الولايات المتأرجحة والناخبون المترددون: كيف يدخل المرشح البيت الأبيض؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
تناول تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تأثير الولايات المتأرجحة والناخبين المترددين على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2024، مبينة أن الناخبين المترددين يشملون عمال النقابات والمجتمعات المحافظة التي كانت تدعم ترامب، بالإضافة إلى النساء اللاتي تأثرن بقوانين الإجهاض.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن هناك نحو 150 مليون أمريكي سيصوتون، في غضون شهر واحد فقط، لصالح نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب ليكون أحدهما رئيسا للولايات المتحدة، وذلك في الانتخابات التي يصفها المرشحين بأنها الأهم في تاريخ البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الفائز بالتصويت الشعبي لا يفوز بالضرورة بالبيت الأبيض؛ حيث يعني نظام الهيئة الانتخابية الفريد في الولايات المتحدة أن قوائم الناخبين من الولايات هي من تقرر الفائز. وفي الوقت الذي تصوت فيه معظم الولايات بشكل معروف إما للديمقراطيين أو الجمهوريين، فهناك ولايات قليلة فقط عرضة للتبديل، وهي ما تسمى بالولايات المتأرجحة.
ووفقا لاستطلاعات رأي الصحيفة، فإن هناك سبع ولايات متأرجحة هذه السنة، تشهد كل منها سباقا حادًّ داخل 1.5 نقطة. وهم يمثلون معًا 93 فقط من أصوات الهيئة الانتخابية البالغ عددها 538 صوتًا و18 بالمائة من السكان، لكنهم هدف كل أموال وطاقة حملة ترامب وهاريس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه توجد داخل هذه المجموعة الفرعية من الولايات شريحة أخرى مهمة من الناخبين، وهو المترددون.
وتفيد استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة إبسوس ونشرت هذا الأسبوع أن هذه المجموعة لا تمثل سوى 3 بالمائة من الناخبين المحتملين في الولايات المتأرجحة، وهو عدد ضئيل لكنه يعكس الاستقطاب العميق في أمريكا. وقد يحسم الفوز بأغلبية هؤلاء الأشخاص الذين لم يتخذوا قرارهم بعد نتيجة الانتخابات، مما يمنحهم قوة محتملة هائلة.
وذكرت الصحيفة أن بعض الناخبين الذين لم يحسموا مواقفهم بعد يشملون الناخبين الذكور الذين كانوا سابقًا يميلون نحو اليساري بيرني ساندرز، ولكنهم الآن يبدون انجذابًا نحو ترامب. بالإضافة إلى هؤلاء المحافظين في الضواحي الذين شعروا بالانزعاج من خطاب حملة "اجعلوا أمريكا عظيمة ثانية".
وهناك أيضا بعض الناخبين اللاتينيين الذين يترددون بشأن دعم كامالا هاريس بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، هناك الناخبون الشباب الذين يشعرون بالقلق من كبر سن الرئيس جو بايدن، ولكنهم بدأوا الآن يتجهون نحو هاريس، والعديد من هؤلاء الناخبين هم من النساء باختلاف توجهاتهم السياسية، وخاصة المحافظين، وذلك نظرًا للقيود المفروضة على الإجهاض في السنوات الأخيرة، وهي قضية أساسية في حملة هاريس، وفقا للصحيفة.
وأفادت الصحيفة بأن الحملتين تحاولان أيضًا كسب شريحة أوسع أخرى من الجمهور، ومنهم غير المهتمين بالعملية السياسية. ففي هذا القرن، بلغ متوسط نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الناخبين المؤهلين ما بين 54 بالمائة في سنة 2000 و67 بالمائة في عام 2020، مما يترك مجموعة كبيرة يمكن اجتذابهم.
ويحفز كلا الجانبين على المشاركة في الولايات المتأرجحة، على الرغم من فوز حملة ترامب بسباق التسجيل في معظم ساحات المنافسة.
بنسلفانيا
تعتبر الولاية الأكثر أهمية في ما يسمى بالجدار الأزرق، في إشارة إلى الولايات التي فاز بها الديمقراطيون - الحزب الأزرق - في الانتخابات الرئاسية من سنة 1992 إلى سنة 2012.، إلا أن ترامب قد كسر هذه القاعدة في سنة 2016، ثم فاز الديمقراطيون بهذه الولاية مرة أخرى في سنة 2020.
وتمتد ولاية بنسلفانيا (19 صوتًا انتخابيًا) من فيلادلفيا بالقرب من الساحل الشرقي إلى مدينة بيتسبرغ الصناعية في الغرب، وتعد ساحة المعركة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، والأكثر استطلاعًا، والجائزة الأكبر في الانتخابات بأكملها.
لقد زارت هاريس وترامب ولاية بنسلفانيا مرارًا وتكرارًا وتخطت تكاليف الإعلانات هناك أكثر من أي مكان آخر؛ حيث بلغت 187 مليون دولار و146 مليون دولار على التوالي، وكان ترامب قد أصيب في تموز/ يوليو في محاولة اغتيال بالقرب من بتلر، في الغرب الريفي.
وبينت الصحيفة أن نجاح هاريس يعتمد على إخراج الناخبين الديمقراطيين في أكبر المدن وتحقيق مكاسب في الضواحي الأكثر ثراءً مع الحد من خسائرها أمام ترامب في المناطق الريفية المحافظة، فيما فاز الجمهوريون بمعركة تسجيل الناخبين في الأسابيع الأخيرة.
ميشيغان
كان دعم انخفض بايدن في ميشيغان (15 صوتًا انتخابيًا)، موطن ديترويت ومركز صناعة السيارات الأمريكية، بأقل من 3 نقاط في سنة 2020. وقد حقق الديمقراطيون أداءً قويًا هناك في انتخابات التجديد النصفي لسنة 2022، عندما أعيد انتخاب الحاكمة جريتشن ويتمر وأيد الناخبون بأغلبية ساحقة إجراءً لحماية حقوق الإجهاض.
وبرزت ميشيغان أيضا كمركز للمقاومة لموقف إدارة بايدن بشأن حرب إسرائيل في غزة، حيث أثار ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين الهائل غضب الناخبين العرب الأمريكيين والتقدميين في مدن الكليات مثل آن أربور، وقد تحتاج هاريس إلى تعويض الانشقاقات عن حزبها.
ويشكل العمال ذوي الياقات الزرقاء أيضًا محورًا لكلا الحملتين في ميشيغان، فبينما تتباهى هاريس بدعمها لصناعة السيارات الكهربائية الجديدة والدعم الفيدرالي للتصنيع، هاجم ترامب الديمقراطيين لتعريض وظائف ميشيغان للخطر من أجل مكافحة تغير المناخ، لذلك ستكون الضواحي الثرية المحيطة بديترويت وجراند رابيدز محورية في الانتخابات.
ويسكونسن
ووصفت الصحيفة ولاية ويسكونسن (10 أصوات انتخابية) بأنها ساحة معركة ساخنة بشكل خاص مع مشاركة سياسية عالية وانقسامات أيديولوجية شرسة: ففي سنة 2020، كان لديها أعلى نسبة إقبال على التصويت من أي ولاية متأرجحة.
وقد اختار الحزب الجمهوري ميلووكي، أكبر مدينة في الولاية، لعقد مؤتمره لترشيح ترامب، وسافرت هاريس إلى ميلووكي خلال المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو لعقد تجمعها الخاص. ويشكل الناخبون في ويسكونسن من البيض عددًا أكبر مقارنة بالولايات الأخرى المتأرجحة، لكن التقليد القوي لتنظيم النقابات قد يفيد هاريس، التي ستحتاج أيضًا إلى تأمين دعم قوي في العاصمة ماديسون، بين موظفي الولاية وطلاب جامعة ويسكونسن.
