أنهت دار الإفتاء المصرية استعداداتها لعقد ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" غدًا، الموافق 8 أكتوبر 2024، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وذلك في قاعة المؤتمرات بمبنى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز دَور الفتوى في بناء الإنسان المصري، وترسيخ قيم التعايش والتسامح.

وفي تصريح له، أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن هذه الندوة تأتي في سياق دعم الجهود الرامية إلى "تمكين الإنسان المصري من مواجهة التحديات الراهنة من خلال توجيه الفتوى نحو بناء القدرات الفردية والجماعية."

وأضاف أن الفتوى ليست فقط وسيلة للإجابة على الأسئلة الشرعية، ولكنها أيضًا منهج لبناء المجتمعات، من خلال التوجيه الصحيح للأفراد نحو الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية التي تعزز الاستقرار والتنمية.

كما أشار إلى أن انعقاد هذه الندوة يأتي بالتزامن مع احتفالات ذكرى انتصارات 6 أكتوبر المجيدة، حيث قال: "إن ذكرى انتصارات 6 أكتوبر تجسد قوة الإرادة والعزيمة لدى الشعب المصري، وهي مناسبة مهمة لتجديد العهد على البناء والتقدم. نحن هنا نؤكد على أن الفتوى يجب أن تكون جزءًا من هذا البناء، تساهم في تعزيز الروح الوطنية والوعي المجتمعي."

وأكد أن هذه الندوة ستركز على الأبعاد الإنسانية للفتوى وتأثيرها في حياة الأفراد والمجتمعات، مشيرًا إلى أن "دور الفتوى لا يقتصر على الأمور الدينية البحتة، بل يمتد ليشمل إرساء المبادئ الأساسية التي تبني مجتمعات سليمة ومستقرة، حيث نسعى من خلال هذه الندوة إلى توجيه الفتاوى لتكون أداة لبناء إنسان واعٍ ومدرك لواجباته تجاه نفسه وتجاه وطنه."

وبشأن الفعاليات المرتقبة، كشف فضيلة مفتي الجمهورية أن الندوة ستشهد جلسة نقاشية موسعة يشارك فيها العديد من المتخصصين ورجال الفكر في مجالات مختلفة حول دَور الفتوى في تعزيز الاستقرار المجتمعي ومواجهة الفتاوى المغلوطة.

وقال فضيلته: "إن الجلسة النقاشية ستكون بمثابة منصة لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية جعل الفتوى إحدى الأدوات الرئيسية لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع المصري في الوقت الراهن، لا سيما تلك المتعلقة بالشائعات والخطابات التي تدعو إلى التفرقة والكراهية."

كما أوضح المفتي أن الجلسة النقاشية ستدور حول عدد من المحاور العملية التي تهدف إلى توجيه الفتاوى نحو تحقيق التنمية المستدامة وبناء الإنسان، قائلًا: "نحن بحاجة إلى فتاوى تواكب العصر وتساهم في حل المشكلات اليومية التي تواجه المواطن، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو حتى نفسية، من خلال نشر الفتاوى المعتدلة التي تدعم الاستقرار والمواطنة الصالحة."

واختتم مفتي الجمهورية تصريحه بالتأكيد على أن هذه الندوة هي فرصة ذهبية للتأكيد على أهمية الفتوى في تشكيل الوعي المجتمعي، وتوجيه الفكر الديني نحو ما يخدم مصالح الوطن والمواطن، موضحًا أننا نأمل أن تسفر المناقشات عن توصيات فعالة تُسهم في دعم مسار بناء الإنسان المصري على كافة المستويات، وأن نستمد من روح انتصارات 6 أكتوبر إلهامًا لتعزيز الجهود الرامية إلى بناء مستقبل أفضل لوطننا الغالي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية الفتوى وبناء الإنسان رئيس مجلس الوزراء هيئات الإفتاء بناء الإنسان هذه الندوة من خلال

إقرأ أيضاً:

أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور محمود عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع يتصدى للمفاهيم المغلوطة حول الدعوة الإسلامية، ويعمل على نشر المفاهيم الصحيحة وترسيخها؛ كما يقدم المجمع دورًا كبيرًا في إبراز دور الأزهر الشريف والهيئات الإسلامية والعالمية في توحيد الصف الإسلامي والعربي على حد سواء، وذلك من خلال لجنة القدس التابعة للمجمع. 

وأضاف الأمين العام في حواره لـ«البوابة نيوز» أنه يتم داخل المجمع دراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومتابعة أحوال المواطنين المسلمين في الداخل والخارج؛ مشيرًا إلى أن  المجمع يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف، مؤكدًا أن قضية العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم.

وأوضح  الأمين العام أن المجمع يقوم بالرد على الشبهات من خلال الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف والإصدارات العلمية والملتقيات الفكرية، سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الافتراضية، وجهود الوعاظ والواعظات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر؛ وإلى نص الحوار. 

 

تمثل اللجان العلمية محورًا مهمًا في أنشطة مجمع البحوث الإسلامية فماذا عنها؟

يؤدي مجمع البحوث الإسلامية رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف، ولديه عددٌ من اللجان العلمية المتخصصة مكونة من أساتذة جامعيين وباحثين مندرجين في عشر لجانٍ متخصصة وهذه اللجان من جل أولوياتها مناقشة الكثير من القضايا العلمية والمجتمعية التي تمس اهتمامات الناس بشكل مباشر؛ وتضم هذه اللجان: لجنة بحوث القرآن الكريم؛ وتختص بدراسة كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من تفاسير قديمة وحديثة ومعاصرة، وما يثار حول القرآن الكريم من شبهات وافتراءات والرد عليها، ولجنة بحوث السنة والسيرة: وتختص بالنظر في كل ما يثار حول السنة المطهرة من شبهات والرد عليها؛ ولجنة البحوث الفقهية؛ وتختص ببحث الموضوعات الفقهية التي يقتضي الأمر عرضها على مجلس المجمع أو حاجتها إلى الدراسة، ودراسة ما يثار من موضوعات فقهية يستلزم الأمر بحثها، وتقرير الرأي الذي يلزم لكل موضوع؛ ولجنة التعريف بالإسلام؛ وتعمل على التعريف بالإسلام، والعلوم الإسلامية بجميع فروعها ومتابعة ما ينشر ويذاع من اتهامات باطلة ضد الإسلام والعمل على الرد عليها تصحيحًا للمفاهيم، ولجنة العقيدة والفلسفة؛ وتختص ببحث المواضيع العقدية والفلسفية، والتيارات الفكرية المعاصرة، وإبداء الرأي فيما يردُ إلى اللجنة من أسئلة واستفسارات وغيرها بشأن العقيدة الإسلامية وما يتعلق بها؛ ولجنة إحياء التراث الإسلامي وتهتم بالتراث الإسلامي والإنساني، والعمل على إحيائه وتحقيق ما لم يحقق من ذخائره النفيسة التي تفيد العالم حضاريًّا وإنسانيًّا، وكذلك توجد لجنة التربية والتعليم الأزهري؛ وتختص بمتابعة تطوير المقررات الدراسية في المعاهد الأزهرية، وكذلك مقررات معاهد البعوث الإسلامية، ومتابعة نشاط المكتبات بالمعاهد الأزهرية، والنشاط الرياضي والكشفي والثقافي بالمعاهد الأزهرية والتواصل مع المسئولين عن هذه الأنشطة؛ ولجنة التعاون بين المجمع والجامعة؛ وتختص بمناقشة ودراسة كل ما يتعلق بالمناهج الدراسية في جامعة الأزهر بمختلف الكليات والأقسام للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي الأزهري، وتحقيق التعاون المثمر بين مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر الشريف؛ ولجنة القدس والحوار؛ وتختص بإبراز دور الأزهر الشريف والهيئات الإسلامية والعالمية في توحيد الصف الإسلامي والعربي على حد سواء، ودراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومتابعة أحوال المواطنين المسلمين في البلدان غير الإسلامية ومد يد العون لهم؛ ولجنة المتابعة وتختص بمتابعة ما يستجد على الساحة الإسلامية من أحداث ومناقشتها ووضع المقترحات لحل ما يثار من مشكلات.

