البوابة نيوز:
2025-03-16@18:06:38 GMT

إفيه يكتبه: روبير الفارس "واجعلنا عدوين"

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

غرس عدد كبير من المخرجين رسالة ثابتة في عشرات الأفلام، وهي أن الفقر حشمة وأن المال في حد ذاته أصل كل الشرور، هذه الأفلام التي شاهدناها بل وحفظناها من كثرة تكرار عرضها، تمدح الفقر بفجاجة كأنه هدف وغاية ورسالة، لدرجة أن إسماعيل يس يغني في فيلم "صاحبة العصمة" بطولته مع تحية كاريوكا قائلًا: “الفقر جميل وأنا إنسان طول عمره الفقر مهنيني.

.. اللهم افقرني كمان، اللهم أغني عدويَّ... اللهم آمين واجعلنا عدوين”.
ناكده عالٍ أوي، أنا كده مرتاح، ولا عمري رأيت ورقة بمئة.  
وبنام والباب من غير مفتاح، وأتحدى جميع الحرامية.  
ولا الشراب يخسر أخلاقي... راح أجيبه منين وأنا مش لاقي.  
ولا ثروة تزود أعدائي... وفي 60 داهية توديني.  
اللهم افقرني كمان... اللهم أغني عدويَّ".

فيرد عليه الموسيقيون: “اللهم آمين. واجعلنا عدوين”.
طبعا، رد الفرقة أكثر مصداقية وواقعية، وقدم سخرية رائعة  ممن يعتبر  أن الفقر جميل، وعلى منوال هذا المدح الممجوج للفقر، نجد أفلامًا لا تُحصى تصر علي هذا المعني، منها فيلم "مليون جنيه" لنعيمة عاكف وشكري سرحان، قصة وإخراج حسين فوزي، حيث تدمر الثروة حياة أربعة نماذج درامية: ينتحر الثري محمود المليجي، ويسجن الفكهانيعبد الفتاح القصري" بعد أن يقتل زوجته ويدعو الله في سجنه أن يفقره، وتنزلق حياة مضيفة الطيران سميرة أحمد إلى المفاسد والشرور، كما تفقد زينات صدقي عقلها وتدخل مستشفى المجانين لأنها صارت مهووسة بسباق الخيل.

هكذا، لا يوجد نموذج واحد استثمر أمواله بشكل صحيح، وحتى بطلة الفيلم اعتبرت التخلص من الأموال بتقديمها لجمعية خيرية أفضل وسيلة للنجاة من شرورها. وعلى غرار إسماعيل يس، تغني نعيمة عاكف وشكوكو أغنية بعنوان "فقر وفقرين"  
وتقول فيها "يالطيف يالطيف، ده الفقر بتاعنا ظريف ولطيف، والكنز قناعة.  
الأرض بساط مفروش لينا، والسماء بنجومها كمان زينة.  
والبحر بحاله بيسقينا، فين الفقر ده يا أخينا".
ورغم ردود شكوكو عليها بأنه رغم هذه "الأملاك"، نفسه في حتة بسبوسة، تلجأ نعيمة للدين، فالله هو الذي خلق الناس زي السلم درجات وطبقات، ويرد شكوكو: “وأمرنا نترقى ونتقدم”، لكن يبقى التجسيد الدرامي الذي قدمه الفيلم لضحايا الغنى أقوى في الوجدان من ردود شكوكو.

وكما ذكرت، لا يمكن رصد كل هذه الأفلام الممجدة للفقر والداعية له، وكأن الذين كتبوا سيناريوهاتها من الرهبان والنساك والزاهدين والمتصوفين. ومع ذلك، لابد أن أشير إلى فيلم "لو كنت غني" لبشارة واكيم وعبد الفتاح القصري، هذا الحلاق الذي ورث الشحاذ فتدمرت حياته، حيث غرقت أسرته في المفاسد وعاد فقيرًا ليمدح الفقر ويردد أن الفقر حشمة. 