ولفتت الصحيفة إلى أن كلتا الحملتين ستركزان أيضًا على ضواحي ميلووكي الجمهورية التقليدية في مقاطعة واكيشا، والتي تحسن فيها نسبة التصويت لصالح بايدن في سنة 2020 عن التصويت لصالح هيلاري كلينتون في سنة 2016، وفي المدن ذات الميول الديمقراطية الحاسمة بالقرب من الحدود مع مينيسوتا.
وقالت الصحيفة إن أحد العوامل المؤثرة في مناطق الأراضي الزراعية في ويسكونسن سيكون المواقف تجاه التعريفات الجمركية التي يخطط لها ترامب؛ حيث تضرر مزارعو الولاية بشدة من سياسات التجارة الجمهورية خلال فترة ولايته في البيت الأبيض.
جورجيا
كان بايدن أول ديمقراطي يفوز بولاية جورجيا (16 صوتًا انتخابيًا) منذ الانتخابات التي فاز بها بيل كلينتون في سنة 1992، ثم تبع ذلك فوز حزبه بانتخابات مجلس الشيوخ المحورية في سنة 2021، مما منح الديمقراطيين السيطرة على المجلس.
وأوضحت الصحيفة أن الديمقراطين اكتسبوا دعمًا متزايدًا في ضواحي أتلانتا - التي كانت جمهورية سابقًا - بسبب عمليات التصويت القوية في المدينة نفسها، وكذلك في سافانا وأوغوستا. وأصبح السناتور الديمقراطي الأمريكي رافائيل وارنوك، القس في كنيسة أتلانتا - حيث اعتاد زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج جونيور أن يخطب - دافعًا محوريًا للقاعدة الديمقراطية.
لكن بقية مناطق جورجيا لا تزال محافظة بأغلبية ساحقة. وقد حقق ترامب أيضًا نجاحات مع السكان السود في جورجيا، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد، كما تربطه علاقة متوترة مع الحاكم الجمهوري بريان كيمب، الذي رفض مساعدته في قلب نتيجة انتخابات 2020، على الرغم من أن كيمب قد أيد ترامب الآن.
كارولينا الشمالية
وذكرت الصحيفة أنه لم يفز أي ديمقراطي بالانتخابات الرئاسية في ولاية كارولينا الشمالية (16 صوتًا انتخابيًا) منذ انتخاب باراك أوباما في سنة 2008، والذي حصل على أغلبية أصواتها.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن هاريس تخوض الانتخابات بقوة في ولاية كارولينا الشمالية كما هو الحال في جورجيا، مدفوعة بقوتها في مدن الجامعات المسماة مثلث الأبحاث رالي ودورهام وتشابل هيل وكذلك شارلوت وجرينسبورو، وهي المناطق الحضرية الكبرى الأخرى.
لقد اهتزت الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري بسبب فضيحة تتعلق بمارك روبنسون، الذي أشاد به ترامب وأيده في الترشح لمنصب حاكم ولاية كارولينا الشمالية. فقد أشار روبنسون على لوحة رسائل إباحية إلى نفسه على أنه "نازي أسود!" وأيد إعادة العبودية، إلى جانب العديد من التعليقات الأخرى المصورة، وفقًا لتقرير شبكة سي إن إن.
وإلى جانب ذلك، فإن الورقة الرابحة الكبرى في المعركة من أجل ولاية كارولينا الشمالية هي ما إذا كان الدمار الذي خلفه إعصار هيلين في الجزء الغربي من الولاية سيؤثر على أنماط التصويت أو نسبة المشاركة.
أريزونا
وإذا اكتسح أي من هاريس أو ترامب "الجدار الأزرق" ومناطق المعارك في الجنوب الشرقي، فستكون الانتخابات قد انتهت بحلول الوقت الذي يتحول فيه التركيز إلى الغرب. ولكن إذا كانت النتيجة منقسمة شرق نهر المسيسيبي، فإن ولايتين تتسمان بالنمو السكاني السريع وحصة كبيرة من الناخبين من أصل إسباني يمكن أن تحسم السباق.
لقد ضم بايدن ولاية أريزونا التي كانت ذات يوم ولاية محافظة (11 صوتًا انتخابيًا) إلى حظيرة الديمقراطيين في سنة 2020.
ولكن باعتبارها الولاية الوحيدة في ساحة المعركة على الحدود مع المكسيك، فإن ولاية أريزونا تقع على خط المواجهة في معركة حول الهجرة، وهي من بين أكبر قضايا الانتخابات. وقد دأب ترامب على مهاجمة هاريس باستمرار لترؤسها موجة من الهجرة، ووعد بترحيل جماعي للأشخاص الذين لا يحملون وثائق إذا فاز.
وتُظهر الخرائط أن المناطق ذات الأغلبية اللاتينية في أريزونا تأرجحت بشكل طفيف نحو ترامب، ولكن مزيجًا من الارتفاع الحاد في نسبة المشاركة في الانتخابات وميلها المسبق المؤيد للديمقراطيين يعني أنها لا تزال تضيف أصواتًا جديدة للديمقراطيين أكثر من الجمهوريين.
وكانت هاريس، التي زارت بلدة حدودية في ولاية أريزونا أواخر الشهر الماضي، قد انتقدت ترامب لعرقلته تسوية بين الحزبين في الكونغرس هذه السنة كان من شأنها تشديد القيود على الهجرة، فقط حتى يتمكن من القيام بحملة انتخابية حول هذه القضية.
وقالت الصحيفة إن الديمقراطيين نجحوا في السنوات الأخيرة في الاستحواذ على أصوات الجمهوريين من التيار الرئيسي المستائين من ترامب، لكن الجمهوريين استطاعوا تحقيق مكاسب بين اللاتينيين. ومن المرجح أن يكون مصير مقاطعة ماريكوبا، التي تضم مدينة فينيكس وضواحيها، حاسمًا في نتيجة الولاية.
ويأمل الديمقراطيون أيضًا أن يؤدي إجراء مطروح للاقتراع في تشرين الثاني/ نوفمبر لإدراج الحق في الإجهاض في دستور الولاية إلى زيادة الإقبال على هاريس. وفي الوقت الحالي، يسمح قانون الولاية بالإجهاض حتى الأسبوع الخامس عشر من الحمل.
نيفادا
صوتت ولاية نيفادا (ستة أصوات انتخابية)، وهي موطن مدينتي لاس فيغاس ورينو للقمار، للديمقراطيين في كل انتخابات رئاسية منذ سنة 2004. لكنها تعد من الولايات ذات ثقل انتخابي ضعيف بالنسبة لهاريس، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المكاسب التي يحققها ترامب بين الناخبين من أصل لاتيني، ولأن اقتصاد الولاية كان قاسيًا بشكل خاص على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
وقد فاق معدل التضخم في المنطقة المعدل الوطني في السنوات الأخيرة، في حين أن معدل البطالة البالغ 5.4 بالمائة هو الأعلى في أي ولاية أمريكية، مما يقوض من قوة هاريس الاقتصادية.
وتنبع نجاحات الديمقراطيين في ولاية نيفادا من عملية إقبال ناجحة حول لاس فيغاس حشدتها نقابة عمال الطهي. وإذا نجحت مرة أخرى، فقد يساعد ذلك هاريس في تعويض بعض نقاط الضعف الأخرى في نيفادا. ولكن مع بقاء شهر واحد فقط قبل يوم الانتخابات، فإن النتيجة في نيفادا - والسباق الرئاسي نفسه - غير مؤكدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الانتخابات الرئاسية ترامب هاريس الولايات المتحدة الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية ترامب هاريس الولايات المتارجحة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ولایة کارولینا الشمالیة الانتخابات الرئاسیة الولایات المتأرجحة فی الانتخابات فی الولایات الصحیفة أن فی سنة 2020 فی ولایة أصوات ا
إقرأ أيضاً:
أول رد من البيت الأبيض على مخرجات القمة العربية الطارئة بشأن غزة
أثارت القمة العربية الطارئة المنعقدة، أمس الثلاثاء بالقاهرة، ترقب الجيع وسط حالة من الصمت، لمعرفة رد البيت الأبيض على المخرجات التي انتهت بها القمة.
أول رد من البيت الأبيض على مخرجات القمة العربية الطارئةعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريان هيوز، على مخرجات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة أمس الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن خطة إعادة الإعمار العربية «لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا ولا يمكن للسكان العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة»، وأشار هيوز إلى أن «الرئيس ترامب متمسك بمقترحه الخاص بإعادة بناء غزة خالية من حماس».
وأردف المتحدث باسم البيت الأبيض: «نتطلع إلى مزيد من المحادثات لإحلال السلام في الشرق الأوسط».
رد إسرائيل على مخرجات القمة العربية الطارئةمن جانبها، أعلنت إسرائيل، أمس الثلاثاء، رفض مخرجات القمة العربية الطارئة التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة، بشأن إعادة إعمار غزة، متذرعة بأن البيان الختامي لم يتناول حقائق الوضع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان لها، إن «البيان الختامي لقمة القاهرة حول غزة اعتمد على السلطة الفلسطينية والأونروا وكل منهما فاسدة وتدعم الإرهاب»، على حد تعبير البيان.
وأضاف البيان الإسرائيلي أن بيان القمة العربية « يبقى متجذراً بوجهات نظر عفا عليها الزمن، والآن يجب تشجيع سكان غزة على فكرة الرئيس الأمريكي ترامب».
مخرجات القمة العربية الطارئةوالجدير بالذكر أن، القمة العربية الطارئة، كانت قد قررت عدد من المخرجات تمثلت فيما يلي:
1- التأكيد على أن الخيار الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين ويضمن الأمن لجميع شعوب ودول المنطقة بما في ذلك إسرائيل، استناداً لمبادرة السلام العربية للعام 2002 التي تعبر بثبات ووضوح التزام الدول العربية حل جميع أسباب النزاع والصراعات في المنطقة لإحلال السلام والتعايش المشترك، وإقامة علاقات طبيعية قائمة على التعاون بين جميع دولها. والتأكيد على رفضنا الدائم لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.
2- تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وفي سياق العمل على إنهاء كافة الصراعات بالشرق الأوسط، مع تأكيد الاستعداد للانخراط الفوري مع الإدارة الأمريكية، وكافة الشركاء في المجتمع الدولي، لاستئناف مفاوضات السلام بغية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية.
3- تأكيد الموقف العربي الواضح، والذي تم التشديد عليه مراراً، بما في ذلك بإعلان البحرين الصادر في 16 مايو 2024، بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوي، باعتبار ذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا.
وكذلك إدانة سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه، مع التشديد علي ضرورة التزام إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي ترفض أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية في الأرض الفلسطينية.
4- إدانة القرار الصادر مؤخراً عن الحكومة الإسرائيلية بوقف ادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة، والتأكيد على أن تلك الإجراءات تعد انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، والاعراب عن رفض استخدام إسرائيل لسلاح الحصار وتجويع المدنيين لمحاولة تحقيق أغراض سياسية.
5- التحذير في هذا السياق من أن أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخري بالمنطقة، وبما يعد تهديداً واضحاً لأسس السلام في الشرق الأوسط، وينسف آفاقه المستقبلية ويقضي على طموح التعايش المشترك بين شعوب المنطقة والتأكيد في هذا الصدد على الجهود التي تقع على عاتق المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية في مواجهة مخاطر التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
6- اعتماد الخطة المقدمة من جمهورية مصر العربية - بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية واستناداً إلى الدراسات التي أجريت من قبل البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة - بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، والتأكيد على أن كافة هذه الجهود تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان
7- التأكيد على الأولوية القصوى لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمرحلتيه الثانية والثالثة، وأهمية التزام كل طرف بتعهداته، وخاصة الطرف الإسرائيلي، وبما يؤدي إلى وقف دائم للعدوان على غزة وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، بما في ذلك من محور "فيلادلفي"، ويضمن النفاذ الآمن والكافي والآني للمساعدات الإنسانية والإيوائية والطبية، دون إعاقة وتوزيع تلك المساعدات بجميع أنحاء القطاع، وتسهيل عودة أهالي القطاع إلى مناطقهم وديارهم، والتنويه إلى الدور الإيجابي الذي اضطلعت به ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين بالتعاون مع جمهورية مصر العربية ودولة قطر، والبناء على تلك الجهود بالعمل مع الرئيس الأمريكي على وضع خطة تنفيذية متكاملة لمبادرة السلام العربية
8- الترحيب بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار.
9- التنسيق فى إطار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة لإجراء الاتصالات والقيام بالزيارات اللازمة للعواصم الدولية من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره. وكذلك تكليف وزراء الخارجية العرب والامين العام للجامعة بسرعة التحرك على المستوى الدولي، لاسيما بالأمم المتحدة ومع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بالتنسيق مع العضويين العربيين غير الدائمين بمجلس الامن الجزائر والصومال، في اطار جهودهما الملموسة في دعم القضايا العربية بوجه عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص، وذلك لبحث التحركات والإجراءات التي يمكن اتخاذها في مواجهة المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وكذلك العمل على حشد الضغوط الدولية لفرض انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة، بما فيها في سوريا ولبنان، وذلك عبر التنسيق اللازم من خلال مجالس السفراء العرب وبعثات الجامعة العربية بالعواصم المختلفة.
10- الترحيب بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة، تجسيداً للوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وكذلك تثمين الطرح المقدم من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية لتأهيل وتدريب كوادر الشرطة الفلسطينية بما يضمن قدرتها على أداء مهامها في حفظ الأمن في قطاع غزة على الوجه الأكمل، مع التأكيد في هذا الصدد أن ملف الأمن هو مسؤولية فلسطينية خالصة، ويتعين أن يدار من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وحدها وفقاً لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد، وبدعم كامل من المجتمع الدولي.
11- دعوة مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام تسهم في تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية.
12- الترحيب بجهود دولة فلسطين المستمرة في إطار الإصلاح الشامل وعلى جميع المستويات، والعمل على بناء مؤسسات قوية ومستدامة قادرة على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، وسعيها لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، في أسرع وقت ممكن، عندما تتهيأ الظروف، ومواصلة القيادة الفلسطينية، عبر برنامج الحكومة، تنفيذ إصلاحات جوهرية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات العامة والنهوض بالاقتصاد وتمكين المرأة والشباب وتعزيز سيادة القانون ومبادئ الشفافية والمساءلة والتنويه بأن جهود الإصلاح داخل دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي خطوات ضرورية لتمكين المؤسسات الوطنية الفلسطينية من أداء مهامها بفعالية في مواجهة التحديات، والحفاظ على وحدة القرار الوطني، وتعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود وتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال. والتأكيد على أهمية توحيد الصف الفلسطيني ومختلف الأطراف الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
13- المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية بما في ذلك الاستيطان والفصل العنصري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتدمير البنى التحتية والاقتحامات العسكرية للمدن الفلسطينية، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وتأكيد الرفض الكامل، والإدانة لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين داخلياً من مخيمات ومدن الضفة الغربية أو لضم أجزاء من الضفة تحت أي مسمي أو ذريعة، الأمر الذي يهدد بتفجير الموقف برمته بشكل غير مسبوق، وبما يزيد الوضع الإقليمي اشتعالا وتعقيدا.
