مبادرة دبلوماسية من برلمان إيكواس لحلحلة الوضع في النيجر
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
مظاهرة في النيجر أمام قاعدة عسكرية فرنسية (11 أغسطس 2023)
اجتمع برلمان إيكواس مساء السبت (12 أغسطس/ آب 2023) لمناقشة اتخاذ مزيد من الإجراءات في النيجر. وقال المتحدث إن البرلمان لم يتخذ أي قرار لكنه شكل لجنة تعتزم لقاء الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية لإيكواس، للحصول على إذنه للذهاب إلى النيجر.
وتتعاون مالي منذ ذلك الحين مع مرتزقة من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، وهي الخطوة التي تزامنت مع تصاعد العنف هناك. كما طردت مالي قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وهو ما يخشى محللون أمنيون من أن يؤدي إلى مزيد من الصراع.
وتظاهر آلاف المؤيدين للانقلاب أمام قاعدة عسكرية فرنسية في نيامي عاصمة النيجر أمس الجمعة. وحمل أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "تحيا روسيا" في حين رفعت لافتات أخرى عبارات مثل "تسقط فرنسا... تسقط إيكواس" و"فاغنر ستحمي أطفالنا من الإرهاب". ومن المقرر أن يجتمع قادة جيوش المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وإذا اختاروا التدخل، فليس من الواضح كم من الوقت سيستغرق جمع قوة إيكواس وكم سيكون حجمها وما إذا كانت ستغزو النيجر بالفعل. وقال محللون أمنيون إن الأمر قد يستغرق أسابيع. ولم تذكر دولة سوى ساحل العاج عدد القوات التي ستشارك بها، في حين قالت دول منها ليبيريا والرأس الأخضر إنها تفضل الدبلوماسية. وحذرت روسيامن مغبة القيام بعمل عسكري.
وصول وفد رجال دين نيجيريين لنيامي
تلقى رئيس النيجر محمد بازوم المحتجز في مقر إقامته الرسمي "زيارة من طبيبه" السبت، فيما وصل إلى العاصمة نيامي وفد من رجال دين نيجيريين والتقى قادة الانقلاب الممسكين بالسلطة منذ 26 تموز/ يوليو. ويُحتجز محمد بازوم (63 عاما) مع عائلته منذ الانقلاب في الإقامة الرئاسية بالعاصمة.
وقال أحد أقاربه إن "رئيس الجمهورية تلقى زيارة من طبيبه اليوم" السبت الذي "أحضر له طعاماً"، وكذلك لنجله وزوجته المحتجزَين معه، مضيفا "إنه بخير بالنظر إلى الوضع". وأعرب عدد من ممثلي المنظمات والدول الحليفة للنيجر قبل انقلاب 26 تموز/ يوليو، عن قلقهم بشأن ظروف الاحتجاز والحالة الصحية للرئيس المعزول.
في غضون ذلك عبر الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة عن القلق إزاء احتجاز الرئيس بازوم. وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن الأوضاع "تتدهور بسرعة" وقد تصل إلى حد انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان.
كذلك أبدى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "استياءه" من رفض العسكريين الإفراج عن بازوم وعائلته "كبادرة حسن نية". وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إنّ معاملته وعائلته "غير إنسانية وقاسية".
في الأثناء، وصل السبت وفد من قادة دينيين مسلمين نيجيريين إلى نيامي للتحدث إلى الانقلابيين الذين رفضوا الثلاثاء استقبال وفد من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة. والتقى الوفد رئيس الوزراء المدني المعين حديثا علي محمد الأمين زين، ولاحقا قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تيراني، وفق ما أفاد التلفزيون الوطني النيجري.
ح.ز/ ع.غ (رويترز/ أ.ف.ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: النيجر برلمان إيكواس الرئيس بازوم فرنسا النيجر برلمان إيكواس الرئيس بازوم فرنسا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
صعود الإمبراطورية الروسية في أفريقيا
لفت مقال بموقع ناشونال إنترست إلى أن القارة الأفريقية أصبحت محطة مركزية في إستراتيجية روسيا العالمية، إذ استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انشغال الولايات المتحدة بالصراع في أوكرانيا ووسّع نفوذ بلاده في أفريقيا عبر بناء قواعد عسكرية وتوقيع اتفاقيات دفاعية وتغيير موازين القوى من البحر الأحمر إلى غرب أفريقيا.
وأوضحت كاتبة المقال زينب ربوع أن انسحاب واشنطن من النيجر، إلى جانب طرد فرنسا من دول مثل السنغال ومالي وبوركينا فاسو، شكّل تراجعا واضحا للحضور الغربي في منطقة الساحل، مما سمح لروسيا بملء هذا الفراغ بسرعة عبر التعاون الأمني.
محور عدائي جديدوأضافت ربوع وهي مديرة برنامج بمركز السلام والأمن في الشرق الأوسط في معهد هدسون مختصة في التدخل الصيني والروسي في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل وشمال أفريقيا، أن موسكو لم تكتف بالتمدد السياسي، بل أصبحت المورد الأول للسلاح في أفريقيا، وتُشكّل صادراتها 40% من واردات السلاح في القارة.
وحذرت الكاتبة من أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا لم تتصرف لاستدراك التوسع الروسي، فإن الكرملين سيحافظ على قاعدة إستراتيجية أخرى في الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويزيد الأمرَ خطورة -حسب ربوع- أن روسيا تعمل على التنسيق مع الصين وإيران لتشكل محورا عدائيا عازما على تحدي الهيمنة الغربية برا وبحرا وجوا.
إعلان إستراتيجية أمنيةوأوضحت ربوع أن هذا التوسع الروسي جزء من إستراتيجية بوتين للحرب "غير المتكافئة"، وتقوم هذه الإستراتيجية على تسليح الأنظمة العسكرية ودعم الانقلابات واستثمار الفوضى لتعزيز النفوذ الروسي في القارة.
وكشفت ربوع عن خطط روسية لنشر قوة قوامها 5 آلاف جندي في منطقة الساحل، لتعزيز النفوذ الروسي وتقويض الهياكل الأمنية المدعومة من الغرب.
وأكدت أن النفوذ الروسي المتزايد في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي شكلت تحالفا جديدا يُعرف باسم "تحالف دول الساحل" يعكس هذه الديناميكية.
فمنذ عام 2020 وحتى 2023، شهدت هذه الدول انقلابات مدعومة من موسكو، تخلت بعدها عن علاقاتها العسكرية والدبلوماسية مع الغرب، وبدأت بالتنسيق الأمني تحت إشراف روسيا.
فاغنر أداة عسكريةوأشارت الكاتبة إلى أن روسيا تستخدم مجموعة "فاغنر" كأداة إستراتيجية، تتجاوز كونها مليشيا مسلحة، بل تمثل وسيلة لإعادة تشكيل منظومة الأمن في القارة. وتلعب "فاغنر" دورا محوريا في دعم الأنظمة وتوفير الحماية مقابل الولاء لموسكو.
ووفق المقال فإن أكبر مثال على دور فاغنر ظهر جليا في غينيا الاستوائية، حيث أُرسلت قوات روسية لحماية نظام الرئيس أوبيانغ مباسوغو، مقابل النفوذ في منطقة حيوية وغنية بالنفط.
وخلص المقال إلى أن تجاهل الغرب لهذه التحركات قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى العالمي لصالح محور موسكو-بكين-طهران.