تحركات حذرة لإحياء مسار الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
دينا محمود (كيف، لندن)
أخبار ذات صلة أوكرانيا تعلن إصابة سفينة حربية روسية أوكرانيا تتصدى لهجوم جوي على كييف الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملةكشفت دوائر دبلوماسية غربية النقاب عن أن الحديث عن ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية عاد إلى الواجهة بقوة في الآونة الأخيرة، بفعل ضغوط تتعرض لها الأطراف المعنية، جراء عوامل ميدانية، وأخرى ترتبط بطبيعة الأوضاع الراهنة على الساحة الدولية.
وفي مقدمة هذه العوامل، بحسب تلك الدوائر، الوضع الميداني الذي يُوصف بالمعقد على خطوط المواجهة بين موسكو وكييف، خاصة في ظل تحقيق الجيش الروسي خلال أغسطس الماضي، تقدماً في الشرق الأوكراني هو الأسرع له منذ عامين، على الرغم من الهجوم المفاجئ، الذي شنته القوات الأوكرانية في الشهر نفسه، في منطقة كورسك الروسية.
ووسط تقارير عن تعثر العمليات العسكرية التي تشنها كييف في كورسك، تواصلت المكاسب الميدانية التي تحققها موسكو خلال الأيام الأولى من أكتوبر الجاري، بعد إعلان الجيش الروسي سيطرته على مدينة استراتيجية في منطقة دونيتسك، ما يفتح له الباب لتعزيز مواقعه قبل حلول فصل الشتاء.
بجانب ذلك، يشير محللون غربيون إلى أن القوى الدولية الكبرى باتت منشغلة حالياً، بملفات أخرى أكثر اشتعالاً، من بينها الحرب الدائرة في قطاع غزة ولبنان وانعكاساتها الإقليمية المتصاعدة، وهو ما سحب الأضواء بشكل نسبي، من ملف الأزمة الأوكرانية، التي قادت لاندلاع القتال الأشد ضراوة في أوروبا، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأوضح المحللون أن تراجع الاهتمام بتلك الأزمة، ازداد على وقع احتدام المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة، بين المرشحيْن لخلافة الرئيس جو بايدن.ووفقا للمحللين الغربيين، أدت تلك العوامل إلى «التفكير بهدوء»، في خيار الحل الدبلوماسي، رغم عدم الإدلاء بأي تصريحات علنية في هذا الشأن حتى الآن، وحرص الأطراف ذات الصلة بالأزمة على توخي الحذر، في الحديث عن إمكانية استئناف المفاوضات السلمية، التي يقول مراقبون إن الطريق إليها، لا يزال محفوفاً بالمخاطر.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «لو موند» الفرنسية على موقعها الإلكتروني، أشار المحللون إلى أن فكرة التفاوض لا تزال «في مهدها»، مع استمرار المعارك لأكثر من 30 شهراً، مؤكدين في الوقت نفسه أن الوضع الميداني والسياق الدولي، يدفعان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبعض العواصم الغربية الداعمة لحكومته، إلى بحث كيفية بلورة مخرج من الصراع، حتى دون إلقاء السلاح.
وشددت الدوائر الدبلوماسية، التي وُصِفت برفيعة المستوى، على أنه على الرغم من أن أطراف الأزمة الأوكرانية، لا تزال بعيدة كل البعد عن أي شيء ملموس يتصل بإيجاد حل سياسي للمواجهة الراهنة، فإن ثمة تفكيراً متزايداً من جانبها في الوقت الحاضر، في ملامح سيناريو «اليوم التالي»، بعد طي صفحة المعارك.وتزامنت هذه التصريحات، مع تأكيدات خبراء عسكريين لصحيفة «الجارديان» البريطانية، على أنه من غير المرجح أن تُحسم الأزمة عسكرياً، وتحذيرهم من أن عدم التوصل إلى تسوية دبلوماسية لها، يعني إزهاق المزيد من الأرواح، ووقوع دمار أوسع نطاقاً، واستمرار المعارك لسنوات عديدة قادمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحرب في أوكرانيا روسيا الأزمة الأوكرانية أوكرانيا روسيا وأوكرانيا
إقرأ أيضاً:
خسائر متوالية لجيش الاحتلال في لبنان.. هل فشل في المعارك البرّية؟
منذ أن وسّع الاحتلال الإسرائيلي، نطاق حرب الإبادة التي يشنّها على كامل قطاع غزة المحاصر، لتشمل مناطق في لبنان، عبر غارات جوية، وغزوا برّيا في جنوبه، بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، توالت معطيات جيش الاحتلال بخصوص مقتل جنوده، كذا إصابة آخرين منهم.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، كشفت معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن إصابة 11 عسكريا. ووفق المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني لجيش الاحتلال، قد وصل عدد المصابين في غزة ولبنان والضفة الغربية منذ بداية الحرب لـ 5381 عسكريا، ارتفاعا من 5370 أمس الاثنين.
