حرارة ارتقاء السيد حسن نصر الله تؤجج قلوب اليمنيين: إنّا خلفك مقاتلون
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يضع صورة السيد حسن نصر الله خلفية لشاشة تلفونه الشخصي منذ عام 2006، وكلما حصل على تلفون حديث، حرص بأن يكون تثبيت الصورة في الواجهة أول تحديث يقوم به.
يصف الثلاثيني فايز الجبري الذي يعمل سائق أجرة السيد حسن بأنه أيقونة النصر التي نسفت أسطورة “الجيش” الإسرائيلي، بعد عقود من الترويج لهذا “الجيش”، وترسيخ صورته في أذهان الناس بأنه “الجيش الذي لا يقهر”.
وقال في حديث لـلميادين نت: “لقد منحنا السيد الشهيد حسن نصر الله أول بارقة أمل بأن الانتصار والتغلب على العدو الإسرائيلي ممكناً، وأثبت لنا ذلك في حرب تموز 2006، عندما انتصر رجاله الأبطال على قوات الكيان الإسرائيلي، رغم الفارق الكبير في التسليح والإمكانيات العسكرية”.
ويرى الجبري أنه “من الطبيعي أن نجد الحزن يكسو ملامح الناس لاستشهاد السيد حسن نصر الله في حرب تدور بين الحق والباطل”، مشيراً إلى أن “القضية الفلسطينية فقدت باستشهاده واحداً من أهم وأصدق القادة الذين سخّروا حياتهم في مواجهة الكيان المحتل لأراضينا المقدسة”، لكنه أكد أن “الشعب اليمني سيظل وفياً لنهج السيد حسن في نصرة الإخوة في فلسطين وفي لبنان أيضاً، بعد أن أصبحت لبنان في خط المواجهة الأول مع العدو مثلها مثل فلسطين”.
بين غزة والضاحية
حين تتحدث إلى رجل الشارع في اليمن تجد في حديثهم إيماناً مطلقاً بأنهم معنيون في مساندة أي بلد عربي يقف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أو يتعرض لعدوان من قبل هذا الكيان.
وفي هذا السياق، يقول أيوب العبسي: “كانت قلوبنا تتجه صوب غزة وأرواحنا تتوق للوقوف بتلك الأرض العربية نصرة لأنفسنا ولأبناء غزة، واليوم تتحرق قلوبنا شوقاً للوقوف في الضاحية الجنوبية لننال شرف الدفاع عن العقيدة والدين والأرض والشرف”.
يعمل العبسي بائعاً في بقالة منطقة المطار شمال صنعاء، وطبيعة عمله جعلته أكثر احتكاكاً بالناس ومعرفة بأوضاعهم الاقتصادية، وحول هذا الجزئية يقول في تصريح للميادين نت: “برغم الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه معظم اليمنيين نتيجة سنوات العدوان على اليمن، إلا أنني أجد قضية فلسطين، والآن لبنان، هي القضية المحورية التي تدور عنها أحاديثهم وتشغل تفكيرهم”.
ووفقاً للعبسي، يرى الناس هنا أن غزة والضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم، هما أقدس بقاع الأرض، حيث يقف الحق واضحاً وجلياً ووحيداً، في مواجهة الباطل المسنود بكل دول الاستكبار العالمي.
ويقول: “مع الكيان الإسرائيلي، الأمر لا يخضع لأي معايير أو حسابات، فهذا هو العدو الأزلي للعرب والمسلمين، ولا يمكن أن يظلّ أيّ عربي حرّ موارباً في موقفه”.
ويتوقع مراقبون أن الحشد الأسبوعي الذي تشهده جميع المحافظات اليمنية الخاضعة لسلطة الحكومة في صنعاء لمساندة أهالي قطاع غزة، سيستمر أكثر زخماً وإقبالاً بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.
وساهم استهداف السيد حسن نصر الله من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقبله كوكبة من قيادة المقاومة في حزب الله، في تأجيج مشاعر المجتمع اليمني بشكل كبير، خاصة والسيد نصر الله يمثل للكثيرين رمزاً للمقاومة العربية والإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
أنهى زمن الخنوع
يتذكر المهندس ناصر الجمالي المرة الأولى التي تعرّف فيها إلى صورة السيد حسن نصر الله، وذلك عام 2006، أثناء الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول في حديثه لـلميادين نت: “أتذكّر كيف كنا ننتظر خطاباته بشوق وحماس، لقد منحنا الأمل في التغلّب على الكيان الإسرائيلي، ومعه انتهى زمن الخنوع بعد أن رسّخ ثقافة المقاومة ورفض الظلم في جيل كامل”.
ووصف الجمالي حياة السيد حسن بأنها كانت كلها دروساً وعبر لمن أراد أن يفهم ويتعلم ثقافة المقاومة في سبيل الحق والعيش الكريم، وأضاف: “مما قاله السيد حسن في ظهوره الأخير: مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة ولا عن أهل غزة ولا عن فلسطين ولا عن مقدسات فلسطين، وهذه أشبه بالوصية للأحرار في العالم وليس في الوطن العربي والإسلامي فقط”.
أحزان الرجال
تلمح مظاهر الحزن لاستشهاد السيد حسن نصر الله عند معظم أبناء اليمن من خلال ملامحهم ودعواتهم المتواصلة بالرحمة للشهداء والنصر للمقاتلين، وإبداء الرغبة في المشاركة بالحرب ضد الكيان إلى جوار المقاومة في غزة ولبنان.
وفي هذا السياق، يقول سمير الدعوس: “كلما دخلتُ وسائل التواصل الاجتماعي وحتى المجموعات في واتسآب أجد صور السيد نصر الله ومقولاته تمتلئ الصفحات، وهذا لا يعكس مكانة السيد حسن في قلوب الناس فقط، بل حجم التأثير الذي أحدثه على مستوى الفرد والمجتمع”.
الدعوس الذي يعمل محاسباً في إحدى شركات الصرافة، يرى أن ثقافة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي تحولت على يدي السيد نصر الله من مجرد كلام يتردد باستعطاف إلى أفعال على أرض الواقع تتسم بالقوة والمجابهة والتضحية، وهذا ما سيظل راسخاً في أذهان الشعوب، وفق قوله.
وفي سياق متصل، نشر الناشط فارس الشهابي صورة للسيد نصر الله أثناء شبابه وإلى جواره سلاحه وكتب في حسابه عبر منصة اكس: “هذا الشاب حارب إسرائيل طوال عمره، طردها من بلاده عام 2000، وحرر أسراه من سجونها وهزمها مرة ثانية عام 2006، وقدم ابنه شهيداً، ونصر فلسطين والقدس وغزة، وقصف إسرائيل ووضع شعبها في الملاجئ، وارتقى كما أراد شهيداً”.
وختم تغريدته بالمقولة: “المقاومة فكرة والفكرة لا تموت”.
——————————————————–
الميادين نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی السید حسن نصر الله
إقرأ أيضاً:
«باقون في كل فلسطين».. «الأونروا» تتحدى دخول الحظر الإسرائيلي حيز التنفيذ (خاص)
قالت إيناس حمدان، مسؤول الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بعد دخول قرار الحظر الإسرائيلي حيز التنفيذ، إن العمليات الإنسانية والإغاثية والمساعدات مستمرة في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتسير بشكل معتاد.
وأكدت في تصريحات لـ«الوطن»، أن «الأونروا» ملتزمة بالبقاء وتقديم كافة الخدمات، وأن العمليات تسير كالمعتاد، مشيرة إلى أن المقر الرئيسي للأونروا في الشيخ جراح بالقدس المحتلة تم إغلاقه، لكن باقي المراكز تسير بشكل مُعتاد وطبيعي.
ارتفاع ملحوظ في دخول المساعدات لقطاع غزةوأوضحت أنه يتم توزيع المساعدات بالفعل على مدار الساعة، والمدارس في الضفة الغربية مفتوحة، وفي قطاع غزة تجري عمليات التوزيع أيضًا كالمعتاد، كما أن هناك ارتفاع ملحوظ في دخول المساعدات لغزة منذ بدء وقف إطلاق النار 19 يناير الماضي.
وأشارت مسؤول الإعلام بالوكالة أن الطواقم موجودة في كافة مراكز «الأونروا» وكافة المركز الصحية والخازن وغيرها، كما أن عمليات التوزيع تسير بشكل طبيعي.
وأكدت «إيناس» خلال حديثها لـ«الوطن»، أن غزة بحاجة إلى المزيد من المساعدات لأن الظروف في غزة صعبة للغاية وكان هناك تراجع كبير في كمية المساعدات قبل وقف إطلاق النار، تقول: «هناك حاجة إلى المزيد من المواد الغذائية ومستلزمات الشتاء والوقود وبكميات كبيرة من أجل تلبية حاجات السكان خصوصًا وأننا نتحدث عن تدمير شبه كامل للبنى التحتية والمناطق السكنية، لذلك هناك حاجة للمزيد من تكاتف الجهود».
استمرار محاولات عدم تطبيق القرار الإسرائيليوفيما يتعلق بقرار الحظر الإسرائيلي والذي دخل حيز التنفيذ بالفعل، قالت إن المحاولات مستمرة من أجل عدم المضي قدمًا في تطبيق القرار، لكن الوكالة لا تعلم حتى اللحظة كيف سيتم تنفيذ قرارات الكنسيت الإسرائيلي فيما يتعلق بقطاع غزة والضفة الغربية وذلك بعد إغلاق مقر الوكالة بالقدس المحتلة.
وأشارت إلى أن هناك دول كثيرة تحاول منع تطبيق قرار الحظر الإسرائيلي والتأكيد على دور وأهمية «الأونروا»: «هذا هو الوقت التي تحتاج الأونروا فيه أن تكون موجودة وبقوة في الأراضي الفلسطينية نظرًا للحاجة الماسة للخدمات الأساسية».