يمانيون:
2025-03-17@01:49:34 GMT

فهمُ المعركة بين الحق والباطل

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

فهمُ المعركة بين الحق والباطل

صالح القحم

تمثل المعركة الحالية بين الحق والباطل سباقًا حاسمًا ليس فقط للمسلمين، بل لكل من يسعى للعدالة والحرية. فالصراع لا يقتصر على أرض فلسطين فحسب، بل يمثل أبعادًا عالمية تهدف إلى الهيمنة والاستغلال. يواجه المسلمون تحديات مُستمرّة تتطلب الوحدة والتضامن لمواجهة قوى الكفر والنفاق. إن التصدي للظلم يتطلب من الأُمَّــة الإسلامية استعادة الوعي التاريخي والقيمي في ذلك السياق.

كما يتعيَّنُ علينا فهمُ التعقيدات الجيوسياسية التي تسود في المنطقة وتأثيراتها على الصراع القائم.

تظل المقاومة الإسلامية رمزًا لعزم الشعوب على مواجهة الاحتلال والظلم. يعكس فكر المقاومة الإرادَة الشعبيّة والتمسك بالحقوق المشروعة في مواجهة الكيان الإسرائيلي. يجسد العديد من رجال المقاومة الشجاعة والتضحية، ما يجعل منهم روادًا للشرف والعزة. تصب جهود المقاومة في تعزيز الهُــوِيَّة الوطنية وتوثيق الروابط بين الأجيال المختلفة. في خضم التصعيد، يأتي دور أهل المقاومة كحجر زاوية تحافظ على روح الانتفاضة.

قدَّم رجال المقاومة في غزة ولبنان تضحيات استثنائية في سبيل تحرير الأرض وحماية المقدسات. شجاعة هؤلاء الأبطال تذكرنا بأن الحرية تتطلب ثمنًا، وأن ثباتهم في مواجهة التحديات يعد شرفًا عظيمًا. سجلات الشهادة تروي قصص المجاهدين الذين اختاروا المضي قدمًا رغم صعوبة الظروف. يعمل هؤلاء الأبطال بلا هوادة لتحقيق هدفهم الأسمى في التحرير والاستقلال. ولقد تجسدت قيم الشجاعة والفداء في سلوكهم، مما جذب أنظار العالم إلى قضيتهم.

يعتبر السيد حسن نصر الله من أبرز القادة الذين لعبوا دورًا حيويًّا في نصرة القضية الفلسطينية. فقد قدّم نفسه شهيدًا في سبيل الله، مؤكّـداً التزامه بقضية الأُمَّــة. يمثل نضاله في سياق المقاومة تجسيدًا لمبادئ الإسلام وعزائم المؤمنين. تتعدى جهود نصر الله حدود لبنان، موجهًا رسالة قوية لكل الأُمَّــة الإسلامية حول أهميّة التضامن في مواجهة الكيان المحتلّ. هذا الدور القوي يعكس رؤية جماعية يمكن أن تشكل محورًا للتغيير في العالم العربي.

يبدو أن السبات الذي تعاني منه الدول العربية قد أثّر سلبًا على موقفها من القضية الفلسطينية. تراجع الدعم العربي للمقاومة يعكس فشلًا في تأدية الواجب التاريخي تجاه قضيتهم. رغم الأزمات المُستمرّة، نتمنى أن تستفيق الأُمَّــة العربية من غفوتها لتستعيد دورها المحوري. التخاذل العربي يجعل الأُمَّــة عُرضة للتحديات، وينبغي أن يدفعنا ذلك إلى إعادة النظر في استراتيجيتنا ونسج علاقات جديدة. إن تخاذل بعض الدول الإسلامية يعتبر جرحًا عميقًا في جسم الأُمَّــة يجب معالجته.

تعتبر إيران واحدة من الدول التي دعمت المقاومة الإسلامية من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي. يظهر تاريخ الدعم الإيراني قدرة البلاد على اتِّخاذ مواقف استراتيجية تجاه القضية الفلسطينية. إن هذا التآزر يسمح بتعزيز القدرات القتالية لرجال المقاومة، مما يساعدهم في مواجهة الاحتلال. يُعد دعم إيران رسالة واضحة بأن هناك قوى حية تسعى إلى نصرة الحق. هذه الشراكة تُظهر أَيْـضاً كيف يمكن للأُمَّـة الإسلامية أن تتشارك الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.

