عودة ٣٠٠ مواطن ورحلات إضافية .. ولا مكان آمن
في ظل تطورات الأوضاع التي تشهدها لبنان واستمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، تقوم الدولة المصرية بجهود كبيرة في التواصل مع أبناء الجالية المصرية هناك والتنسيق مع من يرغب في العودة لأرض الوطن.
وفي هذا الصدد، أجرت الوفد حوارا مع الدكتور أحمد ياقوت رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج فرع لبنان، للوقوف على التطورات التي تحدث في لبنان والاطمئنان على أوضاع الجالية المصرية هناك.
حدثنا عن الأوضاع التي تشهدها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي الراهن؟
الحقيقة أن الأوضاع في لبنان سيئة للغاية وكل يوم الأمور تزاد سوءا فلا يوجد مكان أو منطقة في لبنان آمنة، وهناك أجندة ومخطط يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلي ولن يترك لبنان حتى ينفذها.
إسرائيل أعلنت عن هدفها فور دخولها الاراضي اللبنانية وهو توقيع معاهدة سلام مع لبنان لكي تضمن السلام من ناحيتها وإيقاف عمليات الضرب والغارات المتكررة من حزب الله عليها والمقاومة اللبنانية.
رؤيتك الشخصية لما يحدث في لبنان والسيناريو المتوقع لانتهاء تلك الأزمة؟
ما يحدث في لبنان والمنطقة بأكملها من وجهة نظري مخطط تم التخطيط له ودراسته طوال السنوات الماضية وبدأت إسرائيل منذ عام تنفيذه وبطريقة أسرع مما نتخيل، فالأوضاع في المنطقة بأكملها تتغير وفي حالة غير مطمئنة.
حدثنا عن أوضاع الجالية المصرية في لبنان جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم؟
بالطبع ما يحدث الآن في لبنان هو حرب مدمرة ولا يوجد مكان آمن في لبنان، ولكن الدولة والسفارة المصرية هناك تقوم بدور ومجهود كبير في توفير الحماية للمصريين وتوجيههم للمناطق الآمنة، خاصة وأن الجالية موجودة في كل مكان بلبنان حتى منطقة الجنوب والضاحية وهى مناطق يقع بها الضرب الآن، لذلك فور وقوع الأزمة تم توجيههم لمناطق آمنة إلى حد ما فكما ذكرت لا مكان آمن الان في لبنان.
كما أن هناك تواصلا مستمرا مع أعضاء الجالية المصرية في لبنان، وليس هناك خسائر في الأرواح أو إصابات بين أفراد الجالية المصرية، ولكن الوضع في لبنان سيئ للغاية ويزداد سوءا.
كم عدد المصريين المتواجدين في لبنان؟
عدد الجالية المصرية في لبنان يقدر بالآلاف وقبل فترة كورونا كان يصل العدد لأكثر من ٤٠ الف مصري، والجميع هناك يعمل ولديه حياة وعمل خاص به منذ سنوات طويلة.
ما الأسباب وراء تمسك بعض المصريين بالبقاء في لبنان رغم ظروف الحرب؟
بالطبع الموجود الآن في لبنان لديه عمله وحياته التي لا يستطيع تركها خلفه خاصة وأن هناك مصريين متواجدين في لبنان منذ سنوات طويلة ولديهم حياة هنا، ولا يعود إلا من تتواجد لديه الرغبة فقط، فالأمر مختلف عن أزمة أوكرانيا والسودان التي حدثت الفترة الماضية.
ماذا عن دور السفارة المصرية والدولة المصرية مع أبناء الجالية المصرية في لبنان؟
السفارة المصرية ووزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج تقوم بمجهود كبير في التواصل المستمر مع أبناء الجالية المصرية بلبنان، وفعلت جروبات «واتس اب» فور اندلاع الحرب على لبنان، فضلا عن تنسيقها مع من يريد العودة الى أرض الوطن وبالفعل تم تسيير اول طائرة لإعادة ٣٠٠ مواطن مصري طوعا الى بلده.
دور الاتحاد العام للمصريين في الخارج مع ابناء الجالية المصرية في لبنان فور وقوع الأزمة؟
نحن نعمل بكل جهد مع السفارة المصرية فضلا عن التواصل مع أبناء الجالية لإطلاعهم بكل ما هو جديد وتوجيههم والترتيب معهم لمن يرغب في النزول لأرض الوطن ، وهذا ليس بجديد فالرئيس عبدالفتاح السيسي عودنا دائما أنه لن يترك ابناء الوطن في الخارج تحت أي ظرف.
كيف تتم عملية التنسيق لعودة من يرغب من أبناء مصر في لبنان الى ارض الوطن؟
بسبب التصعيد والتوترات بلبنان أعلنت السفارة المصرية في بيروت عن إجراءات جديدة لتسهيل عودة المواطنين المصريين المتواجدين في لبنان، ودعت الراغبين في العودة إلى تسجيل بياناتهم عبر صفحة السفارة على «فيسبوك».
وبالفعل تم تسيير رحلة جوية من بيروت للقاهرة للراغبين في العودة للقاهرة، وكانت رحلة مجانية على نفقة الدولة وهذا بناء على توجيهات الرئيس السيسي ونقلت حوالي ٣٠٠ مواطن مصرى.
