تتجه سلطنة عُمان بخطى حثيثة نحو الاستفادة القصوى من ثورة الذكاء الاصطناعي الذي يكشف عن تحولات كبرى وفارقة في جميع مسارات الحياة. ويكشف البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي عن رؤية طموحة لبناء بنية أساسية متكاملة وقادرة على استيعاب التطورات التي يشهدها عالم الذكاء الاصطناعي، لتكون سلطنة عُمان في طليعة الدول التي تستثمر في هذا القطاع الاستراتيجي.

ويُعد البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة خطوة محورية في مسار تحقيق التحول الرقمي، حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز جودة الحياة، وتطوير القدرات الوطنية، وتحفيز الابتكار الفني، وكل ذلك من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الحيوية. وتتنوع هذه المجالات بين قطاع الصحة، حيث يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية والتشخيص المبكر للأمراض، مرورًا بالقطاع الزراعي الذي يسهم فيه الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجية المحاصيل وتحليل التربة، وصولاً إلى قطاع النفط والغاز الذي يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات واكتشاف الموارد. لكن هذا ليس كل شيء في عالم الذكاء الاصطناعي، بل هناك ثورة هائلة ليس من السهل استيعابها في هذه اللحظة التي ما زال العالم فيها على العتبات الأولى جدا من عالم الذكاء الاصطناعي. وقطعا ليس الذكاء الاصطناعي الذي يتسابق العالم للاستفادة من معطياته والاستثمار فيه ذلك الذي يولد النصوص ويجيب على الكثير من الأسئلة والحوارات التي يجريها البعض معه.. إنه عالم أوسع من ذلك وأعمق بكثير.

وهو بهذا المعنى ليس مجرد تطور تقني عابر، بل هو ركيزة أساسية لبناء مستقبل الاقتصادات العالمية. ومع انتشار استخداماته في مجالات التجارة الإلكترونية، والتعليم المخصص، وإدارة الموارد، وتصميم المدن الذكية، يبرز الذكاء الاصطناعي كلغة العصر القادمة. والاستثمار في هذا المجال لم يعد خيارًا بل هو ضرورة ملحة للدول التي تسعى إلى مواكبة التحولات العالمية، والحفاظ على قدرتها التنافسية.

وتعتبر سلطنة عُمان في مقدمة الدول التي اهتمت بالذكاء الاصطناعي، حيث تتبنى خططًا طموحة لتطوير البنية الأساسية الرقمية، وتعزيز القدرات الوطنية عبر تدريب الكوادر المحلية وفتح تخصصات أكاديمية متخصصة في هذا المجال. والاستثمار في الكفاءات البشرية يعتبر الأساس الذي سيعتمد عليه الاقتصاد الرقمي في المستقبل، حيث تركز سلطنة عُمان على إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار المحلي.

إلى جانب تطوير البنية الأساسية الرقمية، تسعى سلطنة عمان إلى تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن خلال تعزيز الإنتاجية وتقليل الهدر في الموارد يمكن لهذه التقنيات أن تسهم في تحسين الأداء في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والزراعة. كذلك، يشكل الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة للتعامل مع التحديات البيئية، حيث يمكن استخدامه لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالتغيرات المناخية، مما يساعد على تطوير سياسات مستدامة قائمة على البيانات.

أصبح المستقبل الرقمي واقعًا لا مفر منه، والدول التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي ستكون هي القوى المحركة للاقتصاد العالمي القادم. وسلطنة عُمان بمبادراتها الوطنية في هذا المجال تُثبت أنها على المسار الصحيح نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام يعتمد على الابتكار، ويعزز قدرتها على المنافسة في الساحة الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی هذا المجال

إقرأ أيضاً:

