لجريدة عمان:
2024-11-08@01:47:02 GMT

مخاطر محاولات تغيير الحدود بين دول المنطقة

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

في الوقت الذي تتراكم فيه المشكلات والخلافات بين دول المنطقة وشعوبعها على نحو غير مسبوق وبشكل يبعث على المزيد من القلق حيال مستقبل العلاقات فيما بينها، خاصة وان دول الشرق الاوسط هي دول يجمع بينها علاقات ووشائج خاصة من ابرز سماتها التاريخ المشترك والترابط العضوى واللغة والآمال والمصالح المشتركة والمتبادلة على امتداد التاريخ وما ترتب على ذلك من نشوء وتولد مشاعر التقارب والترابط بين الشعوب والتي بلغت شعاراتها التي انتشرت في معظمها حد الدعوة للوحدة فيما بينها ومحاولة ايقاظ علاقات الماضي فيما بينها برغم أية مشكلات حقيقية أو مصطنعة تنشأ أو تتضخم لأسباب وهمية أو مصنوعة عادة.

واذا كانت الأرض او الاقليم هي التي تجسد الأرض التي تحدد اقليم الدولة وحدودها ـ ومن ثم تتحدد سيادتها وعلاقاتها مع جيرانها في ضوئها الى حد كبير وليس من الروابط المتبادلة وما قد تشهده من تقلبات بدوافع مختلفة ظاهرة حينا أو مستترة في كثير من الأحيان، وعادة ما تدخل المطامع والموارد المتاحة في اقليم الدولة او ارضها ضمن حسابات الموارد المحتملة على هذا الجانب او ذاك والامثلة في هذا المجال عديدة ومتنوعة وحديثة ومعروفة ايضا كذلك. ومنها نماذج وأمثلة معروفة على الصعيد العربي وبين الأشقاء مثل تلك اطماع ما في اراضي او موارد معروفة او محتملة وما يترتب على ذلك من تحريك الاطماع او التطلعات لصالح طرف وضد مصالح الطرف الآخر. ويصاحب ذلك في العادة جدل كبير ومتصل وكثيرا ما يتم اللجوء الى القانون والقضاء الدولي او التحكيم للفصل في المنازعات او اللجوء الى طرق ترتضيها الاطراف المعنية للتغلب على المشكلات ولبناء علاقات طيبة يرغب فيها الطرفان ولبناء علاقات افضل لصالح الدولتين والشعبين المتنازعين في المستقبل خاصة اذا تمتعت القيادات ببعد النظر وادراك اهمية وقيمة الحفاظ على علاقات طيبة بينهما ايضا. جدير بالذكر ان الدول عرفت طرقا عديدة لكسب اراض او اقليم او جزء من اقليم دولة اخرى وضمه الى اراضيها ومن هذه الطرق البيع والشراء في صفقات يتم الاتفاق على شروطها بين الطرفين المعنيين ويدخل في ذلك عوامل عديدة ومؤثرة في حالة ابرام الاتفاق او التراجع عنه اذا حدث ذلك لسبب أو لآخر، ومنها ايضا الضم بالاحتلال او بالتنازل الرضائي وكان ذلك يتم في الماضي في حالات تخطيط الحدود او المصاهرة بين الاسر الحاكمة او الدخول في علاقات اتحادية بين دولتين او أكثر او بالاستفتاء الشعبي في الدول المعنية وباختصار شديد فان الدول تعتز عادة بأراضيها ايا كانت الدولة واهميتها وبغض النظر عن طبيعتها او وصفها باعتبارها الوعاء الذي يحتوى ويضم ارض الدولة الذي تتحدد في نطاقه سيادتها وحدودها مع الدول الاخرى ومن هنا يكتسب اقليم الدولة اهمية بالغة وتحاط اجراءات التعامل عليه بضمانات عديدة ومشددة باعتباره حقا لللأجيال القادمة .

