يمانيون:
2024-10-07@21:25:00 GMT

المتصهينون.. أدواتُ الاحتلال وخيانةُ المبدأ

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

المتصهينون.. أدواتُ الاحتلال وخيانةُ المبدأ

شاهر أحمد عمير

في عالم يموج بالتحديات والمواقف، يبرز نوع خاص من الأشخاص الذين اختاروا الاصطفاف إلى جانب الظلم والعدوان، متخذين مواقف خجولة أَو صامتة تجاه “إسرائيل” وعدوانها المُستمرّ. هؤلاء المتصهينون يمثلون حالة من الخيانة للمبدأ والقيم الإنسانية، حَيثُ تحولوا إلى أدوات للعدو الإسرائيلي، سواء بوعي منهم أَو بدونه، يعملون على تشويه الحقائق وتوجيه اللوم إلى كُـلّ الأطراف ما عدا الجهة المسؤولة عن مآسي المنطقة.

تاريخيًّا، الصهيونية لم تكن فقط مشروعًا استعماريًّا يهدف إلى سرقة الأراضي الفلسطينية وطرد أهلها منها، بل كانت أَيْـضاً مشروعًا يسعى لتغيير وعي الناس في المنطقة. ومن هنا، ظهرت ظاهرة التصهين كواحدة من أخطر الأدوات، حَيثُ يقوم المتصهين بتبرير الجرائم الإسرائيلية وينساقون خلف دعايات الإعلام المغرضة التي تبرّر العدوان وتصور المعتدين كضحايا.

في مشهد الصراعات السياسية والقومية، يظهر نوع من البشر الذين يتسمون بالتخاذل والتناقض. هؤلاء هم “المتصهينون” الذين يختارون الصمت أَو حتى الانبطاح أمام الظلم الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يسخرون من الآخرين ويهاجمونهم بلا وازع من ضمير. يشبه هؤلاء المتصهينون الحمار الذي لا يشارك في سباق الخيل، ولكنه يجد متعة في السخرية من الحصان الخاسر.

المفارقة تكمن في أنهم لا يجرؤون على توجيه أي نقد لإسرائيل، العدوّ الحقيقي الذي تسبب في معاناة شعوب المنطقة لعقود. مُجَـرّد كلمة نقد واحدة تجاه “إسرائيل” لا تكلفهم سوى فتح أفواههم، ومع ذلك، يفضّلون توجيهَ اللوم إلى كُـلّ من حولهم: الحكومات، الشعوب، وحتى الحركات التي تقاوم الاحتلال، دون أن يكون لديهم شرف اتِّخاذ موقف واضح ومعلن.

التصهين ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو انحراف أخلاقي وقيمي. حينما يختار الإنسان أن يغمض عينيه عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين، ويلتزم الصمت أمام القصف والتشريد، فَــإنَّه لا يتخلى فقط عن إنسانيته، بل يتماهى مع العدوّ، ويصبح شريكاً غير مباشر في تلك الجرائم. التصهين يمكن أن يكون في شكل كلمات، أَو مواقف، أَو حتى في غياب أي موقف.

قد يدعي البعض أن الانتقاد أَو المعارضة تحتاج إلى ظروف مناسبة أَو إلى فرص سانحة، ولكن الحقيقة هي أن الشخص الذي يريد أن ينتقد بشجاعة عليه أولاً أن يعدل “وضعية انبطاحه”. أن تقف وتقول الحق يتطلب شرفًا وكرامة، سواءٌ أكنت فرداً بسيطاً أَو شخصية عامة.

الوقوف ضد التصهين لا يعني فقط انتقاد “إسرائيل”، بل هو موقف شامل ضد كُـلّ أشكال التطبيع والتخاذل والانحياز للمحتلّ. التصهين خطر يهدّد المجتمعات؛ لأَنَّه يغرس ثقافة الخنوع ويشرعن للظلم تحت ذرائع مختلفة. علينا جميعاً أن نكون واعين بأن الصمت عن التصهين هو مشاركة في هذا الانحراف، وأن المسؤولية الأخلاقية تقع على عاتق كُـلّ فرد أن يكون له موقف شجاع وصريح.

الصراع الحقيقي ليس فقط على الأرض، بل هو أَيْـضاً صراع على القيم والمبادئ. أن تكون شجاعاً يعني أن تواجه الظلم أينما كان، وأن تقول الحقيقة حتى لو كانت غير مريحة. أما المتصهين، فَــإنَّه سيبقى كما هو: حمارًا لا يشارك في السباق، ولكنه يسخر من الجميع بلا أي إنجاز.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: دعم حماس والحوثيين وحزب الله خدمة لإسرائيل وخيانة للأوطان

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن دعم حماس يعني دعم لإسرائيل، وعند دعم حزب الله وحماس والحوثيين والحشد الشعبي وكل هذه التنظيمات تحت مزاعم مواجهة الاحتلال، هو دعم لتنظيمات داخل الدولة لها سياساتها وأهدافها التي تختلف مع سياسة الدولة وتناقض الدولة التي توجد بها.

وأضاف "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنه مع وجود فصيل داخل الدولة ليمثل دولة منفصلة عن الدولة الوطنية وهو ما يسمى بالتفتيت والتفكيك، مؤكدًا أن التأييد لوجود التنظيم لأنه يزعم بمقاومة إسرائيل، متابعًا: "يبقى أن كده موافقة أن يكون التنظيم ده مسلح وله جيشه العسكري وأسلحته.. يبقى انت كده مع جيش داخل دولة منفصل عن جيش الدولة".

إبراهيم عيسى: الربط بين نصر أكتوبر وطوفان الأقصى سفالة وجنون إبراهيم عيسى يحسم جدل تشيعه ويصرح: السنة والشيعة اختراع

ونوه بأن من يدعم حماس هو يدعم تنظيم ضد عقيدة وسياسة وتفكير الدولة وتفرض أفكار على الدولة الوطنية، موضحًا أن التنظيمات المسلحة هو تنظيم ضد الإجماع الوطني وضد الدولة، مشددًا على أن حزب الله وحماس يدمروا دولهم.

وتابع: "من يدعم حماس وحزب الله يوافق على تفتيت الوطن العربي، هذه التنظيمات هي التي تمزق وتقسم الدول العربية"، مؤكدا أن التصور بأن هذه التنظيمات تتوافق مع عقيدة البعض فأنك تخدم إسرائيل وتشك وتفتت الدولة.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى في ذكرى 7 أكتوبر: عام من الحرب والعالم يلتزم الصمت
  • أحمد موسى: عام من الحرب على غزة ومازال العالم يلتزم الصمت
  • إبراهيم عيسى: دعم حماس والحوثيين وحزب الله خدمة لإسرائيل وخيانة للأوطان
  • أحمد موسى: ما زال العالم يلتزم الصمت جراء ما يحدث في غزة
  • حماس: مجازر الاحتلال ضد شعبنا في مخيم جباليا وشمال القطاع دليل على فشله
  • حماس: مجازر العدو في مخيم جباليا وشمال القطاع دليل على فشل الاحتلال
  • جيش الاحتلال: رصدنا إطلاق 5 صواريخ من غزة تجاه تل أبيب
  • عام على حرب غزة.. الأسرى الفلسطينيون ما بين مطرقة الاحتلال وسندان الصمت الدولي
  • "المجاهدين" تدين عدوان الاحتلال المتجدد على الضاحية الجنوبية لبيروت وشراكة أمريكا فيه