في يومهم العالمي.. "سدايا" تدعم 11 ألف معلم بقدرات الذكاء الاصطناعي

تولي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" جل اهتمامها بتطوير القدرات الوطنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال إعداد برامج تدريب وتطوير عالية المستوى تضمن رفع مستوى الوعي لمختلف الأعمار السنية تجاه هذه التقنيات المتقدمة وتعزيز منافستهم عالميًا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وذلك انطلاقًا من الأدوار المناطة بسدايا المعنية بتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية، وتعزيزها بالابتكار المتواصل، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء قدرات وطنية يمكن الاستثمار فيها في بناء حاضر ومستقبل المملكة.
أخبار متعلقة "السديس" يحث على استثمار علوم العصر وبث رسالة الحرمين الحضاريةالأول في الشرق الأوسط.. "البيئة" تصدر ترخيصًا لمشروع زراعي تجاري بتقنية "الأيروبونيك"وفي يوم الاحتفاء بالمعلم تتجلى جهود سدايا تجاه الرسالة السامية التي يحملها المعلم من خلال تقديم عدد من البرامج المخصصة للمعلمين والمعلمات في التعليم العام من أجل تنمية المعرفة لديهم تجاه تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي وتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تكفل نقل هذه المعرفة إلى الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام في المملكة.
وبلغ مجموع ما جرى تدريبهم على هذه التقنيات أكثر من 11 ألف معلم ومعلمة تلقوا حزمة من البرامج التعليمية والتطويرية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي لبناء جيل قادر على مواصلة مسيرة العمل والإنجاز نحو ترسيخ مكانة المملكة عالميًا وصناعة قادة المستقبل الذكي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سدايا تدعم 11 ألف معلم بقدرات الذكاء الاصطناعي- واس الاستثمار في التعليموتأتي هذه الجهود إيمانًا من سدايا بأهمية الاستثمار في التعليم كونه يعد مصدرًا رئيسًا لنهضة الأمم وتطورها في الحاضر والمستقبل، والمعلم هو الركيزة الأساس في هذا الدور، وعليه تقع مسؤولية كبيرة في بناء الأجيال، وتنشئتهم التنشئة الواعية بمختلف المعارف والعلوم التي تجعل من هذا الجيل جيلاً متمكنًا من التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في شتى المجالات، وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبرز من هذه الجهود برنامج (مبرمجي ذكاء المستقبل) لتدريب معلمي الحاسب الآلي على مبادئ الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والرؤية الحاسوبية الذي نظمته سدايا مع وزارة التعليم لإثراء المعرفة لديهم في هذه التقنيات المتقدمة بما ينعكس على تنمية دورهم بالمساهمة في بناء جيل من القدرات الوطنية.
وجرى في هذا البرنامج تدريب نحو 2000 معلم ومعلمة من خلال أكثر من 50 ألف ساعة تدريب، وأكثر من 10 آلاف ساعة تجربة بإشراف عدد من المختصين في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سدايا تدعم 11 ألف معلم بقدرات الذكاء الاصطناعي- واس مبادرة ساعة الذكاء الاصطناعيكما برز من هذه الجهود مبادرة "ساعة الذكاء الاصطناعي" إحدى مبادرات الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي "أذكى" الذي نظمته سدايا بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة".
وساعة أذكى هي برنامج تدريبي موجه للطلاب والطالبات حول مفاهيم الذكاء الاصطناعي، وبلغ عدد المستفيدين منه 575 ألف طالب وطالبة بمشاركة 9700 معلم ومعلمة من مختلف مدارس المملكة الحكومية والأهلية بهدف نقل المعرفة من المعلمين والمعلمات إلى طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية وتوعيتهم بالذكاء الاصطناعي ومستقبله المتطور بغية تحفيز هذا الجيل على المضي قدمًا نحو عالم التقنيات المتقدمة، ولشحذ هممهم للالتحاق بأولمبياد "أذكى" الذي سجل فيه أكثر من 260 ألف طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة.
وضمن جهود سدايا في دعم العلمية التعليمية بآخر تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي إصدار تقرير عن الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال التعليم من أجل دعم المعلم في الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في العملية التعليمية.الذكاء الاصطناعي التوليديوتطرق التقرير إلى حالات الاستخدام، والتجارب الدولية للذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم وتحديات ومخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم بالإضافة إلى التوجهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم.
ويمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المعلم من خلال إنشاء محتوى تعليمي مخصص يناسب مستويات الطلاب، تحويل المواد التعليمية التقليدية إلى محتوى تفاعلي، إنشاء ألعاب وتجارب تعليمية تفاعلية، تصميم الاختبارات وتوليد أسئلتها، أتمتة تصحيح الواجبات والاختبارات، متابعة وتقييم أداء الطلاب بصورة مستمرة، تحليل أساليب التدريس وتقديم توصيات لتحسينها، أتمتة متابعة حضور الطلاب وجدولة الأنشطة، إنشاء خطط المناهج والتحضير للدروس.

مقالات مشابهة

  • إطلاق Infinix AI∞ منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي المتكاملة 
  • فعاليات للأطفال وورش للذكاء الاصطناعي والتصوير بمعرض دمنهور للكتاب
  • هل ينافس الذكاء الاصطناعي مستقبلا العلماء على جوائز نوبل؟
  • استعراض التجربة العمانية في توظيف الذكاء الاصطناعي بالانتخابات
  • دور الذكاء الاصطناعي في دعم أهداف التنمية المستدامة (2-4)
  • في يومهم العالمي.. "سدايا" تدعم 11 ألف معلم بقدرات الذكاء الاصطناعي
  • هل ينافس الذكاء الاصطناعي الإنسان مستقبلا على جوائز نوبل؟
  • الذكاء الاصطناعي يهدد الذكاء البشري
  • الذكاء الاصطناعي ينافس على نوبل!