رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة تتقدم بالفعل في تفاهمات مع طهران، تشمل الإفراج عن الأموال مقابل الحد من تخصيب اليورانيوم، وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحاول إعادة تأسيس نفسها في الشرق الأوسط، مع التركيز على الصين.

 

وتحت عنوان "إيران والولايات المتحدة اتفقتا على تفاهمات لا تستطيع إسرائيل القلقة منعها"، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل هي الضحية الرئيسية للخطوة الأمريكية الإيرانية، مشيرة إلى أن الاتفاقية لن تكون رسمية، ولكنها تفاهمات بدون اتفاقية موقعة بين البلدين، وتعطي كلاً البلدين ما يريده الطرف الآخر، دون الالتزام رسمياً وبشكل علني.

 

במקום לעסוק בעצם קיומה של ישראל, ממשלת ישראל המנוולת עוסקת בעצם קיומו של "המלך" ומשפחתו...https://t.co/jui91Hdmqg

— פרופ' צ'לו רוזנברג (@CelluRozenberg) August 12, 2023

 

 

تفاصيل الاتفاق

وتقول الصحيفة العبرية، إن الاتفاق قد يحد من التهافت الإيراني على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى وكمية تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية في وقت قصير، مقابل تنازلات ومزايا اقتصادية ستمنحها لها الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، وخصوصاً في ظل الضائقة المالية.
وأكدت الصحيفة أن اتفاق التفاهم غير المكتوب يشمل جوانب أخرى تتعلق بنقل شحنات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، وكبح "الحملة التخريبية" التي تشنها إيران ضد ناقلات النفط في الخليج العربي، ومنع إلحاق الأذى بالعسكريين الأمريكيين والمواطنين في العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط من قبل المجموعات التابعة لإيران، وخصوصاً الميليشيات في العراق وسوريا واليمن.


الاستقرار الأمريكي بالمنطقة

تقول الصحيفة إن هذا الاتفاق الغريب، الذي لم يصرح به أي من الطرفين علناً، يمنح الولايات المتحدة أولاً وقبل كل شيء الاستقرار في الشرق الأوسط، ويبدد مخاوف إدارة بايدن من حرب يمكن أن تندلع في الشرق الأوسط، نتيجة بدء إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90٪، وهجوم إسرائيلي متوقع على المنشآت النووية في إيران.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، تتمنى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ألا يكون هناك صراع نشط في العالم يضطرهما إلى المشاركة فيه، وهو الأمر الذي يتطلب منهما استثمار الموارد العسكرية،  التي استنزفت فعلاً بسبب المساعدات لأوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ميزة أخرى، وهي أن الولايات المتحدة ستجدد مكانتها كقوة رائدة في الشرق الأوسط، "وهذا هو رد واشنطن على الدور الصيني الذي تطور في المنطقة كجزء من المنافسة العالمية".
وقالت يديعوت أحرونوت إن المثير للاهتمام هو أن التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي بدأ تنفيذ بعضها بالفعل، جاءت بعد "مفاوضات فاشلة" جرت سراً برعاية عمان وقطر .

 


الاتفاق السابق

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحبت في مايو (أيار) 2018 من الاتفاقية النووية مع إيران، التي وقعتها الولايات المتحدة والقوى الكبرى في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015، وقيدت هذه الصفقة النووية كمية اليورانيوم التي يمكن لإيران تخصيبها وامتلاكها.
وفي إسرائيل، انقسمت الآراء  بين من اعتبر أن الاتفاق سيئ لمصالح إسرائيل ويسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية عام 2035، وآخرين اعتبروا أنه أقل سوءاً ، ويؤخر برنامج إيران النووي، ويعطي إسرائيل والولايات المتحدة فرصة الاستعداد لخيارات إضافية
 

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران الولايات المتحدة الأمريكية الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ما دلالات هروب حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” من الشرق الأوسط؟

يمانيون – متابعات
تهرب حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” من البحر الأحمر، وتحل محلها الحاملة “روزفلت” لكنها تجد صعوبة في القيام بالمهمة.

وقبل أيام، تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن انتهاء مهمة “روزفلت” ومغادرتها المنطقة، في مشهد يعمق الهزيمة الكبرى للأمريكيين في اليمن.

بعد أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، حركت أمريكا أساطيلها البحرية، وحاملات الطائرات لحماية العدو الصهيونية، كرسائل ردع لمحور المقاومة المساند للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن الضربات اليمنية في البحر الأحمر، وما أعقبها من اعترافات لجنود وضباط “ايزنهاور” أثبتت أن البحرية الأمريكية هزمت بالفعل أمام اليمنيين، وهذا انتصار لم يستوعبه أحد.

ويرى عدد من الخبراء والمحللين العسكريين أن هروب حاملات الطائرات، ومنها “روزفلت” من المنطقة، يحمل الكثير من الرسائل والدلالات، مؤكدين أن الأمريكيين يعيشون حالة من التخبط والفشل الذي تعاني منه قواتها البحرية في هذه المرحلة الساخنة.

هزيمة مسبقة
وفي السياق يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان إن القرار الأمريكي الذي تضمن سحب حاملة الطائرات ثيودور روزفلت من الشرق الأسط وإعادتها إلى القاعدة البحرية الرئيسية في أمريكا هو قرار يأتي ليوضح الصورة أكثر على وجود تخبط كبير في الاستراتيجية البحرية الأمريكية، وفشل مخططاتها التي كانت تنفذها لاحتواء عمليات قواتنا المسلحة، وتوفير الحماية لكيان العدو الصهيوني من أي ردود فعل انتقامية من إيران واليمن، مؤكداً أن سحب هذه الحاملة لا يعكس بالضرورة وجود خطة انتشار جديدة، أو وضع عملياتي جديد تسعى لتنفيذه أمريكا بقدر ما هو تأكيد حقيقي على حالة التخبط والفشل التي تعاني منه قواتها البحرية في هذه المرحلة الساخنة.

