الجزيرة:
2024-10-07@23:35:33 GMT

3 سيناريوهات قادمة ستحدد مستقبل المنطقة

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

3 سيناريوهات قادمة ستحدد مستقبل المنطقة

وسّعت إسرائيل عدوانها على لبنان بعد أن نقلت ثقل عملياتها العسكرية إلى الشمال، فأقدمت على اغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بعد أن اغتالت فؤاد شُكر رئيس هيئة أركان الحزب، وإبراهيم عقيل قائد قوات الرضوان الخاصة، فاتحة بذلك موجة من القصف الجنوني على الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله.

تلك الضربات المتلاحقة على قيادات الحزب ومقارّه وبناه السياسية والمدنية، إضافة إلى إجبار الاحتلال كافة سكان الجنوب، الحاضنة الطبيعية للمقاومة، على النزوح شمال نهر الليطاني باتجاه بيروت وصيدا والشمال، تشير إلى أن إسرائيل أقدمت على خطوة متقدمة بنية تفكيك حزب الله ونزع سلاحه، ما يعني التأثير على المعادلة اللبنانية الداخلية والإقليمية، وهو ما أشار إليه نتنياهو بعد اغتيال السيد نصر الله، لناحية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مظاهرات تطوف العالم دعما لغزة في ذكرى الحربlist 2 of 2مؤرخ أميركي: واشنطن أهدرت الفرصة التي خلفتها أحداث 7 أكتوبرend of list

سلوك الاحتلال الإسرائيلي السياسي والميداني، دفع إيران لتغيير موقفها من معادلة الصبر الإستراتيجي التي انتهجتها طوال الأعوام الماضية، والانتقال إلى التصعيد؛ لاستعادة الردع والتوازن، بعد أن اختلا نتيجة ضربات الاحتلال النوعية لحزب الله، ولا سيما اغتيال السيد حسن نصر الله.

ما دفع إيران إلى هذا التغيير أن الاحتلال الإسرائيلي فهم الصبر الإستراتيجي ضعفًا مقترنًا بعدم رغبتها في الحرب، ما دفعه إلى الهجوم على الحزب بقسوة، وهو الذي يشكّل ضلعًا بنيويًا مهمًا في العلاقة مع إيران وأمنها القومي في المنطقة.

إسرائيل، لو نجحت في القضاء على الحزب، فإن ذلك سيكون مقدمة لإضعاف إيران إن لم يكن ضربها مباشرة بالقوة العسكرية، وهذا بالضرورة سيكون له انعكاسات مباشرة على القضية الفلسطينية، لناحية عودة إسرائيل لتصفية حسابها مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر الحسم الوجودي، لإنهاء القضية الفلسطينية وضم الضفة الغربية وتهويد القدس، ومن ثم الذهاب بارتياح لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط برعاية أميركية، كما كانوا يخططون له قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان التطبيع واتفاقية أبراهام، وهو ما باح به نتنياهو في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

سيناريوهات

المنطقة تعيش على صفيح ساخن، وتسير على حبل رفيع، وفي هذا السياق فإن المنطقة مقبلة على أحد السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول: الحل السياسي عبر المفاوضات

انطلاقًا من وقف العدوان على غزة والانسحاب الشامل من القطاع، ومن ثم وقف القتال مع حزب الله وعودة النازحين الصهاينة إلى مستوطناتهم في الشمال، وهذا أمر ضعيف جدًا؛ لأنه يشكل هزيمة مدوية لنتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف ولبرنامجهم السياسي اللاهوتي، وهو سيناريو ليس أولوية للإدارة الأميركية بعد بدء العدوان على لبنان، حيث تريد واشنطن من إسرائيل أن تخلق واقعًا جديدًا بالقوة.

السيناريو الثاني: استمرار حرب الاستنزاف

وذلك بين الاحتلال الإسرائيلي وبين حماس، وحزب الله، بمساعدة اليمن، والعراق، وإيران، وهذا الخيار هو القائم عمليًا الآن، ويعتمد استمراره على انتفاء الحرب الإقليمية، أي اكتفاء إسرائيل بضربة محدودة ردًا على الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، والذي أصاب عددًا من القواعد العسكرية، وفي مقدمتها قاعدة نيفاتيم في النقب جنوب فلسطين، والتي تضم طائرات "إف- 35" الأميركية المتقدمة.

حرب الاستنزاف سيناريو مكلف ومستنزِف لإسرائيل، وإذا طال أمدها، فإن نتنياهو سيضطر أخيرًا للعودة إلى خيار المفاوضات؛ لأن الجبهة الإسرائيلية الداخلية لن تتحمل تداعيات الاستنزاف على المستوى البشري والاقتصادي والأمني والاجتماعي، ما قد يتسبب على المدى المنظور في هجرة الكفاءات والعقول ورأس المال خارج إسرائيل.

السيناريو الثالث: الحرب الإقليمية

يتمثّل هذا السيناريو بدخول إيران على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وقد يحرّض عليه ويدفع له هجوم إسرائيلي كبير على البنى التحتية الإيرانية، ولا سيما الاقتصادية والنفطية منها أو المنشآت النووية الإيرانية.

عوامل محفّزة يتوفّر لنتنياهو ولليمين الصهيوني اللاهوتي الحاكم في إسرائيل عوامل مهمة دافعة إلى الحرب الإقليمية ومنها: أن السيناريوهَين: الأول والثاني يحملان الفشلَ لنتنياهو ولحكومته ولحلفائه من اليمين المتطرف، فشلًا تاريخيًا لهم ولبرنامجهم السياسي اللاهوتي المتمثل بالحد الأدنى بضم الضفة الغربية واحتلال قطاع غزة، وهذا سيؤدّي عمليًا إلى تعثر إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقًا لشروط الاحتلال الإسرائيلي. توفر أغلبية صهيونية في الكيان تدعم خيار الحرب على حزب الله، وهو ما قد ينسحب على ضرب إيران، وهذه الأغلبية لم تتوفر لنتنياهو إلا في الأشهر الأولى التالية لمعركة طوفان الأقصى، نتيجة الغضب والخوف الوجودي الذي روّج له نتنياهو بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وعبّر عنه بقوله إنه يخوض حرب استقلال ثانية لإسرائيل. وجود غطاء سياسي أميركي، على قاعدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتوفير واشنطن كامل الدعم المادي والعسكري لها، ناهيك عن وجود قوات أميركية في حالة استنفار في المنطقة، وإذا وقعت الحرب فإن الولايات المتحدة أعلنت أكثر من مرّة أنها ستقف وراء ومع إسرائيل، في مواجهة أي دولة تهاجمها.

سيناريو الحرب على خطورته يوفر لإسرائيل وتحديدًا لبنيامين نتنياهو فرصة تاريخية لضرب المنشآت النووية الإيرانية بدعم أميركي، وهو ما كان يحلم به خلال العقد الماضي.

الحرب الإقليمية قد تبدو مغرية لإسرائيل، وفرصة تاريخية لنتنياهو واليمين المتطرف لتحقيق حلمهم بفرض السيادة الاحتلالية على كل فلسطين، وليس مستبعدًا التفكير بضم أراضٍ عربية أخرى بالقوة العسكرية، تطويرًا لأهداف الحرب، إذا شعر الإسرائيلي أنه ينتصر، والدول العربية شاهد يتحكم فيها القلق من مآلات الحرب وخشيتها من دخول أميركا العظمى بكامل قوتها العسكرية، ما قد يشكّل "سايكس بيكو" إسرائيليًا جديدًا.

الحرب الإقليمية تعني دخول إيران بكامل قوتها فيها، ما سيفتح ميدان الحرب جغرافيًا من العراق، إلى سوريا، إلى لبنان، إلى فلسطين، وبشراكة يمنية.

أخطر ما في هذا السيناريو على إسرائيل هو استخدام حزب الله قوته الصاروخية بغزارة وكثافة، وقصفه المناطق الحيوية والبنى التحتية والحساسة لإسرائيل، بالتوازي مع القصف الإيراني، وهجوم قوات الرضوان الخاصة من الشمال، مع حراك فلسطيني داخل فلسطين المحتلة، ما سيضع إسرائيل في وضع قاسٍ من الداخل والخارج.

تداعيات هذه الحرب – إن وقعت – ستكون هائلة على المنطقة، وستغير ملامح الشرق الأوسط والجغرافيا السياسية فيها. وانتصار إسرائيل أمام تكتل محور المقاومة أمر مشكوك فيه، وعدم نجاح إسرائيل فيها سيعني هزيمة وجودية لها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الحرب الإقلیمیة الشرق الأوسط حزب الله وهو ما

إقرأ أيضاً:

طهران: المقاومة لا تحتاج لقوات من إيران وأمريكا الخاسر الأكبر في الحرب

أكد مسؤول التنسيق في الحرس الثوري الإيراني أن قادة المقاومة في المنطقة لم يطلبوا إرسال قوات إيرانية لتعزيز قدراتهم ، مشددًا على أنهم لا يشعرون بنقص في عدد القوات المتاحة لهم ، وفي تصريحات أدلى بها مؤخرًا، أكد المسؤول الإيراني أن الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر في الحرب الجارية، حيث إنها تربط مستقبلها بمستقبل الكيان الإسرائيلي.


 

وأضاف المسؤول أن الكيان الصهيوني يحارب في المنطقة من أجل المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن حكومة الكيان الصهيوني ليست سوى تابع للجيش الأمريكي. تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة، حيث تزايدت المخاوف من تصعيد عسكري قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي.


 

تتزامن هذه التصريحات مع التصعيد المستمر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث تواصل العمليات العسكرية من الجانبين وسط دعوات للتهدئة. ومع تزايد حدة التوترات، يبقى السؤال حول مستقبل العلاقة بين الأطراف المعنية وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي.


 

من الواضح أن الرؤية الإيرانية تتجه نحو دعم المقاومة، حيث تبرز استعدادها لتقديم الدعم السياسي والمعنوي، في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.


 

واشنطن بوست: الموساد خطط لتفجير أجهزة النداء الخاصة بحزب الله


 

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن معلومات مثيرة حول خطط الموساد الإسرائيلي لتفجير أجهزة النداء التابعة لحزب الله، مشيرةً إلى أن هذه العملية كانت قد وضعت في الاعتبار منذ عام 2022. وتوضح المصادر أن أجهزة النداء، التي تم تصنيعها في إسرائيل تحت إشراف الموساد، قد تم تجهيزها بوسائل تفجير دقيقة تهدف إلى تفادي رصدها حتى في حالة تفكيكها.


 

الجدير بالذكر أن صفقة أجهزة النداء كانت قد عرضت على حزب الله من قبل مسؤولة تسويق في عام 2023، مما يعكس مستوى تعقيد العمليات التي تنفذها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في مواجهة الحزب. وكانت الموساد قد بدأت في إدخال أجهزة اللاسلكي المفخخة إلى لبنان منذ عام 2015، حيث تحتوي هذه الأجهزة على بطاريات كبيرة مزودة بمتفجرات ونظام لرصد الاتصالات.


 

كما أكدت التقارير أن الإسرائيليين قاموا بالتنصت على اتصالات حزب الله عبر اللاسلكي على مدى تسع سنوات، مما أتاح لهم الفرصة للاحتفاظ بخيار تحويل هذه الأجهزة إلى قنابل. عملية قراءة الرسائل في أجهزة النداء كانت تتطلب الضغط على زرين في آن واحد، مما يجعل تفجيرها يتطلب استخدام اليدين معًا، وهو ما يزيد من فرص الإصابة في حال حدوث التفجير.


 

تأتي هذه المعلومات في سياق التصعيد المستمر في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بتنفيذ عمليات عدائية تؤدي إلى تفاقم الوضع الإقليمي. ومع استمرار التوترات، يبقى المجتمع الدولي مترقبًا لتطورات هذه الأوضاع ومواقف الأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • إيران تعد 10 سيناريوهات للرد وتحذر الدول من مشاركة إسرائيل
  • إيران تعد 10 سيناريوهات للرد وتحذر أية دولة تساعد إسرائيل
  • إيران تحدد 10 سيناريوهات للرد على هجوم إسرائيل المحتمل
  • الجاسر: مواجهة اليابان ستحدد مستقبل الأخضر ومانشيني لم يستقر .. فيديو
  • سيناريوهات وتداعيات رد إسرائيل على هجوم إيران الصاروخي!
  • 4 سيناريوهات لأسعار النفط مع دق طبول الحرب في المنطقة
  • 3 سيناريوهات لاقتصاد إسرائيل بين وقف الحرب واشتدادها
  • طهران: المقاومة لا تحتاج لقوات من إيران وأمريكا الخاسر الأكبر في الحرب
  • باحث: الولايات المتحدة هي من ستحدد شكل الرد الإسرائيلي على إيران