قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، إن هذه الأيام تأتي لتذكرنا بعد أكثر من خمسين عامًا، بيوم من أيام الله؛ يوم النصر والعزة والكرامة للمصريين، الذين أثبتوا أن المؤمن في كل زمان ومكان، إذا تمسك بوعد الله، وإذا تمسك بتقوى الله، وإذا استغاث بالله، فإن الله ينصره أينما كان، وهذا اليوم هو يوم السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، والذي نقيم من أجله الاحتفال اليوم.

وأكد فضيلته خلال كلمته في احتفالية الجامع الأزهر اليوم بنصر أكتوبر المجيد، أن هؤلاء الذين نراهم الآن يتحركون بطائراتهم ليضربوا غزة وفلسطين ولبنان، ويظنون أنهم يملكون القوة على الأرض، وأنه لا جيش أكبر منهم؛ في مثل هذه الأيام من العام 1973م رأينا الجندي المصري يكتب للتاريخ أن من يتمسك بمعية الله ويستغيث بالله ويرفع نداء «الله أكبر»، لا يمكن لأحد أن ينتصر عليه، في أي وقت وفي أي حين.

وأضاف فضيلته أن هذه الفئة التي حاولت أن تزين للعالم أنهم لا يقهرون، وأن جيشهم هو الجيش الذي لا يقهر، قد هزموا بصيحة «الله أكبر»، وبصيحة «الله أكبر» قُهِروا، وبصيحة «الله أكبر» سجل التاريخ فضائح الهزيمة لهذا الجيش الذي ادعوا أنه لا يُقهر، وهنا نتذكر قول الله للمؤمنين: {إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ}، وما جعله الله إلا بشرى، بشرى من المولى تبارك وتعالى، تكون دائمًا مع المؤمن حينما ينادي «الله أكبر» ويستغيث بالله.

وتابع الدكتور عبد المنعم فؤاد أنه حينما نقول «الله أكبر»، فإن دين محمد ﷺ أقوى من كل شيء، وما زالت الكتب تشهد بذلك. مضيفًا: قبل خمسين عامًا، رأينا البحار تقف في صف الجنود، فيعبر الجندي المصري الماء وكأنه يعبر على جسر من الأرض، رأينا الجبال تهدم، والمياه تساعد في هدم الساتر الترابي العظيم، اتصلت الأرض بالسماء، واتصلت السماء بالأرض، بسبب الاستغاثة بـ«الله أكبر»، {إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ}، فاستجاب الله لهم بمدد من الملائكة، يثبتون المؤمنين في كل لحظة وفي كل حين. {إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ}.

وبيَّن المشرف على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر أن الدرس هنا في الإمداد بالملائكة هو رفع الروح المعنوية والتبشير والاطمئنان. لهذا، يجب أن يكون سلاح التوجيه المعنوي حاضرًا دائمًا، وهذا السلاح لم يؤسس فقط في عام 1973م، بل تأسس منذ عهد رسول الله ﷺ، حينما استغاثوا بالله فأمدهم بالملائكة لتثبيت الذين آمنوا.

وفي ختام كلمته، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد أن مصر ستظل آمنة، ليس فقط بسبب هذه الحرب، ولكن في كل وقت وحين، لأنك حينما تنظر في القرآن الكريم، لا تجد تأمينًا كاملًا إلا لبلدين اثنين: مكة المكرمة ومصر. قال تعالى: {لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ}، وقال أيضًا: {ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ}. فنحن مطمئنون أن مصر العزيزة ستظل آمنة بإذن الله، ببركة الله تبارك وتعالى، وببركة دعوات ووصايا رسول الله ﷺ، وبأزهرها الشريف، الذي شارك في يوم السادس من أكتوبر بإمامه الأكبر وعلمائه الأجلاء.

وأقام الجامع الأزهر مساء اليوم الاثنين عقب صلاة المغرب احتفالية برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بعنوان «عوامل النصر»، للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وذلك بمشاركة فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وفضيلة الدكتور إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، وحضور فضيلة الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ونخبة من علماء الأزهر وطلاب العلم ورواد الجامع الأزهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور عبد المنعم فؤاد الرواق الأزهري يوم النصر أيام الله الدکتور عبد المنعم فؤاد الجامع الأزهر الله أکبر

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة سوهاج يكرم 2000 طفل من حفظة القرآن بمدرسة القرآن الكريم

حالة من الفرحة والسعادة غمرت مئات الأطفال من حفظة القرآن الكريم في بمدرسة تحفيظ القران الكريم بالصلعا، خلال تكريمهم في حفل بهيج نظمته جامعة سوهاج، حيث كرم الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة عدد كبير من حفظة القرآن الكريم من أطفال وفتيات والذي تجاوز عددهم ٢٠٠٠، منهم من أتم حفظ كتاب الله و بينهم أطفال من ذوى الاعاقة البصرية وأطفال لم يتجاوز عمرها ٤ سنوات. 

وقال "النعماني" ان ماشهدته من روعة الأداء للأطفال شىء يقشعر له الأبدان من جمال التلاوة، ويدعو للفخر بأطفال المستقبل وخاصة أن الحفظة فى أعمار صغيرة وحفظ كتاب الله بتجويد وترتيل وأحكام غايه في الصعوبة"، مشيداً برواد العمل الخيري بالمدرسة وما يبذلوه من مجهودات التي تصب في مصلحة أبناء القرية التي أيدها الله بحفظ القرآن، داعياً بالاستمرار في هذا العمل المبارك بقوله (صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

وأكد “النعماني” علي ان الجامعة تسعي لتنفيذ الاهداف الاجتماعية و التنمية البشرية التي تسعي لتحقيقها المبادرة الرئاسية "بداية"، من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات والانشطة التي تستهدف كافة الفئات العمرية، مؤكداً علي ضرورة تضافر جهود كافة المؤسسات الاجتماعية والخيرية لتنظيم هذه الزيارات وتكريم مثل هولاء الأطفال المبدعين، و تشجيعهم على الجهد للتعلم و حفظ القرآن الكريم فى مرحلة الصغر، معرباً عن فخره وسعادته بوجود أطفال من ذوي الاعاقة البصرية داخل المدرسة والذين يحضرواً يومياً من منزلهم لحفظ القرآن، الي جانب الاطفال الذين لم يتجاوز اعمارهم ٤ سنوات.

