البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي وتحولات المستقبل
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تتجه سلطنة عُمان بخطى حثيثة نحو الاستفادة القصوى من ثورة الذكاء الاصطناعي الذي يكشف عن تحولات كبرى وفارقة في جميع مسارات الحياة. ويكشف البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي عن رؤية طموحة لبناء بنية أساسية متكاملة وقادرة على استيعاب التطورات التي يشهدها عالم الذكاء الاصطناعي، لتكون سلطنة عُمان في طليعة الدول التي تستثمر في هذا القطاع الاستراتيجي.
ويُعد البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة خطوة محورية في مسار تحقيق التحول الرقمي، حيث يهدف البرنامج إلى تعزيز جودة الحياة، وتطوير القدرات الوطنية، وتحفيز الابتكار الفني، وكل ذلك من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الحيوية. وتتنوع هذه المجالات بين قطاع الصحة، حيث يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية والتشخيص المبكر للأمراض، مرورًا بالقطاع الزراعي الذي يسهم فيه الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجية المحاصيل وتحليل التربة، وصولاً إلى قطاع النفط والغاز الذي يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات واكتشاف الموارد. لكن هذا ليس كل شيء في عالم الذكاء الاصطناعي، بل هناك ثورة هائلة ليس من السهل استيعابها في هذه اللحظة التي ما زال العالم فيها على العتبات الأولى جدا من عالم الذكاء الاصطناعي. وقطعا ليس الذكاء الاصطناعي الذي يتسابق العالم للاستفادة من معطياته والاستثمار فيه ذلك الذي يولد النصوص ويجيب على الكثير من الأسئلة والحوارات التي يجريها البعض معه.. إنه عالم أوسع من ذلك وأعمق بكثير.
وهو بهذا المعنى ليس مجرد تطور تقني عابر، بل هو ركيزة أساسية لبناء مستقبل الاقتصادات العالمية. ومع انتشار استخداماته في مجالات التجارة الإلكترونية، والتعليم المخصص، وإدارة الموارد، وتصميم المدن الذكية، يبرز الذكاء الاصطناعي كلغة العصر القادمة. والاستثمار في هذا المجال لم يعد خيارًا بل هو ضرورة ملحة للدول التي تسعى إلى مواكبة التحولات العالمية، والحفاظ على قدرتها التنافسية.
وتعتبر سلطنة عُمان في مقدمة الدول التي اهتمت بالذكاء الاصطناعي، حيث تتبنى خططًا طموحة لتطوير البنية الأساسية الرقمية، وتعزيز القدرات الوطنية عبر تدريب الكوادر المحلية وفتح تخصصات أكاديمية متخصصة في هذا المجال. والاستثمار في الكفاءات البشرية يعتبر الأساس الذي سيعتمد عليه الاقتصاد الرقمي في المستقبل، حيث تركز سلطنة عُمان على إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار المحلي.
إلى جانب تطوير البنية الأساسية الرقمية، تسعى سلطنة عمان إلى تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن خلال تعزيز الإنتاجية وتقليل الهدر في الموارد يمكن لهذه التقنيات أن تسهم في تحسين الأداء في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والزراعة. كذلك، يشكل الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة للتعامل مع التحديات البيئية، حيث يمكن استخدامه لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالتغيرات المناخية، مما يساعد على تطوير سياسات مستدامة قائمة على البيانات.
أصبح المستقبل الرقمي واقعًا لا مفر منه، والدول التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي ستكون هي القوى المحركة للاقتصاد العالمي القادم. وسلطنة عُمان بمبادراتها الوطنية في هذا المجال تُثبت أنها على المسار الصحيح نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام يعتمد على الابتكار، ويعزز قدرتها على المنافسة في الساحة الدولية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی هذا المجال
إقرأ أيضاً:
من الابتدائية إلى الثانوية.. بكين تقدم حصصاً مخصصة للذكاء الاصطناعي
#سواليف
تعتزم #المدارس_الابتدائية والثانوية في بكين تقديم حصصاً تعليمية مخصصة للذكاء الاصطناعي، ابتداءً من العام الدراسي المقبل.
وحظيت صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين باهتمام دولي هذا العام بعد أن أطلقت شركة “ديب سيك” DeepSeek نسخة جديدة من روبوت المحادثة العامل بالذكاء الاصطناعي في يناير (كانون الثاني)، ما أحدث موجة صدمة عبر الأسواق العالمية.
وذكرت وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء أن المدارس في العاصمة ستخصص ما لا يقل عن ثماني ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي لكل عام دراسي بدءاً من الفصل الدراسي الذي يبدأ في أوائل سبتمبر (أيلول)
ويمكن للمدارس أن تدير هذه المواد كحصص مستقلة أو أن تدمجها في مواد دراسية قائمة أساساً مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم.
وأفادت لجنة التعليم التابعة لبلدية بكين في بيان أنه “سيتم تقديم أساليب تدريس مبتكرة، باستخدام أجهزة مرافقة وأدوات مساعدة بحثية بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من برامج المساعدة الذكية لتسهيل التعلم من خلال الحوار بين الإنسان والآلة”.
وأشارت إلى أن بكين تخطط أيضا لاستكشاف المزيد من الفرص للتعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية، لتنمية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن ذلك تطوير سلسلة من “دورات التعليم المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تركز على التطوير المبكر للمواهب المبتكرة الاستثنائية”.
وفي الشهر الماضي، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ محادثات مع كبار رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا الصيني، في حدث نادر أثار التفاؤل بشأن زيادة الدعم للقطاع.
وعزز شي دور الشركات المملوكة للدولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تصدى للتوسع “غير المنظم” في العديد من القطاعات.
وحظيت “ديب سيك” بإشادة السلطات، كما حضر مؤسسها الاجتماع مع الرئيس الصيني.
وتتجه الأنظار حالياً إلى #برامج #الذكاء_الاصطناعي الجديدة في #الصين، الساعية لمنافسة “ديب سيك”، وكشفت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة “علي بابا” الأسبوع الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي يسمى QwQ-32B، تقول إنه يتمتع “بأداء مماثل” لـ “ديب سيك” بينما يتطلب بيانات أقل بكثير للعمل.
إلى ذلك، فإن “مانوس” Manus، وهو مساعد جديد وقوي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُحدث ضجة في البلاد، مع قدرات تُعتبر بشكل عام أكثر تقدماً من تلك الموجودة في روبوتات المحادثة.