حدثنا عن لجنة مراجعة المصحف الشريف بالمجمع؟

تتولى لجنة مراجعة المصحف مسؤولية عظيمة أمام الله عز وجل، فقضية العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية في غاية الأهمية، لذلك يولي لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات.وباعتبار أن هذه اللجنة هي الوحيدة القائمة على مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ونظرًا لكثرة طلبات المراجعة التي تُقدم من جانب دور النشر فإنها تلتقي أسبوعيًا لمراجعة ما يعرض عليها من أعمال لطباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول.حيث تقوم اللجنة بمراجعة المصحف الشريف على مرحلتين الأولى منهما: مراجعة تجارب الطباعة، وفي هذه المرحلة تقوم دار النشر بتجهيز نسخة من المصحف وعلى جوانبه هامش، للتأكد من سلامة النص القرآني وموافقته لقواعد الرسم والضبط والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد وموافقتها للقراءات المتواترة، ويجرى ذلك على عدة مراحل: تبدأ الأولى بمراجعة النص القرآني، تليها المرحلة الثانية وهي مراجعة الرسم، ثم المرحلة الثالثة وهي مراجعة الضبط والتشكيل.وفي حالة وجود أخطاء في هذه النسخة المقدمة تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ في الهامش مع تدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ثم يعاد مرة أخرى إلى اللجنة للمراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط. وبعد الموافقة على الطبع فقط تشترط اللجنة فيها أن تعرض دار النشر نسخًا من المصحف للمراجعة النهائية، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة المراجعة بعد الطباعة والجمع، حيث تراجع اللجنة النسخ بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآني، وعدم حدوث أي أخطاء فنية أو مطبعية، كما يجرى مراجعة جودة الورق والغلاف لكي يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وبعد انتهاء هذه المراحل بدقة عالية تقرر اللجنة منح دار النشر تصريحًا بالتداول. وفي حالة وجود أو اكتشاف أي أخطاء في المصحف بعد تداوله بالأسواق يجرى مخاطبة دار الطباعة المسؤولة عن المصحف المغلوط لإحضار نسخ من المصحف محل الشكوى، دون إفصاح عن موضع الخطأ المشكو بشأنه، فإن كان الخطأ موجودًا بجميع النسخ يتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونًا "الجهات الأمنية"، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فإذا وُجد خطأ يتم التنبيه على الدار بتوخي الحرص والحذر وعدم الإهمال في طباعة المصحف، ويؤخذ على صاحب الدار إقرارًا بذلك.

كيف يتعامل المجمع مع الشبهات التي يثيرها البعض؟

يقوم مجمع البحوث الإسلامية بالرد على الشبهات من خلال عدة محاور:
المحور الأول: الجهود العلمية لعلماء الأزهر الشريف من خلال لجان مجمع البحوث الإسلامية، والإصدارات العلمية التي يصدرها المجمع ضمن سلسلة مجمع البحوث الإسلامية، وتتضمن الرد على الشبهات.

المحور الثاني: الملتقيات الفكرية التي ينفذها المجمع سواء عن طريق التواصل المباشر أو عن طريق اللقاءات الافتراضية، والتي يدور محورها حول الشبهات التي تدور على الساحة.

المحور الثالث: جهود وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في الرد على الشبهات، وذلك بعد التدريب على كيفية التعامل مع تلك الشبهات من خلال الدورات التدريبية التي ينفذها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر الشريف.

كيف يقوم المجمع بتأهيل الوعاظ والواعظات للتعامل مع الواقع المجتمعي؟

لدينا ما يقرب 3300 آلاف واعظ وواعظة تم اختيارهم جيدًا عن طريق مسابقات مرت بمراحل مختلفة من الاختبارات التحريرية والشفوية والمقابلات الشخصية، كما يتم إعدادهم جيدا إضافة إلى متابعتهم والعمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات العلمية والإلكترونية والمكتبات التي يتم توزيعها عليهم، كما يتم تأهيلهم للتعامل مع القضايا التي يهتم بها المواطنون في كل محافظة والتي قد تختلف من منطقة لأخرى، كذلك يتم تدريبهم على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا فضلا عن تدريبهم على التواصل الفعال مع الناس وفن الإقناع والتأثير فيهم.

قوافل توعية 

بالنسبة للقوافل التي ينفذها المجمع، ماذا عن كيفية اختيار الأماكن التي تحتاج إلى تلك القوافل وأيضًا أهم الموضوعات التي تتناولها؟

يطلق المجمع القوافل التوعوية إلى العديد من محافظات ومدن الجمهورية من أجل تكثيف العمل الدعوي، وخاصة المناطق النائية والحدودية، ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين في جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.

