محمد عبدالجواد يكتب: إيران بين عباءة «الخميني» وبدلة «الشاه»
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
نعيش اليوم مرحلة مخاض انتظاراً لميلاد شرق أوسط جديد تكون فيه السيطرة والسيادة للطرف الأقوى من جميع الوجوه.. فلمن تكون الغلبة؟ كل ما حدث من مقدمات فى العلاقة بين إسرائيل وإيران يقود إلى نتائج كارثية لم يتوقعها حتى أقوى المناوئين لنظام الملالى فى طهران.
مجموعة ضربات وجهتها إسرائيل لإيران نجحت من خلالها فى تقليم أظافرها وقص مخالبها وبتر أذرعها الطويلة فى الشرق الأوسط.
الضربات الإسرائيلية لإيران بدأت باغتيال قاسم سليمانى، مهندس العمليات الإيرانية فى العراق والشام والشرق الأوسط، بأيدٍ أمريكية، واصطياد مجموعة من صفوة القادة العسكريين الإيرانيين بضربات مركزة فى سوريا، ثم إسقاط طائرة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى داخل إيران والقضاء عليه. يد إسرائيل الطويلة وصلت إلى إسماعيل هنية داخل إيران واغتالته، وجاءت اللطمة القوية باغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله وأقوى رجال إيران بالمنطقة، داخل قلعته المحصنة فى الضاحية الجنوبية ببيروت وهى مكان أشبه «بقلعة ألموت»، معقل حسن الصباح.
منظومة حزب الله الحديدية فى تأمين رجاله وقيادته، التى كانت عصية على اختراقات إسرائيل بتأمين إيرانى، تهاوت سريعاً وسقطت بشكل مروع بداية من فضيحة تفجير أجهزة البيجر على مستوى لبنان فى توقيت واحد ثم تصفية حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، واستهداف هاشم صفى الدين، المرشح الأبرز لخلافته، وكأن رجال الموساد يقولون لطهران أنتم فى مرمى نيراننا.
الآن يثور فى الأذهان تساؤل هو الأهم على الإطلاق فى رسم مستقبل الصراع بالشرق الأوسط.. وهو ماذا بقى من رجال إيران فى المنطقة؟
الإجابة واضحة، إنه عبدالملك الحوثى فى اليمن، وبات الوصول إليه مسألة وقت بعد اختراق الموساد للمخابرات الإيرانية وتجنيد عدد كبير من رجالها أبرزهم المسئول عن وحدة إسرائيل فى الجهاز، الذى أمد الموساد بمعلومات قادت إلى كل هذه الجرائم ونجح فى الفرار خارج إيران باعتراف أحمدى نجاد، رئيس إيران الأسبق.
يتهيأ المسرح لإعادة استنساخ «إيران الشاه» ومحو «إيران الخمينى» لتصبح دولة داخل بيت الطاعة الأمريكى وتلعب دور شرطى الغرب فى المنطقة كما كانت من قبل بإغراءات تتضمن السماح لها بدخول نادى الدول النووية تحت الوصاية الأمريكية، مع تقديم حزمة مالية ضخمة للاستثمار لتنشيطها اقتصادياً حتى تضمن واشنطن عدم عودتها إلى نظام ولاية الفقيه.
طموح إيران بعودة حلم الإمبراطورية الفارسية حمل داخله مقومات وأد الحلم فى المهد، فإيران لا تعنيها قضية فلسطين من قريب أو بعيد ولكنها معنية بالتمدد وبسط النفوذ فى دول الجوار، خاصة سوريا والعراق ولبنان، من خلال حزب الله فى لبنان، وفلسطين عبر حماس، واليمن من بوابة الحوثى.
التظاهر بمناوأة أمريكا طوال العقود الماضية كان مجرد غطاء لجنى المكاسب فى الخفاء، ونجحت فيه إيران إلى حد بعيد وحقق الطرفان ما اتفقا عليه، فحصدت أمريكا مكاسب لا تحصى من بلدان الخليج العربى تفوق أضعاف ما منحته لإيران لأن أمريكا أقنعت دول الخليج أن إيران وحش يتحين الفرصة لالتهامها وواشنطن هى حائط الصد الذى يحول بينها وبينهم.
إيران التى تمت إهانتها فى عقر دارها باغتيال رئيسها إبراهيم رئيسى وإسماعيل هنية الضيف، اكتفت فى ردودها بالحرب الكلامية والتهديد والوعيد، وحتى عندما حركت المسيرات وأطلقت الصواريخ على إسرائيل كان الموقف أقرب للشو السياسى لحفظ ماء الوجه فقط.