ويوضح عثمان في تصريح خاص “للمسيرة” أن حاملة الطائرات “روزفلت” التي تم نقلها خلال الشهرين الماضيين من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط لتكون بديلة عن حاملة الطائرات “ايزنهاور” في البحر الأحمر لم تقدم أي خطوات عملية للذهاب للبحر الأحمر، والمرابطة فيه كما هو مقرر لها، متابعاً: “حيث اتخذت من منطقة الخليج الفارسي نقطة تمركز مستمرة منذ وصولها إلى اليوم، فقد حافظ طاقمها على البقاء ضمن نطاق المسافة الآمنة وعدم الاقتراب مطلقاً من منطقة العمليات التي تفرضها قواتنا المسلحة في شعاع البحرين الأحمر والعربي، وأجزاء من المحيط الهندي”.

ويؤكد أن أمريكا كانت مترددة وعلى قناعة ضمنية بالهزيمة والفشل المسبق لسفينتها الجديدة “روزفلت” في حال تم إرسالها لمنطقة العمليات، خصوصاً وأن تداعيات هزيمة “ايزنهاور” واستهدافها بتلك الطريقة لازالت تدوي في أرجاء غرف خبراء قادة البحرية الأمريكية الذين لم يستطيعوا احتواءها أو معالجتها.

ويكرر التأكيد أن قرار سحب الحاملة “روزفلت” في هذا التوقيت هو قرار يعكس عمق التخبط، والقلق الأمريكي من الدخول في أية مواجهة بحرية جديدة، خصوصاً، وأن قواتنا المسلحة أدخلت أنظمة صاروخية جديدة مضادة للسفن حيز الخدمة، وكان أهما الصواريخ فرط صوتية (هايبرسونيك) التي يمكنها بلوغ سرعات تصل إلى 10ماخ، والافلات من أحدث أنظمة الدفاع الصاروخي، فخصائصها تجعل منها أخطر ذراع نارية يمكن أن تواجهها حاملة طائرات.

ويضيف أن القيادة الأمريكية مدركة جيداً أبعاد هذه التكنولوجيا، وحجم الخطر والتحديات التي يمكن أن تفرضه ضد السفينة “روزفلت”، فكان خيار ابقاء هذه القطعة خارج دائرة الخطر (الخليج الفارسي ) جزءاً رئيسياً من حقيقة القلق والخوف الذي يكتسح القادة الأمريكيون من هول الجحيم الذي يقف أمامهم في البحر العربي والأحمر، موضحاً أنه لم يكن في حساباتهم العملياتية أن تبقى هذه القطعة دون برنامج عمل لمدة طويلة، كما حصل لها حالياً؛ كون لقائها يشكل كفلة باهظة جداً في مسألة الامداد والتموين والصيانة، وما تحتاجه من جوانب لوجستية، وعليه لم يكن لديهم أي خيار سوى سحبها، وإعادتها إلى أمريكا، وهذا ما يمكن أن نفسره في الوقت الراهن.

دلالات كثيرة
من جانبه يقول الخبير الأمني والعسكري اللواء يحيى المهدي إن انسحا ب حاملة الطائرات “روزفلت” من الشرق الأوسط، يحمل دلالات كثيرة، أولها اخفاق الولايات المتحدة الأمريكية في حماية السفن في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تفقد فيها أمريكا السيطرة على باب المندب بسبب العمليات البحرية.

ويؤكد اللواء المهدي في تصريح خاص “للمسيرة” أن القوات المسلحة اليمنية، وعملياتها البحرية، هي من أجبرت حاملة الطائرات الأولى “ايزنهاور” على الانسحاب من الشرق الأوسط، وتذهب إلى فرجينيا، مضيفاً أن الولايات المتحدة الأمريكية توعدت بتصدير حاملة الطائرات “روزفلت”، ولكن الإعلان عن انسحاب وهروب حاملة الطائرات “روزفلت”، فيه دلالة واضحة على فشل الولايات المتحدة الأمريكية فشلاً ذريعاً، في حماية السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة.

ويكمل حديثه: “كما أن هزيمة حاملة الطائرات روزفلت في الشرق الأوسط، وهروبها في باتجاه المحيط الهندي والهادي، يدل على خوف الولايات المتحدة من العمليات الناجحة للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفت المدمرات، واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية، واستهداف السفن المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويزيد: “وكذلك نجاح القوات المسلحة اليمنية في التكنولوجيا الحديثة، المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية بشكل لم يسبق على مدى التاريخ، بعمليات هجومية بحرية مباغته وذات فاعلية كبيرة، وما انسحاب وهروب حاملة الطائرات الأمريكية وروزفلت، وقبلها حاملة الطائرات “ايزنهاور” إلا أكبر دليل على ذلك.

ويؤكد أن هذا الهروب يأتي في ظل التخوف الشديد للولايات المتحدة الأمريكية من اغراق حاملة الطائرات الأمريكية، وانهيار سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، وترسانة أسلحتها التي طالما تغنت بها، وأرعبت العالم.
———————————————————————————-
المسيرة نت – عباس القاعدي

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تدعو طرفي النزاع السوداني إلى الاتفاق على هدنة إنسانية
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة: تهانينا لليمن على كونها أول دولة في الشرق الأوسط تستخدم هذه التقنية
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمنيين بإدخال تقنية اتصالات هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • ما دلالات هروب حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” من الشرق الأوسط؟
  • إيران ترحب بحوار مباشر مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي
  • الرئيس الإيراني يضع شرطا لإجراء محادثات مع أميركا