كما تشهد تلك القوافل تفاعلًا كبيرًا من جانب الجماهير في مختلف الأماكن، حيث تنتشر القوافل في المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والمصالح الحكومية والنوادي ومراكز الشباب والمقاهي الثقافية، للوصول إلى الجمهور في مختلف أماكن تواجده.
وهناك بعض القوافل التي يطلقها المجمع لمعالجة قضية معينة أو مشكلة مجتمعية تم رصدها مثل مشكلات الثأر أو قضايا الإلحاد أو غيرها.

وفي رأيك ماذا عن أهم القضايا التي يجب أن يركز عليها الخطاب الديني في الوقت الراهن؟

دعونا نتفق أن الخطاب الديني المستنير لابد أن يراعي واقع المجتمع وحالته العامة، ولذا يجب التركيز على كل القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها حاليا القضايا الفكرية التي تشغل بال الكثير وخاصة الشباب مثل: التطرف – الإلحاد – الشذوذ – الصهيونية وغيرها، وكذا القضايا المجتمعية التي تؤثر على الجميع مثل قضايا الأسرة والقضايا والأحوال الشخصية.

ولذا يعمل المجمع من خلال عدة محاور على حل هذه القضايا المجتمعية من مختلف الاتجاهات، والخروج برؤى ونتائج تسهم في بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذي يحقق آمالهم ويلبي احتياجاتهم.

التراث الإسلامي 

ما هو دور المجمع فيما يتعلق بتنقيح كتب التراث؟ 

تراثنا مليء بالكنوز التي قلما تجدها في أي أمة خاصة التراث الإنساني، بالإضافة  لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالي لا يمكن التخلي عنه ولكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه وهذه مهمة المتخصصين، لذا نعمل على تحقيق كتب التراث وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين.

ونأخذ من كتب التراث ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التي يظنها البعض حديثة فما هي إلا قديمة والعلماء قديمًا فندوها تفنيدًا فما من شاردة ولا واردة إلا تحدثوا عنها بل إنهم كانوا يفترضون وجود شبهات ويعملون على الرد عليها، وكل ذلك لأن مسألة اتهامه مسألة خطيرة وبعيدة عن الواقع، والفيصل فيها ينبغي أن يكون للمتخصصين.

دور مبعوثي الأزهر 

يمثل مبعوثي الأزهر الشريف قوة ناعمة لمصر والأزهر الشريف في دول العالم الخارجي؛ فما الخطوات التي يتخذها المجمع لاختيار وتأهيل هؤلاء المبعوثين لأداء دورهم في الخارج؟ وما الرسالة التي يحملها هؤلاء المبعوثين؟

يعمل المجمع على اختيار العناصر الأكفأ لتمثيل مصر والأزهر في دول العالم المختلفة، ولذا تقوم مرحلة الاختيار الأولية على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة التي تمثل مصر والأزهر في دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجا متميزا، بداية من الاختبارات التحريرية ثم الشفوية ثم المقابلات الشخصية والتي تستهدف اختيار أفضل مدرسي ووعاظ الأزهر من حيث التخصص العلمي والسمات الشخصية.فإذا انتقلنا إلى ما بعد مرحلة الاختيار فإن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما يتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام كاف برؤية ورسالة الأزهر، فضلا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمي واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم التواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

أما بالنسبة للدور الذي يقوم به مبعوثو الأزهر فيتمثل في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين في صورته الحقيقة السمحة التي تدعوا إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير في تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم بالتواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

برنامج رمضان 

حدثنا عن برنامج المجمع في شهر رمضان المبارك هل تم تنفيذ كل ما جاء في الخطة الدعوية التي تم الإعلان عنها سابقًا؟

شهر رمضان له أهمية دعوية كبيرة لذا نحرص على تحقيق أكبر استفادة منه؛ حيث انقسمت الخطة الدعوية لمجمع البحوث الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك إلى شقين: الشق الأول وهو الخطة الميدانية وتضم: عدة برامج دعوية ميدانية عن طريق القوافل الدعوية والملتقيات الثقافية والندوات والأمسيات الدينية، والشق الثاني تضمن التوعية الإلكترونية عن طريق القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

حيث تم تنفيذ تلك البرامج على أكمل وجه من خلال وعاظ وواعظات الأزهر الشريف وعلماء الأزهر الشريف.

