يمانيون:
2024-10-07@21:34:04 GMT

فهمُ المعركة بين الحق والباطل

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

فهمُ المعركة بين الحق والباطل

صالح القحم

تمثل المعركة الحالية بين الحق والباطل سباقًا حاسمًا ليس فقط للمسلمين، بل لكل من يسعى للعدالة والحرية. فالصراع لا يقتصر على أرض فلسطين فحسب، بل يمثل أبعادًا عالمية تهدف إلى الهيمنة والاستغلال. يواجه المسلمون تحديات مُستمرّة تتطلب الوحدة والتضامن لمواجهة قوى الكفر والنفاق. إن التصدي للظلم يتطلب من الأُمَّــة الإسلامية استعادة الوعي التاريخي والقيمي في ذلك السياق.

كما يتعيَّنُ علينا فهمُ التعقيدات الجيوسياسية التي تسود في المنطقة وتأثيراتها على الصراع القائم.

تظل المقاومة الإسلامية رمزًا لعزم الشعوب على مواجهة الاحتلال والظلم. يعكس فكر المقاومة الإرادَة الشعبيّة والتمسك بالحقوق المشروعة في مواجهة الكيان الإسرائيلي. يجسد العديد من رجال المقاومة الشجاعة والتضحية، ما يجعل منهم روادًا للشرف والعزة. تصب جهود المقاومة في تعزيز الهُــوِيَّة الوطنية وتوثيق الروابط بين الأجيال المختلفة. في خضم التصعيد، يأتي دور أهل المقاومة كحجر زاوية تحافظ على روح الانتفاضة.

قدَّم رجال المقاومة في غزة ولبنان تضحيات استثنائية في سبيل تحرير الأرض وحماية المقدسات. شجاعة هؤلاء الأبطال تذكرنا بأن الحرية تتطلب ثمنًا، وأن ثباتهم في مواجهة التحديات يعد شرفًا عظيمًا. سجلات الشهادة تروي قصص المجاهدين الذين اختاروا المضي قدمًا رغم صعوبة الظروف. يعمل هؤلاء الأبطال بلا هوادة لتحقيق هدفهم الأسمى في التحرير والاستقلال. ولقد تجسدت قيم الشجاعة والفداء في سلوكهم، مما جذب أنظار العالم إلى قضيتهم.

يعتبر السيد حسن نصر الله من أبرز القادة الذين لعبوا دورًا حيويًّا في نصرة القضية الفلسطينية. فقد قدّم نفسه شهيدًا في سبيل الله، مؤكّـداً التزامه بقضية الأُمَّــة. يمثل نضاله في سياق المقاومة تجسيدًا لمبادئ الإسلام وعزائم المؤمنين. تتعدى جهود نصر الله حدود لبنان، موجهًا رسالة قوية لكل الأُمَّــة الإسلامية حول أهميّة التضامن في مواجهة الكيان المحتلّ. هذا الدور القوي يعكس رؤية جماعية يمكن أن تشكل محورًا للتغيير في العالم العربي.

يبدو أن السبات الذي تعاني منه الدول العربية قد أثّر سلبًا على موقفها من القضية الفلسطينية. تراجع الدعم العربي للمقاومة يعكس فشلًا في تأدية الواجب التاريخي تجاه قضيتهم. رغم الأزمات المُستمرّة، نتمنى أن تستفيق الأُمَّــة العربية من غفوتها لتستعيد دورها المحوري. التخاذل العربي يجعل الأُمَّــة عُرضة للتحديات، وينبغي أن يدفعنا ذلك إلى إعادة النظر في استراتيجيتنا ونسج علاقات جديدة. إن تخاذل بعض الدول الإسلامية يعتبر جرحًا عميقًا في جسم الأُمَّــة يجب معالجته.

