مخاطر محاولات تغيير الحدود بين دول المنطقة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
في الوقت الذي تتراكم فيه المشكلات والخلافات بين دول المنطقة وشعوبعها على نحو غير مسبوق وبشكل يبعث على المزيد من القلق حيال مستقبل العلاقات فيما بينها، خاصة وان دول الشرق الاوسط هي دول يجمع بينها علاقات ووشائج خاصة من ابرز سماتها التاريخ المشترك والترابط العضوى واللغة والآمال والمصالح المشتركة والمتبادلة على امتداد التاريخ وما ترتب على ذلك من نشوء وتولد مشاعر التقارب والترابط بين الشعوب والتي بلغت شعاراتها التي انتشرت في معظمها حد الدعوة للوحدة فيما بينها ومحاولة ايقاظ علاقات الماضي فيما بينها برغم أية مشكلات حقيقية أو مصطنعة تنشأ أو تتضخم لأسباب وهمية أو مصنوعة عادة.
واذا كانت الأرض او الاقليم هي التي تجسد الأرض التي تحدد اقليم الدولة وحدودها ـ ومن ثم تتحدد سيادتها وعلاقاتها مع جيرانها في ضوئها الى حد كبير وليس من الروابط المتبادلة وما قد تشهده من تقلبات بدوافع مختلفة ظاهرة حينا أو مستترة في كثير من الأحيان، وعادة ما تدخل المطامع والموارد المتاحة في اقليم الدولة او ارضها ضمن حسابات الموارد المحتملة على هذا الجانب او ذاك والامثلة في هذا المجال عديدة ومتنوعة وحديثة ومعروفة ايضا كذلك. ومنها نماذج وأمثلة معروفة على الصعيد العربي وبين الأشقاء مثل تلك اطماع ما في اراضي او موارد معروفة او محتملة وما يترتب على ذلك من تحريك الاطماع او التطلعات لصالح طرف وضد مصالح الطرف الآخر. ويصاحب ذلك في العادة جدل كبير ومتصل وكثيرا ما يتم اللجوء الى القانون والقضاء الدولي او التحكيم للفصل في المنازعات او اللجوء الى طرق ترتضيها الاطراف المعنية للتغلب على المشكلات ولبناء علاقات طيبة يرغب فيها الطرفان ولبناء علاقات افضل لصالح الدولتين والشعبين المتنازعين في المستقبل خاصة اذا تمتعت القيادات ببعد النظر وادراك اهمية وقيمة الحفاظ على علاقات طيبة بينهما ايضا. جدير بالذكر ان الدول عرفت طرقا عديدة لكسب اراض او اقليم او جزء من اقليم دولة اخرى وضمه الى اراضيها ومن هذه الطرق البيع والشراء في صفقات يتم الاتفاق على شروطها بين الطرفين المعنيين ويدخل في ذلك عوامل عديدة ومؤثرة في حالة ابرام الاتفاق او التراجع عنه اذا حدث ذلك لسبب أو لآخر، ومنها ايضا الضم بالاحتلال او بالتنازل الرضائي وكان ذلك يتم في الماضي في حالات تخطيط الحدود او المصاهرة بين الاسر الحاكمة او الدخول في علاقات اتحادية بين دولتين او أكثر او بالاستفتاء الشعبي في الدول المعنية وباختصار شديد فان الدول تعتز عادة بأراضيها ايا كانت الدولة واهميتها وبغض النظر عن طبيعتها او وصفها باعتبارها الوعاء الذي يحتوى ويضم ارض الدولة الذي تتحدد في نطاقه سيادتها وحدودها مع الدول الاخرى ومن هنا يكتسب اقليم الدولة اهمية بالغة وتحاط اجراءات التعامل عليه بضمانات عديدة ومشددة باعتباره حقا لللأجيال القادمة .
