بعد عام على الحرب..ماذا كسبت حماس وماذا خسرت فلسطين؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
فرضت الحرب في قطاع غزة، بعد عام من هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل واقعاً صعباً على القضية الفلسطينية والحركة التي تراهن على حسابات إقليمية وعلى تطور الحرب إلى مواجهة واسعة.
ورغم معاناة الغزيين من الحرب وغياب أفق نهايتها، خرج قادة حماس بمواقف تسببت في غضب الفلسطينيين الذين أنهكتهم التداعياته الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للحرب، ما عكس غياب تصور واضح لدى الحركة لمستقبلها و مستقبل القطاع الذي كانت تديره منذ 2007.مشروع معادٍ ووصف رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، خسائر الفلسطينيين في الحرب بـ "تكتيكية"، وهو ما اعتبره الفلسطينيون تهويناً من معاناتهم، في حين تعهد المتحدث العسكري للحركة بـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل، دون تحديد ملامحها أومقومات صمود الغزيين فيها.
خالد مشعل يتودد لإيران في ذكرى 7 أكتوبرhttps://t.co/1ATyEBGxpP
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2024 وانتقد الكاتب والوزير الفلسطيني السابق إبراهيم أبراش "عناد حركة حماس وتصريحات قادتها المستفزة والبعيدة عن الواقع وغير المعنية بالشعب ومعاناته في غزة، وفلسطين القضية الوطنية".وقال في تدوينة عبر فيس بوك إن "تصريحات قادة حماس التي تتحدث عن انتصارات بمناسبة مرور عام على الحرب، لا تبشر بخير ولا بتحقيق الوحدة الوطنية في المدى القريب".
وأضاف "هذا الأمر يتطلب موقفاً شجاعاً وواضحاً من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ليس فقط في مواجهة مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتصفية القضية الوطنية، بل أيضاً في مواجهة حركة حماس ومشروعها المتعارض مع المشروع الوطني". إنهاء الانقسام وشدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله، على الوحدة الوطنية الفلسطينية، داعياً حماس لإدراك حجم الأزمة التي يمر بها الفلسطينيون في غزة، والضفة، والقدس.
وقال تيسير نصرالله لـ24 إن "المشهد العام بعد عام من الحرب شديد الصعوبة، وأن إسرائيل تتذرع بهجوم 7 أكتوبر، لتنفيذ مشاريع تصفية للقضية الفلسطينية.
وأضاف "مطلوب من الجميع أن ندرك حجم العدوان وهدفه بتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء التمثيل الفلسطيني، وخلق إدارة مدنية تنفذ السياسات الإسرائيلية، وتنفيذ مخطط التهجير للفلسطينيين".
وترفض حماس الانضمام لحكومة وحدة وطنية ببرنامج السلطة الفلسطينية، وترفض إسرائيل أن تكون حماس جزءاً من مرحلة ما بعد الحرب، ما يعقد مستقبل الحركة جزءاً من النظام السياسي الفلسطيني.
وقال: "خلال عام من الحرب كان هناك عدد من الإنجازات التي تحققت على الصعيد الدولي، في دفع دول أوروبية في اتجاه الاعتراف بفلسطين، والعمل لتعميق العزلة الإسرائيلية الدولية"، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب تمثيلاً فلسطينياً موحداً. الانفصال عن إيران ويرى الباحث والمحلل السياسي رفيق أبو هاني، أن على حماس الانفصال عن المحور الإيراني، بعد أن حوّلت الحرب في غزة إلى ملف تصعيد إقليمي وحروب متطورة، دون أي تأثير على الدفع لإنهاء الحرب.
وقال الباحث لـ24 إن "إسرائيل بدأت تنفيذ عملياتها ضد حماس وقادتها السياسيين والعسكريين، وأوهمت حزب الله والفصائل الأخرى برفضها فتح جبهة قتال جديدة، لكنها عقب القضاء على أي تهديد من غزة فتحت جبهات قتال متزامنة".
عام على 7 أكتوبر... الجميع خاسرونhttps://t.co/d4Z2RCEPDJ pic.twitter.com/kGLjmR71rf
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2024 وأضاف "إيران لم تستجب سريعاً للتطورات في غزة وأخرت الرد على الاغتيالات التي كان أحدها في قلب العاصمة طهران لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، حتى اشتعال التوترات في لبنان".وتابع "إضافة لذلك إسرائيل لن تقبل باستمرار الوحدة العسكرية والسياسية بين فصائل ما تسميه إيران محور المقاومة، وبالتالي فإن استمرار الارتباط مع هذا المحور سيطيل أمد الحرب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب حماس قطاع غزة وإسرائيل عام على حرب غزة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماس
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن وقف إطلاق النار الهش في غزة بدأ دون أن تحقق إسرائيل هدفها الرئيسي في الحرب بتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد أنصاره اليمينيين المحبطين بأنه سيحقق النصر الكامل الموعود لاحقا.
وذكّرت الصحيفة -في تقرير بقلم ماركوس ووكر- بأن حماس تدعي الفوز رغم خسائرها الفادحة، وتستعرض مقاتليها في شوارع غزة، لأنها حققت هدفها المتمثل في البقاء على قيد الحياة بعد الهجوم، ولكن المكاسب الإستراتيجية كلها من 15 شهرا من الحرب في الشرق الأوسط تقريبا لصالح إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزةlist 2 of 2كاتب روسي: هذه دلالات الاتفاق الإستراتيجي بين روسيا وإيرانend of listورأت الصحيفة أن إسرائيل خرجت من الحرب وهي أقوى، بعد أن نجحت في تقليص حجم العديد من خصومها رغم أنهم ما زالوا يشكلون تهديدا، وأوضحت أن توجيه ضربات ثقيلة لخصوم إسرائيل يعد إنجازا بالنسبة للإسرائيليين وتعويضا لعزلتهم الدبلوماسية، في عالم مروع من حجم الدمار في غزة.
الحرب لم تنتهولكن الحرب لم تنته بعد -حسب الصحيفة- لأن نتنياهو، الذي يتعرض لانتقادات من شركاء الائتلاف اليمينيين المتطرفين، ما زال يؤكد أن إسرائيل يمكنها استئناف القتال بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ولأن تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بشأن التراجع عن تفاصيل الاتفاق بدأ حتى قبل عودة أول المحتجزين إلى ديارهم من غزة.
إعلانوقد كانت الحكومة الإسرائيلية والجيش يتبادلان اللوم منذ أشهر على الفشل في القضاء على حماس، إذ يشكو كبار قادة الجيش من عدم وجود خطة لجلب سلطة بديلة لإدارة غزة والضغط على حماس، مما يضيع جهود إسرائيل في ساحة المعركة، وفي كل مرة يأمر نتنياهو الجيش بإنهاء مهمة تدمير حماس، زاعما أن الخطط السياسية مسألة وقت لاحق.
غير أن الكثير يتوقف على الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تشمل أولوياته في الشرق الأوسط تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهل سيواصل الضغط لإنهاء القتال، ولكن الهدنة في غزة مثل وقف إطلاق النار الهش في لبنان، قد تؤدي إلى سنوات من الصراع على مستوى أدنى، ولكن ليس إلى السلام.
وقالت وول ستريت جورنال إن حماس خسرت الآلاف من المقاتلين ومعظم كبار قادتها، ولكنها وجدت الكثير من المجندين الجدد بين الشباب في غزة، واستطاعت قتل العشرات من الجنود الإسرائيليين، قال يولي إدلشتاين، وهو عضو بارز في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو "تعرضت حماس في غزة لضربة شديدة ولكنها لم تنكسر".
ولم تأت الهزيمة الحقيقية لحماس وسط أنقاض قطاع غزة، ولكن على جبهات إسرائيل الأخرى، حيث عانى حلفاؤها في محور المقاومة الإيراني من سلسلة من النكسات، حيث تضرر حزب الله بشدة عندما دمرت إسرائيل، مستفيدة من سنوات من العمل الاستخباراتي، الكثير من قياداته وترسانته من الصواريخ، كما دمرت الطائرات الإسرائيلية الكثير من الدفاعات الجوية الإيرانية.
الضفة الغربية جبهة قادمةومع ذلك تظل حماس -حسب الصحيفة- حركة ذات جذور عميقة ودعم مستمر في مجتمع غزة، وسيعزز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن مئات النشطاء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مكانتها، حتى لو تم استبعادها رسميا من أي حكومة محلية في المستقبل.
غير أن حركة فتح العلمانية المنافس الرئيسي لحماس، ملطخة بسنوات من الفساد والاستبداد والتعاون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك "يبدو الفلسطينيون في وضع متأرجح بين قيادة تمثل الشلل من جهة وقيادة تمثل الدمار من جهة أخرى"، كما يقول حسين إبيش، من معهد دول الخليج العربية، وهو مركز أبحاث في واشنطن.
إعلانوفي الأسابيع الأخيرة، شنت السلطة الفلسطينية، من أجل إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل أنها يجب أن تشارك في حكم غزة، معركة ضد المسلحين في مخيم جنين للاجئين، ولم تحقق قوات قواتها التي فقدت شعبيتها على نحو متزايد، سوى ترسيخ صورتها كمساعد لقوات أمن إسرائيل.
وخلصت الصحيفة إلى أن الضفة الغربية هي المكان الذي قد يغلي فيه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستقبلا، خاصة أن العنف المتزايد من قبل المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يزعزع استقرار هناك، قال مايكل ميلشتاين، رئيس الشؤون الفلسطينية السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إنه "من المؤسف أن الضفة الغربية ستكون الجبهة الجديدة".