اعترافات لجولدا مائير حول نجاح «الصقور المصرية» في خداع إسرائيل قبل حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
قبل حرب السادس من أكتوبر والانتصار المصري العظيم، كانت رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي جولدا مائير تجتمع بشكل مستمر مع مجموعة من القادة العسكريين، الذين تعتمد عليهم وتثق في قراراتهم في مطبخ منزلها، لتبادل الرأي والمعلومات الاستخباراتية عن الجيش المصري، وبعد الهزيمة الساحقة، كتبت مائير عن فشل مطبخها السياسي في مذكراتها بعنوان «نهاية الطريق».
ومن بين القادة المتواجدين داخل مطبخ جولدا كان وزير الدفاع لجيش الاحتلال موشي ديان، والقائدان في جيش الاحتلال يغآل ألون ويسرائيل غاليلي، بالإضافة إلى جنرالات وخبراء في الأمن والقضايا العسكرية.
كانت رئيسة الوزراء الإسرائيلية تجتمع معهم للبحث في كيفية إدارة الحرب والعمل على هزيمة الجيش المصري، واجتمعت «جولدا» مع القادة والمسؤولين 17 مرة خلال حرب أكتوبر، وشارك في معظم جلسات هذه المجموعة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي دافيد اليعازر وعدد من جنرالات هيئته.
فشل استخباراتيوكان المسؤولون في المطبخ السياسي يستعرضون نتائج المعركة الجوية التي جرت بين سوريا ودولة الاحتلال في سبتمبر، أي الشهر السابق للحرب، وأكدت المخابرات الإسرائيلية لجولدا عدم قدرة القوات المحتشدة على القيام بأي هجوم، وعدم جاهزية الجيش المصري لمواجهة جيش الاحتلال.
مفاجأة للمخابرات الإسرائيليةوخلال الاجتماع، وكما تقول جولدا مائير في اعترافاتها، أكد جميع أعضاء المطبخ لها أن الموقف العسكري يتلخص في أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم سواء من مصر أو سوريا، مؤكدين أن القوات المصرية المحتشدة في الجنوب لم يتعدَ دورها المناورات المعتادة.
أكملت «جولدا» في اعترافها أن كل القادة المتواجدين داخل المطبخ لم يجدوا أي ضرورة لاستدعاء قوات الاحتياطي، ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع، مشيرة إلى نجاح الجيش المصري في خداع المخابرات الإسرائيلية.
قبل الحرب بيومفي يوم 5 أكتوبر، قبل الحرب بيوم، عقدت «مائير» اجتماعًا آخر لمطبخها السياسي لإعادة بحث الموقف، وخلال الاجتماع، اقترح مسؤول عسكري استدعاء قوات الاحتياط وإعلان التعبئة العامة، ولكن «جولدا» رفضت، وعبرت بعد ذلك عن ندمها الشديد، وقالت: «كان من واجبي أن أستمع إلى إنذار قلبي وأوافق على الاقتراح وأسمح بالتعبئة».
وأكدت «جولدا» أن المخابرات المصرية خدعت إسرائيل بشكل مبهر، وليس من المنطق أن تأمر بالتعبئة مع وجود تقارير من المخابرات الإسرائيلية العسكرية تشير إلى عدم الحاجة لذلك.
وفي تمام الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 6 أكتوبر، تلقت «مائير»، كما تقول في اعترافاتها، معلومات بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجومًا مشتركًا في وقت متأخر بعد ظهر نفس اليوم، وأكدت «جولدا» ندمها الشديد على فشلها الذي لا يبرر، مشيرة إلى استمرار حلم الفشل في مطاردتها بقية حياتها.
وعبرت جولدا عن فشلها في مذكراتها، قائلة: «كان يبدو لي في بعض الأحيان أن كل ما وقع في يوم ممتد لا نهاية له هو كابوس، وكنت أريد لهذا اليوم أن ينتهي، وطغى الضيق على صدري إزاء انهيار التضامن داخل دوائر الحرب».
وأردفت «جولدا»: «لقد كرهت ذلك الحديث الذي لا يتسم بالمسؤولية عما يُدعى بحكومة المطبخ، التي افترضوا أنها قد حلت محل الحكومة إلى حد ما. وذلك عندما تصرفت كهيئة لصنع القرارات، لقد كان من الطبيعي أن أبحث عن النصيحة لدى الناس الذين كنت أكن تقديرًا لأحكامهم، لكن هذه المشاورات الرسمية لم تحدث في أي وقت أو بأي أسلوب، أخذت شكل القرار الحكومي أو حلت محله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر 1973 جولدا مائير السادس من أكتوبر جيش الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
باحث في الشؤون الإسرائيلية: العبقرية المصرية والتخطيط الاستراتيجي سر نصر أكتوبر
قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن العلم والصبر أساس لأي نصر، ومصر في حرب أكتوبر كانت تخطط بشكل جيد لكل التفاصيل.
العبقرية المصرية في التخطيطوأكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، في كلمته خلال الندوة التي نظمها صالون الوطن بعنوان «ملحمة النصر وحكاية شعب» احتفالًا بذكرى نصر أكتوبر، أن العبقرية المصرية تجلّت في التخطيط والتجهيز، وهو باعترافات من الجانب الإسرائيلي الذي أصدر 650 كتابًا باللغة العبرية عن حرب أكتوبر، بالإضافة إلى 200 كتاب بلغات أخرى غير العبرية عن أكتوبر، يؤكدون فيها عبقرية التخطيط المصري.
دماء سيناء لا يمكن التفريط فيهاوأشار إلى أن مصر رفعت الساتر الترابي لخط بارليف، فمصر كانت كاشفة لكل شيء وراءه، كان ذلك بفضل الاستراتيجيات الدفاعية اللي اتبعتها القوات المسلحة المصرية، من خلال ساتر ترابي مصري تم رفعه 40 مترًا لكشف ما خلف خط برليف، مؤكدًا أن الدماء التي سالت على مدار التاريخ في سيناء وحرب أكتوبر، لا يمكن التفريط فيها.