من جانب آخر فإنه من المعروف ان المواثيق الدولية للمنظمات الدولية والاقليمية أخذت بمبدأ تحريم ضم اراضي الدول الاخرى بالقوة المسلحة كما حرمت استخدام القوة او التهديد بها لْضم اراضي الغير او التلويح بها لضم اراضي دول اخرى بغير التراضي فيما بينها. أما الدول والقوى الدولية التي تؤيد استخدام القوة في العلاقات الدولية وممارسة البلطجة الدولية كإسرائيل وهي دولة خارجة على القانون والشرعية الدولية فإنها من اكثر الدول تأييدا لاستخدام القوة في العلاقات الدولية وفي اغتصاب اراضي الدول الاخرى والاعتداء عليها طالما استطاعت ذلك وما يجري ضد الفلسطينيين وضد لبنان مجرد نماذج محملة بالكثير من الدلالات وفي انتهاك واضح للقانون والشرعية الدولة وفي تحد سافر للأمم المتحدة ولأمينها العام جوتيريش في الأيام الأخيرة وقبل ذلك تحدي محكمة العدل الدولية والاونروا و اليونسكو وغيرها .. وتجدر الاشارة الى انه ليس مصادفة ان يكون رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو اكثر من استخدم الخرائط امام الامم المتحدة للدعوة الى تغييرالحدود نظرا لأنه يعارض السلام في الشرق الاوسط والحدود القائمة بين دول المنطقة كما انه لا يعارض فقط انشاء دولة فلسطينية في اطار حل الدولتين، ولكنه يدعو كذلك الى تغيير الحدود القائمة بدعوى تحقيق أمن دولة اسرائيل، ويسعى الى فرض حدود جديدة بشكل او بآخر وهو ما سيثير العديد من المشكلات مع اكثر من دولة في المنطقة وفي هذا الاطار فانه يمكن الاشارة الى عدد من الجوانب لعل من أهمها اولا، ان الاحتجاج الاسرائيلي بحجة البحث عن الامن وتحقيق أمن اسرائيل هو احتجاج زائف ليس فقط لأن الامن بمفهومه العام هو علاقة متوازنة بين طرفين او أكثر من ناحية وان اكثر ضماناته قوة واستقرارا ان يكون مستندا الى الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية في الظروف المختلفة من ناحية ثانية، واذا كان من المعروف ان اسرائيل التي انشئت بموجب قرار تقسيم فلسطين في اكتوبر 1947 لم تحدد حدودها الدولية حتى الآن ولا تريد هي تحديد تلك الحدود مثلها مثل معظم دول العالم لكي تلتزم بها في اطار معاهدات واتفاقيات ملزمة، فإن مما له دلالة في هذا المجال ان رئيس وزراء اسرائيل تحدث اكثر من مرة عن ضرورة تغيير الحدود بين لبنان واسرائىل واكد على أن جغرافية الشرق الاوسط ستتغير عما هي عليه الآن واذا كانت اسرائيل تملك من القوة ما يمكنها من فرض ما تراه من تغيرات على الحدود مع لبنان وربما مع اطراف اخرى في المنطقة فان ذلك سيفتح بالضرورة ابوابا واسعة للخلافات والحروب وعدم الاستقرار بين دول المنطقة في الحاضر والمستقبل بكل ما يمكن ان يترتب على ذلك من نتائج وقد بدأت بعض نذر ذلك في الظهور مؤخرا وهو امر قابل للتدهور والتطور للأسوأ اذا استمرت حكومة اليمين المتطرفة في اسرائيل وعلى الدول المجاورة لها والتي تجد في الحرب والاعتداء على الدول المجاوزة لها غاية يمكن من خلالها التوسع على حساب اراضي وسلامة وامن تلك الدول .
ثانيا، انه ليس من المبالغة القول بأن النظام الدولي الراهن يمر في الواقع بمرحلة من الضعف تتجسد ليس فقط في تعدد وتنوع المشكلات التي يعاني منها والحروب التي تفرضها العديد من الدول بحجة امتلاكها السيادة والقدرة على شن الحروب بزعم حماية مصالحها، ويكفي نظرة سريعة الى الساحة الدولية وما تعانيه من مواجهات بين الدول بحجج واهية لا تحقق أمنا ولا تفرض سيادة ولا ترسخ استقرارا في مناطق العالم المختلفة، بل على العكس تؤدي المواجهات الى انتشار سباق التسلح بين الدول والى انتشار وسائل جديدة اكثر تطورا وتعقيدا وزيادة لخسائر الحروب اكثر من اي وقت مضي خاصة بعد النجاح في توظيف الوسائل التقنية في الحروب وبشكل مخيف – تفجيرات البيجر في المواجهة بين ايران واسرائيل وربما هناك ما يمكن طرحه واستخدامة في الجولة التي قد تندلع بين الدولتين ربما خلال ايام ومن شأن ذلك ان يجعل العالم مكانا أقل أمنا واكثرخطورة اكثر مما سبق كما ان انتشارالحروب يؤثر بالسلب على حياة ونمط معيشة الشعوب وما تعانيه من مشكلات اكثر حدة وخطورة بما لا يقارن مع أي وقت مضى. وبدلا من ان يوظف العالم تقدمه العلمي والتقني لبناء حياة جديدة ومفيدة للبشرية فانه يوظف تقدمه للإضرار بحياة ومستقبل الانسان بكل ما يترتب على ذلك من مخاطر تلامس التهديد النووي المباشر وغير المباشر. جدير بالذكر ان الضعف الملموس للمنظمات الدولية والاقليمية وازدياد ضعف المنظمات الاقليمية والدولية مقارنة بما كانت تقوم به تلك المنظمات من قبل اضعف جوانب هامة ومؤثرة للدور الذي كان منوطا بها ومعلقا على الشرعية والمواثيق الدولية ومن ثم زاد من قوة الدولة وقدرتها على تحقيق ما تعتبره مصالح حيوية لها وتجرؤها على مبادئ القانون والشرعية الدولية الى الحد الذي تضاءل فيه دور المنظمات الدولية بشكل تجسد قبل أيام على سبيل المثال في منع الامين العام لأمم المتحدة جوتيريش من دخول اسرائيل على حد قول وزير خارجية اسرائيل لان جوتيرش لم يبادرالى انتقاد القصف الايراني لاسرائيل بعد اغتيالها حسن نصرالله ومن قبله اسماعيل هنية وهو ما توعدت اسرائيل بالرد عليه ووعدت ايران برد اقوى من الهجوم السابق مما قد يفتح المجال لحرب اقليمية تزعم اسرائيل وايران وكثير من الاطراف انها لاتريدها ولا تتمناها رغم ان سلوكياتها تدفع نحوها بشكل سافر الى حد بعيد بدافع الاطماع في اراضي وموارد الدول الاخرى وربما لاختلال موازين القوى بين الدول المعنية والشعوب هى التي تدفع الثمن في النهاية .
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بین دول المنطقة الدول الاخرى فیما بینها على ذلک من بین الدول اکثر من
إقرأ أيضاً:
بعد موافقة ترامب على بيعها للهند.. ما هي الدول التي تمتلك طائرات “إف- 35″؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن واشنطن سوف تبيع نيودلهي مقاتلات من طراز إف-35، لتصبح بذلك الهند واحدة من الدول القليلة التي تمتلك هذه الطائرات الخفيّة الفائقة التطوّر.
وأوضح ترامب “بدءا من هذا العام، سنزيد المبيعات العسكرية للهند بمليارات الدولارات. كما أنّنا نمهّد الطريق أمام تزويد الهند، في نهاية المطاف، بمقاتلات شبح من طراز إف-35″، وفق وكالة فرانس برس.
