صحيفة البلاد:
2025-03-11@00:02:57 GMT

طريق الطائف

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

طريق الطائف

أكثر المسافرين بين مكة المكرمة والطائف، لا يعلمون أن شق طريق مكة / الطائف، الذي يسيرون فيه حاليا بكل سلاسة، كان قبل اختراع السيارات معبرا للمشاة على الأرجل، أو بوسيلة المواصلات المعهودة منذ هبوط الحمير والخيل والإبل من سفينة نوح عليه السلام.

واستمرت الحال كذلك إلى أن كلفت الدولة السعودية المقاول المعلم محمد بن لادن بتعبيد طريق مكة المكرمة / الطائف.

وهنا احتاج المعلم إلى الشاحنات والتراكترات والطائرة. وكان في أول أمره يخشى ركوب الطائرة حتى إن الدكتور عبد العزيز الخويطر قال في كتابه (وسم على أديم الزمن) إن المعلم بن لادن عندما ركب الطائرة لأول مرة في حياته رفض أن يجلس على كرسي بل جلس على أرضية الطائرة من الخوف. فلم يكن الطيران بين السماء والأرض في تلك الأيام ممّا يقبله العقل. ثم امتلك المعلم ابن لادن بعد ذلك طائرته الخاصة، وتعلم كيف يقودها بنفسه؛ ليشرف على مراحل العمل في جبال كرا. وكانت مشيئة الله أن يتوفى بسقوط طائرته في جمادى الثانية 1387هـ.

أما دور الشاحنات فقد انطلق من تبادل الحديث بين المعلم محمد بن لادن والطبيب محمد خاشقجي في جلسة علاج، عرف خلالها أن المعلم يحتاج إلى عدد من الشاحنات على وجه السرعة، فأبلغ الطبيب ولده عدنان الذي كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وأبرم الطالب النشيط صفقة بمبلغ خمسمائة ألف دولار مع شركة تصنيع الشاحنات، وتابع شحنها إلى عنوان المعلم بن لادن في المملكة. وصلت الشاحنات بعد أسابيع إلى المملكة، واستلم عدنان 25000 دولار عمولة من الشركة الامريكية، فأرسل الشيك إلى والده، الذي قدمه للمعلم بن لادن ولكن المعلم قال له هذه عمولة مستحقة لعدنان، ومني مثلها 25000 دولار إضافية لولدكم. كان ذلك في الخمسينات الميلادية.

أما التراكترات فلها قصة أخرى، فسائقوها لا يستطيعون معرفة الزوايا التي تعمل عليها في شق الجبال، وهنا جاء دور الحيوان التاريخي الصبور، فقد قال عطية محمد عقيلان حسبما سجلته في مفكرة عندي عن صحيفة الجزيرة في (3/10/2021 هـ،): استخدم الحمار في رسم طريق الهدا بالطائف، حيث وضع المقاول على الحمار كيساً مشقوقاً من الاسمنت، وتبع العمال بمكائنهم المتطورة بناء الطريق الذي سلكه الحمار؛ لأنه أكثر الطرق سهولة في التنفيذ.

لقد كان وما زال طريق الطائف معجزة هندسية وحضارية أشرفت عليه الحكومة السعودية ورجالاتها، وصرفوا الأموال الطائلة حتى تم افتتاحه في 3 صفر 1385هـ، وكان في البداية طريقا ضيقا يكفي لثلاث سيارات فقط في الذهاب والإياب، لكن الحكومة الرشيدة -وفقها الله- واصلت أعمال التوسعة والصيانة والتطوير مدة ثلاثين سنة أو أكثر، حتى أصبح ذا خطين، وكل خط يتسع لثلاث سيارات ذهاباً، وثلاث سيارات إياباً؛ لخدمة المواطنين والحجاج والمعتمرين من المملكة وخارجها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بن لادن

إقرأ أيضاً:

في عيده.. هذه هي مطالب المعلم في لبنان

منذ سنوات ونحن نسمع ونستأنس بقول الشاعر أحمد شوقي "قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا". يمثل المعلم قيمة كبيرة في حياة كل الشعوب، لما يتركه من أثر بالغ في تشكيل الوعي والوجدان الإنساني.
يُعد يوم المعلم مناسبة سنوية تحتفي بها العديد من الدول، وفي لبنان يحظى هذا اليوم (غدا الاحد ) بمكانة خاصة تقديرًا للدور الأساسي الذي يؤديه المعلمون في إعداد الأجيال القادمة. تعتبر مهنة المعلم من المهن المهمة والصعبة، فعلى عاتقه يقع تعليم وتثقيف الاجيال وتأسيس فكر الطالب وتوجهاته العلمية والثقافية، لذا فإن تأثير المعلم يتجاوز مرحلة التعليم الأولى ليشمل سنوات طويلة من حياة الطلبة.
من جهته، يقول محمد حريص معلم مادة الإقتصاد إن مهنة التدريس باتت مليئة بالأعباء والمهام الوظيفية، وذكر أن المعلم في الوقت الراهن باتت تُلقى على عاتقه أعباء إدارية إلى جانب ضغوطات الحصص المدرسية.
واشار حريص الى أن "الاعتراف بجهود المعلمين يعد عنصرًا أساسيًا في خلق بيئة تعليمية إيجابية، إذ يسهم في تحفيزهم على الاستمرار في أداء رسالتهم التعليمية بجد واجتهاد".
وقال "لا شك أن عملية التعليم مرتبطة بالمناهج المعتمدة في مدارسنا، والتي يفترض أن تكون عصرية تواكب التكنولوجيا الحديثة، فاذا كان المنهاج غير متطور فهو يشكل معيقا لعمل المعلم، الأمر الذي يحتاج الى تطوير مناهجنا من جهة، وتكثيف الدورات التدريبية المهارية لاعداد كوادرنا التعليمية من جهة أخرى".
وأكد أن المعلّم صار اليوم أتعس مخلوق في لبنان، فحتّى هتلر منذ عقود من الزمن رأف بالمعلّم وعفا عنهم، والدولة اللبنانية لا ترأف ولا تنظر إليهم. وبالرغم من الاحترام، يأتي عيد المعلّم على الأساتذة في لبنان هذا العام حزيناً، حيث يعيش الأستاذ اليوم أسوأ أيامه.
واضاف حريص أن "من دون شك إنّ الأزمة الاقتصادية تؤثر على نفسيّة المعلّم بشكل كبير، فإن الراتب لا يعادل شيئًا أمام الانهيار غير المسبوق للّيرة وارتفاع الأسعار وتعدّد الفواتير".
وتابع بالقول أن "رغم عشقي لمهنة التدريس إلا أن المنقذ الوحيد للتخلص من هذا العبء يتمثل في التقاعد، اذ وجدت نفسي محاطا بتضخم المهام الإدارية بالتوازي مع مهمتي الأساسية كمعلم".
وأكد إن عيد المعلم فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقيّة، وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس، وفي نظرة سريعة، نجد أنهم يمرون بظروف صعبة للغاية بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
واشار حريص الى أن الظروف في لبنان تبدو صعبة، إذ أسهمت الأزمة المالية في تدهور هذه المهنة على مختلف الأصعدة. إذ لم تعد رواتب الأساتذة مغرية، ولم تعد الدولة ترصد ضمن موازناتها مبالغ كافية لوزارات التربية.
وقال إن الحلول غالبا ما تكون بعيدة عن الواقع ما لم تكن مدعومة بتوجهات جادة من أصحاب القرار لإنقاذ مكانة المعلم. ومن أجل تحسين واقع المعلم واستقطاب الكفاءات إلى مهنة التعليم لابد من بعض المقترحات التي قد تعيد للمعلمين شيئًا من حقوقهم الضائعة:
. تحسين الوضع المادي للمعلمين ومنحهم امتيازات التنقل المريح والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي.
. تشديد الرقابة الوظيفية والإدارية على ممارسة المعلمين لأدوارهم، للتحقق من مدى التزامهم بأخلاقيات المهنة.
. إشراك المعلمين في الندوات والحلقات المتلفزة والحوارات التي تهم المجتمع وتزيد من التوعية بأهمية دور المعلمين.
. إشراك المعلمين في عمليات تصميم المناهج وبنائها، والتخطيط الاستراتيجي للتدريس، وإفساح المجال لهم للمشاركة في حل بعض المشكلات التي تواجه المجتمع.
. دعم المجتهدين والمبدعين من المعلمين، وإجراء مسابقات سنوية تبرز إنتاجهم العلمي، وتكريم الفائزين منهم بشتى الوسائل الممكنة.
وختم حريص بالقول :في النهاية يجب على الامم لكي ترتقي ان تقوم بتطوير العلم والمعرفة قبل ان تتقدم صناعياً، وعلينا أن نحيي المعلم ونشد على يده ونعززه بكل الوسائل لاثارة دافعيته لحب مهنته، فهو الذي يعبر بنا من عالم العتم والجهل، إلى شواطئ العلم والنّور.
باختصار، هي مهنة المعاناة التي فرضها وضع البلد، لكن وبرغم كلّ الصعوبات التي مرّ فيها المعلّم، تبقى مهنة التعليم رسالة سامية يؤدّيها المعلّمون بكل أمانة انطلاقًا من قناعتهم بأنّها كانت وستبقى المدماك الأول في بناء الأوطان والأجيال.لا يقتصر يوم المعلم على الاحتفالات فقط، بل يمثل دعوة للمجتمع بأسره للاعتراف بالتضحيات التي يبذلها المعلمون في سبيل تقديم تعليم متميز للأجيال القادمة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الصوت الذي لا يموت.. كيف أصبح محمد رفعت أيقونة التلاوة القرآنية؟
  • محافظ الطائف يُشارك أبناء شهداء الواجب حفل الإفطار
  • محمد بن زايد: التعليم الذي يتمحور حول الإنسان طريقنا نحو المستقبل
  • مصرع شخص وإصابة 18 آخرين في حادث على طريق برج العرب بالإسكندرية
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • شركة الغاز تدعو لتأمين إمدادات الغاز والإفراج عن الشاحنات المحتجزة في أبين
  • الكشف عن تفاصيل العرض الاستثماري السعودي الضخم الذي أثار إعجاب ترامب.. بقيمة 1.3 تريليون دولار
  • "الدمام-الرياض".. ”قطار الشاحنات" يهدد سلامة البنية التحتية
  • من هم قيادات الحوثيين الذي شملهم قرار العقوبات الأمريكية؟
  • في عيده.. هذه هي مطالب المعلم في لبنان