إلى ذلك، يكون 11 عسكريا إسرائيليا قد أصيبوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة؛ فيما لا يزال 21 من المصابين يعالجون بإصابات خطيرة، و218 بإصابات متوسطة، و17 إصاباتهم طفيفة.
كذلك، بحسب المعطيات نفسها، فإن 798 عسكريا قد قتلوا منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينهم 376 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه. ولا يشمل هذا العدد المدنيين وعناصر الشرطة وجهاز الأمن العام "الشاباك" ممّن قتلوا منذ بداية الحرب.
الاحتلال يخفي الحصيلة
كلّما نشر الاحتلال الإسرائيلي لحصيلة جديدة تخصّ مقتل أحد جنوده أو إصابتهم، رجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بجُملة تغريدات ومنشورات تشير إلى كونه يقوم بـ"إخفاء حصيلة أكبر لخسائره البشرية في قطاع غزة ولبنان، ضمن حرب نفسية وحفاظا على معنويات الإسرائيليين".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن مقتل ستة من جنوده في معارك في جنوب لبنان. فيما نشر أسماء خمسة جنود قضوا في هذه المعارك، في حين لا يزال اسم الجندي السادس بانتظار موافقة على تعميمه، وفق بيان عسكري للاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت آنذاك، إذاعة جيش الاحتلال عن مقتل 107 جنود وضباط من لواء غولاني منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي. وذكرت في الوقت نفسه أن عملية إجلاء الجنود المصابين والقتلى كانت معقّدة والجيش قد "احتاج وقتا من أجل فهم صورة الحادثة".
وبحسب ما أعلنته غرفة العمليات في حزب الله اللبناني، فقد بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر جيش الاحتلال، منذ بدء ما سمّاه بـ"المناورة البرية في جنوب لبنان"، عن أكثر من 100 قتيل و1000 جريح من ضباطه وجنوده.
كذلك، يبرز حزب الله، أنه تمّ تدمير 43 دبابة ميركافا، و8 جرافات عسكرية، وآليتي هامر، ومُدرعتين، وناقلتي جنود، وتم إسقاط 4 مُسيرات من طراز "هرميس 450"، ومسيرتين من طراز "هرميس 900".
يخادع الاحتلال بلعبة دموية من نوع آخر، من حيث لا ندري، لكنه يركز تماما في جريمته ويجيد ترتيبها، فيمارس هواية "تشتيت الزخم"، فيقصف لبنان والمصاب هناك جلل، ويسحب العيون إلى هناك، لكنه في الآن ذاته يرتكب مذابح جل ضحاياها أطفال، وبينهم جنين قُتل في بطن أمه وخرج من أحشائها.
فبدلًا من… pic.twitter.com/Zlm3RooNeJ — يوسف الدموكي (@yousefaldomouky) September 21, 2024 1️⃣Y3️⃣2️⃣D
????????????????
شعبهم يقول إنكم كاذبون… تسوّقون نصرا وهميا وعلى الواقع خلاف ذلك …
تكتيم إعلامي على خسائرهم … وتكتيم إعلامي على مواقع الصواريخ والمسيرات التي تدك المواقع العسكريه والحساسه داخل الكيان …
وتكتيم إعلامي على عدد القتلى من العسكريين …
لكنهم يستخدمون الحرب… pic.twitter.com/nGxmGoFVqv — د.أيسر Ayser (@aysardm) November 7, 2024
هل فشل الاحتلال في لبنان؟
دولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت قد أعلنت بتاريخ 1 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن بدء عمليتها العسكرية البرية ضد لبنان، حيث شملت غارات جوية وقصفا مدفعيا واغتيالات.
عن حقيقة خسائر المحتلين.
لست ابتداء ممن يبالغون في قوة المقاومة قياسا بإمكانات العدو، فالفارق هائل في ميزان القوى، إذ تكفيه قوة الطيران الذي يعربد في الجو دون رادع.
لكن الحقيقة أن العدو لا يعلن سوى عن خسائره في القتلى، وطبعا لصعوبة إخفاء ذلك، من زاوية تأثيرها على عائلات أولئك… pic.twitter.com/vTKkzt5gQl — ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 13, 2023
غير أن قوات جيش الاحتلال، لم تتمكن إلى حدود اللحظة، من التمركز في أي قرية أو بلدة دخلت إليها، وذلك بسبب المقاومة التي تواجهها من قبل عناصر حزب الله. وهو ما وصفه عدد من المتابعين على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بـ"فشل الاحتلال الإسرائيلي في قلب لبنان".
إلى ذلك، أسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على لبنان، عن 3 آلاف و516 شهيدا و14 ألفا و929 جريحا، جلّهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن ما يناهز مليون و400 ألف نازح.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن "إسرائيل" جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.