الجزيرة:
2025-01-23@03:55:07 GMT

3 سيناريوهات قادمة ستحدد مستقبل المنطقة

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

3 سيناريوهات قادمة ستحدد مستقبل المنطقة

وسّعت إسرائيل عدوانها على لبنان بعد أن نقلت ثقل عملياتها العسكرية إلى الشمال، فأقدمت على اغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، بعد أن اغتالت فؤاد شُكر رئيس هيئة أركان الحزب، وإبراهيم عقيل قائد قوات الرضوان الخاصة، فاتحة بذلك موجة من القصف الجنوني على الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله.

تلك الضربات المتلاحقة على قيادات الحزب ومقارّه وبناه السياسية والمدنية، إضافة إلى إجبار الاحتلال كافة سكان الجنوب، الحاضنة الطبيعية للمقاومة، على النزوح شمال نهر الليطاني باتجاه بيروت وصيدا والشمال، تشير إلى أن إسرائيل أقدمت على خطوة متقدمة بنية تفكيك حزب الله ونزع سلاحه، ما يعني التأثير على المعادلة اللبنانية الداخلية والإقليمية، وهو ما أشار إليه نتنياهو بعد اغتيال السيد نصر الله، لناحية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مظاهرات تطوف العالم دعما لغزة في ذكرى الحربlist 2 of 2مؤرخ أميركي: واشنطن أهدرت الفرصة التي خلفتها أحداث 7 أكتوبرend of list

سلوك الاحتلال الإسرائيلي السياسي والميداني، دفع إيران لتغيير موقفها من معادلة الصبر الإستراتيجي التي انتهجتها طوال الأعوام الماضية، والانتقال إلى التصعيد؛ لاستعادة الردع والتوازن، بعد أن اختلا نتيجة ضربات الاحتلال النوعية لحزب الله، ولا سيما اغتيال السيد حسن نصر الله.

ما دفع إيران إلى هذا التغيير أن الاحتلال الإسرائيلي فهم الصبر الإستراتيجي ضعفًا مقترنًا بعدم رغبتها في الحرب، ما دفعه إلى الهجوم على الحزب بقسوة، وهو الذي يشكّل ضلعًا بنيويًا مهمًا في العلاقة مع إيران وأمنها القومي في المنطقة.

إسرائيل، لو نجحت في القضاء على الحزب، فإن ذلك سيكون مقدمة لإضعاف إيران إن لم يكن ضربها مباشرة بالقوة العسكرية، وهذا بالضرورة سيكون له انعكاسات مباشرة على القضية الفلسطينية، لناحية عودة إسرائيل لتصفية حسابها مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر الحسم الوجودي، لإنهاء القضية الفلسطينية وضم الضفة الغربية وتهويد القدس، ومن ثم الذهاب بارتياح لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط برعاية أميركية، كما كانوا يخططون له قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان التطبيع واتفاقية أبراهام، وهو ما باح به نتنياهو في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

سيناريوهات

المنطقة تعيش على صفيح ساخن، وتسير على حبل رفيع، وفي هذا السياق فإن المنطقة مقبلة على أحد السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول: الحل السياسي عبر المفاوضات

انطلاقًا من وقف العدوان على غزة والانسحاب الشامل من القطاع، ومن ثم وقف القتال مع حزب الله وعودة النازحين الصهاينة إلى مستوطناتهم في الشمال، وهذا أمر ضعيف جدًا؛ لأنه يشكل هزيمة مدوية لنتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف ولبرنامجهم السياسي اللاهوتي، وهو سيناريو ليس أولوية للإدارة الأميركية بعد بدء العدوان على لبنان، حيث تريد واشنطن من إسرائيل أن تخلق واقعًا جديدًا بالقوة.

السيناريو الثاني: استمرار حرب الاستنزاف

وذلك بين الاحتلال الإسرائيلي وبين حماس، وحزب الله، بمساعدة اليمن، والعراق، وإيران، وهذا الخيار هو القائم عمليًا الآن، ويعتمد استمراره على انتفاء الحرب الإقليمية، أي اكتفاء إسرائيل بضربة محدودة ردًا على الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، والذي أصاب عددًا من القواعد العسكرية، وفي مقدمتها قاعدة نيفاتيم في النقب جنوب فلسطين، والتي تضم طائرات "إف- 35" الأميركية المتقدمة.

حرب الاستنزاف سيناريو مكلف ومستنزِف لإسرائيل، وإذا طال أمدها، فإن نتنياهو سيضطر أخيرًا للعودة إلى خيار المفاوضات؛ لأن الجبهة الإسرائيلية الداخلية لن تتحمل تداعيات الاستنزاف على المستوى البشري والاقتصادي والأمني والاجتماعي، ما قد يتسبب على المدى المنظور في هجرة الكفاءات والعقول ورأس المال خارج إسرائيل.

السيناريو الثالث: الحرب الإقليمية

يتمثّل هذا السيناريو بدخول إيران على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وقد يحرّض عليه ويدفع له هجوم إسرائيلي كبير على البنى التحتية الإيرانية، ولا سيما الاقتصادية والنفطية منها أو المنشآت النووية الإيرانية.

عوامل محفّزة يتوفّر لنتنياهو ولليمين الصهيوني اللاهوتي الحاكم في إسرائيل عوامل مهمة دافعة إلى الحرب الإقليمية ومنها: أن السيناريوهَين: الأول والثاني يحملان الفشلَ لنتنياهو ولحكومته ولحلفائه من اليمين المتطرف، فشلًا تاريخيًا لهم ولبرنامجهم السياسي اللاهوتي المتمثل بالحد الأدنى بضم الضفة الغربية واحتلال قطاع غزة، وهذا سيؤدّي عمليًا إلى تعثر إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقًا لشروط الاحتلال الإسرائيلي. توفر أغلبية صهيونية في الكيان تدعم خيار الحرب على حزب الله، وهو ما قد ينسحب على ضرب إيران، وهذه الأغلبية لم تتوفر لنتنياهو إلا في الأشهر الأولى التالية لمعركة طوفان الأقصى، نتيجة الغضب والخوف الوجودي الذي روّج له نتنياهو بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وعبّر عنه بقوله إنه يخوض حرب استقلال ثانية لإسرائيل. وجود غطاء سياسي أميركي، على قاعدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتوفير واشنطن كامل الدعم المادي والعسكري لها، ناهيك عن وجود قوات أميركية في حالة استنفار في المنطقة، وإذا وقعت الحرب فإن الولايات المتحدة أعلنت أكثر من مرّة أنها ستقف وراء ومع إسرائيل، في مواجهة أي دولة تهاجمها.

سيناريو الحرب على خطورته يوفر لإسرائيل وتحديدًا لبنيامين نتنياهو فرصة تاريخية لضرب المنشآت النووية الإيرانية بدعم أميركي، وهو ما كان يحلم به خلال العقد الماضي.

الحرب الإقليمية قد تبدو مغرية لإسرائيل، وفرصة تاريخية لنتنياهو واليمين المتطرف لتحقيق حلمهم بفرض السيادة الاحتلالية على كل فلسطين، وليس مستبعدًا التفكير بضم أراضٍ عربية أخرى بالقوة العسكرية، تطويرًا لأهداف الحرب، إذا شعر الإسرائيلي أنه ينتصر، والدول العربية شاهد يتحكم فيها القلق من مآلات الحرب وخشيتها من دخول أميركا العظمى بكامل قوتها العسكرية، ما قد يشكّل "سايكس بيكو" إسرائيليًا جديدًا.

الحرب الإقليمية تعني دخول إيران بكامل قوتها فيها، ما سيفتح ميدان الحرب جغرافيًا من العراق، إلى سوريا، إلى لبنان، إلى فلسطين، وبشراكة يمنية.

أخطر ما في هذا السيناريو على إسرائيل هو استخدام حزب الله قوته الصاروخية بغزارة وكثافة، وقصفه المناطق الحيوية والبنى التحتية والحساسة لإسرائيل، بالتوازي مع القصف الإيراني، وهجوم قوات الرضوان الخاصة من الشمال، مع حراك فلسطيني داخل فلسطين المحتلة، ما سيضع إسرائيل في وضع قاسٍ من الداخل والخارج.

تداعيات هذه الحرب – إن وقعت – ستكون هائلة على المنطقة، وستغير ملامح الشرق الأوسط والجغرافيا السياسية فيها. وانتصار إسرائيل أمام تكتل محور المقاومة أمر مشكوك فيه، وعدم نجاح إسرائيل فيها سيعني هزيمة وجودية لها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الحرب الإقلیمیة الشرق الأوسط حزب الله وهو ما

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تجبر فلسطينيين على النزوح من جنين

قالت وكالتا "رويترز" والأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن القوات الإسرائيلية أجبرت عددا من الفلسطينيين في أحياء داخل مخيم جنين، على النزوح من منازلهم إلى بلدة برقين، الأربعاء.

وكان الجيش الإسرائيلي أطلق عملية عسكرية كبيرة في جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، وهذا هو التوغل الثالث الكبير الذي يشنه في أقل من عامين في المنطقة.

وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار في اتصال هاتفي مع "وفا"، إن "قوات الاحتلال أجبرت الأهالي على النزوح من أحياء في شارع مهيوب وجبل أبو ظهير ومناطق أخرى"، بعد أن أمرتهم عبر مكبرات الصوت بضرورة الإخلاء.

وأضاف أن "الاحتلال فتح ممرا واحدا لإجبار الأهالي على سلوكه، وهو باتجاه دوار العودة في المخيم، ومن ثم إلى واد برقين".

وقال جرار إن |البلدية تواصلت مع بلديات برقين وكفر دان وعرابة، لإرسال مركبات لنقل العائلات التي تم إخلاؤها، وتأمينهم في هذه البلدات".

وأشار إلى أن "الاحتلال يمنع تحرك طواقم البلدية في الميدان، إذ يواجهون صعوبة في نقل المواطنين، كما تم التواصل مع عدة مؤسسات دولية لتأمين الاحتياجات الطارئة لمن جرى إخلاؤهم".

كما أكدت "رويترز"، أن عددا كبيرا من الفلسطينيين غادروا منازلهم في مخيم جنين، وهو بلدة مزدحمة بأحفاد الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم عام 1948.

وقالت امرأة تدعى أم محمد لـ"رويترز": "نحن الحمد لله متكلون على الله. الله يحمي كل الناس. نسقوا لنا مع إسعاف. الحمد لله. الله من فوق نجانا".

وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مخيم جنين أصبح "شبه غير صالح للسكن"، مشيرة إلى نزوح حوالي ألفي عائلة إليه منذ ديسمبر الماضي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الثلاثاء، مقتل 10 فلسطينيين وإصابة 35 آخرين بجروح في "العدوان الإسرائيلي"، ثم أكدت مقتل 4 آخرين الأربعاء.

وتشهد الضفة الغربية المحتلة أعمال عنف منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في أكتوبر 2023.

والأحد دخل اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع المدمر حيز التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تجبر فلسطينيين على النزوح من جنين
  • سيناريوهات هدنة غزة
  • من البيجرز إلى قصف الأنفاق والمنشآت.. ضابط في حزب الله يكشف تفاصيل الحرب مع إسرائيل
  • ترامب: إيران مفلسة ولم تعد تمول حماس وحزب الله
  • ما سيناريوهات المواجهة بين إسرائيل والحوثيين بعد دخول اتفاق غزة حيز التنفيذ؟
  • مستشار ترامب يكشف عن الموعد الحاسم لمواجهة إيران: قرارات ضخمة قادمة
  • نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزة
  • ​صحيفة: "مستقبل حماس" يتحول إلى هاجس في إسرائيل
  • WSJ: إسرائيل لم تحقق هدفها الرئيس من الحرب.. لا تهديد لمكانة حماس في غزة
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدفه الرئيس من الحرب.. وهو تدمير حماس