إجماع شاذ علي أن الشعب هو المسؤول الأول عن الحرب والدكتاتوريات القادمة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
إجماع شاذ علي أن الشعب هو المسؤول الأول عن الحرب والدكتاتوريات القادمة:
لا نستغرب كراهية أخوان المؤتمر الوطني لثورة ديسمبر فمن الطبيعي أن تكره أي مجموعة القوي التي تطيح بحكمها.
ولكن من التطورات الأسيفة في مشهد ما بعد الحرب بروز خطاب من خارج دوائر الأخوان يتهم ثورة ديسمبر بانها سبب إندلاع الحرب والخسائر الناجمة.
ولكن الأكثر غرابة بروز إتجاه شبيه في دوائر لا توالي الجنجويد ولكنها تسعي لعزل الجيش بدون تقديم أي بديل عملي للدفاع عن مواطن يواجه التشريد والإغتصاب والنهب. هذا المنحي يسعي لتثبيط عزم الشعب علي التصدي للجنجويد بالتصريح والتلميح إلي أن أي إنتهاكات مستقبلية محتملة قد تعقب إنتصار الجيش سيكون مسؤولا عنها كل من وفر سهامه في فترة الحرب وفضل تصويبها تجاه الجنجويد إلي حين وضع حد لاغتصابهم للجسد والمال والدار والكرامة.
ولا أدري بأي منطق يمكن إدانة إنسان يرفض الغزو الجنجويدى في هذه اللحظة عن جرائم قد يرتكبها في المستقبل جيش أو براؤون أو مجموعات أخري تسانده.
هذا توجه يائس ومفلس فكريا وأخلاقيا لانه ببساطة لا يحمي الشعب ثم يحرمه من حقه الطبيعي في الدفاع عن وجوده بما يري من الوسائل في لحظة قرب تضاءلت فيها الخيارات البديلة حد التلاشي. فهذا الخط جاهز لإدانة قطاعات واسعة من الشعب عن جرائم مستقبلية محتملة حتي لو حدثت لا علاقة منطقية لهذه القطاعات بها اللهم إلا إذا كانت الجريمة المضمرة في دواخل أصحاب هذا التوجه هي رفض الشعب لموقف الحياد والمساواة بين جيش وجنجويد أخرجوهم من ديارهم وأذلوهم.
كما ان الأوساط المدنية الموالية للجنجويد بنفس الإفلاس الفكري والأخلاقي قد جهزت أقلامها لإلقاء اللوم في المستقبل علي نفس القطاعات الرافضة للمشروع الجنجويدى في حالة ظهور أي دواعش أو بوكو حرام أو مجموعات إسلامية عابرة للحدود.
من الغريب لوم كتاب المؤتمر الوطني للشعب علي إندلاع الحرب من حبهم للسلطة. ومن الغريب أيضا جاهزية مدنيي الدعم السريع لتحميل التصدي للغزو مسؤلية ظهور جماعات إسلامية في المستقبل من حبهم للمشروع الجنجويدى. ولكن أغربهم جماعات وطنية التي لا هي مؤتمر وطني ولا هي داعمة للجنجويد ولكن أعمتها كراهية الجيش عن سوءات الجنجويد وخطرهم حتي بعد العنف الجنسي غير المسبوق وتشريد وفقر ملايين السودانيين.
تتعدد المدارس السياسية في السطح ولكن العقل واحد. فهذا إجماع برجوازية صغيرة تدين الشعب وتعتبره المسؤول الأول عن الحرب والدكاتوريات القادمة. ولسان الحال هو أن كل من يخالف توجهي مجرم ولو صعبت إدانته حاليا فمن الممكن إدانته عن جرائم يرتكبها أخرون في المستقبل ولا يهم إثبات الجريمة بالمنطق.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی المستقبل
إقرأ أيضاً:
برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء.. اجتماع للجنة التحضيرية للمؤتمر الـ3 “فلسطين قضية الأمة المركزية”
يمانيون/ صنعاء ناقشت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في اجتماعا اليوم برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، سير الأعمال التحضيرية للمؤتمر الذي سينطلق في الـ ٢٢ من شهر رمضان.
واستعرض الاجتماع، الذي ضم وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد المولَّد، ونائبه نبيه أبو شوصاء ووكيل الوزارة علي هضبان، ورئيسي جامعتي صعدة الدكتور عبدالرحيم الحمران والبيضاء الدكتور أحمد العرامي وعددًا من ممثلي الجهات المشاركة مستوى إنجاز اللجان التخصصية للمهام المكلفة بها.
وفي الاجتماع تطرق رئيس اللجنة التحضيرية- رئيس جامعة صعدة، ونائب رئيس اللجنة التحضيرية رئيس جامعة البيضاء إلى ما تم إنجازه من الوثائق والأبحاث وأوراق العمل التي سيقدمها الباحثون المشاركون سواء من اليمن أو من الجامعات ومراكز الأبحاث في عدة دول.
وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء على الأهمية التي يمثلها هذا المؤتمر الذي أضحى محطة علمية سنوية، تجسد اهتمام قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمجلس السياسي الأعلى، بقضية الأمة المركزية “فلسطين”.
وحث الجميع على بذل أقصى الجهود لضمان إنجاح فعاليات المؤتمر، بما يسهم في نصرة الشعب الفلسطيني وفضح جرائم العدو الصهيو أمريكي بحق أبناء غزة وكل البلدات الفلسطينية المحتلة، وتعرية الأنظمة العميلة الداعمة والمساندة للعدو، والمتخاذلة عن القيام بواجبها الديني والإنساني لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني ومواجهة مؤامرات تصفية القضية وتهجير أبناء فلسطين.