كما أن هناك رحلات إضافية يتم الإعلان عنها لعودة من يرغب طواعية إلى أرض الوطن، فلا يوجد عمليات إجلاء الأمور تتم بناء عن رغبة من يريد العودة، فأزمة لبنان تختلف عن الأزمات السابقة.
في النهاية حرب إسرائيل على لبنان ستنتهي أم مستمرة مثل ما يحدث في غزة؟
الأوضاع الفترة الجاية في لبنان ستشتعل للغاية، مثل أي سيناريو ستهدأ بعد ذلك الأمور، فمن وجهة نظري كل ما تريده إسرائيل تهدئة الأمور وضمان عدم خروج صواريخ من لبنان على إسرائيل مرة أخرى وتوقيع معاهدة سلام معهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للوفد رئيس الاتحاد الجالیة المصریة فی لبنان مع أبناء الجالیة السفارة المصریة فی الخارج ما یحدث من یرغب
إقرأ أيضاً:
مجازر جديدة بلبنان.. والصليب الأحمر يطلب 115 مليون دولار لدعم عملياته هناك
استشهد 25 شخصا وأصيب 14 آخرون في غارتين جويتين نفذها الاحتلال الإسرائيلي على بلدتين في وسط وجنوب لبنان، وفق وزارة الصحة ووكالة الأنباء الرسمية، الأربعاء.
وقالت وزارة الصحة، عبر بيان: "الحصيلة غير النهائية لغارة العدو الإسرائيلي على (بلدة) برجا (قضاء الشوف- وسط) ارتفعت إلى 20 شهيدا و14 جريحا".
وأضافت أن "عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض ما تزال مستمرة"، ما يعني احتمال ارتفاع عدد الضحايا.
ومساء الثلاثاء، أعلنت الوزارة في حصيلة أولية أن هذه الغارة أدت إلى "استشهاد 15 شخصا".
فيما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، صباح الأربعاء، بانتشال "جثث 5 شهداء" من تحت أنقاض منزل في بلدة الشهابية بقضاء صور (جنوب) استهدفته غارة إسرائيلية الثلاثاء.
وللمرة الأولى منذ بدء العدوان على لبنان، حلق منطاد عسكري إسرائيلي في أجواء بعلبك (شرق) الأربعاء، بالتزامن مع حركة نشطة لطائرات مسيرة في منطقة البقاع، وفق الوكالة.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وتواصلت الغارات الإسرائيلية صباح الأربعاء حيث أغار الاحتلال على ثلاث بلدات في منطقة الزهراني هي: البيسارية، عنقون والبابلية، وعلى بلدة عين قانا في منطقة اقليم التفاح، وعلى بلدتي عيتيت ووادي جيلو.
كما أغار طيران الاحتلال على مثلث بلدة ديرقانون النهر، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمحال التجارية، كما أغار على منزل في الحوش، بحسب الوكالة اللبنانية للأنباء.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و13 شهيدا و13 ألفا و553 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن "إسرائيل" جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
115 مليون دولار
وجّه الصليب الأحمر الدولي، الثلاثاء، نداء عاجلا لجمع أكثر من 115 مليون دولار للتعامل مع الاحتياجات المتزايدة في لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأفاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أنه أطلق مناشدة لجمع 100 مليون فرنك سويسري (115,8 مليون دولار) للمساعدة في تقديم مساعدات فورية وبعيدة الأمد لحوالى 600 ألف شخص متأثّرين بالعدوان.
وستخصص الأموال أيضا لدعم خدمات الإسعاف الحيوية التي يديرها الصليب الأحمر اللبناني في البلاد.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين الذي يزور بيروت حاليا إن "الاحتياجات الإنسانية في لبنان تتزايد يوما تلو الآخر".
وأضاف في بيان أن "الأموال التي تم جمعها في إطار هذا النداء ستسمح للصليب الأحمر اللبناني بمواصلة برامجه المنقذة للأرواح والوصول إلى عدد أكبر بكثير من الناس مع تأثير إيجابي بشكل أكبر بكثير".
وتابع أن "الاحتياجات هائلة. أحضّ المانحين المحتملين على القيام بكل ما في وسعهم للمساهمة".
وشدد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على أهمية زيادة المساعدات في ظل نزوح عدد كبير من الأشخاص واقتراب فصل الشتاء.
وأفادت مديرة عمليات الاتحاد في بيروت لوتي روبرت في بيان "نرى حاجة هائلة لسلع أساسية لمساعدة مئات آلاف الأشخاص الذين فروا من منازلهم".
وأضافت أن "العودة إلى منازلهم ليست خيارا في هذه اللحظة، إذ أن مناطق النزاع ما زالت خطيرة جدا. إضافة إلى ذلك، نشعر بالقلق على سلامة جميع العاملين في مجال الصحة بمن فيهم متطوعو الصليب الأحمر اللبناني، خصوصا في جنوب لبنان".
تأتي المناشدة بعدما جمع مؤتمر للمانحين استضافته باريس الشهر الماضي حوالى 800 مليون دولار كتعهّدات من أجل تقديم مساعدات في لبنان.
لكن الأمم المتحدة حذّرت الأسبوع الماضي من أنه ما زال يتعيّن تحويل هذه التعهّدات إلى أموال نقدية وحذّرت من أن نداء أمميا آخر لجمع 426 مليون دولار من أجل لبنان أُطلق قبل أكثر من شهر لم يموّل إلا بنسبة 17 في المئة.