كل الأحداث الأخيرة تؤشر إلى تحويل الشرق الأوسط إلى أكثر مناطق العالم التهاباً وبؤرة للفوضى الخلاقة وقد تتغير المعادلة بشكل سريع إذا شهد الميدان دخول لاعبين جدد على الخط، خاصة الصين وروسيا، للحفاظ على حظوظهم فى المنطقة لاقتسام السيادة والنفوذ حتى لا تنفرد أمريكا ببسط نفوذها.
يستطيع العرب أن يكونوا رقماً فى المعادلة الصعبة رغم أنف أمريكا وإسرائيل والشريك الإيرانى بل والمشاركة فى إعادة رسم خريطة المنطقة من جديد وفق رؤية تحقق مصالحهم شريطة الالتزام بما لم ينجحوا فى تحقيقه طوال عدة قرون وهو «الوحدة العربية» التى لا نسمع عنها إلا فى أغانى المناسبات الوطنية فقط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام على حرب غزة
إقرأ أيضاً:
إيران تخترق دفاعات إسرائيل عبر هجمات الحوثيين
أثار فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في التصدي لآخر موجتين من الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي على إسرائيل، تساؤلات بشأن مدى استفادة إيران من ثغرات في طبقات الحماية التي تشغلها إسرائيل للتصدي للهجمات الجوية.
وتسبب هجومان خلال الأيام الأخيرة في سقوط صاروخين بشكل مباشر على مناطق مأهولة في إسرائيل، ما أدى لإصابة عدد من الإسرائيليين، وفتح تحقيق حول فشل اعتراض الصواريخ الحوثية.وقال موقع "والا" الإسرائيلي إنه "بعد اعتراض الهجومين الصاروخيين الإيرانيين في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، كان لدى المؤسسة الأمنية شعور بأن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي تم بناؤه باستثمار مليارات الدولارات، سيخلق بالفعل جداراً ضد إيران".
فشلت محاولات اعتراضه.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب تل أبيب - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب، بعد فشل محاولات اعتراضه. وأضاف الموقع: "أُطلقت مئات الصواريخ على إسرائيل، وكانت الأضرار طفيفة، لكن الهجمات الحوثية الأخيرة تثير المخاوف من أن الإيرانيين يعرفون أيضاً كيفية استخلاص الدروس من ساحة الاختبار الكبيرة، سواء في عمليات الإطلاق من إيران نفسها، أو في عمليات الإطلاق الآتية من اليمن التي ينفذها الحوثيون".
ويتكون نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي حالياً من 4 طبقات، صواريخ أرو-3 الاعتراضية، التي تعمل في الفضاء، وصواريخ أرو-2 الاعتراضية، التي تعمل في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية.
كما تضم منظومة الدفاع الجوي منظومة "مقلاع داود"، وهو نظام اعتراض مصمم للتصدي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز، وكذلك منظومة القبة الحديدية، التي من المفترض أن تعترض الصواريخ البدائية والطائرات بدون طيار.
وبحسب الموقع الإسرائيلي "يركز التحقيق الأكثر شمولاً الذي تجريه القوات الجوية بالتعاون مع مديرية الدفاع الجوي بوزارة الدفاع وصناعة الطيران وشركة رافائيل على مسألة الخطأ الذي حدث بالضبط، وخاصة ما إذا كان حادثاً لمرة واحدة أم أنه سلاح يكسر قواعد اللعبة قدمه الإيرانيون للحوثيين". إسرائيل تكشف سبب فشل اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون - موقع 24كشفت القناة 12 العبرية، السبب وراء فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض صاروخ حوثي، أسفر عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب. وأضاف أن "حقيقة العديد من الصواريخ الاعتراضية فشلت في تدمير الهدف تقلل من احتمال حدوث خلل فني في الصواريخ الدفاعية نفسها، ما يشير لاحتمالات أخرى".
وتابع: "التحقيقات الاولية تشير إلى أن الصواريخ التي استخدمتها ميليشيا الحوثي مؤخراً هي تطوير للصاروخ الإيراني القديم شهاب 3، لكن إيران تمتلك أيضاً صواريخ باليستية أكثر تقدماً، مثل "عماد" و"خيبرشكن"، وكلاهما تقول إيران إن لديهما القدرة على الإفلات من الصواريخ الاعتراضية من خلال القدرة على المناورة بعد دخولها الغلاف الجوي".
وبحسب الموقع "من المحتمل أن يكون الإيرانيون قد بدأوا في الأيام الأخيرة بإطلاق صواريخهم الأكثر تطوراً من اليمن، ما يشير إلى احتمال أن يكون الإيرانيون أجروا مزيداً من التغييرات على صواريخهم الباليستية، ويقومون باختبارها في ظروف حقيقية، وتحت غطاء الحوثيين".