يمانيون:
2025-03-04@05:36:07 GMT

“طوفان الأقصى”.. الطوفان الذي أنهى أحلام الكيان

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

“طوفان الأقصى”.. الطوفان الذي أنهى أحلام الكيان

يمانيون – متابعات
لم يكن يوم السبت السابع من أكتوبر لعام 2023م، يوماً عاديًا، بل هو يومٌ تاريخي أذل الله فيه كبِرياء الصهاينة، ومُرغت أنوفهم في أوحال الهوان، وجُرفت أحلامهم على يد ثلة من المقاومين الفلسطينيين المؤمنين فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر صامدًا صابرًا مرابطًا مواصلاً نضاله رغم الألم والقهر وشدة العدوان، حتى بعد مرور عامٍ بأكمله.

ففي مثل هذا اليوم بدأت معركة “طوفان الأقصى” المباركة، فجراً بسلسلة من عمليات اقتحام المجاهدين للمستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية في غلاف غزة براً وبحراً وجواً، وقتل وأسر مئات الجنود وقطعان المستوطنين الصهاينة والذي لا زال عدد منهم في قبضة المقاومة حتى اليوم.

وبعد عام كامل ورغم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لا يزال هذا اليوم حدثًا قوياً سيسطره التاريخ بمداد العزِة والفخر، التي خطتها دماء ثلة مؤمنة من المجاهدين الواثقين بنصر الله، العابرين لحدود العجز والتقاعس، الموقنين بنصر الله ومدده وقوته، الذي ما زال وقودًا لصمودٍ أسطوريٍ للمقاومة في غزة وكل شبرٍ في فلسطين، يُسعِد أبناء الأمّة ويزيدهم فخرًا، ويقهر العدوّ المتغطرس ويزيده قهرًا.

ويؤكد مراقبون أنّ القضية الفلسطينية كانت منسية قبل السابع من أكتوبر، فجاء “طوفان الأقصى وأعاد إحياء القضية في قلوب الأمة وخاصةً في الأجيال الجديدة التي كانت لا تعرف عن فلسطين شيء، وغرس فيهم ثقافة المقاطعة والمقاومة، ودمر صورة “إسرائيل” لدى الغرب وأصبحت الأكثر كُرهاً في العالم.

وشدد المراقبون على أنّ “طوفان الأقصى” فجرت شرارة الأفكار التي تصنع التغيير لتحرير فلسطين، وعلى أن السابع من أكتوبر سيبقى أعظم دخول في التاريخ القديم والحديث، وسيبقى رجاله أعظم رجال قاموا بأعظم مهمة يتمناها ملايين الشعوب الأحرار.

وينظر أبناء الأمّة العربية والإسلامية إلى السابع من أكتوبر، باعتباره “معركة تحرير فلسطين”.. ورغم الدمار والدماء وعنجهية الغرب وخذلان الأقرباء إلا أن مشوار التحرير سينتهي عند باب المسجد الأقصى تحقيقا لوعد الله والله لا يخلف وعده.

فيما يرى آخرون أنها أعظم ملحمة في التاريخ، فرعب السابع من أكتوبر سيظل يلاحقهم دائمًا، ويثبت لهذا الكيان عجزه وضعفه، بعد أن سقطت أساطير الجيش الذي لا يقهر وتمرغ أنف جنودها تحت أقدام المقاومين الشجعان الذين سطروا ملاحم بطولية ستُسطر في كتب التاريخ كأبهى صور النصر والبطولة التي عز نظيرها.

وعددت سيدة أمريكية إيجابيات “طوفان الأقصى” في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل، لتقول: “لقد استيقظ العالم، وبانت الحقائق، وضعتم النظام العالمي على المحك وقد فشل في الاختبار، وأصبح الناس الآن على دراية بما يحدث في فلسطين.. لقد كانت تكلفة استيقاظنا باهظة، لكننا نمر بلحظة محورية، ويشرفني أن أكون إلى جانبكم”.

فيما قال عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خليل الحية: “إن عامًا على بَدء طوفان الأقصى مَرَّ على فلسطينَ عامة، وغزةَ خاصة، وشعبُنا الفلسطيني يَخطُّ بمقاومته ودمائِه وثباتِه تاريخاً جديداً بعدما اندفعت نخبة القسام، نحو أرضنا المحتلة عام 48 لتسطر ملحمةً استثنائية، فقد حطم عبورُ السابع من أكتوبر المجيد، الأوهامَ التي رسمها العدو الصهيوني لنفسه، واستطاع أن يقنع بها العالم والمنطقة، عن تفوقه وقدراته المزعومة”.

وأضاف الحية في تصريح صحفي بمناسبة مرور عام على معركة طوفان الأقصى، اليوم الأحد: إن “النخبةُ المجاهدة استطاعت خلال ساعات معدودة، تركيعَ الكيان الصهيوني وتحييدَ أهمِ فِرَقِ جيشِه، ويتركهم بين قتيل وأسير وجريح، ولا زال أبناءُ القسام وفصائلِ المقاومة، يُسطّرون أروع المعارك وهم يدافعون ويذودون عن أهلهم وذويهم”.

وقال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل اليوم الاثنين: إن عملية طوفان الأقصى أعادت “إسرائيل” إلى “نقطة الصفر وهددت وجودها”.. واصفاً إياها بأنها “رد طبيعي على الاحتلال وتسارع مخططاته في الاستيطان والحصار والعدوان على الأقصى وتصفية القضية وتصاعد جرائم التنكيل بالأسرى”.

وأضاف: إن الهجوم كان أيضا “نقلة موضوعية في مسار تطور المقاومة وتراكم قوتها وخبرتها وإبداعها، في ظل إصرار قيادتها على إستراتيجية التحرير والتخلص من الاحتلال”.

وأوضح مشعل أن “إسرائيل” تريد من الجميع أن يكونوا “خاضعين” لها في المنطقة، وأنها “تتآمر على مصر وتسعى إلى تقليل أهمية قناة السويس بالبحث عن بدائل، وتهدد الأردن بتهجير سكان الضفة إليه، وتعتدي على الأمن القومي العربي والإسلامي في كل مكان”.

وأشاد مشعل بمن ناصروا وساندوا غزة بالسلاح، خاصة في لبنان وإيران واليمن والعراق، وضحوا من “أجلنا وقدموا قافلة من الشهداء، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله”.

ومع موعد الذكرى وجهت كتائب القسام، في الساعات الأولى من صباح اليوم، رشقة صاروخية شرق رفح التي تتوغل فيها قوات العدو الصهيوني بالكامل منذ السابع من مايو الماضي، لتوجه رسالة للعدو لا تقبل الجدل، مفادها: “إن مقاومتنا باقية وراسخة مهما كان حجم القتل والتدمير”.

وأعادت كتائب السام نشر خطاب قائدها العام محمد الضيف، في مستهل العملية والذي جاء فيه: “فلتتوحّد كُل الرّايات ولتلتئِم كُل الجبهات، ولتُفتح كل الساحات، لهدفٍ واحدٍ وغايةٍ كبيرةٍ نبيلةٍ مُقدّسة، وهي تحرير فلسطين وإعادتها إلى حُضن الإسلام، فموعِدنا وإيّاكم في ساحات المسجد الأقصى مُحرّرًا مُطهّرًا بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز”.

وما دعا إليه القائد الضيف، قبل عام يبدو حاضرًا اليوم، فالعديد من الساحات اشتعلت جبهتها مع الكيان الصهيوني، فها هي ساحة لبنان، تدخل منذ اليوم التالي للمعركة معركة إسناد وسرعان ما تطورت إلى ما يشبه الحرب الشاملة.

كما دخلت ساحات اليمن والعراق وسوريا وإيران على خط المواجهة بمستويات وتأثيرات مختلفة مع آفاق مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بعد الضربة النوعية التي وجهتها إيران ضد أهداف عسكرية للاحتلال قبل أيام وأصابت أهدافها بدقة.

وأثبتت عملية طوفان الأقصى هشاشة كيان العدو الصهيوني، وأن الدعم والإسناد الأمريكي والأوروبي له وامداده المتواصل بالسلاح والذخائر شك ترياق الحياة بعد أن تهاوى أمام أبطال المقاومة في غزة.

وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع وفي ظل الدعم الشامل لجرائمه هذه من قبل الإدارة الأمريكية والدول الغربية يستفحل الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم الحرب علنا دون أي رادع ومنها الإبادة الجماعية، التهجير القسري، استهداف المرافق الصحية والتعليمية ومنع وصول الأدوية والغذاء ومحاصرة المستشفيات ومنع العلاج.

وفي الجهة المقابلة لم يستطع محور المقاومة ترك غزة وأهلها يبادون، وأعلن عن فتح جبهات إسناد من لبنان واليمن والعراق وحتى قامت إيران بالدعم الميداني عبر عمليات الوعد الصادق، فكانت الجبهة اللبنانية الأقوى والأكثر احتداما مما جعل الكيان الصهيوني القيام بشن عدوان همجي على لبنان بعد مرور عام تقريباً على عملية طوفان الاقصى.

ووفق العديد من المراقبين فإن ما أنجزته المقاومة ومحورها خلال هذا العام فاق تصورات أنصارها وأعدائها على حد سواء.. ففي أحد تقارير صحيفة “واشنطن بوست”، ذُكر بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت راسخة في مواقعها بعد مرور عام من الحرب الصهيونية التي أعلنت أن القضاء على حماس أهم أهدافها.

وعلى الجانب المقابل، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن قادة في حركة حماس قولهم: إن رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار لم ينجُ فحسب بعد مرور عام على السابع من أكتوبر، بل إنّه يضع أيضا الأساس لإعادة ظهور حماس.

وبيّن مراقبون آخرون، أنه وبسبب ضربات المقاومة المسددة تدحرجت رؤوس كثيرة بمواقع القيادة في الكيان الصهيوني إذ قدم العديد منهم استقالاتهم بسبب الإخفاق الذي مني به كيان الاحتلال ذلك اليوم، فقد استقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا.

كما استقال عدد كبير من المسؤولين بمكتب المتحدث باسم جيش العدو، واستقال الواء يوسي شارييل قائد وحدة الاستخبارات الصهيونية 8200 عقب الضربات الموجعة والمدمرة من حزب الله على هذه الوحدة، ومن المنتظر استقالة آخرين ما أن تضع الحرب أوزارها.

وبات جيش العدو الصهيوني يعاني من نقص القوى البشرية، وقد حذّر تقرير لهيئة الأركان العامة في مارس الماضي من نقص حاد في الموارد البشرية، بسبب مقتل مئات الجنود وإصابة الآلاف غيرهم، وقال: إن هناك حاجة إلى سبعة آلاف جندي لنقلهم إلى جبهات القتال.

وأظهر استطلاع للرأي قامت به هيئة البث الصهيونية أن 73 في المائة من الصهاينة يعتقدون بالفشل أمام حماس، في حين قال 86 في المائة منهم إنهم غير مستعدين للعيش في مستوطنات غلاف غزة بعد انتهاء الحرب.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت معطيات رسمية صدرت عن دائرة الإحصاء المركزية عن تزايد ملحوظ في ظاهرة هجرة الصهاينة للخارج حيث غادر أكثر من 40 ألفا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2024.

الجدير ذكره أنه رغم كل ما قام به العدو الصهيوني من تدمير وقتل في غزة، فإن العام ينقضي وما زالت المقاومة في القطاع الفلسطيني المحاصر قادرة على خوض المعركة وتكبيد العدو مزيدا من الخسائر.
———————————————–
– سبأ : مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر الکیان الصهیونی العدو الصهیونی طوفان الأقصى بعد مرور عام

إقرأ أيضاً:

صفقة طوفان الأحرار.. ثلاثية متكاملة تصنع الإنجاز

 

الثورة /

رغم التضحيات الثقيلة والعدوان المستمر، أثبتت المقاومة الفلسطينية مجددًا قدرتها على الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال، لتسطر فصلًا جديدًا من معادلة الردع والإنجاز. فعبر اقتدار سياسي وعسكري، وإدارة محكمة للمفاوضات، نجحت المقاومة في فرض تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل ضمن وقف إطلاق النار، مؤكدة أن إرادتها هي التي ترسم مسار الأحداث، لا إملاءات العدو.
ولم يكن هذا الإنجاز ممكنًا لولا الحاضنة الشعبية الصلبة، التي رغم الألم والفقد، واصلت إسنادها للمقاومة، مدركة أن هذا الطريق هو السبيل الوحيد نحو انتزاع الحقوق وكسر عنجهية الاحتلال. ومع تصاعد الحديث عن المرحلة الثانية، تواصل المقاومة التأكيد على ثوابتها، متمسكة بشروطها، في معركة تفاوضية تدار بحكمة وإرادة لا تعرف التراجع.
ومع اكتمال المرحلة الأولى، ترسل المقاومة رسائل واضحة حول المرحلة الثانية من الصفقة، مشددة على أن التزام الاحتلال بشروطها هو السبيل الوحيد لإتمامها.
في ظل هذا المشهد، تبرز تساؤلات حول مدى استجابة الاحتلال للضغوط الميدانية والسياسية، وما تحمله الأيام القادمة من تطورات في مسار التبادل، مع إصرار المقاومة على تحقيق أهدافها حتى النهاية.
ونجحت المقاومة خلال هذه المرحلة في تحرير 1777 أسيرًا فلسطينيًّا من سجون الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 72 امرأة و95 طفلًا و275 محكومًا بالمؤبد و295 محكومين بأحكام عالية، و41 من محرري صفقة “وفاء الأحرار”، بالإضافة إلى ألف من معتقلي قطاع غزة الذين تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر الماضي.
في المقابل، أفرجت المقاومة عن 25 أسيرًا إسرائيليًّا، بالإضافة إلى جثث 8 أسرى آخرين و5 تايلنديين، فيما لا يزال 59 أسيرًا إسرائيليًّا محتجزين داخل قطاع غزة، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
موقف المقاومة ومفاوضات المرحلة الثانية
في هذا السياق، أكد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن المقاومة الفلسطينية أوفت بالتزاماتها في المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما يواصل الاحتلال تعطيل تنفيذ البنود الإنسانية التي يتوجب عليه الالتزام بها.
وأضاف القانوع في تصريحات صحفية صباح أمس، أن “كل مبررات الاحتلال وأسبابه الواهية قد أفشلناها، وقطعنا الطريق عليها، ونحن جاهزون للمضي قدمًا نحو مفاوضات المرحلة الثانية”، مشددًا على أن المقاومة فرضت آلية الإفراج المتزامن عن الأسرى لمنع الاحتلال من المماطلة أو التلكؤ في التنفيذ.
وأشار إلى أن “مشاهد الأسرى الفلسطينيين الخارجين من السجون وهم يحملون آثار التعذيب والتنكيل تؤكد مدى انتهاك الاحتلال للمعايير الإنسانية والأخلاقية”، مؤكدًا أن أي محاولة من الاحتلال للتنصل من الاتفاق أو إفشاله “لن تؤدي إلا إلى تعقيد المشهد أكثر وزيادة معاناة أسراه، وهو ما يتحمل الاحتلال تبعاته”.
رسائل الأسرى وآفاق الصفقة
من جهته، وجّه الأسير المحرر عبد الله فؤاد النحال رسالة قال فيها: “نسأل الله تعالى أن نكون جنودًا للمقاومة، ندخل باحات المسجد الأقصى المبارك بإذن الله تعالى”، في إشارة إلى استمرار المقاومة الفلسطينية حتى التحرير.
ومع هذه التطورات الراهنة، تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، حيث تسعى المقاومة إلى توسيع دائرة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، خاصة ممن يقضون أحكامًا عالية، مع ضمان تطبيق بنود الصفقة كافة دون مماطلة أو تعطيل من جانب الاحتلال.
محطة فارقة
الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، قال في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذا اليوم يمثل محطة فارقة في تاريخ صفقات تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذه الصفقة تُعد الثالثة من حيث الأهمية بعد صفقتي وفاء الأحرار 2011، وصفقة 1985، لما تحمله من تأثير مباشر على معادلة الصراع.
كسر معادلات الاحتلال
رغم القوانين والتشريعات التي أصدرها الاحتلال لعرقلة أي عملية تبادل، وجد نفسه – وفق القرا- اليوم مجبراً على فتح السجون والإفراج عن أسرى، بينهم أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.
ورأى أن هذه الخطوة تمهد لمرحلة ثانية أكثر حساسية، حيث سيُجبر الاحتلال على دفع ثمن أكبر بالإفراج عن المزيد من الأسرى، منبها إلى أن الاحتلال في هذه المرحلة، يسعى الاحتلال لتحقيق مكاسب دون دفع ثمن، مستفيدًا من الدعم الأمريكي للضغط من أجل إطلاق سراح أسراه المحتجزين في غزة دون مقابل، للحفاظ على استقرار حكومته المتأرجحة.
مرحلة عض الأصابع.. وتصعيد محتمل
ويشير القرا، إلى أن المقاومة والاحتلال دخلا في معركة “عض الأصابع”، مبينا أن المقاومة التزمت بالمرحلة الأولى بدقة، فيما حاول الاحتلال التملص والمراوغة.
ولم يستبعد أن يلجأ الاحتلال إلى التصعيد، سواء في غزة أو الضفة، مستغلاً ضعف السلطة الفلسطينية لتعزيز الاستيطان وفرض وقائع جديدة.
مصير الجنود.. وأفق المرحلة الثالثة
وينبه الكاتب القرا إلى أن المرحلة الثانية ترتبط بمصير الجنود الإسرائيليين المحتجزين، مبينا أن حسم وضعهم الصحي – أحياء أم قتلى – سيحدد مسار المفاوضات للمرحلتين الثانية والثالثة، وقد يشكّل نقطة خلاف جوهرية.
ويرى أن المرحلة القادمة تتطلب موازنة دقيقة بين: تمديد المرحلة الأولى، والتفاوض على المرحلة الثانية ومن ثم تنفيذها، وأخيرًا التحضير للمرحلة الثالثة، مشددا على أن كل مرحلة تحمل صراعًا جديدًا، والمواجهة بين المقاومة والاحتلال تبقى مفتوحة في معركة الإرادة والصبر حتى النهاية.
السبيل الوحيد للإفراج عن الأسرى
وفي بيان رسمي، أكدت حركة حماس مجددًا أن السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة هو التفاوض والالتزام بما تم الاتفاق عليه فقط، مشددة على تمسكها الكامل بتفاهمات وقف إطلاق النار.
وجددت الحركة، في بيان فجر الخميس، عقب إفراج الاحتلال عن الدفعة السابعة من محرري صفقة “طوفان الأحرار”، التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بجميع حيثياته، وأكدت استعدادها للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وحذرت بأن أي محاولات من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته للتراجع عن الاتفاق أو عرقلته، لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة للأسرى وعائلاتهم.
الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، قال في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذا اليوم يمثل محطة فارقة في تاريخ صفقات تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذه الصفقة تُعد الثالثة من حيث الأهمية بعد صفقتي وفاء الأحرار 2011، وصفقة 1985، لما تحمله من تأثير مباشر على معادلة الصراع.
كسر معادلات الاحتلال
رغم القوانين والتشريعات التي أصدرها الاحتلال لعرقلة أي عملية تبادل، وجد نفسه – وفق القرا- اليوم مجبراً على فتح السجون والإفراج عن أسرى، بينهم أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.
ورأى أن هذه الخطوة تمهد لمرحلة ثانية أكثر حساسية، حيث سيُجبر الاحتلال على دفع ثمن أكبر بالإفراج عن المزيد من الأسرى، منبها إلى أن الاحتلال في هذه المرحلة، يسعى الاحتلال لتحقيق مكاسب دون دفع ثمن، مستفيدًا من الدعم الأمريكي للضغط من أجل إطلاق سراح أسراه المحتجزين في غزة دون مقابل، للحفاظ على استقرار حكومته المتأرجحة.
مرحلة “عض الأصابع”.. وتصعيد محتمل
ويشير القرا، إلى أن المقاومة والاحتلال دخلا في معركة “عض الأصابع”، مبينا أن المقاومة التزمت بالمرحلة الأولى بدقة، فيما حاول الاحتلال التملص والمراوغة.
ولم يستبعد أن يلجأ الاحتلال إلى التصعيد، سواء في غزة أو الضفة، مستغلاً ضعف السلطة الفلسطينية لتعزيز الاستيطان وفرض وقائع جديدة.
مصير الجنود.. وأفق المرحلة القادمة
وينبه الكاتب القرا إلى أن المرحلة الثانية ترتبط بمصير الجنود الإسرائيليين المحتجزين، مبينا أن حسم وضعهم الصحي – أحياء أم قتلى – سيحدد مسار المفاوضات للمرحلتين الثانية والثالثة، وقد يشكّل نقطة خلاف جوهرية.
ويرى أن المرحلة القادمة تتطلب موازنة دقيقة بين: تمديد المرحلة الأولى، والتفاوض على المرحلة الثانية ومن ثم تنفيذها، وأخيرًا التحضير للمرحلة الثالثة، مشددا على أن كل مرحلة تحمل صراعًا جديدًا، والمواجهة بين المقاومة والاحتلال تبقى مفتوحة في معركة الإرادة والصبر حتى النهاية.
وتبقى التطورات المقبلة مرهونة بمسار التفاوض ومدى استعداد الاحتلال للالتزام بشروط المقاومة، وسط تأكيدات فلسطينية بأن أي صيغة وطنية أو إطار متفق عليه داخليًا لإدارة قطاع غزة ستكون مقبولة لدى المقاومة، التي تبدي جاهزيتها لإنجاح أي توافق يخدم المصلحة الوطنية العليا.
المركز الفلسطيني للإعلام

مقالات مشابهة

  • ليون :”بن العمري اللاعب العربي الوحيد الذي حمل رقم 3 “
  • ألمانيا تطالب “الكيان” برفع القيود الفورية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • ألمانيا تطالب الكيان الصهيوني برفع القيود على دخول المساعدات لغزة
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • معاذ أبو شمالة: اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا
  • المشاركون في المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة إلى الطوفان” يؤكدون على أهمية دور المقاومة في مواجهة التهجير
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • صفقة طوفان الأحرار.. ثلاثية متكاملة تصنع الإنجاز