تواجه الأُمَّــة الإسلامية تحديات جسيمة تتمثل في تحالف القوى العالمية ضدها. يسعى الكثيرون إلى تشويه صورة الإسلام ونشر الفتنة بين الشعوب. من الضروري أن نفهم أن هذه التحديات ليست فردية، بل تتطلب تضافر الجهود بين المسلمين. التحديات الحالية تمثل فرصًا لتأكيد الوحدة بين الصفوف وتقديم نموذج قوي للمقاومة. يستوجب ذلك أَيْـضاً على كُـلّ مسلم أن يتحمل مسؤوليته في مواجهة الأفكار الهدامة وعدم السكوت على الظلم.

يجب على المسلمين أن يتحدوا لمواجهة الأعداء الذين يسعون لتفكيك وحدتهم. إن توحيد الصفوف وتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الحقيقي. يمكن أن تؤدي الوحدة إلى استثمار القدرات المتاحة وتحقيق الأهداف المشروعة. في خضم التحديات الحالية، تأتي الدعوة لوحدة المسلمين كنداء يجب أن يُسمع على أعلى المستويات. عندما يتحد المسلمون، فَــإنَّهم قادرون على أن يغيروا المعادلات على الأرض ويصنعوا الفارق التاريخي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 

#سواليف

كتب .. #يتسحاق_بريك

يبدو أن المستويَين الأمني والسياسي أغلقا آذانهما، ولم يتعلّما بعد شيئاً ممّا حدث لـ”شعب إسرائيل” خلال العام ونصف العام الماضيَين. لم يفهما حتى اللحظة أن ” #الجيش ” لا يستطيع، بوضعه الحالي، #تفكيك ” #حماس “. ألم يفهما حتى الآن أن “جيشنا” لا يستطيع البقاء وقتاً طويلاً في المناطق التي احتلها، ولا يملك القوة الكافية من أجل تفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق؟ بكلمات أُخرى: إنه لا يستطيع، بوضعه الحالي، #حسم_المعركة مع “حماس”.

إن أيّ جولة أُخرى من الحرب في غزة ستضع حياة المخطوفين في خطر، وتزيد في الإصابات في صفوف قواتنا، وفي أوساط الغزّيين الأبرياء. هذا بالإضافة إلى أن العالم كلّه سيعلن أننا مجرمو حرب؛ نعم – العالم العربي برمّته سيتوحّد ضدنا، ويفكّك حصانتنا القومية، وسيستمر وضعنا الاقتصادي في التراجع، وبالتالي سيتراجع الجيش. سنبقى وحدنا في العالم مع [الرئيس الأميركي دونالد] ترامب غير المتوقّع، الذي يمكن أن يتركنا وحدنا في أيّ لحظة.

مقالات ذات صلة دوي انفجار في مخيم نور شمس بطولكرم 2025/03/15

الأمر المفاجئ أكثر هو أن القيادة العليا الجديدة للجيش وقعت أسيرة فخ #نتنياهو وتابعه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وتنفّذ كلّ ما يريدانه. وبدلاً من ترميم “جيشنا” وتجهيزه للتهديدات المستقبلية على حدودنا الشرقية، وحدودنا مع مصر، والضفة الغربية، والحدود اللبنانية، حيث لم نُخضع حزب الله؛ وبدلاً من إقامة حرس قومي ضد المجرمين المتطرفين في بلدنا- يقوم المستويان العسكري والسياسي ببثّ الشعارات بشأن تفكيك “حماس” بشكل مطلق.

لم يفهم المسؤولون عندنا بعد أنه من أجل تفكيك “حماس”، عليهم أن يزيدوا في حجم “الجيش”، وفي حجم القوات لكي تستطيع تفجير الأنفاق، وبعدها فقط، يمكن الحسم. إن هدم المنازل في قطاع غزة وتفكيك بنى “حماس” فوق الأرض لم يساعدانا على التقدّم نحو هدف تفكيك الحركة التي تقيم بمدينة مساحتها مئات الكيلومترات تحت الأرض. وتخرج من حصنها هذا لتقتل المئات، وتُصيب الآلاف. وعلى الرغم من ذلك، فإن القيادة العسكرية، وبتوجيهات من القيادة السياسية، تريد جرّنا إلى مسلسل آخر من القتل والعزاء، من دون أيّ إنجاز واضح.

أيها القرّاء الأعزاء، قولوا لي: على مَن يُمكن الاعتماد هنا؟ هل تبقّى لنا مزيد من حرّاس التخوم في “الدولة”؟ كان يجب على رئيس هيئة الأركان العامة الجديد، الجنرال إيال زمير، أن يدافع عن موقفه، ويعرض أمام المستوى السياسي وضع “الجيش” الحقيقي، حسبما توقّعنا جميعاً منه، وأن يعرض الحقيقة عارية، من دون أيّ تجميل. وكان يجب عليه أن يقاتل بكل قوته من أجل التقدّم إلى المرحلة (ب) من الصفقة لتحرير المخطوفين وإنقاذ الأحياء منهم، من دون تخوّف – حتى لو كلّفه ذلك منصب رئيس هيئة الأركان. وأكثر من ذلك، كان يجب على رئيس هيئة الأركان أن يمنع المستوى السياسي من الاستمرار في وهم أن “الجيش” قادر على هزيمة “حماس” والإيرانيين، كما أرادوا أن يسمعوا.

إن أقوال رئيس هيئة الأركان الموجّهة إلى الجمهور بشأن أهمية تحرير المخطوفين كأولوية، يبدو أنها من دون رصيد – أقوال ليست سوى واجب يجب أن يقال. أقواله تتناقض كلياً مع موافقته على تجديد الحرب في غزة.

هل اختار رئيس هيئة الأركان الجديد الخضوع منذ بداية طريقه؟ إذا كان الجواب نعم، فماذا سيحدث مستقبلاً؟ أنا دعمت تعيين إيال زمير بكل قوتي، لكنني لم أتخيّل أنه سيخضع أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لأنهما يريدان الاستمرار في الحرب من أجل البقاء في السلطة، على حساب حياة المخطوفين وأمن مواطني دولة إسرائيل.

الطريق الصائبة والصحيحة في هذا الوقت هي الاستمرار في المفاوضات والدخول في المرحلة (ب)، بحسب الاتفاق، وتحرير جميع المخطوفين، الذين يختنقون في ظلام الأنفاق، دفعة واحدة، وانتهاء الحرب. وبعدها، علينا أن نشمّر عن سواعدنا ونُعيد ترميم “الدولة والجيش” في جميع المجالات، لكي يستطيع الدفاع عن حدود “إسرائيل”، بما معناه أن على “الجيش” أن يتجهّز لحرب كبيرة يستطيع الضرب والحسم فيها.

في نهاية المطاف، إذا مات المخطوفون في الأنفاق المظلمة، فإن التهمة ستقع على كاهل المستويَين السياسي والعسكري، إلى الأبد، وهما اللذان اختارا الاستمرار في حرب من دون هدف، لن تحقّق أيّ إنجاز. هذا الخيار سيدفع إلى موت المخطوفين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم. إن كلّ يوم يمرّ يؤجّل فيه الحديث عن المرحلة (ب) من الصفقة، يضع حياة المخطوفين في خطر، أكثر فأكثر، إذ إن ثمة خطوة فقط تفصلهم عن الموت.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الإسلامية في العراق: امريكا هي الراعية الرسمية للإجرام في العالم
  • العراق ساحة المعركة القادمة .. بعد بيروت ودمشق إيران قد تفقد بغداد
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • قانون الانتخابات محور المعركة المقبلة والاتجاه لصوتين تفضيليين
  • يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 
  • قمة طرابلس.. تنسيق إقليمي في مواجهة التحديات الأمنية والتنافس الدولي
  • حسين: نحترم علاقات حسن الجوار ولا نتدخل بشؤون الدول والتجربة العراقية قد تفيد السوريين في مواجهة التحديات الأمنية
  • الاتحاد الأوروبي يسعى لتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التهديد الروسي
  • المحترفون في مواجهة التحديات.. مواجهات نارية تنتظر شريف وحجازي وعبد المنعم