وقد يكون مفهوم هذا الدس المتكرر في تلك الأفلام لمحبة الفقر والتخويف المرعب من شر الأموال هو لزرع الخنوع والخضوع وقتل الحلم الذي قد يتحول إلى ثورة من الفقراء ضد الأوضاع المزرية، ولكن غير المفهوم في أيامنا أن تجد قطاعًا كبيرًا من رجال الدين، شيوخًا وأساقفة، يعظون عن الفقر والزهد والصوم والتقشف، مقدمين أمثالًا من الأنبياء والأولياء والقديسين الذين لا يقتدون هم بهم، فحياتهم مستفزة لأبعد درجة، وأقرب إلى نجوم وصناع تلك الأفلام القديمة الذي من المؤكد لم يكونوا فقراء.

 وهذا أمر واضح جدًا في حياة الأساقفة الذين هم في الأصل رهبان تركوا الحياة المريحة وراءهم على مبدأ أساسي في الرهبنة، وهو "الفقر الاختياري"، أي أنهم اختاروا الفقر بإرادتهم وتركوا أموالهم وأعمالهم.

 ومع ذلك، لا تجد أثرًا لهذا الفقر في أديرتهم وأجهزتهم المحمولة وسكنهم وسياراتهم. وإذا فتح عليهم الفتاح فرُسموا أساقفة، تحولوا إلى سادة يسكنون في مقرات أقرب إلى القصور ويسافرون للعلاج في الخارج ويتحركون بسيارات فارهة، ثم يعودون لقصص لعنة الأموال... أفلام أفلام.

 إفيه قبل الوداع:  

الفقر مش عيب (أكثر من فيلم).  
 تكذب ولا تتجمل.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المخرجين الأفلام الفقر تحية كاريوكا

إقرأ أيضاً:

عزيمة وأخواتها يتقاسمن سد رمق المحتاجين بالضفة

كغيرها من مؤسسات خيرية كثيرة أطلقت لجنة الزكاة في مدينة نابلس، حملتها الخيرية لشهر مضان، "عزيمة"، لمد يد العون والمحتاجين بظل ظروف اقتصادية بائسة وفقر مدقع تعيشه كثير من الأسر الفلسطينية، وسط إغلاقات الاحتلال وتشديداته الأمنية، ومنعه آلاف العمال من الوصول لمناطق عملهم في إسرائيل.

وإضافة لاستهداف الاحتلال منشآت اقتصادية بالضفة الغربية بالهدم والتدمير، يواصل ومنذ نحو شهرين عملياته العسكرية في مخيمات ومدن شمال الضفة الغربية تحديدا، والتي هجَّرت أكثر من 40 ألف مواطن من مخيمات جنين وطولكرم، وفق اللجان الإعلامية للاجئين هناك.

وعلى غرار "عزيمة" أطلقت عديد المبادرات وحملات الخير بالضفة الغربية، بعضها بشكل منظم ومؤسسي عام، وآخر فردي تركَّز على فئات وأهداف محددة، لكن القاسم المشترك بينها كما قال القائمون "مساعدة الفقراء والوقوف معهم".

حاجة جديدة

ويقول ماهر الرطروط مسؤول العلاقات العامة بلجنة زكاة نابلس، إن "عزيمة" أطلقت بهذا الاسم "لرفع همة المتبرعين وأهل الخير لتكثيف التعاون والتعاضد مع المحتاجين والأيتام، خاصة مع ازدياد الحاجة لذلك، بظل الأوضاع الفلسطينيين الصعبة".

وتعكف "عزيمة" على توسيع نشاطها والهدف الذي وضعت لأجله، باستهداف المزيد من المعوزين ممن يستفيدون من أبوابها المعهودة، لكنها هذا العام تعمل توسيع عدد المستفيدين من فئة الأيتام، والأسر المتعففة بشكل أكبر.

إعلان

ويوضح الرطروط للجزيرة نت أنهم يعملون عبر حملتهم لإدراج 120 يتيما جديدا لكفالتهم، ونحو 600 أسرة متعففة لإدراجها على نظام الكفالة أيضا، ويضيف "هؤلاء سيضافون إلى أعداد كبيرة لدينا معتمدة ضمن هذين البابين فقط، فهناك أكثر من 3 آلاف أسرة تتلقى إغاثة مالية وشهرية، إضافة لكفالة أكثر من 1700 يتيم".

والجديد الذي يسعون لتوفيره عبر "عزيمة" حسب الرطروط هو "كفالة الأسر المتعففة"، ويقول إن هذا جاء لأن "حجم الاحتياج كبير جدا، وأوجدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة أسرا معوزة بأكملها".

وإضافة لبرامجهم الاعتيادية الإغاثية والصحية والتي تستهدف آلاف الأسر، "تقدم لجنة الزكاة بنابلس وعبر تكيّتها نحو 1600 وجبة غذائية يوميا طوال شهر رمضان، فضلا عن تقديمها الطعام مرتين أسبوعيا على مدار العام".

تقديم الطعام عبر تكيّة لجنة زكاة نابلس الخيرية أحد أوجه العمل لحملة عزيمة (الجزيرة) بالأرقام

ومثل "عزيمة" جاءت حملات كثيرة، وقدَّمت خدماتها فعلا لآلاف الأسر الفلسطينية، بظل أوضاع معيشية صعبة أدت لتعطُّل أكثر نصف مليون عامل عن العمل، وفق إحصائية للاتحاد العام لعمال فلسطين نشرها أواخر فبراير/شباط الماضي، بينهم 200 ألف كانوا يعملون داخل إسرائيل.
ويضاف لذلك، معاناة مستمرة لقطاع الموظفين العموميين الذين يتلقون منذ 40 شهرا 70% -وأقل أحيانا- من رواتبهم.

ووفق إحصائيات وزارة الاقتصاد الوطني، حصلت عليها الجزيرة نت، فإن معدل البطالة ارتفع إلى 51% في فلسطين، بواقع 35% بالضفة الغربية، وبنسبة 80% في قطاع غزة. وقبل الحرب وصلت معدلات الفقر إلى حوالي 63% في القطاع، وبعدها أصبح كله دون مستوى خط الفقر.

وتبعًا لتقارير البنك الدولي-يشير بيان وزارة الاقتصاد- فإن 91% من سكان غزة على شفا انعدام الأمن الغذائي الحاد.

برزت الحاجة أكثر للمبادرات الخيرية بظل عمليات التهجير الكبيرة التي يقوم بها الاحتلال (مواقع التواصل) تشعُّب العمل

يقول مخلص سمارة الباحث في التنمية الاجتماعية إن هذه المبادرات على أهميتها في تقليل معاناة المواطنين بظل الظروف الاقتصادية والسياسية تحتاج لمزيد من الدراسة والتكاتف المجتمعي لتحقق مرادها فعلا، وتطال الفئات المستهدفة الحقيقية بعيدا عن أي تدخلات جانبية أو مؤثرات قد تشوه حقيقتها وشكلها المطلوب.

إعلان

ويضيف للجزيرة نت "تقدم هذه الحملات جزءا من المطلوب ولا تفي بكل الحاجة  أو تطال كافة المستهدفين، وأن المطلوب إيجاد مرجعية واحدة، ومنظومة وبيئة حاضنة، وجهود تتكاتف عبر هذه المبادرات لينتفع منها أكبر كم من الأسر المحتاجة والمنكوبة".

أوضاع صعبة يعيشها الفلسطينيون بالضفة الغربية (الجزيرة)

ويرى سمارة ضرورة "تنوع وتشعب" مبادرات الخير في طبيعة المساعدات التي تقدمها، وألا تقتصر على جانب واحد فقط، كالطرود الغذائية، والانتقال "للمساعدات المالية" التي تساهم بشكل أكبر بالتخفيف عن كاهل الفقراء وتسد عوزهم.

من جهته، يقول شادي حمد، الخبير الاقتصادي الفلسطيني، للجزيرة نت إن هذه المبادرات تعيش الآن "تحديا كبيرا" بظل الكثافة في الطلب جرّاء الحالة الاقتصادية الاستثنائية والصعبة التي تعيشها فلسطين، سواء الحرب في غزة، وما تشهده الضفة من "تهجير هائل" لآلاف العائلات نتيجة اجتياحات الاحتلال للمدن والمخيمات.

ويضيف أن العَوَز والاحتياج في رمضان هذا في قمته، وبأصعب حالاته، وأنه مطلوب من كل مقتدر سواء في ذلك الأفراد والمؤسسات "أن يقدم ويشارك، وأن يبذل جهد استثنائيا للبحث عن الأشخاص الأكثر حاجة، وفق أولويات الاحتياج".

خبراء اقتصاديون يوصون بتغطية الاحتياجات المالية للمعوزين وليس الاكتفاء بتقديم الطعام والشراب (الجزيرة) أولوية المال

ومن المفترض -يتابع حمد- أن تكون الحملات قوية ومباشرة وواضحة المسار، وهو ما يشجع الناس للتبرع أكثر، وخاصة بشهر رمضان، وأن يكون التوزيع أفقيا، بحيث يغطي أكبر عدد ممكن من المستفيدين، لا سيما في أساسيات الحياة من الماء والكهرباء والطعام.

وركَّز الخبير حمد على ضرورة تغطية الاحتياج المالي للمعوزين، بتوزيع مخصصات مالية "ولو محدودة"، وليس الاكتفاء بتقديم الطعام والشراب، وقال "ينفق الفرد الفلسطيني من دخله الشخصي ما بين 30-40% من دخله على الطعام والشراب، وما تبقى هي احتياجات أخرى مهمة يجب تغطيتها، كالصحة والتعليم والمواصلات".

إعلان

ويعتقد حمد أن نسب البطالة المرتفعة بعموم فلسطين والتي تتجاوز 50% (نحو 100% بغزة و35% بالضفة الغربية)، تعكس الحالة الاقتصادية للمجتمع وما يعانيه من ارتفاع كبير بنسبة الفقر، وأضاف "بينما يقدر الحد الأدنى للأجور الفلسطينية بأكثر من 500 دولار أميركي، فإن مستوى الفقر المدقع أعلى من ذلك، ويصل لنحو 700 دولار أميركي، وبالتالي فإن كل شخص يتلقى أجرا أقل من هذا المبلغ يعيش عند حد الفقر، وكثيرون لا يتوفر لهم ذلك أصلا".

مقالات مشابهة

  • عزيمة وأخواتها يتقاسمن سد رمق المحتاجين بالضفة
  • إيرادات الأفلام.. محمد سعد يستعيد الصدارة ورامبو الأخير
  • 5 إبريل.. انطلاق مهرجان جمعية الفيلم بأفضل الأفلام
  • شرطة رأس الخيمة تشارك في تعبئة الطرود الغذائية دعماً لغزة
  • قمرة يواصل تمكين صناع الأفلام لدعم المبدعين في مسيرتهم السينمائية
  • المداح يرد على استفزازات عسيري: لو أنت شايفه فشل فانا معنديش مشكلة
  • بمشاركة جارموش ولينكليتر.. مهرجان كان السينمائي يستعد لنسخة استثنائية
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025
  • شمس الفارس: أبوي قطع نتفلكس في البيت شنو هالدكتاتورية ..فيديو
  • مؤسسة صقر بن محمد القاسمي تواصل جهودها الإغاثية ضمن الفارس الشهم 3 لدعم غزة