من جانب آخر فإنه من المعروف ان المواثيق الدولية للمنظمات الدولية والاقليمية أخذت بمبدأ تحريم ضم اراضي الدول الاخرى بالقوة المسلحة كما حرمت استخدام القوة او التهديد بها لْضم اراضي الغير او التلويح بها لضم اراضي دول اخرى بغير التراضي فيما بينها. أما الدول والقوى الدولية التي تؤيد استخدام القوة في العلاقات الدولية وممارسة البلطجة الدولية كإسرائيل وهي دولة خارجة على القانون والشرعية الدولية فإنها من اكثر الدول تأييدا لاستخدام القوة في العلاقات الدولية وفي اغتصاب اراضي الدول الاخرى والاعتداء عليها طالما استطاعت ذلك وما يجري ضد الفلسطينيين وضد لبنان مجرد نماذج محملة بالكثير من الدلالات وفي انتهاك واضح للقانون والشرعية الدولة وفي تحد سافر للأمم المتحدة ولأمينها العام جوتيريش في الأيام الأخيرة وقبل ذلك تحدي محكمة العدل الدولية والاونروا و اليونسكو وغيرها .. وتجدر الاشارة الى انه ليس مصادفة ان يكون رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو اكثر من استخدم الخرائط امام الامم المتحدة للدعوة الى تغييرالحدود نظرا لأنه يعارض السلام في الشرق الاوسط والحدود القائمة بين دول المنطقة كما انه لا يعارض فقط انشاء دولة فلسطينية في اطار حل الدولتين، ولكنه يدعو كذلك الى تغيير الحدود القائمة بدعوى تحقيق أمن دولة اسرائيل، ويسعى الى فرض حدود جديدة بشكل او بآخر وهو ما سيثير العديد من المشكلات مع اكثر من دولة في المنطقة وفي هذا الاطار فانه يمكن الاشارة الى عدد من الجوانب لعل من أهمها اولا، ان الاحتجاج الاسرائيلي بحجة البحث عن الامن وتحقيق أمن اسرائيل هو احتجاج زائف ليس فقط لأن الامن بمفهومه العام هو علاقة متوازنة بين طرفين او أكثر من ناحية وان اكثر ضماناته قوة واستقرارا ان يكون مستندا الى الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية في الظروف المختلفة من ناحية ثانية، واذا كان من المعروف ان اسرائيل التي انشئت بموجب قرار تقسيم فلسطين في اكتوبر 1947 لم تحدد حدودها الدولية حتى الآن ولا تريد هي تحديد تلك الحدود مثلها مثل معظم دول العالم لكي تلتزم بها في اطار معاهدات واتفاقيات ملزمة، فإن مما له دلالة في هذا المجال ان رئيس وزراء اسرائيل تحدث اكثر من مرة عن ضرورة تغيير الحدود بين لبنان واسرائىل واكد على أن جغرافية الشرق الاوسط ستتغير عما هي عليه الآن واذا كانت اسرائيل تملك من القوة ما يمكنها من فرض ما تراه من تغيرات على الحدود مع لبنان وربما مع اطراف اخرى في المنطقة فان ذلك سيفتح بالضرورة ابوابا واسعة للخلافات والحروب وعدم الاستقرار بين دول المنطقة في الحاضر والمستقبل بكل ما يمكن ان يترتب على ذلك من نتائج وقد بدأت بعض نذر ذلك في الظهور مؤخرا وهو امر قابل للتدهور والتطور للأسوأ اذا استمرت حكومة اليمين المتطرفة في اسرائيل وعلى الدول المجاورة لها والتي تجد في الحرب والاعتداء على الدول المجاوزة لها غاية يمكن من خلالها التوسع على حساب اراضي وسلامة وامن تلك الدول .

ثانيا، انه ليس من المبالغة القول بأن النظام الدولي الراهن يمر في الواقع بمرحلة من الضعف تتجسد ليس فقط في تعدد وتنوع المشكلات التي يعاني منها والحروب التي تفرضها العديد من الدول بحجة امتلاكها السيادة والقدرة على شن الحروب بزعم حماية مصالحها، ويكفي نظرة سريعة الى الساحة الدولية وما تعانيه من مواجهات بين الدول بحجج واهية لا تحقق أمنا ولا تفرض سيادة ولا ترسخ استقرارا في مناطق العالم المختلفة، بل على العكس تؤدي المواجهات الى انتشار سباق التسلح بين الدول والى انتشار وسائل جديدة اكثر تطورا وتعقيدا وزيادة لخسائر الحروب اكثر من اي وقت مضي خاصة بعد النجاح في توظيف الوسائل التقنية في الحروب وبشكل مخيف – تفجيرات البيجر في المواجهة بين ايران واسرائيل وربما هناك ما يمكن طرحه واستخدامة في الجولة التي قد تندلع بين الدولتين ربما خلال ايام ومن شأن ذلك ان يجعل العالم مكانا أقل أمنا واكثرخطورة اكثر مما سبق كما ان انتشارالحروب يؤثر بالسلب على حياة ونمط معيشة الشعوب وما تعانيه من مشكلات اكثر حدة وخطورة بما لا يقارن مع أي وقت مضى. وبدلا من ان يوظف العالم تقدمه العلمي والتقني لبناء حياة جديدة ومفيدة للبشرية فانه يوظف تقدمه للإضرار بحياة ومستقبل الانسان بكل ما يترتب على ذلك من مخاطر تلامس التهديد النووي المباشر وغير المباشر. جدير بالذكر ان الضعف الملموس للمنظمات الدولية والاقليمية وازدياد ضعف المنظمات الاقليمية والدولية مقارنة بما كانت تقوم به تلك المنظمات من قبل اضعف جوانب هامة ومؤثرة للدور الذي كان منوطا بها ومعلقا على الشرعية والمواثيق الدولية ومن ثم زاد من قوة الدولة وقدرتها على تحقيق ما تعتبره مصالح حيوية لها وتجرؤها على مبادئ القانون والشرعية الدولية الى الحد الذي تضاءل فيه دور المنظمات الدولية بشكل تجسد قبل أيام على سبيل المثال في منع الامين العام لأمم المتحدة جوتيريش من دخول اسرائيل على حد قول وزير خارجية اسرائيل لان جوتيرش لم يبادرالى انتقاد القصف الايراني لاسرائيل بعد اغتيالها حسن نصرالله ومن قبله اسماعيل هنية وهو ما توعدت اسرائيل بالرد عليه ووعدت ايران برد اقوى من الهجوم السابق مما قد يفتح المجال لحرب اقليمية تزعم اسرائيل وايران وكثير من الاطراف انها لاتريدها ولا تتمناها رغم ان سلوكياتها تدفع نحوها بشكل سافر الى حد بعيد بدافع الاطماع في اراضي وموارد الدول الاخرى وربما لاختلال موازين القوى بين الدول المعنية والشعوب هى التي تدفع الثمن في النهاية .

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بین دول المنطقة الدول الاخرى فیما بینها على ذلک من بین الدول اکثر من

إقرأ أيضاً:

برلمانية: مصر من أوائل الدول التي تبنت الأجندة التنموية الحضرية الجديدة

عبرت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، عضو الهيئة البرلمانية العليا عن حزب حماة الوطن، عن سعادتها لما شهدته العاصمة المصرية القاهرة من استضافتها لأعمال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي "WUF12" ، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يستمر حتي الثامن من نوفمبر الجاري ، كأول دولة تستضيفه في إفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة".

 

وقالت عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب في بيان لها اليوم، إن المنتدي الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر، بمثابة حدث استثنائي، نظرا لعدد  المسجلين والمشاركين فيه وعددهم 37 ألفا  و72 وزيراً وعشرات العمد والمحافظين ورؤساء البلديات من مختلف أنحاء العالم، بهدف تسليط الضوء على الإنجازات المصرية في التنمية المستدامة خلال العقد الماضي، وتبادل الخبرات والابتكارات لتحقيق مستقبل أفضل للمدن ووضع حلول لبعض المشكلات التي تواجهها  كأزمات المناخ والحلول المبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية وكذلك توطين أهداف التنمية المستدامة والتمويل المحلي وكذلك دور الحكومات المحلية في التنمية والسياسات الحضرية وجعلها مدن مستدامة ورفع جودة حياة سكانها .

 

وأشارت عضو الهيئة البرلمانية العليا عن حزب حماة الوطن، الي أهمية  المناقشات والموضوعات والمحاور المطروحة علي أجندة المنتدي العالمي وما شهدته جلساته من نقاشات مثمره، وهو الموضوع الرئيسي،"كل شيء يبدأ من النطاق المحلي، فضلا عن مناقشة ٧ موضوعات أخري عن أهم السياسات الحضرية الوطنية والدولية في التعامل مع تلك الموضوعات وهي السكن للمستقبل  والمدن وأزمة المناخ  و معاً أقوى وتمويل توطين أهداف التنمية المستدامة و العصر الرقمي المرتكز على الإنسان وفقدان السكن، منوهة الي وجود العديد من التجارب المصرية الناجحة في تلك الموضوعات التي لديها العديد من النجاحات لعمليات التنمية المستدامة الحضرية.

 

واكدت النائبة نيفين حمدي، أن استضافة  القاهرة للمنتدي الحضرى العالمى في نسخته ال12، كثاني مدينة إفريقية، تعد تتويجاً للجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي، وأثمرت عن تحقيق طفرة كبيرة فى مجال التنمية العمرانية بمختلف مجالاتها، فضلا عن أهميةالعاصمة القاهرة ويعزز من مكانتها كوجهة عالمية للنقاش حول كافة القضايا، بالإضافة إلي الرساله الأهم والتي تعكس التقدير الدولي لمدينة القاهرة التراثية والحضارية والتاريخية.

 

وعبرت نائبة حماة الوطن، عن  تطلعها بأن يسهم المنتدى الحضرى العالمى في الوصول إلي حلول وسياسات فعالة يتوافق عليها المشاركون لعدد من التحديات وابرزها أزمة السكن وتغير المناخ والمدن وتعزيز الوصول إلي تمويل الدول وكذا الخروج باستراتيجيات قابلة للتنفيذ لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية.



وتابعت نيفين حمدي قائله: "لديا الثقة في أن هذا المنتدى سوف يصبح قصة نجاح كبيرة"، وستشمل نتائجة وتوصياته إنشاء شراكات وتحالفات جديدة للنهوض بالتنمية الحضرية المستدامة، وتعزيز كل من الخطة الحضرية الجديدة للوكالة الأممية وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، وكلاهما يقترحان رؤية لمستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: أكاذيب جماعة الإخوان محاولات فاشلة للالتفات لهم مرة أخرى
  • عضو الحوار الوطني: وعي المصريين سد منيع ضد محاولات الإخوان لضرب استقرار المجتمع
  • الصحة العالمية: مصر من أولى الدول التي طبقت معايير منع ومكافحة العدوى
  • النائبة ميرال الهريدي: أكاذيب جماعة الإخوان محاولات فاشلة للالتفات لهم مرة أخرى
  • دفاع النواب: أكاذيب جماعة الإخوان محاولات فاشلة للالتفات لهم مرة أخرى
  • عضو بـ«النواب»: أكاذيب الإخوان الإرهابية محاولات فاشلة للالتفات لهم مرة أخرى
  • برلمانية: رفع وكالة فيتش التصنيف الائتماني لمصر يقلل مخاطر التمويل الخارجي
  • برلمانية: مصر من أوائل الدول التي تبنت الأجندة التنموية الحضرية الجديدة
  • صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق
  • المنفوخ: ليبيا تحتاج إلى تغيير السلطة التنفيذية والتشريعية والرقابية والقضائية