صحيفة الاتحاد:
2024-12-22@07:58:09 GMT

علي يوسف السعد يكتب: السفر.. بين الشغف والهوس

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

السفر، تلك الكلمة التي تحمل بين طياتها أحلاماً عريضة وتطلعات بلا حدود، قد تتحول لدى البعض إلى ما يشبه الإدمان، أو ما يُعرف بـ «داء السفر»، هذه الحالة التي قد تبدو مثيرة للإعجاب على السطح، تخفي وراءها تحديات ومخاطر قد تؤثر على الصحة النفسية والمادية للفرد.. في هذا المقال، نستكشف معاً أبعاد هذا الإدمان، بين الفوائد العظيمة والمضار المحتملة.


إدمان السفر ليس مجرد شغف أو حب للاستكشاف، بل هو حاجة ماسة ومستمرة للسفر بشكل مفرط ودون توقف، بحيث يصبح الشخص مهووساً بفكرة الرحيل دون التمتع بالأماكن التي يزورها، هذا النوع من الإدمان يمكن أن يؤدي إلى تجاهل الفرد لواجباته الأساسية، أو حتى إلى إنفاق أمواله بطريقة غير مسؤولة.
للسفر فوائد جمّة، فهو يوسع الآفاق ويفتح العقول، ويغني النفس بثقافات وحضارات جديدة، هو بمثابة العلاج الطبيعي الذي يمكن أن يخفف من الضغط النفسي والتوتر العصبي، ويجدد النشاط ويقدم فرصة للهروب من روتين الحياة اليومية الممل، كما أن التعرض لثقافات جديدة ولغات مختلفة يحفز الذكاء ويقوي الذاكرة وينمي القدرات العقلية.
على الرغم من هذه الفوائد، فإن الإفراط في السفر قد يأتي بنتائج عكسية، أول هذه المضار هو الإرهاق الجسدي والنفسي الناتج عن التنقل المستمر، حيث يمكن لهذا الإرهاق أن يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة مثل القلق والاكتئاب، كما أن الإنفاق المفرط في السفر قد يؤدي إلى مشاكل مالية جسيمة يصعب تداركها.
إدمان السفر قد يكون له تأثيرات سلبية على العلاقات الشخصية أيضاً، فالغياب المستمر عن الأهل والأصدقاء يمكن أن يضعف هذه العلاقات ويسبب مشاكل عاطفية عميقة، ليصبح الأفراد المدمنون على السفر أحياناً منعزلين وغير قادرين على تطوير أو الحفاظ على علاقات طويلة الأمد.
من المهم التعرف على علامات إدمان السفر وأخذ الخطوات اللازمة لمعالجته، يمكن للأشخاص المتأثرين أن يبحثوا عن الدعم النفسي لفهم دوافع هذا السلوك وطرق التحكم به، مع ضرورة إنشاء ميزانية سفر واضحة ومحددة، والالتزام بجدول زمني متوازن قد يساعد في تجنب المشاكل المالية والصحية.
في النهاية، السفر بحد ذاته ليس مشكلة، بل الإفراط فيه هو ما يؤدي إلى التعقيدات، مثلما في كل جوانب الحياة، فالاعتدال هو مفتاح الاستمتاع بالفوائد دون التعرض للمخاطر. 
إدمان السفر، مثل أي إدمان آخر، يحتاج إلى فهم ومعالجة لضمان عدم تحول الشغف إلى هوس يستنزف الجسد والروح.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: أنيس منصور.. بين الأدب والرحلات علي يوسف السعد يكتب: «200 يوم حول العالم»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: علي يوسف السعد یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

عمرو عثمان: نقل خبرات صندوق مكافحة الإدمان لمؤسسة تعافي السعودية

 
تفقد الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي مركز علاج الإدمان والتعاطى  بمحافظة الاحساء بالمملكة العربية السعودية  برفقة  عبد السلام الجبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة تعافي السعودية ، وذلك لنقل خبرة الصندوق في تشغيل المركز وتجهيزه في ضوء الخبرة المصرية على غرار مراكز العزيمة التابعة للصندوق والتي تتضمن عيادات خارجية وحجز داخلي للمرضى، والعاب رياضية "صالة جيم ،تنس طاولة ، بلياردو وملعب كرة قدم ، قاعات تدريب، أنشطة فنية وورش لتدريب المتعافين على حرف يحتاجها سوق العمل " ضمن برنامج العلاج بالعمل  .
 
ويعد المركز الأول من نوعه في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وهو تابع لمؤسسة  تعافي  بالاشتراك مع وزارة الصحة السعودية  .
 
كما أبدى "عثمان" استعداد الجانب المصري ممثل في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي  لتوفير التدريب لإعداد الكوادر العاملة فى المراكز العلاجية وهو ما رحب به الجانب السعودي معربين عن شكرهم للدولة المصرية الشقيقة في تقديم الدعم والمساندة .
 
جاء ذلك على هامش مشاركة الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في المؤتمر الإقليمي الثاني " علاج الإدمان .. التوجهات الحديثة للتأهيل " الذي تنظمه مؤسسة تعافي بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلاج الإدمان بالمملكة العربية السعودية على مدار يومين ، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية ،لعرض تجربة الصندوق في الدمج الاجتماعي والاقتصادي للمتعافين من الإدمان باعتبارها من التجارب الرائدة والتي اعتبرتها الكثير من الدول من التجارب الرائدة وبدأت في نقل تجربة الصندوق إليها ،لما يتم تقديمه من خدمات ما بعد العلاج المجاني والدمج المجتمعي للمتعافين وعودتهم كأفراد نافعين في المجتمع  ، وجاءت مشاركة الصندوق بعد اختيار  5 دول فقط من خارج دول الخليج هما "مصر والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا والسويد وماليزيا " لعرض تجارب علاج  وتأهيل مرضى الإدمان والدمج المجتمعي والتمكين الاقتصادي للمتعافين من تعاطى المواد المخدرة  وفقا للمعايير الدولية .

مقالات مشابهة

  • يوسف غيشان يكتب : أحمد حسن الزعبي …والعدّ بالشقلوب
  • التيكتوكر العالمي خابي لام يؤدي العمرة ..شاهد ماذا قال أمام الكعبة
  • بالفيديو .. جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان × أسبوع
  • طبيب تركي: إدمان وسائل التواصل يسبب تعفن الدماغ
  • وكيل «تعليم كفر الشيخ» يكرم القائمين على مشروع الوقاية من الإدمان
  • وزارة الشباب: قطار القوافل التعليمية يصل لمحطته الـ ٩ بمحافظة الغربية
  • وزيرة خارجية ألمانيا: تقويض استقرار سوريا يؤدي إلى زعزعة المنطقة بأكملها
  • عمرو عثمان: نقل خبرات صندوق مكافحة الإدمان لمؤسسة تعافي السعودية
  • بعد وفاة والدتي.. تامر حبيب عشت حالة من فقدان الشغف
  • منع السفر لرجل أعمال / تفاصي