئيس توافقي، وأنا أعتبر أنه في ظل الانقسام العمودي في البلد إذا أردنا الذهاب إلى رئيس يرضي الجميع يجب أن يكون الرئيس فعليًّا وشرعيًا وليس رئيسًا قانونيًا، وهناك فرق بين الرئيس القانونيّ والرئيس الشرعيّ، نريد رئيسًا مسيحيًا مارونيًا شرعيًا”، وأضاف “شروطنا أن يكون عربيًا وطنيًا مؤمنًا بعروبة هذا البلد روحًا وقلبًا، ويكون مع لبنان ويوحد اللبنانيين حول رؤية واحدة، منْ هو العدوّ ومنْ هو الصديق”.
وعمّا إذا كان الرئيس بري قد طلب منه الانسحاب، قال فرنجية: “الرئيس بري حتّى الآن وحسب ما أوردته إحدى الصحف اليوم، لا يزال داعمًا لترشيحي، نحن كفريق واحد نجلس ونتشاور ونرى كيف يمكن أن نخرج من هذا الجو، لكن الذي حصل أن بعضاً من اللبنانيين وبالتأكيد ليس الرئيس بري، أعلنوا استسلامهم قبل المعركة”، وأضاف “أنا أقول دعونا ننتظر المعركة ونتائجها وبعدها نتشاور ونأتي برئيس وطني، الرئيس بري يقول “جيبوا” الرئيس الذي تتفقون عليه ويؤمن 86 صوتًا، وأنا أقول أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون قد نوافق عليه وقد نرفضه”.
وعن المساعي التي يبذلها الرئيس بري لوقف إطلاق النار، قال: “مصلحتنا أن تربح المقاومة وبعض من في الداخل يراهن على العكس. نحن نقول فلننتظر وقف إطلاق النار على أي أساس يتمّ، عندها نرى كيف نتفاهم، ويجب أن نتفاهم لانتخاب رئيس وطني عربي يحمي ظهر المقاومة ولا يتآمر عليها، ثمّ نتحدث عن السلاح ضمن حوار وطني يوصل إلى نتيجة، لا أن نضرب بعضنا أو نخوّن بعضنا لصالح “إسرائيل” ضدّ إخواننا في الوطن أو شريكنا اللبناني. أنا أعتبر هذا الأمر غريبًا، وهذا يتطلب حوارًا عميقًا”. وسأل “لماذا أصبحنا نكره بعضنا حتّى بتنا نفضل “إسرائيل” على شريكنا اللبناني؟”.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب رئیس الرئیس بری رئیس ا

إقرأ أيضاً:

الحراك السياسي يتقدّم.. هل يلبّي الأفرقاء نداء اللقاء الثلاثي؟!

في وقتٍ تستمرّ الآلة الحربيّة الإسرائيليّة بارتكاب المجازر الوحشيّة والدمويّة على امتداد المساحة الجغرافية اللبنانية، ولا سيما في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أن توفّر مناطق أخرى متى شاءت، تنشط الاتصالات السياسية على أكثر من مستوى، في محاولة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء العدوان، ولكن أيضًا لتحريك الاستحقاقات السياسية المجمّدة، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.
 
ضمن هذه الاتصالات، برز ما وُصِف بـ"اللقاء الثلاثي" الذي عقد قبل أيام في عين التينة، وجمع إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وخرج عنه بيان مشترك أكد التزام لبنان بالنداء الذي صدر عن دول عدّة لوقف إطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701، بالتوازي مع انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة.
 
وعلى الرغم من بعض الانتقادات "الشكلية" للقاء، بمعزل عن مضمونه "الوطني"، فإنّ ما يتّفق عليه الجميع أنّ النداء الذي صدر عنه أسّس لمروحة جديدة من الاتصالات، "أنعشت" في مكانٍ ما الحراك السياسي، بموازاة الجبهات العسكرية المفتوحة على مصراعيها، كما حرّك ملف انتخاب الرئيس، الذي يدرك الجميع ضرورة وجوده لمواكبة مرحلة المفاوضات، فهل يتّحد مختلف الأفرقاء، بمعزل عن خلافاتهم، ليلبّوا "النداء الثلاثي"، إن صحّ التعبير؟
 
أهمية الموقف اللبناني "الموحّد"
 
ينطلق العارفون من الدينامية التي تجلّت في اللقاء الثلاثي بين ميقاتي وبري وجنبلاط، والتي استُكمِلت بمجموعة لقاءات ثنائية عقدت بينهم وبين مختلف الكتل النيابية، للحديث عن موقف جامع أسّس له هذا الاجتماع، يقوم على عناوين وطنية خالصة، لوضع حدّ للعدوان الإسرائيلي المتمادي ضدّ لبنان، قوامها تنفيذ النداء الدولي الذي وافقت عليه عشر دول لوقف إطلاق النار لمدّة 21 يومًا، يصار خلالها إلى استكمال المفاوضات للوصول إلى حلّ دبلوماسي.
 
وعلى الرغم من انتقاد البعض لغياب المكوّن المسيحي عن هذا اللقاء في الشكل، وهو ما يعزوه البعض إلى المواقف المسبقة لبعض الأطراف، ولا يعكس بأيّ شكل من الأشكال رغبة بعزل أيّ طرف، أو إنشاء "جبهة" من أيّ نوع، فإنّ أهميته تبقى في المضمون المتّفَق عليه بين جميع الأطراف، والذي أكّدت عليه القوى المسيحية بعد ذلك، ويقوم على توحيد الجهود من أجل وقف إطلاق النار، والعمل مع المعنيّين من أجل الوصول إلى حلّ دبلوماسيّ.
 
ولعلّ الإشارة الواضحة والصريحة في هذا البيان وما تلاه من مواقف رسمية، إلى القرار الدولي 1701، وضرورة تطبيقه كاملاً، تكتسب أهمية استثنائية، ولا سيما لجهة "إرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطاني؛ ليقوم بمهامه كاملةً بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب"، علمًا أنّ هذا الأمر يشكّل "جوهر" النداء الدوليّ، بما يتيح التعاون الكامل بين الجيش وقوات اليونيفيل، علمًا أنّ هناك من يؤكد انفتاح "حزب الله" على هذا الخيار.
 
انتخاب الرئيس "الوفاقي"
 
في بيان اللقاء "الثلاثي" أيضًا إشارة أثارت اهتمام الكثيرين، في ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية، حيث دعا المجتمعون الشركاء في الوطن إلى "سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يُطمئن الجميع ويُبدّد هواجسهم"، وهو ما فُسّر إيجابًا بالنسبة إلى العارفين، للعديد من المؤشّرات التي توحي بليونة مستجدّة.
 
من هذه المؤشّرات مثلاً الحديث عن رئيس "وفاقي" تحديدًا، بحيث لا يكون محسوبًا على أيّ طرف، وهو ما يمكن أن يُفهَم على أنّه تبنّ لـ"الخيار الثالث" الذي قيل سابقًا إنّه يحظى بدعم دوليّ، ولو أنّ هناك من يصرّ على اعتبار هذا المرشح أو ذاك "وفاقيًا" بشكل أو بآخر، علمًا أنّ الأهمّ من ذلك بحسب كثيرين، عدم الإشارة بالمُطلَق إلى الحوار الذي كان يُعتبَر "شرطًا" للانتخاب، وقد أضحى بحدّ ذاته بندًا خلافيًا على الطاولة.
 
ويقول العارفون إنّ هذه المؤشرات تعكس في مكانٍ ما اقتناع جميع الأطراف بأنّ انتخاب الرئيس الذي يشكّل نقطة تقاطع بين المعسكرين، بات أكثر من ضروري في هذه المرحلة، بمعزل عن كل الخلافات السابقة التي أحاطت بهذا الاستحقاق، ولا سيما أنّ وجود هذا الرئيس لم يعد ترفًا في ظلّ المتغيّرات الكبرى الحاصلة، حتى يكون لبنان حاضرًا على طاولة المفاوضات، وقادرًا على التعبير عن موقف واحد موحّد من الحرب المستمرّة ضدّه.
 
رسم البيان الصادر عن اللقاء الثلاثي، والمتناغم مع النداء الدولي حول الحرب على لبنان، "خريطة طريق" الحلّ الدبلوماسيّ المنشود، بدءًا من وقف إطلاق النار كمدخل لتطبيق القرار الدولي 1701، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون قادرًا على الجمع بين اللبنانيين في إحدى أكثر المراحل حساسيّة وخطورة، خريطة طريق قد لا يكون البديل عنها سوى تعميم "الكارثة" بما لا يقوى أحد على تحمّله!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أفرام: أهم ما يمكن فعله اليوم هو انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن
  • أبي المنى: لموقف موحد وتضامن وطني لوقف إطلاق النار فوراً ونهائياً وتطبيق الـ1701
  • إنماء طرابلس و الميناء: للعمل على إنجاح مشاورات بري وميقاتي
  • الحراك السياسي يتقدّم.. هل يلبّي الأفرقاء نداء اللقاء الثلاثي؟!
  • أيام فاصلة بين الفراغ وانتخاب رئيس
  • قوى المعارضة تطلق اليوم رؤية إنقاذية مشتركة
  • الراعي: انتخاب الرئيس لا يتحمّل أي تأخير أيًّا تكن الأسباب
  • الراعي: انتخاب رئيس للجمهورية يفوق كلّ اعتبار
  • رئيس الجمهورية: “حوار وطني مع نهاية 2025 وبداية 2026”