14- الدعوة، مع حلول شهر رمضان المبارك، إلى خفض التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عبر وضع حد للخطابات والممارسات التي تحرض على الكراهية والعنف والتي تدينها بشدة والمطالبة بضرورة السماح للمصلين بالوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان، وبما يحافظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة والتأكيد على ضرورة احترام دور إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات، والتأكيد أيضا على دور لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف.
15- دعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية، باعتبارها رئيسا للجنة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة والاتحاد الأوروبي، والنرويج، والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والمقرر عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 2025 يونيو
16- التأكيد على الدور الحيوي الذي لا بديل عنه لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للقيام بولايتها الممنوحة لها بموجب قرار الأمم المتحدة بإنشائها في مناطق عملياتها الخمس وبالأخص
في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، ودعوة المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام إلى تقديم الدعم السياسي والقانوني والمالي لها لضمان استمرارها في أداء مهامها، ومطالبة الأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم إزاء تعطيل دور إحدى وكالاتها المتخصصة عن ممارسة مسؤولياتها وواجباتها الإنسانية، ورفض أي محاولات أو إجراءات لتقليص دورها أو إلغائها، ضمن الخطط الممنهجة لتصفية قضية اللاجئين، أصحاب الحق في العودة إلى بلادهم، مع التشديد في هذا السياق على إدانة التشريعين اللذين أقرهما الكنيست الإسرائيلي في أكتوبر 2024 لحظر وكالة "الأونروا"، وهي الخطوة الإسرائيلية التي تعكس استخفافاً مرفوضاً بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي برمته.
17- الدعوة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، لإنشاء صندوق دولي لرعاية أيتام غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، والذين يناهز عددهم نحو 40 ألف طفل وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين لاسيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم، وتشجيع الدول والمنظمات على طرح مبادرات ذات صلة أسوة بمبادرة "استعادة الأمل "الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة.
18- حث الدول على الالتزام بتنفيذ الرأيين الاستشاريين لمحكمة العدل الدولية وأوامرها بشأن جرائم إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، مع التشديد على ضرورة ملاحقة جميع المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني من خلال آليات العدالة الدولية والوطنية والتذكير بأن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم. وتحميل إسرائيل المسئولية القانونية والمادية عن جرائمها في غزة وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة.
19- تكليف لجنة قانونية من الدول العربية الأطراف باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، لدراسة اعتبار تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه والطرد والنقل الجبري والتطهير العرقي والترحيل خارج الأرض الفلسطينية المحتلة، وخلق ظروف معيشية طاردة للسكان من خلال التدمير واسع النطاق والعقاب الجماعي والتجويع ومنع وصول الغذاء ومواد الإغاثة، جزء من جريمة الإبادة الجماعية.
20- التأكيد على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان إلى الحدود المعترف بها دولياً، وبتسليم الاسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949، والوقوف مع الجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها.
21- إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية والتوغل داخل أراضيها والذي يُعد خرقا فاضحا للقانون الدولي وعدوانا على سيادة سوريا وتصعيدا خطيرا يزيد من التوتر والصراع، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك الفوري لتطبيق القانون الدولي وإلزام إسرائيل وقف عدوانها والانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها في خرق واضح لاتفاق الهدنة للعام 1974، وإعادة التأكيد على أن هضبة الجولان هي أرض سورية محتلة، ورفض قرار إسرائيل ضمها وفرض سيادتها عليها.
22- تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بمتابعة تنفيذ هذا البيان وعرض تقرير بشأنه على القمة العربية في دورتها العادية الـ 34 القادمة.
23- تقديم الشكر لجمهورية مصر العربية على استضافتها لمؤتمر القمة الطارئ.
اقرأ أيضاًمدبولي يشيد ببيان القمة العربية بشأن اعتماد خطة مصر لإعادة إعمار غزة
«هُنا القاهرة».. سياسي لـ«الأسبوع»: القمة العربية تؤكد مساعي مصر لتوحيد كلمة العرب تجاه غزة
البيت الأبيض يرحب بمساهمات القمة العربية غير العادية في القاهرة