تعتبر إيران واحدة من الدول التي دعمت المقاومة الإسلامية من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي. يظهر تاريخ الدعم الإيراني قدرة البلاد على اتِّخاذ مواقف استراتيجية تجاه القضية الفلسطينية. إن هذا التآزر يسمح بتعزيز القدرات القتالية لرجال المقاومة، مما يساعدهم في مواجهة الاحتلال. يُعد دعم إيران رسالة واضحة بأن هناك قوى حية تسعى إلى نصرة الحق. هذه الشراكة تُظهر أَيْـضاً كيف يمكن للأُمَّـة الإسلامية أن تتشارك الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة.

تواجه الأُمَّــة الإسلامية تحديات جسيمة تتمثل في تحالف القوى العالمية ضدها. يسعى الكثيرون إلى تشويه صورة الإسلام ونشر الفتنة بين الشعوب. من الضروري أن نفهم أن هذه التحديات ليست فردية، بل تتطلب تضافر الجهود بين المسلمين. التحديات الحالية تمثل فرصًا لتأكيد الوحدة بين الصفوف وتقديم نموذج قوي للمقاومة. يستوجب ذلك أَيْـضاً على كُـلّ مسلم أن يتحمل مسؤوليته في مواجهة الأفكار الهدامة وعدم السكوت على الظلم.

يجب على المسلمين أن يتحدوا لمواجهة الأعداء الذين يسعون لتفكيك وحدتهم. إن توحيد الصفوف وتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الحقيقي. يمكن أن تؤدي الوحدة إلى استثمار القدرات المتاحة وتحقيق الأهداف المشروعة. في خضم التحديات الحالية، تأتي الدعوة لوحدة المسلمين كنداء يجب أن يُسمع على أعلى المستويات. عندما يتحد المسلمون، فَــإنَّهم قادرون على أن يغيروا المعادلات على الأرض ويصنعوا الفارق التاريخي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

“حماس” في ذكرى “طوفان الأقصى” .. لا مساومة على الحق الفلسطيني بالمقاومة حتى التحرير

#سواليف

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الذكرى الأولى لمعركة “طوفان الأقصى” – التي انطلقت في مثل هذا اليوم من العام الماضي- أن لا مساومة على حق الفلسطينيين بالمقاومة حتى التحرير.

وقالت الحركة في بيان صحفي، تلقته “قدس برس” اليوم الإثنين: “لقد كان السَّابعُ من أكتوبر المجيد محطةً تاريخيةً في مشروعنا النضالي، شكَّلت استجابة طبيعية لما يُحاك من مخططات صهيونية تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية، وإحكام السيطرة على أرضنا ومقدساتنا وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى المبارك؛ والتنكيل بالأسرى، ومواصلة حصار غزة، حيث حملت لواءَ هذه المعركة البطولية، بكل إيمان وتصميم وقوَّة واقتدار؛ كتائبُ الشهيد عزّ الدين القسّام ومعها كلُّ فصائل المقاومة الفلسطينية، والتحمت معها جماهيرُ شعبنا على امتداد الوطن وخارجه، وفي القلب منه أهل الصَّبر والرّباط والتضحية في قطاع غزَّة، وهم في طليعة الأمَّة ذوداً عن الأرض المقدسات”.

وأشارت إلى أنه: “منذ السَّابع من أكتوبر العام الماضي، وعلى مدار عام كامل، ارتكب هذا العدو النازي ولا يزال أبشع الجرائم والمجازر، وشنَّ على شعبنا أفظع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ المعاصر”.

مقالات ذات صلة مهاتير: طوفان الأقصى نسف الرواية الإسرائيلية وجدد وعي الأمة 2024/10/07

وأضافت: “إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومع مرور عام كامل على طوفان الأقصى، لنترحّم على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا خلال مسيرتنا النضالية الطويلة في مقاومة العدو الصهيوني، كما نترحَّم على أرواح الشهداء القادة؛ الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى البطولية: الأخ القائد الشهيد إسماعيل هنية، والأخ القائد الشهيد صالح العاروري، وقوافل شهداء أمتنا الأبرار، من جبهات الإسناد والدعم، وفي مقدّمتهم سماحة السيّد الشهيد حسن نصر الله ورفاقه القادة الشهداء في المقاومة الإسلامية في لبنان، الذين امتزجت دماؤهم مع دماء شعبنا، على طريق تحرير القدس والأقصى المبارك”.

وأكدت “حماس” على أن “صمود شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، وثباته على أرضه، وتقديمه التضحيات الجسام، والتفافه حول مقاومته واحتضانه لها، وهو صابرٌ مرابطٌ محتسبٌ، على مدار عام كامل لهو الصخرة التي تحطّمت فوقها كلّ مخططات الاحتلال في التهجير والنيل من حقوقنا وتصفية قضيتنا”.

وشددت على أن “جرائم الاغتيال الجبانة، التي ينفّذها الاحتلال الفاشي ضدَّ قادة ورموز وكوادر قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وضدَّ قادة المقاومة في جبهات الإسناد، لن تزيدنا إلاّ قوَّة وصلابة وإصراراً على مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية، حتّى دحره وزواله”.

وعبرت الحركة عن اعتزازها بـ”الملحمة الأسطورية التي سطّرها شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، وكتبوا خلالها تاريخاً مجيداً لشعبنا وأمتنا، بدمائهم وآلامهم وجوعهم وعطشهم، وهم مستمرون في الدفاع عن كرامتهم وحريّتهم واستقلالهم”.

كما عبرت عن فخرها بـ”بطولات المقاومة الباسلة، وكتائبنا المظفرة، كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام، وسرايا القدس، وكل قوى المقاومة الذين هشّموا أسطورة الاحتلال الزائفة، وقرّبوا الاحتلال البغيض إلى نهايته الحتمية وزواله عن أرضنا، وقدّموا في سبيل ذلك الشهداء من القادة والجند”.

وأشادت بـ”بطولات شبابنا الثائرين ورجال المقاومة في ضفتنا الأبيّة، الذين يشتبكون مع جيش الاحتلال، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم أمام جرائم العدو، واقتحاماته العدوانية للمدن والمخيمات، وعربدة مستوطنيه المتطرّفين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك”.

وقالت: “بذلت الحركة، ولا تزال، جهوداً كبيرة لوقف العدوان وإنهاء معاناة شعبنا، وتعاطت بكل إيجابية مع كافة المبادرات، مع تمسّكها الرَّاسخ بوقف دائم للعدوان والانسحاب الكامل، والتمسك بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والوفاء لدمائه وتضحياته”.

وأشارت إلى أن “كلّ الأكاذيب تهاوت والدّعاية السوداء التي سوّقها الاحتلال وحكومته الفاشية، ضد شعبنا ومقاومتنا، وتبيّن زيفها وبطلانها، كما فشلت كل الإشاعات والحرب النفسية في زعزعة الحاضنة الشعبية للمقاومة”.

وحملت “الإدارة الأمريكية، الشريكة في هذا العدوان، المسؤولية الكاملة، عن استمرار هذه الجرائم والإبادة الجماعية، وندعوها للكف عن سياسة الانحياز والدعم للاحتلال، والعمل فوراً لوقف هذه الإبادة الوحشية”.

وتابعت الحركة: إن “توسيع العدو الصهيوني دائرة عدوانه، ليشمل دولاً عربية وإسلامية، في لبنان وسورية واليمن والعراق وإيران؛ يثبت مجدّداً أنَّه يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة، وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأنَّ الحاجة الآن أصبحت ماسة لردع هذا الكيان المارق، وعزله ومقاطعته، وإغلاق كل محاولات دمجه في جسم أمتنا، أو تطبيع العلاقات معه”.

وثمنت “عالياً جهاد وتضحيات إخواننا في حزب الله والمقاومة الإسلامية والجماعة الإسلامية في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، من إسنادٍ وتضحيات جسام ومشاركة ودعم لشعبنا ومقاومته في طوفان الأقصى، وندعو كافة قوى الأمَّة والأحرار فيها إلى الانخراط في هذه المعركة البطولية، لنيل شرف الدّفاع عن القدس والأقصى المبارك”.

وجددت “حماس” دعوتها “لدولنا العربية والإسلامية، لاتخاذ خطوات عاجلة تقود إلى وقف العدوان والإبادة المتواصلة ضد شعبنا، وتنفيذ قرارات القمَّة العربية والإسلامية المشتركة المنعقدة في الرّياض، في الحادي عشر من شهر نوفمبر من العام الماضي، والتحرّك الجاد لكسر الحصار، وإدخال المساعدات والإغاثة لقطاع غزَّة، وقطع كل أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني”.

رأعربت عن “تقديرنا وشكرنا لجمهورية جنوب إفريقيا لرفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الصهيوني لارتكابه جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، ولكل الدول التي انضمّت إليها في هذه الدعوى، ونثمّن كل المواقف الرَّسمية والشَّعبية والحزبية والمبادرات والفعاليات في عالمنا العربي والإسلامي وفي كلّ أقطار العالم، ونشيد بالحراك الجماهيري لكل الشعوب الحرَّة وأصحاب الضمائر الحيّة في كلّ العواصم، والتحرّكات النّقابية والشعبية، والاحتجاجات الطلابية في الجامعات المساندة لحقوق شعبنا، وندعو لتصعيد الفعاليات التضامنية في كافة الميادين والساحات، وتعزيز مقاطعة الاحتلال، والتنديد بجرائمه، والضغط على الدول والكيانات والشركات والمنظمات الدَّاعمة للإبادة الجماعية في قطاع غزَّة”.

كما دعت “جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وفي مخيمات اللجوء والشتات إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والنضال ومواجهة العدو الصهيوني ومخططاته، كما ندعو كافة الأطياف السياسية الفلسطينية، من حركات وفصائل ومنظمات وشخصيات وطنية، إلى الوحدة والتلاحم، وإعلاء صوت المسؤولية الوطنية، وتركيز كل الجهود والمقدرات لمواجهة هذا العدوان الفاشي”.

وختمت بالقول: “نؤكّد للعالم أجمع؛ أنَّ لا مساومة على حقّ شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، من أجل إقامة دولتنا الفلسطينية الحرَّة المستقلة وعاصمتها القدس، والعيش حياة حرَّة كريمة، بلا حصار ولا قصف ولا تهديد ولا وصاية، كباقي شعوب العالم، وسيواصل شعبنا العظيم ومقاومته الباسلة ملحمتهم الأسطورية في معركة طوفان الأقصى، تصدّياً للعدوان وإفشالاً لمخططاته العدوانية”.

مقالات مشابهة

  • المندلاوي يثمن دور حماس في مواجهة إسرائيل ويؤكد على نصر المقاومة الإسلامية
  • “حماس” في ذكرى “طوفان الأقصى” .. لا مساومة على الحق الفلسطيني بالمقاومة حتى التحرير
  • زعيم الأغلبية البرلمانية: نستلهم من نصر أكتوبر مواجهة التحديات داخليا وخارجيا
  • أمين «حماة الوطن»: نصر أكتوبر يجسد إرداة المصريين في مواجهة التحديات
  • بيان من المقاومة الإسلامية.. ماذا جاء فيه؟
  • خمانئي : لكل شعب الحق في الدفاع عن أرضه بوجه المعتدين
  • مواجهة التحديات
  • من أرض المعركة.. ضابط في حزب الله يتحدّث عن المعارك مع الجيش الإسرائيليّ في الجنوب إليكم ما كشفه
  • نساء على رأس حكومات العالم.. تقدم متواصل رغم التحديات