يمانيون:
2025-05-02@20:37:33 GMT

المتصهينون.. أدواتُ الاحتلال وخيانةُ المبدأ

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

المتصهينون.. أدواتُ الاحتلال وخيانةُ المبدأ

شاهر أحمد عمير

في عالم يموج بالتحديات والمواقف، يبرز نوع خاص من الأشخاص الذين اختاروا الاصطفاف إلى جانب الظلم والعدوان، متخذين مواقف خجولة أَو صامتة تجاه “إسرائيل” وعدوانها المُستمرّ. هؤلاء المتصهينون يمثلون حالة من الخيانة للمبدأ والقيم الإنسانية، حَيثُ تحولوا إلى أدوات للعدو الإسرائيلي، سواء بوعي منهم أَو بدونه، يعملون على تشويه الحقائق وتوجيه اللوم إلى كُـلّ الأطراف ما عدا الجهة المسؤولة عن مآسي المنطقة.

تاريخيًّا، الصهيونية لم تكن فقط مشروعًا استعماريًّا يهدف إلى سرقة الأراضي الفلسطينية وطرد أهلها منها، بل كانت أَيْـضاً مشروعًا يسعى لتغيير وعي الناس في المنطقة. ومن هنا، ظهرت ظاهرة التصهين كواحدة من أخطر الأدوات، حَيثُ يقوم المتصهين بتبرير الجرائم الإسرائيلية وينساقون خلف دعايات الإعلام المغرضة التي تبرّر العدوان وتصور المعتدين كضحايا.

في مشهد الصراعات السياسية والقومية، يظهر نوع من البشر الذين يتسمون بالتخاذل والتناقض. هؤلاء هم “المتصهينون” الذين يختارون الصمت أَو حتى الانبطاح أمام الظلم الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يسخرون من الآخرين ويهاجمونهم بلا وازع من ضمير. يشبه هؤلاء المتصهينون الحمار الذي لا يشارك في سباق الخيل، ولكنه يجد متعة في السخرية من الحصان الخاسر.

المفارقة تكمن في أنهم لا يجرؤون على توجيه أي نقد لإسرائيل، العدوّ الحقيقي الذي تسبب في معاناة شعوب المنطقة لعقود. مُجَـرّد كلمة نقد واحدة تجاه “إسرائيل” لا تكلفهم سوى فتح أفواههم، ومع ذلك، يفضّلون توجيهَ اللوم إلى كُـلّ من حولهم: الحكومات، الشعوب، وحتى الحركات التي تقاوم الاحتلال، دون أن يكون لديهم شرف اتِّخاذ موقف واضح ومعلن.

التصهين ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو انحراف أخلاقي وقيمي. حينما يختار الإنسان أن يغمض عينيه عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين، ويلتزم الصمت أمام القصف والتشريد، فَــإنَّه لا يتخلى فقط عن إنسانيته، بل يتماهى مع العدوّ، ويصبح شريكاً غير مباشر في تلك الجرائم. التصهين يمكن أن يكون في شكل كلمات، أَو مواقف، أَو حتى في غياب أي موقف.

قد يدعي البعض أن الانتقاد أَو المعارضة تحتاج إلى ظروف مناسبة أَو إلى فرص سانحة، ولكن الحقيقة هي أن الشخص الذي يريد أن ينتقد بشجاعة عليه أولاً أن يعدل “وضعية انبطاحه”. أن تقف وتقول الحق يتطلب شرفًا وكرامة، سواءٌ أكنت فرداً بسيطاً أَو شخصية عامة.

الوقوف ضد التصهين لا يعني فقط انتقاد “إسرائيل”، بل هو موقف شامل ضد كُـلّ أشكال التطبيع والتخاذل والانحياز للمحتلّ. التصهين خطر يهدّد المجتمعات؛ لأَنَّه يغرس ثقافة الخنوع ويشرعن للظلم تحت ذرائع مختلفة. علينا جميعاً أن نكون واعين بأن الصمت عن التصهين هو مشاركة في هذا الانحراف، وأن المسؤولية الأخلاقية تقع على عاتق كُـلّ فرد أن يكون له موقف شجاع وصريح.

الصراع الحقيقي ليس فقط على الأرض، بل هو أَيْـضاً صراع على القيم والمبادئ. أن تكون شجاعاً يعني أن تواجه الظلم أينما كان، وأن تقول الحقيقة حتى لو كانت غير مريحة. أما المتصهين، فَــإنَّه سيبقى كما هو: حمارًا لا يشارك في السباق، ولكنه يسخر من الجميع بلا أي إنجاز.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حين يكون الصمت حديث الروح

في خضم زحام الحياة وضجيجها، قد نشعر أحيانًا بحاجتنا الملحّة إلى لحظة صمت، ليس ذلك الصمت العابر، بل ذاك الذي يخاطب الروح، ويترجم لغة الفكر، ويمنحنا مساحة للتأمل تُعيد ترتيب الفوضى التي تسكن دواخلنا، وعندما تمتلك زمام نفسك حقًا، وتتصالح مع أعماقك، تدرك حينها قيمتك الحقيقية، وتعي المكان الذي يليق بك، والمحيط الذي يستحق وجودك، عندها يصبح عالمك الخاص هو ملاذك الأصدق، ويمنحك شعورًا عميقًا بالانتماء والسكينة.

-التخطي التحدي الأصعب:

المضي قدمًا وكأن شيئًا لم يكن يعد من أصعب القرارات التي قد يواجهها الإنسان. كيف يمكن إخفاء التعب خلف ابتسامة باهتة؟ وكيف يمكن الاستمرار رغم كل الانكسارات التي تحيط بنا؟ نحن لا نمتلك رفاهية إيقاف الزمن ولا خيار محو الألم بضغطة زر، لكننا نملك إرادة الاستمرار، حتى عندما يبدو المشوار ثقيلًا والعبء غير محتمل. إننا نكمل الطريق رغم كل شيء، لأن قوتنا تكمن في قدرتنا على المضي قدمًا رغم كل التحديات.

أحيانًا، يصل الإنسان إلى نقطة متطرفة من الإنهاك، حيث يتمنى أن يختفي، ليس فقط عن الآخرين، بل حتى عن نفسه. يتساءل في صمت بينه وبين ذاته: متى ينتهي هذا الصراع؟ متى تأتي لحظة الشفاء؟ قد يبدو المستقبل غامضًا، مليئًا بالشكوك والقلق، لكن الحقيقة الثابتة التي لا تتغير هي أن وراء كل صراع ميلاد جديد، وأن وراء كل تعب راحة قادمة لا محالة. فالتحديات ليست سوى مرحلة مؤقتة تُمهّد الطريق لفرجٍ يليه، رغم ظلام اللحظة.

-لا تدع العتمة تطفئك:

وسط كل هذا يبقى الأمل هو الشعلة التي يجب التمسك بها، فالحياة لا تتوقف عند لحظة ألم ولا تنتهي عند تجربة قاسية، لكل سقوط نهوض ولكل ظلام فجر جديد، تذكر دائماً أن قيمتك لا تقاس بما مررت به من انكسارات بل بقدرتك على النهوض من جديد.

«لا تيأس؛ لأنك أثمن من أن تطفئك عتمة».

مقالات مشابهة

  • الخارجية الكويتية تدين غارة الاحتلال الإسرائيلي على دمشق وتدعو المجتمع الدولي لوقف الجرائم الإسرائيلية
  • محمد موسى: الدبلوماسية المصرية ثابتة في المبدأ.. ومتقدمة في الرؤية
  • حين يكون الصمت حديث الروح
  • إطلاق سراح عدد من الموقوفين الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث الأخيرة بمنطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا
  • “حماس” تدين موقف واشنطن الداعم لقرار الاحتلال عمل “الأونروا”
  • أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيا
  • ضربات موجعة للانتقالي في أبين وسط تصاعد الرفض الشعبي
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!