وأشاد “النعماني” بالقائمين علي هذا العمل الخيري والمتطوعين لخدمة حفظة كتاب الله وتعليم أحكامه، ومنهم متطوعات من خريجات المدرسه حصلن على مؤهلات جامعية من كليات الأزهر الشريف وجامعات اخري، والذي لم يقتصر الأمر على قرية الصلعا فقط حيث أن المدرسه مفتوحة للقرى المجاورة أيضا، 

وقدم احمد عبدالرحمن المسؤول عن المدرسة خالص الشكر والامتنان للدكتور حسان النعماني لدعمه لكافة الأطفال، وتكريمه المعنوي والمادي لهم حيث وجه بصرف مكافاة الف جنيه لكل من اتم حفظ القران الكريم وعددهم ٢٣ حافظاً، كما وجه ايضا بإعفاء الطلاب والمحفظات الذين مازالوا يدرسون بالجامعة من المصروفات الدراسية، الي جانب تحمل كافة المصاريف اللازمه لتجهيز قاعتين من قاعات الحفظ بالمدرسة لتكون علي المستوي اللائق، و قيامه بتوزيع الهدايا و الادوات المدرسية علي الاطفال في جو ملئ بالبهجه والسعاده، مثنياً علي هذا الدعم الكبير والذي سيكون دافعاً للجميع للإستمرار وزياده اعداد الاطفال بالمدرسة وتشجيعاً لهم علي تميزهم وتفوقهم .

واضاف “احمد عبد الرحمن” انه خلال الزيارة استمع الدكتور حسان النعماني لنماذج من القراءات للطلاب الدارسين، خلال تفقده قاعات الدراسة وعددها 20 قاعة تشمل قاعات أبو بكر الصديق، الزبير بن العوام وعلى بن أبى طالب، عمر بن عبد العزيز وعثمان ابن عفان، وأبى هريرة وطلحة بن عبدالله وخديجة بنت خويلد وأسماء بنت أبى بكر وغيرها من القاعات، مشيداً باداء الأطفال في القراءه وباصواتهم العذبه وتعلمهم أحكام التجويد، مضيفاً ان نظام الدراسة والحفظ 3 أيام فى الأسبوع الجمعة والأحد والأربعاء من الساعة الثانية بعد الظهر حتى الخامسة مساء على فترتين كل فترة ساعة ونصف الساعة.

وجدير بالذكر ان المدرسة امتداد لنبته الخير منذ أكثر من مائه عام فى تحفيظ القرآن الكريم من مشايخ القريه رحمهم الله الشيخ عبدالغفار والشيخ محمد محمود قاسم والشيخ رمضان الكودى والشيخ أحمد مهران سالم

ضم وفد الجامعة كلاً من الدكتور عبد الناصر يس والدكتور خالد عمران نواب رئيس الجامعة، الدكتور علام عبد المنعم عميد كليه الصيدله الدكتور صدقي ابو ليلة عميد كليه الدراسات العليا والبحوث البيئية، الدكتور علاء غالب رئيس اسرة طلاب من اجل مصر وعدد من اعصاء هيئة التدريس والحهاز الاداري والطلاب بالجامعة، وبحضور المستشار عاصم الكردى نائب رئيس هيئه قضايا الدولة، بلال خلف عمده قرية الصلعا مركز سوهاج، الدكتور حسام أمين رئيس اتحاد المهن الطبيه بسوهاج، الدكتور محمد ابوالفتوح استاذ بكليه التربية الرياضيه وفريق عمل مدرسه القرآن الكريم، مصطفي ابراهيم المسؤول الاداري بموسسة حياه كريمه، الشيخ محمد كامل مدير إدارة أوقاف اخميم، أحمد عبدالرحمن حسن المحامى بالنقض وحفاظاً الذكر بالمدرسه، عاصم زيدان مدير المدرسه، الشيخ خالد حسن أبو طراد، الشيخ مصطفى أبو السنون، محمد خلف مشرف عن الحلقات بالمدرسه، المهندسه آلاء عبدالعظيم منسق عام بالمدرسه.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الجندي المصري في حرب أكتوبر أرهب العدو ومن خلفه
  • مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم.. الشروط والأوراق المطلوبة وكيفية التقديم
  • لطلاب الأزهر.. 3 نصائح لصحبة القرآن الكريم
  • «حرب أكتوبر والأمن القومي في ظل المتغيرات الراهنة».. بصالون خريجي الأزهر غدا
  • واعظة بـ«الأوقاف»: إيمان المصريين بالله أول مقومات نصر أكتوبر
  • التوبة في القرآن الكريم.. فرصة للتغيير وتحقيق السمو الروحي
  • لماذا سمى الله سيدنا جبريل بالروح القدس في القرآن الكريم؟
  • رئيس جامعة سوهاج يكرم 2000 طفل من حفظة القرآن بمدرسة القرآن الكريم
  • من هو أول نبي قال الله أكبر؟.. ذُكر 69 مرة في القرآن الكريم