وفي حال تمت الصفقة فإن الهند سوف تنضم إلى عدد محدود من الدول التي تمتلك تلك المقاتلة المتطورة، أو في طريقها إلى امتلاكها، وهي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، و إيطاليا، وهولندا، والنرويج، والدنمارك، وبلجيكا، وبولندا، وألمانيا، وفنلندا، وسويسرا، ورومانيا.
وخارج القارة الأوروبية فإنها لديها تلك الطائرات أو تستعد لللحصول عليها وأهمها: أستراليا، واليابان، وكندا، كوريا الجنوبية، سنغافورة.
وفي منطقة الشرق الأوسط فإن إسرائيل، هي من تمتلك ذلك الطراز من الطائرات، بينما قال قال مسؤول كبير في الحكومة الإماراتية في سبتمبر الماضي، إن بلاده لا تتوقع استئناف المحادثات بشأن صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35.
وجاء كلام المسؤول الإماراتي وقتها ردا على تقرير لوكالة رويترز جاء فيه أن أبوظبي ستسعى لإعادة إحياء صفقة بمليارات الدولارات مع الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وطائرات مسيرة مسلحة إذا عاد ترامب للبيت الأبيض.
وفي حال تمت الصفقة في أي وقت فإن الإمارات سوف تكون أول دولة عربية تحوز على تلك المقاتلة.
في العام 1997 اختيرت شركتا بوينغ ولوكهيد مارتن لصنع نموذج تجريبي للطائرة التي حلقت أول مرة في أكتوبر عام 2000.
الطائرة تنتمي إلى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة الشبحية، وتمتلك مجموعة واسعة من القدرات جعلتها تعرف بأنها “أفضل مقاتلة في العالم”.
وفي يونيو من عام 2001، أصبحت المقاتلة أول طائرة حربية في التاريخ تقوم بالتحليق من الأرض إلى الجو بشكل عمودي، بدون الحاجة إلى مدرج، وفقا لموقع المقاتلة على الإنترنت.
وتتمتع الطائرة، أيضا، بخاصية “الإقلاع القصير” التي تمنحها القدرة على حمل حمولات أكبر والإقلاع من مدرج قصير للغاية.
وظهرت المقاتلة إلى العلن أول مرة خلال طيران تجريبي عام 2006، وسلمت أول نماذج الطائرة إلى الجيش الأميركي عام 2010 لكنها دخلت الخدمة رسميا عام 2015.
وفي العام 2012 أصبحت بريطانيا أول دولة – عدا الولايات المتحدة – تحصل على نسخة من الطائرة.
خلال هذه الأعوام كانت الشركة المصنعة تختبر وتحلق بالموديلات الأكثر حداثة من الطائرة، F35 A و B و C والمصممة خصيصا للعمل مع أفرع محددة من القوات المسلحة.
ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن بإمكان المقاتلة القيام بمهام الهجوم البري والاستطلاع الجوي والدفاع الجوي للقوات العسكرية الأميركية والقوات المتحالفة معها.
ويمكنها اكتشاف مركبات وطائرات العدو قبل وقت طويل من رصدها، حيث صمم شكلها الخارجي ومنصات الأسلحة والوقود وأجهزة الاستشعار المدمجة لتحقيق أقصى أداء للتخفي.
يستطيع الطيار من خلال الخوذة المتطورة التي يرتديها البقاء على معرفة تامة بما يجري في ميدان المعركة لعشرات الأميال، حيث تستطيع رادارت الطائرة المتطورة التقاط وتحليل بيانات المركبات المعادية واستهداف العديد منها في وقت واحد.
ويمنح محرك الطائرة المتطور مسافة تحليق أطول بـ30 بالمئة مقارنة بالنماذج السابقة، كما إنها تمتلك نظام أسلحة من الجيل الخامس JASSM القادر على تحطيم الأهداف بدقة من مسافات كبيرة تجعل الطائرة آمنة ضد نظم الدفاع الجوي.
وتصف شركة لوكهيد مارتن النظام بأنه “أول صواريخ كروز” المحمولة جوا التي صنعتها.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب