مازن السامعي
منذ بدأ (طُوفَان الأقصى) في 7 أُكتوبر على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية تغيرت كُـلّ المعطيات التي رسمها الأعداء وتبددت أمام ثلة من المؤمنين الصادقين فكان من أبرزها:-
– كشف مدى هشاشة الكيان الصهيوني وضعفه الاستخباراتي والعسكري وسقط شعار “الجيش الذي لا يُقهر” وظهر على حقيقته كيانًا هشًّا ومتهالكًا.
– فضح مدى نفاق وضعف الأنظمة العربية المتخاذلة والتزام الصمت أمام المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين وظهورهم بموقف الضعيف الذليل الذي ليس له حول ولا قوة وهم في الحقيقة عملاء وأذناب يحركهم الأمريكي والإسرائيلي كيف يشاء وأنَّى يشاء..
– إظهار مدى صدق محور المقاومة فيما يقول وفيما يسعى له ودحر كُـلّ الأكاذيب المضللة التي طالت هذا المحور والسعي لتشويهه والتحريض ضده تحت حجّـة “وجهين لعملة واحدة”؛ بمعنى محور المقاومة و”إسرائيل”، فمحور المقاومة أثبت بالفعل ما كان يقول متجاوزًا المذهبية والعصبية التي كان يروج لها اليهود ولبى نداء الأقصى وغزة ووقف إلى جانبها وأعلن دخوله في المعركة المصيرية كجبهات إسناد للمقاومة الفلسطينية في حين خذلهم حكام وشعوب العالم فكان لإسنادهم دور كبير للضغط على الكيان وإرباكه وضعفه، فبدأ الإسناد من المقاومة في لبنان الذي أنهك “إسرائيل” وشتَّت جيشها وصنع فجوة كبيرة داخل “إسرائيل” ولم يمكنها من التفرد بغزة بل شرد كُـلّ سكان الشمال حتى حَوّلت المعركة إلى لبنان.
– البأس اليماني الذي أعلن حصاره في البحر الأحمر والعربي والهندي مقابل حصاره على غزة وقصف أية سفينة تتجه إلى كيان العدوّ المحتلّ؛ مما ضيق الخناق على “إسرائيل” وتسبب بإغلاق ميناء أم الرشراش، وهذا كان له تأثير كبير على اقتصاد الاحتلال.
لم تكتفِ اليمنُ بهذا بل طالت قواتها الصاروخية والطيران المسير الأراضي المحتلّة إلى يافا “تل أبيب” وهذا ما لم يكن يتوقعه الجميع.
كذلك إسناد المقاومة في العراق الذي لم يسلم منه الاحتلال الإسرائيلي ولا القواعد الأمريكية التي تشارك الاحتلال بمجازره.
وبتوقيت مفاجئ وغير متوقع وصل الإسناد الإيراني وثلج صدور المؤمنين وأغاظ قلوب الأعداء والمنافقين وكان رَدًّا على سفك دماء الشهداء القادة وأبرزهم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وكل الشهداء الذين مضوا على طريق القدس وصدق القائل:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الأمين الذي فدى الأمة ..إنا على العهد
“اقتلونا تحت كل حجر ومدر، وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية ومسجد، نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نتخلى عن فلسطين” بهذه العبارة؛ من بين الركام خرج جثمانه، ومن بين ملايين المحبين شُيّع جسده، ومن بين أصوات الملبيين هُتف باسمه “إنا على العهد”. لن تبكيه لبنان وحدها ولا محور المقاومة فقط بل سيبكيه جميع أحرار العالم الإسلامي والعربي، فقد كان السد المنيع، وحجر عثرة أمام مخططات العدو الإسرائيلي والأمريكي التي تحاك ضد هذه الأمة ومقاومتها. نصر الله شهيدنا الأقدس ذاك الأمين للأمة من وقف وحده حيث سقط المدّعون، ونطق بالحق يوم ابتلعت الألسن مهانة الذل، وأعلن العِداء لأعداء الله ودينه حيث سارع المطبعون، وأشهر سيف المقاومة حين اختفى صوت الجهاد من على منابر الحق بـ حيّ على خير العمل، ورفع راية شرف الأمة وعزتها وكرامتها يوم سقطت المواقف، مد يد الدفاع والهجوم عن مستضعفيّ الأمة يوم تكالبت بقية الأمم عليها، أُثخنت جروحه وابيضت لحيته، وقل ناصروه، وزاد أعداؤه وبقي هو وماتوا هم. غادر جسده، وبقي حبه وذكره في قلوب الأحرار نبضاً لا يغادرهم، وفي دماء الثوار غضباً لا يبرد، وفي أرواح المجاهدين ثبات لا يهدأ، وفي أعين العاشقين والمحبين دمعة شوق وحب لا تتوقف ولا تمحى، غادر بجسده، ولكن بقي دوي صداه رعباً وخوفاً في نفوس أعدائه أمد الدهر والسنين، بقي وسيبقى ذاك الشخص المهدد المرعب الذي يزلزل أركان العدو الإسرائيلي حتى بعد ما قتلوه، بقي السيف الشاهر المصلت في وجه الكفر والظلم، وسبابة حق ترفع وترعد أمام وجه الباطل، بقي وسيبقى عهداً وفياً صادقاً لا يزول. أشرق بنوره في ظلمات التيه، فزَكت نفوس الولاء وتبنت مواقف الحق والشجاعة تابعة له، بثلة من المؤمنين المجاهدين تحت راية حزبه، مصدقة له، محبة وفية مخلصة لدربه وعهده وطريقه، مستمرون في ما عاهدوه عليه، مقسمين بأن حياته ثورة لا تهدأ، ورحيله نار لا تنطفئ، وفي كل نبضة منه قيامة لا تبقي ولا تذر، وفي كل غياب ولادة جديدة للمقـاومة. ومن بين زحام الحشد والتشييع، نسطر لك يا حبيب قلوب اليمنيين وأمينهم أوفى آيات الوفاء، وأصدق مواقف الحق والنصرة، وأسمى مواثيق العهد والمضي على نهجك وطريقك، طالما كنت لهم السند الذي لم يتخل، والموقف الذي لم يساوم، وصوتاً صادعاً بالحق لم يخفت، اسمك نُقِش في ذاكرة كل يمني حر محب ومناصر لك بحروف الوفاء لك ولتضحياتك، وحبك غُرِس في قلوب عشاقك منذ المهد، واستشهادك شرارة غضب تُشعل معاقر قاتليك موتاً وثأراً، وستبقى حرارة فراقك جرحاً مُلتهباً في أكباد ناصريك. ستبقى مواقفك شاهدة على معنى الرجولة في زمن الخذلان، ومعنى الإيمان في زمن النفاق، فالسلام عليك، السلام على سادة شهداء الإسلام وصدق عز من قال: {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَـمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}*
#اتحاد_كاتبات_اليمن