علي يوسف السعد يكتب: السفر.. بين الشغف والهوس
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
السفر، تلك الكلمة التي تحمل بين طياتها أحلاماً عريضة وتطلعات بلا حدود، قد تتحول لدى البعض إلى ما يشبه الإدمان، أو ما يُعرف بـ «داء السفر»، هذه الحالة التي قد تبدو مثيرة للإعجاب على السطح، تخفي وراءها تحديات ومخاطر قد تؤثر على الصحة النفسية والمادية للفرد.. في هذا المقال، نستكشف معاً أبعاد هذا الإدمان، بين الفوائد العظيمة والمضار المحتملة.
إدمان السفر ليس مجرد شغف أو حب للاستكشاف، بل هو حاجة ماسة ومستمرة للسفر بشكل مفرط ودون توقف، بحيث يصبح الشخص مهووساً بفكرة الرحيل دون التمتع بالأماكن التي يزورها، هذا النوع من الإدمان يمكن أن يؤدي إلى تجاهل الفرد لواجباته الأساسية، أو حتى إلى إنفاق أمواله بطريقة غير مسؤولة.
للسفر فوائد جمّة، فهو يوسع الآفاق ويفتح العقول، ويغني النفس بثقافات وحضارات جديدة، هو بمثابة العلاج الطبيعي الذي يمكن أن يخفف من الضغط النفسي والتوتر العصبي، ويجدد النشاط ويقدم فرصة للهروب من روتين الحياة اليومية الممل، كما أن التعرض لثقافات جديدة ولغات مختلفة يحفز الذكاء ويقوي الذاكرة وينمي القدرات العقلية.
على الرغم من هذه الفوائد، فإن الإفراط في السفر قد يأتي بنتائج عكسية، أول هذه المضار هو الإرهاق الجسدي والنفسي الناتج عن التنقل المستمر، حيث يمكن لهذا الإرهاق أن يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة مثل القلق والاكتئاب، كما أن الإنفاق المفرط في السفر قد يؤدي إلى مشاكل مالية جسيمة يصعب تداركها.
إدمان السفر قد يكون له تأثيرات سلبية على العلاقات الشخصية أيضاً، فالغياب المستمر عن الأهل والأصدقاء يمكن أن يضعف هذه العلاقات ويسبب مشاكل عاطفية عميقة، ليصبح الأفراد المدمنون على السفر أحياناً منعزلين وغير قادرين على تطوير أو الحفاظ على علاقات طويلة الأمد.
من المهم التعرف على علامات إدمان السفر وأخذ الخطوات اللازمة لمعالجته، يمكن للأشخاص المتأثرين أن يبحثوا عن الدعم النفسي لفهم دوافع هذا السلوك وطرق التحكم به، مع ضرورة إنشاء ميزانية سفر واضحة ومحددة، والالتزام بجدول زمني متوازن قد يساعد في تجنب المشاكل المالية والصحية.
في النهاية، السفر بحد ذاته ليس مشكلة، بل الإفراط فيه هو ما يؤدي إلى التعقيدات، مثلما في كل جوانب الحياة، فالاعتدال هو مفتاح الاستمتاع بالفوائد دون التعرض للمخاطر.
إدمان السفر، مثل أي إدمان آخر، يحتاج إلى فهم ومعالجة لضمان عدم تحول الشغف إلى هوس يستنزف الجسد والروح. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة تبحث مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة سبل التعاون
دمشق-سانا
بحث القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور ماهر الشرع مع كبير منسقي البرامج ورئيس مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في العراق علي البرير، إمكانية وسبل التعاون في مجال مكافحة المخدرات والإدمان.
وأشار الدكتور الشرع خلال الاجتماع الذي عقد أمس في مبنى الوزارة إلى خطة الوزارة للنهوض بالقطاع الصحي المتدهور، منوهاً بأهمية التشاركية مع الجهات ذات الصلة لتلبية احتياجات المواطنين في المجال الصحي، والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولفت الشرع إلى أن مديرية الرعاية الصحية الأولية بالوزارة تتضمن دائرة وظيفتها إدارة ومكافحة الإدمان، والتعريف بمخاطره وسبل الوقاية والتوعية، مشيراً إلى أن مكافحة المخدرات مبنية على إستراتيجية مكافحة العرض وخفض الطلب، من خلال التوعية والعلاج والتأهيل.
بدوره أكد البرير حرص مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على التواصل مع السلطات السورية لخلق علاقة عمل مشتركة، ومعرفة اهتماماتها، وتحديد أولوياتها للمساهمة في دعمها، من خلال الاستفادة من برامج المكتب فيما يخص المجال الصحي.
وأشار البرير إلى إمكانية التعاون لوضع إستراتيجيات وطنية مع سوريا للحماية من تعاطي المخدرات ومكافحتها، وعلاج الإدمان والوقاية منه، والتعامل مع الأمراض المنقولة بسبب المخدرات، مشدداً على ضرورة تطوير قدرات الدولة في هذا المجال، ومساعدتها في التعامل مع المسائل الصحية التي لها علاقة بتعاطي المخدرات.