سيرة ومسيرة

ولد الدكتور محمود عبد الدايم في قرية الدير شرق التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر عام 1975

حصل على ليسانس الدَّعوة الإسلاميَّة من جامعة الأزهر عام 1997

حصل على  درجة الامتياز في رسالة الماجستير عام 2003

حصل على درجة الدكتوراة بدرجة مرتبة الشرف عام 2005

أستاذًا بقِسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة في جامعة الأزهر

رئيسًا للقسم حتى تكليفه بمنصب وكيل الكلية

مقررًا في لجنة ترقية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالسعودية

عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر

تولى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في 23سبتمبر 2024

أبرز مؤلفاته

مباحث في العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة

قضايا ثقافيَّة معاصرة

أيها الملحدون ما لكم لا ترجون لله وقارًا

إتحاف الأنام بسيرة الزهاد في صدر الإسلام

السلوة في شرائط الخلوة

الإيمان بالغيب عقيدة ومنهج حياة

الشيخ صالح الجعفري حياته وجهوده

البحوث التي شارك بها

المؤتمرات العلمية

- تولى رئاسة مؤتمر دور المؤسَّسات الدِّينية في ترسيخ مفهوم التسامح وحوار الحضارات في مدريد بإسبانيا.

- رئيس مؤتمر نحو شراكة أزهريَّة في صناعة وعي فكري آمن.. رؤية واقعيَّة استشرافية بكليَّة الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

أمين عام مؤتمر دور العلوم الشرعيَّة في خدمة الدَّعوة الإسلامية بكلية الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

أمين عام مؤتمر الدعوة الإسلاميَّة والسَّلام العالمي بكلية الدَّعوة الإسلاميَّة بالقاهرة.

رئيس ملتقى الدِّراسات العُليا على مدار خمس سنوات.

المجمع فى سطور

مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة الثانية من هيئات الأزهر، يرأسه الإمام الأكبر، ويباشره الأمين العام، التي أنشئت بموجب القانون رقم «103» لسنة 1961م وتعديلاته بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، وهو بنص القانون الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وحددت المادة «15» وظيفته ومهمته والتى تتمثل فى  بحث ودراسة كل ما يتصل بالبحوث والدراسات، والعمل على تجديد الثقافة الإسلامية.كما شملت مهمته، تتبع كل ما ينشر عن الإسلام والتراث الإسلامى من بحوث ودراسات فى الداخل والخارج والانتفاع بما فيها من رأى صحيح أو مواجهتها بالتصحيح والرد، وبحث ودراسة كل ما يستجد من مشكلات مذهبية، بالإضافة إلى معاونة جامعة الأزهر في الدراسات الإسلامية العليا لدرجتى التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها ورسم السياسة العامة.

وينبثق عن المجمع عدد من اللجان الأساسية، هى: لجنة بحوث القرآن الكريم، وبحوث السنة، والبحوث الفقهية، والعقيدة والفلسفة، والتعريف بالإسلام، وإحياء التراث الإسلامى، والتربية والتعليم، والتعاون بين المجمع وجامعة الأزهر، والقدس والجهاد والأقليات الإسلامية،  والمتابعة، والمقررون، وجوار الأديان، والإعجاز العلمى في القرآن والسنة.

632

مقالات مشابهة

  • «نوعية طنطا» تنظم ندوة توعوية حول «ظاهرة التنمر وخطورتها وسبل مواجهتها»
  • جامعة طنطا تنظم ندوة توعوية حول ظاهرة التنمر الجامعي وطرق مواجهتها
  • آداب طنطا تنظم ندوة تثقيفية بعنوان «صور محاربة الفكر المتطرف وبناء وعي الشباب»
  • جامعة كفر الشيخ تعقد ندوة بعنوان "التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية"
  • التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية.. ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • «بحوث الصحراء» ينظم ندوة علمية لتنمية الثروة الحيوانية بمثلث حلايب والشلاتين
  • ندوة ثقافية في ذمار حول دور المرأة في تعزيز الصمود الوطني
  • "الفيوم عبر العصور التاريخية".. ندوة بكلية التربية النوعية
  • «التنمر وأسبابه و أشكاله والآثار النفسية والمجتمعية له».. ندوة توعوية بآداب طنطا
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع