أغسطس 13, 2023آخر تحديث: أغسطس 13, 2023

المستقلة/- كرست المحادثات التي أجراها وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي مع نظيره الأميركي لويد أوستن ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحالفا إستراتيجيا بين البلدين يعزز دور الولايات المتحدة الأمني في العراق، ويسهم في “دعم استقراره” وتوطيد علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وتقول مصادر أميركية رافقت المحادثات إن نتائج المباحثات تجاوزت أغراض التعاون الدفاعي لتشمل تعهدات سياسية وأمنية واقتصادية، من المتوقع أن يتم إقرارها بصفة نهائية عندما يقوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بزيارة باتت منتظرة إلى واشنطن.

وتقف الميليشيات الشيعية الولائية ذات الثقل السياسي الأكبر في العراق عقبة أمام رفع مستوى الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة ، إذ لدى الحرس الثوري الإيراني نفوذ كبير في العراق، كما أن إيران تستعمل الأراضي العراقية لمناكفة واشنطن والعبور إلى سوريا.

وكانت الولايات المتحدة تعهدت خلال المباحثات التي أجراها الفريق المرافق للعباسي بتقديم المزيد من الدعم العسكري للعراق، بما في ذلك الأسلحة والمعدات والتدريب. ومواصلة التنسيق الأمني، والعمل المشترك للقضاء على داعش، وكذلك تعزيز الاستقرار في العراق، في إشارة إلى عزم واشنطن على ضمان منع تعرض نظامه السياسي القائم لهزات أمنية، وذلك في مقابل التزام بغداد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وتشكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها، خطوة أبعد من الاتفاقات الإستراتيجية التي تم التوقيع عليها في 27 يوليو 2022، خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، والتي شملت تعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع، ودعم العراق في جهوده لمكافحة الإرهاب، ودعم جهوده لبناء الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية وحماية حقوق الإنسان.

وتعد زيارة العباسي رفقة قادة عسكريين كبار إلى واشنطن هي الأرفع التي يقوم بها مسؤولون عراقيون للولايات المتحدة منذ تشكيل حكومة السوداني في أكتوبر من العام الماضي، حيث ضم الوفد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن عبدالوهاب الساعدي ورئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبدالأمير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الأول الركن قيس المحمداوي ومسؤولين كبارا آخرين.

والتقى العباسي والوفد المرافق له بالعديد من المسؤولين العسكريين الأميركيين، على رأسهم وزير الدفاع لويد أوستن ومساعدته سيليست واندر وممثلين أميركيين عن هيئة الأركان المشتركة ووكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي.

وفي إطار التفاهمات المعلنة الجديدة بين واشنطن وبغداد، اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الخطوة الأولى لأجل الإجابة على تساؤلات الكونغرس الأميركي حول كيفية تخطيط البنتاغون في التعامل والتعاون مع القوات العراقية لتعمل بمفردها، في ما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.

وكانت مسؤولة سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون دانا سترول أوضحت المعنى من هذا الهدف بالقول “نرغب بشراكة معهم كالشراكة التي لدينا مع الجيوش في بقية أنحاء المنطقة، وبذلك فإن القوات الأميركية لن تكون موجودة في العراق بالشكل الحالي الذي هي عليه الآن”.

وتقول تقارير أميركية إن نهج إدارة الرئيس جو بايدن تجاه العراق ركز بدرجة كبيرة على الحملة لإلحاق الهزيمة بداعش، ومع توجه التنظيم الارهابي إلى العمل السري، فإن واشنطن تسعى لجلب استثمارات اقتصادية إلى العراق للمساعدة في استقرار اقتصاده وتحقيق تقارب بينه وبين جيرانه الخليجيين، بما في ذلك الشراكات العسكرية.

ونقل موقع المونيتور عن السفيرة الأميركية في العراق إلينا رومانوفسكي قولها إن “الوقت قد حان الآن من أجل اغتنام هذه الفرصة، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني منفتح جدا على ذلك”. كما نقل عن سترول إشارتها إلى “وجود فرص لتسهيل اندماج العراق مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وإن ذلك يمكن تحقيقه أيضا من خلال التدريبات العسكرية والانخراط العسكري”.

وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن شبكات داعش التي تسعى لشنّ هجمات في العراق وسوريا، قد تم تقليصها لتتحول إلى تمرد منخفض المستوى مع قدرة محدودة على تنفيذ عمليات خارجية، مشيرين إلى تراجع بنسبة 64 في المئة في هجمات داعش في العراق خلال العام الماضي. وقال قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ماثيو ماكفرلين “نحن نركز الآن على بناء قدراتهم (الجيش العراقي) لتنفيذ أكثر من عملية واحدة في وقت واحد والبناء عليها في كافة أنحاء العراق”.

وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن جزءاً من مناقشات العباسي في البنتاغون كان الهدف منها تحديد المعايير المتفق عليها بشكل متبادل للانتقال إلى المرحلة النهائية لمهمة هزيمة داعش. ويرى الصحافي بيبر غانم أن “ضبط العراق لمنظومة القيادة والسيطرة في قواته المسلحة سيفتحان الباب واسعاً أمام تعاون مع الأميركيين، ولو تمكّن أيضاً من ضبط الميليشيات والحدود، سيتمكّن الطرفان من الذهاب بعيداً في علاقة عسكرية بين دولة إقليمية ونفطية ذات وزن، مع دولة لديها قوة عسكرية أكبر من كل دول أوروبا مجتمعة”.

ويضيف غانم “ينظر الأميركيون الآن إلى أن القوات العراقية هي قوات على قدرة جيدة في شؤون مكافحة الإرهاب، وسيكون التحدّي الكبير لدى الطرفين هو تحويل هذه القوة العسكرية العراقية إلى جيش يعمل مع الأميركيين في تحقيق أهداف الردع المدمج والأمن الإقليمي”.

وفي إشارة إلى سعة المجالات التي تناولتها المحادثات، نقل موقع “صوت أميركا” عن مسؤول في وزارة الخارجية القول إن المحادثات قدمت “إشارة إلى أن العراقيين يريدون منتجات أميركية ويريدون أعمالا تجارية أميركية، ونود أن نواصل توسيع مشاركتنا في مجال الطاقة، لاسيما في مساعدة العراقيين على بناء قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة لديهم”.

وكانت سترول قالت إن بلادها مهتمة بإقامة علاقة دفاعية دائمة مع العراق ضمن شراكة إستراتيجية لسنوات عديدة قادمة. وأضافت “هذا هو السبب في أن هذا الحوار بالغ الأهمية.. علينا أن نعمل مع العراقيين على صورة شاملة للاستفادة من تلك الموارد الدفاعية والأمنية”.

نقلا عن صحيفة العرب اللندنية

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.

واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.

خطر كبير

ومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.

في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.

ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.

أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.

ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.

وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".

ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.

ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.

ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.

الحقيقة الوحيدة

ويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".

وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".

ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.

ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.

مقالات مشابهة

  • تعرّف على العقل المدبر لأكثر الهجمات تعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق
  • القنصل الأميركي لدى أربيل: العلاقات الأميركية العراقية توجه دفتها نحو التعاون الاقتصادي
  • الفتح: واشنطن ملتزمة حسب اتفاقية بتأمين الأجواء العراقية من اي عدوان
  • القوات العراقية تحبط مخططاً إرهابياً خطيراً في كركوك شمال البلاد
  • مناقشات الورقة الأميركية تزيل العراقيل أمام عودة النازحين.. ومساهمة بريطانية باستحداث مراكز للجيش
  • الحكومة العراقية تدفع تعويضات لمتضررى أهالى سنجار من تخريب داعش الإرهابى
  • القوات العراقية تقتل عنصرين من تنظيم داعش في كركوك
  • نادى به الرئيس.. أمينة خيري: المجتمع يحتاج تطوير محتوى الخطاب الديني ومفهوم التدين
  • إدارة التوحش من داعش إلیٰ مليشيا آل دقلو!!
  • خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن