أكثر المسافرين بين مكة المكرمة والطائف، لا يعلمون أن شق طريق مكة / الطائف، الذي يسيرون فيه حاليا بكل سلاسة، كان قبل اختراع السيارات معبرا للمشاة على الأرجل، أو بوسيلة المواصلات المعهودة منذ هبوط الحمير والخيل والإبل من سفينة نوح عليه السلام.
واستمرت الحال كذلك إلى أن كلفت الدولة السعودية المقاول المعلم محمد بن لادن بتعبيد طريق مكة المكرمة / الطائف.
أما دور الشاحنات فقد انطلق من تبادل الحديث بين المعلم محمد بن لادن والطبيب محمد خاشقجي في جلسة علاج، عرف خلالها أن المعلم يحتاج إلى عدد من الشاحنات على وجه السرعة، فأبلغ الطبيب ولده عدنان الذي كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وأبرم الطالب النشيط صفقة بمبلغ خمسمائة ألف دولار مع شركة تصنيع الشاحنات، وتابع شحنها إلى عنوان المعلم بن لادن في المملكة. وصلت الشاحنات بعد أسابيع إلى المملكة، واستلم عدنان 25000 دولار عمولة من الشركة الامريكية، فأرسل الشيك إلى والده، الذي قدمه للمعلم بن لادن ولكن المعلم قال له هذه عمولة مستحقة لعدنان، ومني مثلها 25000 دولار إضافية لولدكم. كان ذلك في الخمسينات الميلادية.
أما التراكترات فلها قصة أخرى، فسائقوها لا يستطيعون معرفة الزوايا التي تعمل عليها في شق الجبال، وهنا جاء دور الحيوان التاريخي الصبور، فقد قال عطية محمد عقيلان حسبما سجلته في مفكرة عندي عن صحيفة الجزيرة في (3/10/2021 هـ،): استخدم الحمار في رسم طريق الهدا بالطائف، حيث وضع المقاول على الحمار كيساً مشقوقاً من الاسمنت، وتبع العمال بمكائنهم المتطورة بناء الطريق الذي سلكه الحمار؛ لأنه أكثر الطرق سهولة في التنفيذ.
لقد كان وما زال طريق الطائف معجزة هندسية وحضارية أشرفت عليه الحكومة السعودية ورجالاتها، وصرفوا الأموال الطائلة حتى تم افتتاحه في 3 صفر 1385هـ، وكان في البداية طريقا ضيقا يكفي لثلاث سيارات فقط في الذهاب والإياب، لكن الحكومة الرشيدة -وفقها الله- واصلت أعمال التوسعة والصيانة والتطوير مدة ثلاثين سنة أو أكثر، حتى أصبح ذا خطين، وكل خط يتسع لثلاث سيارات ذهاباً، وثلاث سيارات إياباً؛ لخدمة المواطنين والحجاج والمعتمرين من المملكة وخارجها.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بن لادن
إقرأ أيضاً:
حصن الوقداني.. معلم تاريخي يعكس أصالة الطائف وشعر الفصحى
يطل حصن الشاعر بديوي الوقداني الأثري في محافظة الطائف، على وادي نخب، الذي يعد أشهر أودية الطائف، الممتدة من مرتفعات الشفا إلى شعاب ومصبات الجبال التهامية.
ويحمل حصن الشاعر الوقداني، ذكرى دائمة في وادي الوقادين للشاعر نفسه وأسرته، حيث انطلقت مسيرته الشعرية منذ أن كان يافعًا، لينتقل بعد ذلك إلى الإلقاء وكتابة الأشعار.
حفيده حمود منير الوقداني تطرق خلال حديثة لـ “واس” ، إلى دور جده في تحريك المشهد الشعري الشعبي والنبطي والفصيح، وحظيت الطائف بانتشار واسع لأبياته.
أخبار قد تهمك الأمير سعود بن نهار يستقبل قائد قوة أمن المنشآت بمحافظة الطائف 17 ديسمبر 2023 - 1:48 مساءً مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمحافظة الطائف لترويجهما مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين و 15,007 أقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي 18 نوفمبر 2023 - 6:10 مساءًومن جانب آخر أوضح المهتم في مجال الشعر عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور طلال الثقفي أن الشاعر بديوي الوقداني تمتعت أشعاره قبل شخصيته بالأدبيات الثقافية ومتطلباتها، وأصبح علمًا من أعلام الشعراء على المستويين المحلي والخليجي.
وأوضح الدكتور الثقفي أن الوقداني سكن خلال شبابه حصنًا تركه إلى الوقت الحالي ليكون رمزًا وذكرى لأشعاره، ووضعت أساسات الحصن على صخرة صماء من البيئة نفسها، ومرتفع عن مستوى منسوب الأرض قرابة 3 أمتار، وتحيط به منازل وعدد من البساتين التي تشتهر بها محافظة الطائف.
ويتكون الحصن من دورين، الدور الأول خصص للسكن وما يشملها من سبل المعيشة والراحة، والدور الثاني للمراقبة والحراسة الليلية، حيث يتخلله بعض المزاغل (الشقوق في جدار الحصن) ويبرز فيه تفاصيل البناء في رصف الحجارة المتراكمة بشكل متقن، التي ازدانت بتيجان وزخارف من أحجار المرو البيضاء، لتأخذ طابعًا من وحي البادية، مشيرًا إلى أن الحصن أصبح محلّ جذب للمهتمين بالتاريخ والتراث من السياح والزوار، وكذلك للهواة لالتقاط الصور.